المجموع : 39
عُلَّقَتْهُ والصِّبا غض الأديمْ
عُلَّقَتْهُ والصِّبا غض الأديمْ / مهمل الوفرة من آل تميمْ
يحسنُ التاجُ على مفرقهِ / ناشراً في يوم بؤسٍ ونعيم
يُنهل الصعدةَ من أقرانه / ويلبي طارق الليل البهيم
رتبٌ غادرنه ذا شغلٍ / بهواها عن هوى ظبيٍ وريم
فالعُلى والقلب من همته / بين إِعمال رويٍّ ورسيم
وعلى الأحياء دينٌ فادحٌ / أوسع الدهر به مطلُ الغريم
كلما طولعَ حالت دونهُ / سورة المقدار لا بأس الخصوم
يا لقومي من نزار غارةً / تخلطُ القوم بريئاً بسقيم
تعجل الفارس عن تحصينه / وجريح القوم عن شد الكلوم
فبعيدٌ دركُ المجدِ ولم / أحمل النفس على الهول العظيم
وأثير النَّقع من أنديةٍ / يعبقُ المندلُ فيها بالنسيم
بمامين صباح كشموسٍ / وخناذيذَ جيادٍ كنجوم
عاديات ترجفُ الأرض لها / برجال مثل حنَّان الصَّريمْ
يوم لا حسن الغواني شافعٌ / عند ذي الطعن ولا ودُّ الحميم
واشتجار الضرب من حرَّته / مذهل الأمِّ عن الطفل الرؤوم
وسليم الفلِّ ملقٍ نفسه / فترى كل سليمٍ ككليم
اضعف الروعَ قواهم فاغْتدى / عَسلانُ الرمح في ساق الهزيم
أنا بالروع كفيل والعُلى / كافلاتٌ لي بالملك العقيم
وبنو الزوراء من هزلهم / شُغلوا عن حمل أعباءِ الهموم
حسبوا أني منهم مثلما / صحَّف القوم رجيماً برحيم
لستُ بالكلِّ على حيكمُ / مُنْصلُي ماضٍ وبيتي في الصميم
أن ذا الأعواد مني لأبٌ / باذل الرفد ومناعُ الحريم
ضارب القبَّة للاجي وقد / أخذ الضيمُ بأطواق المضيم
حين لا أمر نبيِّ طاعةٌ / توجب الحُكم ولا فتوى العليم
من لخيلي أن تُرى مبثوثةً / أُمَمً الحي تمطَّى بالشكيمْ
توسع الأعداء طرداً مثلما / طرد الفقر فتى عبد الكريم
لمن الخيلُ كأمثالِ السَّعالي
لمن الخيلُ كأمثالِ السَّعالي / عادياتٍ تتمطَّى بالرجال
ماعجاتٍ بغَطاريفِ وغىً / جلبوا الموت بأطراف العوالي
حَظَرَ الغِمْرُ عليهم دَعَةً / فأباحوا غارةَ الحيِّ الحِلالِ
لغلامٍ هَتفَ المجدُ به / فهفا يَفرعُ غايات القِلال
حالفَ الدَّهر بأيْمانِ العُلى / ليلُفَّنَّ رِعالاً برعالِ
ويعيدُ الصُّبحَ ليلاً بمثارٍ / من عجاجٍ ونجومٍ من نصال
فاتَّقوا وثْبة ليثٍ خادرٍ / أكلُهُ الموتُ إذا يُدعى نَزالِ
ففؤادي من أذى مصركُم / شارةٌ أودى بها كرُّ النبال
كلما أوسعتُ حلمي جاهلاً / أوسع الجهلُ له فحشَ المقال
كل يوم حسنُ صفحٍ مُطْمِعٌ / يُشْمتُ الفتك بلين الإِحمال
يا بني الأشعار كفُّوا سَفهاً / واقْتصروا أنَّ بنا مُجْدَيَ عالِ
فالقوافي لكمُ مُسترزقٌ / ومطايا أملي نحو المعالي
لكم البُلْغة من مكسبها / وليَ الحالان من مجدٍ ومالِ
أنني مَلْكٌ وأنتم سُوقةٌ / فات وقت النِّيب تجليح الرئالِ
وإذا شاردةٌ فُهْتُ بها / سبقت مرَّ النُّعامى والشَّمال
توميءُ الأيدي إذا لُحْتُ كما / أومأتْ غِبَّ صيامٍ لهلال
أنني سلمٌ لمن سالمني / وفتى الروع لمن رامَ قتالي
عزَّ بأسي أن أرى مضطهداً / وأبي لي غربُ عزمي أنْ أبالي
دارمٌ جدِّي ومني حاجبٌ / ولقيطٌ والزَّميع ابن عِقال
ودفينٌ مُلجيء الجاني إذا / أسْلمتهُ ذممُ الصيدِ المَوالي
