المجموع : 3
إنَّ عَيْناً مِنْكُمُ قَدء ظَمِئَتْ
إنَّ عَيْناً مِنْكُمُ قَدء ظَمِئَتْ / قَدْ سَقاها الدَّمْعُ حَتَّى رَوِيَتْ
آهِ مِنْ وِجْدٍ حِديدٍ لَمْ يَزَلْ / وَعِظامٍ ناحِلاتٍ بَلِيَتْ
أنا وَالأظْعانُ مِنْ شَوْقٍ لَكُمْ / نَحْوَكُمُ أَعْناقُنا قَدْ ثُنِيَتْ
أَنْتُمُ الأَنْجُمُ مُذْ غُيِّبْتُمُ / بِسِوَى أَنْوارِكُمْ ما هُدِيَتْ
ساكِنِي الفُسْطاطِ لَو أَبْصَرْتُكُمْ / جُلِيَتْ مِرْآةُ عَيْنٍ صَدِيَتْ
أَوْ أَعادَ اللَّهُ شَمْلي بِكُمُ / سَعِدَتْ آمالُ نَفْسِ شَقِيَتْ
إنَّ أَرْضاً أَنْتُمُ سُكَّانُها / غَنِيَتْ عَن أَن أَقولَ سُقِيَتْ
فَوُجوهٌ كِرِياضٍ أَزْهَرَتْ / وَرِياضُ كَوْجوهٍ جُلِيَتْ
بِأَبي مِنْكُمْ غَزالُ مُهْجَتي / بِظُبى أَلْحاظِهِ قَدْ غُزِيَتْ
ساحِرُ الأجْفانِ أَلْوَى وَعْدَهُ / فَهْوَ كالأصْداغِ لَمَّا لُوِيَتْ
بَلِّغِيهِ يا نَسيمَ الرِّيحِ عَنْ / مُهْجَةِ الْمُشْتاقِ مإِذْا لَقِيَتْ
إنَّ أَسْرارَ الْهَوَى ما نُشِرَتْ / وَمَلابِيسَ الضَّنى ما طُوِيَتْ
وَلَقَدْ كانَ لِنَفْسي جَلَدٌ / وَأراها اليَوْمَ فِيهِ دُهِيَتْ
لِيَ عُذْرٌ فِي النَّوَى عَنْ أَرْضِكُمْ / فَسَقَتْها أَدْمُعي إِنْ رَضِيَتْ
إِنَّما خِدْمَةُ مُوسى جَنَّةٌ / عِنْدَها أَوْطَانُنا قَدْ نُسِيَتْ
مَلِك مُذْ جُرِّدَتْ هَيْبَتُهُ / أَغْمَدَ الأسْيافَ حَتَّى صَدِيَتْ
هُوَ فِي الْهَيْجاء نارٌ تَلْتَظِي / وَهُوَ فِي السَّلْمِ جِنانٌ جُنِيَتْ
لا يُبالِي أنْ خَلَتْ أكْياسُهُ / وَلَهُ الأرْضُ بِشُكْرٍ مُلِئَتْ
خُذْ أحاديثَ عُلاهُ إِنَّها / بِأسانِيدِ مَديحِي رُوِيَتْ
قامَ بِالدُّنْيا وَبِالأُخرَى مَعاً / فَهْيَ ضَرَّاٌت بِهِ قَد رَضِيَتْ
حَسَنُ الظَّاهِرِ لِلنَّاسِ وَلِلَّ / هِ مِنْهُ حَسَناتٌ خَفِيَتْ
يَخْضَعُ الجَبَّارُ مِنْ هَيْبَتِهِ / وَالرَّعَايَا فِي حِمىً قَدْ رُعِيَتْ
يا مَليكَ الدِّينِ وَالدُّنْيا وَيا / صَفْوَةَ المَجْدِ الّتي قَد بَقِيَتْ
وَيْحَ أَعْدائِكَ بَل وَيْلٌ لَهُمْ / مَعْشَرٌ أَبْصَارُهُمْ قَد عَمِيَتْ
كُلَّ يَوْمٍ لَكَ فِي أَكْبادِهِمْ / بِمعالِيكَ جِراحٌ دَمِيَتْ
الزّمان سعيد مواتي
الزّمان سعيد مواتي / والحبيب حلو رشيّق
والرّبيع بساطه أخضر / والشّراب أصفر مروّق
والنّسيم سحر تنفّس / عن عبير أو مسك إِذْفر
والغصون تخال ندامى / من سلاف الغيم تسكر
والغدير يمدّ معصم / ينجلي فِي نقش أخضر
والهزار يعمل طرايق / فِي الغنا مزموم ومطلق
هات يا ساقي الحميّا / إنَّ نجم اللّيل غرّب
من يكون البدر ساقيه / كيف لا يشرب ويطرب
أنت والأوتار والكاس / للهموم دوا مجرّب
لا تخاف الصبح يهجم / دع يجي ويركب أبلق
ذا قبس أخي فِي يدّك / أو فصوص ياقوت أحمر
لا تقرّبها لخدّك / تشتعل بالنار وتسكر
خجلت من نور وجهك / إِذْا رأت أجل منظر
والحباب باهت لثغرك / من حياه يعوم ويغرق
ذا الميلح فِي الجنّة سيدو / وأنا مسكين فِي جهنّم
آه عَلى قبلة فِي جيدو / وأخرى فِي ذاك الفميّم
لو ترى حمرة خدودُ / وعذاره النمنم
كان ترى ثوب أطلس أحمر / معدني بأخضر معتّق
يا نديم اسمع نصيحا / لا تنام ما دمت تمكن
الصباح ومثله فِي الكاس / ما ترى ما أبهج وما أحسن
والشقيق حمرا فِي صفرا / كأنه رايات شاه ارمن
ملك تخال جماله / ما خلق وليس يخلق
الكرم والعفه والباس / عندك أبا الفتح موسى
الأسد إِذْا تنمر / والعدو يخال فريسا
لم يدع فِي الدنيا يذكر / لا صليب ولا كنيسا
وكسا الإسلام جلاله / إن ذا أسعد موفق
ورشيقة المعاطف / رأتو بين السناجق
والغبار تخال غمائم / والسيوف تخال بوارق
وسنا جبينه يرمي / بشعاع عَلى الخلائق
زعقت حرام زوجي / والنبي غدا نطلق
قُلْ لأَحبابِي كَسَوْنِي الأَرَقَا
قُلْ لأَحبابِي كَسَوْنِي الأَرَقَا / ماتَ صَبْرِي فَلَهُمْ طُوْلُ البَقَا