المجموع : 5
أنا مفتاحُ المَلاهِي والطربْ
أنا مفتاحُ المَلاهِي والطربْ / هيئتي ظَرْفٌ وأحوالي عَجَب
أنا في مجلس مَلْكٍ قد حَوى / شخصُه حُسْنا وجُودا وأدب
يا خَليليَّ الهوى بَرَّحَ بي
يا خَليليَّ الهوى بَرَّحَ بي / فاغْنما الفرصةَ في مُكتِئبِ
فإذا نوَّر حادِيهمْ غدا / عَرِّضا بأسمى لذاك الرَّبْربِ
واقْصِدا منه غزالا باسماً / عن شَتيتٍ كالأَقاحِي شَنِبِ
وهلالا في قَضيبٍ ناعم / يَتثنَّى في نَقاً مضطرِب
يُخجِلُ الشمسَ أضاءَتْ في الضُّحَى / ذاك ما زال وذِي لم تَغِب
فعَسَى وَحْىُ سلامٍ خلْسةً / ببَنانٍ من دمي مُختضِب
آهِ من لوعةِ وجدٍ دائم / يَتلظَّى في حَشًى ملتهب
هي أَسْيافٌ وتُدْعَى حَدَقا / يالقَومي من عيونِ العَرب
فاتقِ الأَضْفَ منها فلقد / نَقَضت عاداتِها في الحَسَب
واحْذَر الأضعف من أَجْفانها / فالمَنايا بين تلك الهُدُب
أينَ ما كنا تنا جَيْنا به / وغَرابيبُ النَّوَى لم تَنْعب
من حديثٍ عَذُبتْ ألفاظُه / كضَريبٍ كامنٍ في ضَرَب
رقَّ حتى لو سَرَى في يَذْبُلٍ / رقصتْ أكنافه من طرب
وتَرشَّفتُ رُضابا كُلّما عَلَّنِي / عُدتُ كأنْ لم أشربِ
خمرة لكنّها بنتُ الَّلمَى / حَسَدتْها بنتُ ماءِ العِنَب
هي من كأسٍ عَلاها حَبَبٌ / وأُحاشِي مثلَه عن حَبَبِ
عَجَبي منه وإنْ أكْثَرْتُ في / كلِّ ما أبصرتُ منه عَجَبي
لؤلؤٌ اَصْغرُه أَفْخَرُه / جلَّ في السِّلكِ وإنْ لم يُثْقَب
ليتَ شِعْري والأماني راحةٌ / للمحبِّ النّازِح المُغْترِب
هل تُغنِّينا حَماماتُ الحِمَى / في ظِلال الأَيْكِ بين الكُثُب
بغناءٍ أعجميٍّ لفظُه / يُفْهِم السّمْعَ وإنْ لم يُعْرِب
يُطرِب السامعَ حتى أنه / يَقْتدى فيه بمُلْد القُضُب
وكأنَّ الروضَ فيه غادةٌ / تَتهادَى في الثياب القُشُب
والأَقاحِي كَلآلٍ نُظِمت / في حَواشِي كوكبٍ من ذَهَب
وبَهارٌ باهر هيئته / مثل جِرْمِ الشمس عند المغرب
كالدنانير بَدَتْ ألوانه / تُعدِم الإعدامَ كفَّ التَّرِب
وشقيق شُقِّقت أَطْمارُه / كدموعِ العارضِ المُنتحِب
أَسْودٌ في أحمرٍ تَحسَبُه / فَحَما في جَمْرِها الملتهِب
أو كخالٍ لاح في وَجْنة ذي / خجلٍ فَرَّط أو ذي غضب
وتخال السَّوْسَن الغَضَّ على / عَذبات الرَّملِ بِيض العَذَب
ونسيمَ الريحِ يسعى ظالعا / واهيَ الْخَطْوِ كَليلَ المَنْكِب
فإذا صافحَ أَرْدانَ الرُّبا / أَرِجتْ من ذيله المُنسحِب
وكأن الجدولَ الجاري بها / صارمٌ في راحتَيْ مضطرِب
حيث لا واشٍ ولا لاحٍ ولا / خِيفةٌ من كاشحٍ مُرْتَقِب
ذاك عيشٌ لو تَمادَى خِلْته / شاملَ العدلِ الرَّحيبِ الأطْيَب
في زمانِ الأفْضلِ المُحيْى الوَرَى / سِيّما فيه فنونُ الأدب
عاش فيه من عَفا حتى لقد / كاد يُحْيى أعْظُما من يَعْرُب
وأضاء العدلُ حتى لم تَجد / ظُلَمُ الظُّلْمِ له من سَبَب
فلَياليه حَكَتْ أيامَه / فكأنّ الشمسَ لم تَحْتجب
وبغاثُ الطيرِ في أفنانها / آمنات من ذَوات المِخْلَب
وتَوخَّى الليثُ إكرامَ الظِّبا / واتّقى السِّرْحانُ ظلمَ الثعلب
وأدالَ الحقَّ حتى أَخَذَتْ / آلُ بَكْرٍ ثَأْرَها من تَغْلِب
هذه مِصرٌ وهذا يوسفٌ / خُلْقُه في خُلُق لم يذهب
لو رأى فرعونُها وجهَك ما / عَلق الدعوى بقولِ الكذب
ورأى الأَوْلَى به أنْ يَدَّعِى / أنه عبدُك أعلى الرُّتَب
ورأى النِّيلَ الذي اسْتَعْظَمه / قطرةً من نَيْلِك المُنْتهَب
ورأى أضعافه من ذهبٍ / فاض من كَفَّيْك للمسْتَوهِب
أين ماءُ النيلِ من كفِّك إذ / أخجل البحرَ ووَدْقَ السُّحب