معشر حازوا المعالي بالظُّبى / وأذلوا الصعب بالسمر الطوالِ
كعَموا شاحيةَ الضَّيم وقد / فغرتْ للشرِّ أفواهُ الليالي
واستمر الخطبُ إذا ها هوْابه / حائراً يخطب في قعر الضَّلال
صُبُرٌ أن هجهج الخطبُ بهم / بسطُ الأيمانِ غُرانُ المجالي
تشتكي ليلاً وصُبحاً سُمرهمْ / ثغرُ الصيد ولبَّاتُ المَتالي
دعُ هذاءً ولِعَ القومُ به / جَلَّ هذا المجدُ عن قيلٍ وقال
لا كرىً أو أبعث الخيل ضُحىً / كالدَّبى زفزفهُ عصفُ الشمال
آخذاً حقّاً لواني زمني / بمقاديمَ إلى الطعن عِجال
لا تلمني في شقائي بالعُلى / رغدُ العيش لربَّاتِ الحجال
أنني في المجد أعصي عاذلي / كظهير الدين في بذل النَّوال
قاتل المَحْل إذا عزَّ الحَيا / بصدوق الشيم مستن التَّوالي
بسحوحٍ من نَدى راحتهِ / يغمرُ المعدومَ من غير سُؤالِ
يلمعُ البشرُ على أرجائه / لمعانَ البرق في الجَوْنِ الثِّقال
سيف عزٍّ زانهُ رونقهُ / فهو بالطبع غني عن صِقالِ
أسدٌ يقتل بالخوف العدى / فهو بالزأر غنيٌّ عن صِيال
كلما كفكف من وثبتهِ / ذهب الخوفُ بألبابِ الرجال
فاصلٌ للحكم لا يُجزهُ / شغبُ الخصْم ولا طولُ الجدال
لو تَلا حجته في مَعْركٍ / صرع الأبطال من غير نزال
كرمٌ كالغيث يهمي وَدْقُهُ / للمفاليس وحلمٌ كالجبالِ
فطلوبُ الرزق يحدو بشمالٍ / وجهولُ الحي يحدو بثَفالِ
يسهرُ الليل بعيداً صبحهُ / طاهرُ البردةِ من عيب الفِعالِ
فالمعالي جذلاتٌ بالوصال / والغواني باكياتٌ للتَّقالي
وإذا أوجَفَ في طِلبته / هَدم العيسَ بإدمانِ الكَلالِ
أينما حلَّ الوزير المُرتجى / عارضٌ هامٍ سريعُ الإنهمال
وارثٌ للفخر من أشياخهِ / أخذ بِجالاً عن بِجال
قرَّبا مني حسامي وجوادي
قرَّبا مني حسامي وجوادي / وانظرا صدق ضِرابي وطِرادي
ودعاني من أحاديث الهوى / فالعُلى بين عنانٍ ونجادِ
أن بري جسمي سقامٌ عارقٌ / فبحب المجد لا حُبِّ سُعاد
لقحتْ حربُ بني فاعلةٍ / جهلوا حقِّي ولم يرعوا ودادي
فظُبى البيض وأطرافُ القَنا / طالباتُ الثأر من نحرٍ وهادِ
وعلى الحي ديونٌ جمَّةٌ / من سفاهِ واعتراضٍ واضطهاد
نطقوا لا نطقوا في فارعٍ / رفعَ الفضلَ إلى السبع الشداد
نَقموا منه عُلاً أحرزها / والصِّبا اغيدُ مُخضرُّ المَراد
بأس مطرور الشَّبا تشفهُ / كلِمٌ تسخرُ من قُس إياد
ووراء الضَّيم نفسٌ مِرَّةٌ / تستلين العزَّ في خرط القتاد
كلما ذدتُ حسامي عن عِديّ / ولجَ الضيمُ بتأخير ذيادي
طلباً لليوم ريَّانِ القَنا / كأسيَ الآفاق مِبْطان السيادِ
ينجلي نقعُ وغاهُ في الضُّحى / عن وساد التُّرب أو مُلْكِ البلاد
كرِّرا لحظكما في عارضٍ / لبي الصبحُ به ثوبَ سَواد
يلمعُ البارقُ من حافاته / بدلاصٍ ونصالٍ وصعادِ
مستهلُّ القطر لكن ماؤه / حلبُ الأوداج لا صوبُ العِهاد
ملأَ الخرقَ رجالاً وقَناً / وجياداً مثل مبثوثِ الجراد
واستمر الطعنُ حتى فُجعتْ / ذُبَّلُ الخطي بالرزقِ الحداد
وأتى الضَّربُ درِاكاً مثلما / رادفَ الجودَ عليُّ بن طِراد
أسد يُخشى وغيثٌ يُرتجى / في غنى مُقْوٍ وإرغامِ مُعادِ
يقصُ الأُقران من غير زئيرٍ / ويسحُّ الجودَ من غير رِعادِ
حاملُ المُغْرم خوَّاض الوغى / قاطعُ الليلةِ من غير رُقادِ
مستمرُّ الطعم مستعذبهُ / حين يُبْلي في خصامٍ وودادِ
آسرُ الألباب من أكمامه / وهو للمأسور يوم الحرب فادِ
حاز قولي شرف الدين الرِّضا / فاصطفى أسبقهُ يوم التعادي
فلباقي القوم سوقٌ وحوامٍ / وله الأعناق من هو الهوادي
نصعَ الشعر وقد أهديتهُ / سالم اللَّفظ إلى الخِرْقِ الجواد
لكريمٍ هاشميٍّ نَجُرُهُ / سَبَلُ الجود وإجراء الجياد
من أناسٍ كان من عاداتهم / محمدُ الأفعال في حربٍ ونادِ
غُلُبُ الأعناق صيدٌ نُبُلٌ / أهلُ إسراءٍ وأحلافُ سُهاد
بلمامٍ جُعْدةٍ غيرِ سِباطٍ / وأكفٍّ سبْطةٍ غيرِ جَعاد
يطرق الأَضياف منهم في الدُّجى / كل سامي النَّار مرفوع العِمادِ
لَهْمِمٌ من مسعاته / قاب قوسين وارشاد العباد
وجري البأس أبلجُ جَمٌّ علمهُ / نازلٌ في كل ثغرٍ بسداد
شرفُ الدولةِ بحرٌ زاخِرْ
شرفُ الدولةِ بحرٌ زاخِرْ / وهِزبرٌ كلما صالَ هَصَرْ
يُمسكُ الغَيْثُ ومن راحَتهِ / صَيِّبُ المعروف في المَحْل دررْ
وإذا يُسْألُ مَنْ فارسُها / يومَ تحطيم القنا قِيلَ عُمَرْ
مَلكِ بَرٌّ بمنْ يَسألُه / وهو بالمُذنب ذي الجُرم أبَرْ
لا يَحُلُّ الجهْلُ من حَبْوتِه / كلما ناوشهُ الخطبُ وقَرْ
خَشن النَّجدةِ لا كِبْرٌ به / لينُ الملمسٍ من غيرِ خُوَرْ
لا أهَنِّيهِ بتجْديدِ عُلاً / كل فخر بعُلاهُ يَفْتَخِرْ
يا لقومي من تيميٍ دعْوةً
يا لقومي من تيميٍ دعْوةً / لكثير الوتْرِ موفور الأحَنْ
جَرِّدوها شُزَّباً سابِقةً / تمْلأ الأرضَ سِلاحاً وجُننْ
لمغارٍ تَحسَبُ الصُّبْحَ به / جُنْحَ ليلٍ من مُثارِ النَّقْعِ جَنْ
كلَّما عَفِّرَ طِرْفٌ فارساً / عكفَ الطِّرْفُ عليه وصَفَنْ
وَلج الضَّيْمُ إلى مَنْ عِزُّكمْ / بين فَتْكٍ من يديه ولَسَنْ
فكلامي نَهبُ مَنْ يَجْهلُهُ / مِدَحٌ تُزْجى ومنْزورٌ يُمْنْ
مُطْمعي في مدْحهمْ زينتُهم / تلْكُمُ الزينةُ خضراءُ الدِّمَنْ
كلُّ حِلِّ العِرْضِ محمي الثَّرا / لا ينالُ المجدَ ما عاشَ ولَنْ
طيَّبَ الذمَّ لهُ حُبُّ الغِنى / فاستمرَّ العِرْضُ منهُ ومَرَنْ
صبِّحوا المُدْنَ بها مَبْثوثةً / فتكةً تبقى حديثاً في الزمنْ
وخُراسان فَصَوْناً ضافياً / أنها أرضُ علي بن الحسن
أرضُ خِرْقٍ مُتْلفٍ ما يحتوي / جعلَ الأموالَ للحمدِ ثَمَنْ
ساكبُ الجودِ إذا عَزَّ الحَيا / ببنانٍ كلما سيلَ هَتَنْ
أبْلَجُ الوجه نقيٌّ عِرْضُهُ / طاهِرُ البُرْدةِ عن مسِّ الدَّرنْ
عاقِرُ الكُومِ على ضِيفانهِ / عامَ لا يُنْقَعُ عَيْمانُ اللبنْ
مُستريح الرِفْدِ ما في جُودهِ / كدَرُ المَطْلِ ولا شَوْبُ المِنن
في ابتذال المال بحرٌ زاخرٌ / يقتلُ الجدبَ وفي النادي حَضَنْ
شرفُ الدين الذي إحسانُه / في الورى أحيا كريماتِ السُّننْ
همَّة مالكةٌ أوقاتهُ / منعت مُقْلتهُ طيبَ الوسَنْ
لوذعيُّ القلبِ لا تخدعهُ / رِيبُ الشك ولا رجْمُ الظنن
ينطقُ الغيبُ على مقْولهِ / بالذي كان من السرِّ كَمَنْ
قاطنٌ ما سَدِكَ العزُّ به / فإذا ما آنسَ الضَّيْمَ ضَعنْ
نعمَ مُعلي النارِ في ديمومةٍ / وأخو الجودِ إذا شحَّ الزمن