ولهذا كان في العام له / وقفة من خجل أو رَهَب
ثم حاكَى من أياديك نَدىً / فانْتَحَى الأرضَ بَجْرى مُغرِب
فهْو لولا خِيفة تَزْجُره / منك أَوْدَى فَيْضُه بالسُّحب
بَركات منك لا نَعْدَمُها / قَصَّرت فيها صِفاتُ المُطْنِب
سائلٌ لا يَنْقِضى طولَ المَدى / ونَوال سائل لم ينضُب
يا بْنَ مُحْيى الملك من بعد التَّوَى / وهوى كل من يابي سحب
ومُجيرِ الدولةِ الغَرَّاءِ من / جورِ باغٍ رامَها بالسَّلَب
ومُنيرِ الأرضِ بالأمنْ وقد / أصبحتْ من خوفِها في غَيْهَب
والذي لبَّى مجيبا صوتها / بعد أن نادتْ بمن لم يُجِب
ثم شامَتْ منه برقا صادقا / لم يكن منذ خَفَا بالْخُلَّب
فأَتاها سَيْلُه محتِملا / كلَّ ذي لُبٍّ على ذي لَبَب
من إذا رام السُّها مقتصِدا / طاعنا أو راشِقا لم يُعْزِب
يسبق البرقَ وينأى وادِعا / عنه بالتقريب أو بالْخَبَب
شبَّ نار الحزمِ فيها فإذا / كلُّ باغٍ عندها كالْخَطَب
ما حَوَيْتُم ملككم ظُلْما ولا / دُفِعت منكم لمن لم يَجب
بل بحقٍ ظاهرٍ بُرهانُه / مُذْ أضاءتْ شمسُه لم تَغْرُب
كلُّ من أَحْيا مكانا مَيِّتا / حازَه مِلْكا بفَتْوَى المَذْهَب
ولقد أبقَى لها منك الذي / سَعِدتْ منه بأَوْفَى سَبَب
بمُوَفِّى العدلِ فيها حَقَّه / كان بالأَسْهلَ أو بالأصعب
أنت بِكْرُ الفضلِ لم يأتِ له / بأخٍ مذ كان عَدُّ الحِقَب
راع بالْخَطِّىِّ والخط العِدَا / فالكَتيبات له كالكُتب
مادتِ الأرضُ به زَهْوا على / أنها من حلمه في نَصَب
ناب عنه الرعبُ حتى أنه / يقتل القِرن وإن لم يَضْرِب
وإذا عَنَّ فأقْصَى نظرةٍ / منه تُودِى بالْخَميس باللَّجب
أمُغيثَ الدين نَصْرا حين لم / يبقَ منه منكبٌ لم يُنْكَب
وملوكُ الأرضِ كلٌّ غافلٌ / عنه في التقصيرِ أو في اللعب
قمتَ لله احْتِسابا صادقا / ناهِضا فيه بعِبْءٍ مُتْعِب
مستمرَّ الجِدِّ في اسْتِصْلاحه / آخذا منه بجمعٍ أرْحَب
ليس يُلْهيكَ مَرامٌ دونَه / لا ولا يَثْنيك طولُ الدَّأَب
جاهدا تُقْدم حتى رَدَّه / حَزْمُك الثَّبْتُ لأَعْلَى مَنْصِب
فجَزاك اللهُ عن إسلامه / خيرَ ما جازَى به مَن يَجْتَبي
فاهْنَ بالعيدِ الذي أَوْفَدَه / طالع أَبْدَى مُحَيّا رجب
جاء يَسْتَجْديك فَضلا مثل ما / عَمَّنا من جُودِك المُسْتعذَب
فهْو أولَى أن يُهنَّى بك إذ / نال ما شَرَّفْتَه من كَثَب
هو مع تِلْوَيْهِ في العامِ كما / أنت ما بين ابنِ أُمٍّ وَأَب
أَشْهُرٌ خُصَّتْ بفضلٍ ظاهر / هو من فضْلِك مثل القُضُب
ولها فخرٌ على أمثالها / وهو لا شكَّ لفَضْلٍ موجب
من دَنا منك فمعذورٌ إذا / أدركتْه عزةُ المُعْتَجِب
فابْقَ مسرورا مُهنًّى كاسبا / لأيادي البيض أسْنَى مكسب
أَبَدَا تَسْمُو وذكراك حُلَى / زِنِة الشعرِ وَسَجْعِ الْخُطَب
عندَنا كِيزانُ فُقّا
عندَنا كِيزانُ فُقّا / عٍ لها حُسْنٌ ومَنْظَرْ
كلُّ كوزٍ قد تَزَيَّى / وَتَردَّى وتَعطَّر
مَنْ رآنا نُورِد الأي / دي إليها ثم نصدرْ
ظَنَّ في أَنُملنا لل / شمِّ تفاحاتُ عنبر
شُكْرِي لقُرْبِك واشْتِياقْ
شُكْرِي لقُرْبِك واشْتِياقْ / فَرَسا رِهانٍ في سِباقْ
هذا يبوحُ به اللسا / ن وذا يبوح به المآقْ
يا من إذا لَدَغ الزما / ن وجدتُ من جَدْواهُ راقِ
وإذا خضعتُ لحادثٍ / حَلَّت مكارمُه وَثاق
واللهِ لا خِفْتُ الزما / نَ ولا احتفلتُ بما أُلاق
ما دمتَ لي عِزّا أَصو / ل به على الأيامِ باق
أنا للعود لسان
أنا للعود لسان / حين تُبدْيه القيانَ
فإذا استفهمه السم / عُ فإني تَرْجُمان
مالِكِي الواهبُ ما يَحْ / ويه كيسٌ وعِنان