أبداً يفديكَ من كل رَدىً / ألْكَنُ المِقْوَلِ إنْ قال لَحنْ
باخلُ الخاطِرِ والكفِّ معاً / يحسبُ البذل عن العِرض غَبنْ
شرفتْ نفسكَ حتى عظمتْ / عن حلول الجسم أو سكنى البدن
واحْتواكَ الوجدُ بالمجد فما / قادكَ الشوقُ إلى الظَبي الأغَنْ
أيها النَّدْبُ الذي إحسانُه / طَيَّبَ الغُربة لي بعد الوطن
كل عامٍ للورى عيدٌ به / يُقْتلُ الهَمُّ ويُغْتالُ الحَزَنْ
ولنا من كل يومٍ ينقضي / بك أعْيادٌ من الفِعْل الحسن
فهناكَ الصَّومُ والإفطارُ ما / قرْقرَ القُمْرُ على رأسِ فَنَنْ
نكِّبا صمتي وخافا صخبي
نكِّبا صمتي وخافا صخبي / لا ركبتُ الخيل إنْ لم أغضبِ
واحذرا آخرَ حِلْمِي إنما / لَهْذَمُ الذابلِ أقصى الأكعبِ
واذَنا للقول من معدنه / إنَّ جِدَّ القولِ غيرُ اللعبِ
وانظُراني وانظرا الحاسد لي / فمع اللَّحظِ زوالُ الرِّيبِ
أحرزَ المُوجِفُ غاياتِ العُلى / والمُجاري عاثرٌ في الخَبَبِ
يا رُواة الشعر لا ترووهُ لي / فبغير الشعر شيدتْ رتبي
ودعوه لضعافٍ عِيُّهُمْ / مانعٌ عنهم زهيدَ المكْسبِ
وَرَدوا الفضْلَ وما بَلُّوا به / مِسْمعاً والشربُ غيرُ المشربِ
كل غمرٍ وكِلٍ في عيشهِ / عاجزٍ عن شرفٍ في نصبِ
ذلَّ حتى إن بدا لم أكترث / أوْ عَوى مُجتهداً لم أُجب
إنْ يُبحْ قولي يوماً أرَبي / فلقد أحْمي بسيفي حسبي
لستُ بالقاعد عن مكرُمةٍ / وأبو رغْوان ذو المجد أبي
عفِّروا للسلم من أوجُهكم / إنها خيلُ حكيمِ العربِ
قبلَ يومٍ هامُه في صُعُدٍ / حيثما أبْدانُه في صَبَبِ
يعسلُ الذِّئبُ إلى معركهِ / شايمَ الأرزاقِ عند الثعلبِ
قد حويتُ السُمَّ والشَّهدَ معاً
قد حويتُ السُمَّ والشَّهدَ معاً / بالنَّدى والبأسِ في لونِ مِدادِ
وفضلتُ الجنسَ اِذْ يُكتبُ بي / مَدحُ مولانا عليِّ بن طِرادِ
يا بهاءَ الدهْرِ والدِّي
يا بهاءَ الدهْرِ والدِّي / نِ ومجموعَ المعالي
والذي أحْرَزَها سَعْي / اً ببأسٍ ونَوالِ
والذي يَحْطِمُ بالآ / راءِ أطْرافَ العَوالي
والذي يفْضُلُ من اِقْدا / مِهِ مَرَّ النِّبالِ
حاسِدا بأسِكَ والحِ / لمِ بسَلْمٍ ونِزالِ
عاصفاتُ الزَّعْزَعِ والهوُ / جُ وأطْوادُ الجبالِ
أنتَ سَيفٌ بالنُّهى والعِلْ / مِ والمعروفِ حالِ
وجَوادٌ أحْرزَ السَّبْ / قَ بشدٍّ مُتَوالِ
غادَرَ السُبَّقَ أنْضا / ءً لِبُهْرٍ وكَلالِ
ملأَ العصر بل الدهر عُلاً
ملأَ العصر بل الدهر عُلاً / ثابتُ الحبوةِ طيَّاشُ القلمْ
يُظهرُ النَّصرَ لمُستصرخهِ / فاذا ما بذلَ الجودَ كَتمْ
وقَطوبٌ لأحاديثِ الخَنا / فاذا ما قطَّبَ الخطبُ ابتسمْ
بِشْرهُ والجودُ من راحتهِ / كاشفاً لَيْلَىْ حُظوظٍ وظُلَمْ
حَسدَ الطودُ مزايا حِلْمهِ / مثلما تحسدُ جَدْواهُ الدِّيمْ
قاتلُ الأقْرانِ في معْركَةٍ / وبيوم السلم قتَّالُ العَدمْ
تشتكي ليلاً وصُبحاً سيْفهُ / هامةُ الذِّمْرِ وحمْراءُ النَّعَمْ
فالمقاري وبَراكاءُ الوَغى / مُلئا منهُ سَديفاً وقِمَمْ
وبعيدٌ عن رِما أعْدائهِ / وهو في الودِّ على البُعْدِ أمَمْ
ذو حياءٍ حابسٍ مَنْطِقهُ / فاذا جادلَهُ اللُّدُّ خَصَمْ
أحْمدُ الخير اذا سمَّيتهُ / شرفُ الدينِ اذا المجدُ وسَمْ
فوقاهُ اللّهُ أسْبابَ الرَّدى / ما هدى السَّفْرَ إِلى الماءِ عَلَمْ
هو في ناديه طوْدٌ راسِخٌ
هو في ناديه طوْدٌ راسِخٌ / فاذا خاضَ وغىً كانَ حُساما
يُشْرِقُ المجدُ على أعْطافهِ / لمعانَ الشمس تستغشي الغَماما
نارُ بأسٍ فاذا سالمْتهُ / عادَ ذاكَ الوْقدُ برداً وسَلاما
بِشرهُ المشفوعُ منه بالنَّدى / يكشفُ اللَّيلينِ حَظّاً وظَلاما
يأرَجُ الدْهرُ بِرَيَّا نشْرهِ / فيفوقُ الحمدُ أنفاسَ الخُزامى
يكْفهِرُّ الخطبُ في سورْتهِ / فيفلُّ الخطْبَ طَرداً وابتساما
ويعيشُ الثَّبْتُ في حَبْوتهِ / فتُلاقيهِ ثبيراً وشَماما
شرفُ الدينِ سَحابٌ ساكبٌ / حين يُمسي العارضُ الجوْن جهاما
أوحَدُ الأيام في مفْخرهِ / فاذا استصرختهُ كانَ لُهاما
لم يزلْ سَمّاً ذُعافاً في العدى / ولمَنْ والاهُ ماءً ومُداما
يا مُعِزِّ الدولةِ اسمعْ غُرَراً / أحسنتْ منكَ مَديحاً ونِظاما
قادها الودُّ بأسبابِ النُّهى / لمحلٍّ جَلَّ قَدْراً ومَقاماً
عضُد الدينِ مُشارُ ال
عضُد الدينِ مُشارُ ال / دَّهْرِ مُختارُ الاِمامِ
فارسُ اليومينِ مِن جَدْ / ب وحربٍ ذي قَتامِ
بالنَّدى والبأسِ هامٍ / عِندَ مَنَّاعٍ مُحامِ
كَسحوحِ الوابلِ الها / طِلِ أوْ حَدِّ الحُسامِ
يا وشيكَ الجودِ والعُرْ / فِ بَطيءَ الاِنتِقامِ
وجَريئاً وهو في الحِلْ / مِ كَرَضْوى وشَمامِ
والذي أحْرزَ كلَّ ال / مَجْدِ في سِنِّ غُلامِ
عِشْ مَدى الدهْرِ مُطاعَ / الأمْرِ محمودَ الدَّوامِ
فاللَّيالي فاخِراتٌ / بكَ في كلِّ مَقامِ
بكَ يَخْتالُ ويُزْهى / كلُّ عامٍ بعدَ عامِ
ويُهَنَّى بكَ حتَّى / شَرَفُ الشَّهْرِ الحَرامِ
خفِّضا لا موتَ اِلا بأجَلْ
خفِّضا لا موتَ اِلا بأجَلْ / واحذراني سَبَقَ السيفُ العذلْ
ورِدا بي كبَّةَ الخيلِ ضُحىً / لضرابِ الهامِ أو طعنِ المُقَلْ
واذكراني بتراتي انما / هُدْنةُ الحَيِّ رياءٌ ودَخَلْ
لا تَظُنَّا ضَحِكي عن طَربٍ / فالسَّنا يُخْبرُ عن فرْط الشُّعل
ضِقتُ ذرعاً ببني اللُّؤمِ فما / تَركَتْ شكوايَ للشعر غَزلْ
وغَدا ترتيلُ ذمي لهمُ / شاغِلَ القولِ عن الثَّغر الرَّتلْ
مِلءُ اُهْبِ القومِ اِنْ فتَّشتها / يا أخا سُفْيانَ كِبْرٌ وبَخلْ
جهلوني والعُلى عارفةٌ / بمقامي في نِزالٍ وجَدَلْ
واطْمأنَّتْ لهم عُلويَّةٌ / دونَ أقْصاها من المجْد زُحَلْ
فتولَّوا ثُمَّ قالوا فَشِلٌ / ولأمِّ القائِل الزُّورَ الهَبَلْ
يُغْمدُ الصارمُ حتى يُنتضي / ولا يُجَمُّ اللَّدنُ حتى يُعْتَقَلْ
ومن العَزْمِ أناةٌ فاصْطبِرْ / لصروِ الدهر والخطبِ الجَللْ
ليس فرطُ الصبر مني دِلَّةً / بل رويداً يلحقُ الهَيْجا حَمَلْ
يسكنُ الراشقُ في نزْعَتهِ / ورواءَ الرَّشْقِ طيَّارٌ عَجِلْ
كيف يعدو العزمُ مَنْ آباؤه / منْ تميمٍ صفْوةُ المجدِ النُّبُلْ
المَطاعيمُ إِذا عَزَّ الحيَا / والمَطاعينُ إِذا جَدَّ الوَهَلْ
والمَقاديمُ إِذا هيبَ الرَّدى / والمساميحُ إِذا الجدْبُ أظَلْ
غُلُبُ الأعْناقِ فيهم صَيَدٌ / يُلْحفون الأرض هُدَّابَ الحَلل
بين خوّاضِ غِمارٍ باسِلٍ / ومُطاعٍ في نديٍّ مُحْتفِلْ
لا ترانا غُفُلاً عن نجْدةٍ / لا ولا فينا عن الضَّيْفِ كَسَلْ
طالَ اِجمامي عن شأو المَدى / واذا يُرتبطُ الطِّرْفُ صَهلْ
ولقد مَلَّ مُقامي أسْرتي / جارَ بغدادَ ومثْلي لا يُملْ
فشِموا عارضَها مُبْتسماً / عن ظُبى البيض وأطرافِ الأسلْ
دانيَ الهيدبِ عُلْويَّ المَدى / حالكاً يغدو له الظُّهْرُ طَفَلْ
راعِداً ما ارتفعَ الطَّرْد به / فإذا ما ارتفعَ الضْربُ هَطَلْ
في عيونِ الحُمْسِ منه شَوَشٌ / وعيونِ الخيلِ فيهنَّ قَبَلْ
يكْلَحُ الموتُ على أرْجائهِ / بِلدانِ السُّمُرِ فيهنَّ خَطَلْ
كلما لاحظه سِيدُ المَلا / عاسِلَ الأرْماحِ للطَّعن عَسَلْ
تختلي سُبَّقهُ ما لَفظتْ / بيضُه من رَجِلٍ قبل النَّفَلْ
حيث لا الضرب اختلاساً في الطُّلى / للغَطاريفِ ولا الطَّعْنُ غَلَلْ
يومُ عزٍّ اشْبهتْ نُصْرتُه / نصر عز الدين للجار الأذَلْ
باذلُ الجودِ ومنّاعُ الحِمى / لنزيلٍ خافَ أو ضيفٍ نزَلْ
والذي يَحْسدهُ عندهُما / ساكبُ الدِّيمةِ والعَضْبُ الأفلْ
فإذا أنْجدَ أو جادَ جَرتْ / أرضُه للقوم بأساً ونِحَلْ
راسِخٌ يحلُم في حَبْوتهِ / فإذا ما ركبَ العزْمَ قَتلْ
زُرَّ بُردْاهُ على ذي خَطَرٍ / مُحْمَدِ الصُّحْبةِ مأمون الزَّلل
فَرعَ المَجْدَ غُلاماً يافِعاً / فأبى اِلا الأعالي والقُلَلْ
ناصفُ المِئْزرِ من كسب العُلى / وهو في الحي سَحوبٌ ورَفِلْ
بِشرهُ والسَّهْلُ من أخْلاقهِ / أغْنَيا ضيفانهُ عن َحيَّهَلْ
فاعِلٌ غيرُ قَؤولٍ فإذا / قال خيراً لُمِرجيِّهِ فَعلْ
قائِلٌ يَسْحرُ منْ ايجازهِ / فاذِ أسْهب فالسحرُ الأحَلْ
يَطْربُ الراشِقُ في أنْملهِ / طرب الشاربِ بالصوت الرَّمَلْ
فَصُحَتْ حتى الاشاراتُ لهُ / توصِلُ المعنى إلى الفَهْم الأكَلْ
هو بحرٌ من عُلومٍ ونَدىً / وهو في الحلم وفي الصَّبْر جَبلْ
خَشِنُ البطْشَةِ لا بَغْيَ بهِ / لَيِّنُ الملمس من غير فَشَلْ
ساكِنُ العِطْفِ على اِقْدامهِ / فالمضاءُ الرَّيْث والرَّيثُ عجلْ
فَخَرَ الدهرُ بِنَو شَرْ وانهِ / وأتمَّّ الفخرَ منه من نَجَلْ
نَجَلَ الموفي على آبائهِ / كلما شادوا تسامى وأَطَلْ
فلهُ من شيخهِ ألطافُه / ومن السيف إِذا هُزَّ قَصَلْ
يا بني خالِدٍ المَدحُ لكمْ / خالدٌ ما لاحَ نجمٌ وأفَلْ
وخَبوطٍ في دُجى مُعْتمةٍ / عَجِلِ الشَّدِّ وشيكِ المُرْتحلْ
جائرٍ لو هَتفَ النَّهْجُ بهِ / لأضاعَ القصْدَ ضُرّاً وأضَلْ
مُسْنتٍ طارتْ به مُجْدِبةٌ / فسرى يخْضبُ خُفّاً واِطَلْ
ثابتٍ في شُعَبِ الرَّحْلِ إِذا / قيلَ ألْقى رحْلهُ قيلَ احْتملْ
قَرنَ الذُّعْرَ إلى مَسْغَبةٍ / فهو لو لا الخوفٌ موهونٌ أكَلْ
يحْسبُ المَوْردَ آلاً لامِعاً / وصداهُ الفرد جيشاً ذا زَجَلْ
بِعَراءٍ نازِحٍ ذي غَرَرٍ / يحذرُ القانصُ منه ما اشمَعَلْ
تلْعبُ الجِنَّانُ في أجْوازِهِ / فبساريه من الطَّيْفِ خَبَلْ
كَرَّ ذِكْراكُم على آمالهِ / فاستمرَّ العزمُ منه واسْتقَلْ
فأتى كُلَّ طَليقٍ باسمٍ / مانعِ الحوْزَةِ مُخْضَرِّ المَحلْ
فَحميْتُمْ بعدما أغْنيْتُمُ / وكذا الحافل يُغْني اِذْ أظَلْ
يا سَمِيَّ المُصطفى بَرَّحَ بي / مَطْلُ أيامي بتحقيق الأملْ
وَورودي في زَمانٍ آخِرٍ / مع تبريزي على فضلِ الأوَلْ
ومداراتي جِيْلاً سُوَقاً / ناقصُ الحيِّ لديهم من فَضَلْ
فَلَئِنْ ضاقَ رَجائي فيهُمُ / فبيوم الثَّأرِ في الطَّعْنِ نَجَلْ
تضوَّع نادي المجد طيباً وملؤهُ / من ابن طِرادٍ بأسهُ وفواضِلُهْ
مرير القوى من آل عدنان رائحٌ / مع الجودِ تشْقى نيبهُ وعواذلُهْ
يُناط نِجادا سيفه بمُمدَّحٍ / تُخاف عواديه وتُرجى نوافِلهْ
إِذا عَظُم الذنب الجليلُ فصافحٌ / واِنْ فَدحَ الغُرم الثقيلُ فحاملهْ
سَحابٌ من النعماءِ جَمٌّ نوالُهُ / ومن بِشْرهِ للمُعتفينَ مَخائلهْ
يُخيَّب باغي عيْبهِ واغْتيابهِ / ويصدقُ في شيم المكارمِ آملهُ
هو المرء حُسناهُ دروعٌ حصينةٌ / عليه ومن تقوى الاِلهِ معاقلهْ
ضَروبٌ إِذا ما لفَّهُ رهجُ الوغى / طروبٌ إِذا التفَّتْ عليه وسائله
حوى شرف الدين الفَخارَ لنفسه / فأين مُباريهِ وأين مُساجلهْ
كأنَّ رياض الحزن نشرُ ثنائه ال / عميمِ إِذا ما رجَّع الحمد قائله
ومنْ يُمنه سَحُّ الغمامِ بأزْمَةٍ / ولو لم يسحُّ الغيثُ أغنت أنامله
صارمٌ اِنْ خَذَلَ السيفُ حَمى
صارمٌ اِنْ خَذَلَ السيفُ حَمى / عارضٌ اِنْ أمسكَ الغيثُ هَمى
مُحْجِمٌ عن كل عارٍ خائمٌ / فاذا آنسَ مجْداً أقْدَما
يملأ الأنفسَ والأيدي اذا / هِيجَ أو سيلَ ردىً أو كَرَما
شامخٌ منْ طُودِ حِلمٍ راجحٍ / وعَصوفٌ زَعْزَعٌ اِنْ عَزَما
اِنْ تناءي مطلبٌ منْ دونهِ / نكَّبَ العيسَ وأزْجى الهِمَما
خِضرمٌ في الفضل والاِفضال اِن / هاجَهُ سائلُ حالَيْهِ طَما
يبْذلُ الدَّثْرَ غَنيَاً قادراً / غير مَنَّانٍ ويُعطي مُعْدِما
يكْشفُ الحالينِ بأساً ونَدىً / أشْهَباً مَحْلاً ورَوْعاً اقْتَما
كَلَّما لاقى عُفاةً وعِدىً / سالَ كفَّاهُ نَوالاً ودَما
أمْنعُ الأحياءِ بأساً وحِمىً
أمْنعُ الأحياءِ بأساً وحِمىً / وأجَلُّ القومِ مسْعىً ونِجارا
ذُخرُه الحمدُ اذا ما غَيْرُهُ / جعلَ الذُّخْرَ لُجَيْناً ونُضارا
يفضلُ السُّحْبَ نوالاً وندىً / ويفوقُ الشمس ذكْراً واشْتهاراً
تلْتقي منهُ شُجاعاً فَرِقاً / يرهَبُ العارَ ولا يخشى الخِطارا
نارُ بأسٍ فاذا نادمْتَه / كان سلْسالَ بَرودٍ أو عُقارا
وأنيسٌ بالعُلى مُسْترسلٌ / فاذا العارُ دَنا كانَ نَوارا
شرفُ الدين الذي في مَهْدهِ / حازَ اشْتاتَ المعالي والفَخارا
يُتَّقى هاجِسهُ في سُخْطهِ / ويُرى الموتَ صريحاً اِنْ أشارا
صُلْتُ منه بصَقيلِ الصَّفْحِ مَطْرورِ الشَّباةِ
صُلْتُ منه بصَقيلِ الصَّفْحِ مَطْرورِ الشَّباةِ /
بكريمِ الأصلِ مَشْعوفٍ بحُبِّ المأثُراتِ /
بجميعِ العِرْضِ الأموالُ منه للشَّتاتِ /
من قُريشٍ في نواصي المَجْدِ والغُرِّ السَّراةِ /
شأنُهمْ طَعْنُ الغَطاريفِ واِدْ مانُ الصِّلاتِ /
واغِتصابُ العِزِّ بالأيْدي الطَّوالِ الغاشماتِ /
واقْتيادُ الخيلِ جَرْداً مِثلَ سِيدانِ الفَلاةِ /
يَتَعَثَّرْنَ بملْفوظِ الظُّبى والقَنَواتِ /
بحُروبٍ مُظْلِماتٍ ووجوهٍ مُشْرِقاتِ /
ولقد أكْتُمُ هَمِّي جازِماً
ولقد أكْتُمُ هَمِّي جازِماً / وهو في القلب كأطرافِ الأسَلْ
وأرى الآرابَ عن مسألةٍ / وعِتابٍ هي أدْنى وأقَلْ
واذا سنَّ ليَ الصَّمتَ النُّهى / قال غيري ومَقالي لم يُذَلْ
وجُنونُ العَزْمِ قد عَوَّذهُ / حُبُّ شمس المِلَّةِ السامي المحلْ
فاذا ما غَضَبٌ ساوَرَني / طلَعَ الحُبُّ عليه فاضْمحلْ
فاعلٌ من غيرِ قوْلٍ كَرَماً / غير ممْطولٍ واِنْ قالَ فَعَلْ
ودُّهُ والعهْدُ اِذْ يبْذلُهُ / خَلَصا منْ شوبِ عُذْرٍ ومللْ
كلما أوسِعَ عَذْلاً في النَّدى / زادَ في ردِّهِ نُعْماهُ العَذَلْ
يبذلُ المال فانْ حَلَّ بهِ
يبذلُ المال فانْ حَلَّ بهِ / لاجىءٌ من صَرْفِ دهرٍ منَعهْ
فَلِذي الفاقَةِ خِصْبٌ وغِنىً / ولذي الخِيفَةِ أمْنٌ وَدَعَهْ
أبَداً يجمعُ الأسِ الغِنى / ويَفُضُّ الجودُ ما قد جَمَعهْ
زيْنبيٌّ يفْخرُ الدهرُ / به أحْرزَ المجْدَ غُلاماً يَفَعَهْ
شمسُ مجْدٍ وعُلا مُشْرِقَةٌ / منْ رِداءٍ وقميصٍ طُلَعَهْ
ضيِّقُ الأعْذارِ لكنْ ضَيْفهُ / من حِماهُ وقِراهُ في سَعَْ
المَعالي خلَصتْ مُلْكاً لهُ / وهي في خُلْقِ سِواهُ قُلَعَهْ
من قريشٍ حيثُ غاياتِ العُلى / وسواهم قاصرٌ أنْ يَفْرَعَهْ
لرماحِ القومِ سكْبٌ منْ دَمٍ / ولِغُرَّانِ المَقاري دَعْدَعَهْ
وابو القاسمِ منهمْ سابقٌ / كادَ يستصحبُ كُلاًّ تَبَعَهْ
أنا من فرطِ هوى مِدْحتهِ / صِرتُ أهْوى من زَماني جُمعهْ
لم يُدرِّجْهُ إِلى منصبهِ
لم يُدرِّجْهُ إِلى منصبهِ / كَسِواهُ عَمَلٌ بعد عَمَلْ
انما مَنْشؤهُ حِجْرُ العُلى / فَخرَ الناٍسَ جَنيناً وفَضَلْ
فلهذا ما كستْهُ رُتْبَةٌ / كَبْرياءً اذْ غَدا منهما أجَلْ
نِعْمَ مُعْلي النَّارَ في ديْمومةٍ / ومُرَوِّي السيف من رأس البطل
يهْزمُ الأقرانَ في حالاتهِ / بين أقْلامٍ ورأيٍ وأسَلْ
ناهِضٌ بالحزْمِ والعزمِ معاً / ليس بالغَمْرِ ولا النِّكسِ الوكِلْ
صادقُ الوعْدِ وكِيدٌ عهدهُ / سالمُ الصُّحبةِ مأمونُ المَلَلْ
كلما مَدَّ يَداً نحو العُلى / قرُبتْ منه ونادتْ لا شَلَلْ
خيرُ من أهْملَ مالاً بالنَّدى
خيرُ من أهْملَ مالاً بالنَّدى / ورعى في الناسِ عهداً وذِماما
واستنابَ الرأيَ عنْ حَمْلتهِ / فكفاهُ الرأيُ أنْ ينْضو الحُساما
كلما أسْفَرَ في بذْلِ النَّدى / كشفَ الليلينِ حَظّاً وظَلاما
أدْركَ المُنْحلَّ من عِقْدِ العُلى / فحَباهُ بالمداراة نِظاما
نارُ فَتْكٍ فاذا سالَمْتَهُ / كان عند السَّلْمِ برْداً وسَلاماً
هِمَّتي والهَمُّ خَصْما مُهْجَتي / قد أطالا ليَ بَرْحاً وسَقاما
ورَجائي منْ ظُبى عَزْمَتهِ / أنني اُدْرِكُ في العِزِّ مَراما
وفقيرٍ عَصَفَ المَحْلُ به
وفقيرٍ عَصَفَ المَحْلُ به / شامَ نُعْماهُ فأعْطى وبَذَلْ
وخَصيمٍ تُتَّقى سَوْرَتُه / بيَسير الفَتْكِ أذْرى وقَتَلْ
وَوَقارٍ منه في حَبْوَتهِ / أخرس اِلا جْلا مِلْخَطْب الجللْ
جائرٌ في الطَّعنِ اِن خاض الوغى / واذا يحكمُ في السَّلْمِ عَدَلْ
وسِهامٍ فوَّقَتْ آراؤهُ / فتمنَّى رَشْقها رامي ثُعَلْ
شَرفُ الدين الذي معروفُه / يفضلُ الغيث اذا الغيثُ هَطَلْ
طَيِّبُ الذكر قشيبٌ عِرْضُه / ليس بالهدم ولا الرَّثِّ السَّمَلْ