المجموع : 3
دَأْبُكَ الهَجْرُ وَدَابِي
دَأْبُكَ الهَجْرُ وَدَابِي / فيكَ إِدمانُ التَّصابِي
أَيُّهَا المُغْرَى بقَتْلِي / بِكَ أَصْبَحْتُ لِمَا بِي
لا ومَنْ آوى اغتِرابِي / وشفى حَرَّ مُصابي
وكفانِي صَرْفَ دهرٍ / سامَني سُوءَ العذابِ
ما رأَتْ عيني كَظَبْيٍ / لاحَ فِي تِمِّ الشَّبابِ
أَسْبَلَ الليلَ عَلَى مَتْ / نَيْهِ إِسبالَ النِّقابِ
فَتَجَلَّى كَتَجَلِّي الْ / بَدْرِ من تَحْتِ السَّحابِ
فِي عقودٍ من نجومٍ / ووِشاحٍ من سَرَابِ
فَهْوَ نومَي وسُرورِي / وسُهَادِي واكْتِئَابِي
أَخلِقِ الدَّهْرَ بَقاءً واسْتَجِدّ
أَخلِقِ الدَّهْرَ بَقاءً واسْتَجِدّ / عُمُراً يَفْضُلُ عن عُمْرِ الأَبَدْ
والْبَسِ المَجْدَ حُلىً بَعْدَ حُلىً / واعْتَوِزهُ أَمَداً بعدَ أَمَدْ
وابلُغِ الغاياتِ مغبوطاً بِهَا / فِي ضمانِ الله بُقْيا واسْتَزِدْ
وإِذا سَرَّكَ صُنْعٌ فَلْيَدُمْ / وإِذا وافاكَ عيدٌ فَلْيَعُدْ
وإِذا جاءَكَ يومٌ بالمُنى / فَاقْتَبِلْ أَضعافَها فِي يومِ غَدْ
نِعَمٌ تَثْرى وَجَدٌّ يَعْتلِي / وعُلا تَبْأَى وفَتْحٌ يُسْتَجَدْ
واهدِمِ الكُفْرَ وغَيّر مُلْكَهُ / وابْنِ أَعلامَ الهُدى عِزّاً وشِدْ
والبَسِ الصبرَ إِلَى أَرْضِ العِدى / وقُدِ النصرَ إِلَيْهِ واسْتَمِدْ
واخسِفِ الشِّرْكَ بعزمٍ يُنْتَضى / سَيْفُهُ عن قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ
وَجَدَ الخيلَ تَثَنَّى مَرَحاً / فَهَدَاهَا لمدى الشَّأْوِ المُجِدْ
ودَعَا السُّمْرَ فوافَتْ شُرَّعاً / وظُبى الهِنْدِ فجاءَتْ تَتَّقِدْ
فكأَنْ مَا كَانَ للرُّمْحِ شَباً / قبلَهُ يوماً ولا للسَّيْفِ حَدْ
فَرَمى عن قوسِ بأْسٍ صادِقٍ / وَسَطَا بساعِدِ الدينِ الأَشَدْ
رُبَّ أَرضٍ بِغِرَارَيْ سَيْفِهِ / وُحِّدَ الرحمنُ فِيهَا وعُبِدْ
وبلادٍ للعِدى من ذُعْرِهِ / عُدِمَ الإِشراكُ فِيهَا وفُقِدْ
فانْتحى للكُفْرِ حَتَّى لَمْ يَجِدْ / واقتفى آثارَهُ حَتَّى هَمَدْ
جابَ عنه الأَرضَ حَتَّى جُمِعُوا / فِي أَقاصِيها عَلَى أَدْنَى العَدَدْ
وعفا أَعلامَهُمْ حَتَّى لقد / كادَ أَنْ يَخْفَى لَهُمْ يَوْمُ الأَحَدْ
هِمَمٌ غاياتُها لا تَنْتَهِي / عَزَمَاتٌ شأَوُها لا يَتَّئِدْ
لِعَزِيزٍ نصرُهُ حَيْثُ انْتَوى / وعَلِيٍّ كعبُهُ حَيْثُ قَصَدْ
مُنْتَقى الآباءِ من ذي يَمَنٍ / ماجِدِ الأَحوالِ فِي عُلْيا مَعَدْ
منهمُ الأَقيالُ والصِّيدُ الأُلى / طَرَفَ المُلْكُ لَهُمْ ثُمَّ تَلَدْ
ولهمْ مُفْتَخَرُ الجودِ الَّذِي / وَلَدَتْهُ طَيِّئٌ بِنْتُ أُدَدْ
وهمُ المغفورُ فِي بَدْرٍ لَهُمْ / وهم الأَبرارُ فِي يومِ أُحُدْ
وهمُ حُرَّاسُ نفسِ المصطفى / حينَ نامَ الجيشُ عنهُ وهَجَدْ
وهُمُ أَندى وأَعطى من قَرى / وهُمُ أَرْضى وأَزكى من شَهِدْ
وهنيئاً لَكَ يَا مَوْلى الوَرى / ولداً أَنْجَبْتَهُ وَمَا وَلَدْ
قَمَرٌ أَشرقَ فِي أُفقِ العُلا / فأَضاءَ الدهرُ منه وسَعِدْ
وحَياً أَغْدَقَ إِلّا أَنَّهُ / بَرَقَ الإِقدامُ منهُ وَرَعَدْ
فَهْوَ لِلإِسلامِ غَيْثٌ صائِبٌ / وَعَلَى الإِشراكِ شُؤْبُوبُ بَرَدْ
مَنْ رَسولي نَحوَهُ يُخْبِرُهُ / بالذي فِيهِ يَقِيني يَعْتَقِدْ
دونَكَ السُّؤْدُدَ مَوْفُوراً فَسُدْ / وجنودَ الدينِ والدنيا فَقُدْ
أَيَّ مجدٍ لَمْ تَحُزْهُ عن أَبٍ / وفَخارٍ لَمْ يَحُزْهُ لَكَ جَدْ
أَسمعُوهُ رغبةً من راغِبٍ / ويَدِي رهنٌ لكُمْ إِن لَمْ يَجُدْ
وأَروهُ فارساً مستلْئِماً / وأَنا كَذَّابُكُمْ إِن لَمْ يَشدْ
هَدِّئوهُ بالعوالي والظُّبى / وبأَبطالِ الكُماةِ تَجْتَلِدْ
جاءَتِ الأَعيادُ تستقبلُهُ / للأَمانِي والسُّرورِ المُسْتَجِدْ
فَهَنا الإِسلامَ منه عُدَّةٌ / للهُدى والدينِ من أَسْنى العُدَدْ
حَضَرُوا الإِذْنَ الَّذِي عَوَّدْتَهُمْ / كظِماءِ الطَّيْرِ أَسراباً تَرِدْ
فَدَنَوْا واستوقَفَتْهُمْ هَيْبَةٌ / ملأَتْهُمْ من سُرورٍ وزُؤُدْ
فتوانَوا بقلوبٍ لم تَرِمْ / ثُمَّ أَدنَتْهُمْ جسومٌ لَمْ تَكَدْ
ثُمَّ أَمُّوا الراحَةَ العُلْيا الَّتِي / عَمَّتِ الدُّنيا أَماناً وَصَفَدْ
يستضيئونَ بشمسٍ طَلْقَةٍ / ويُهالُونَ بإِقدامِ أَسَدْ
فَهَناهُمْ ثُمَّ لا زالَ الورى / منكَ فِي أَثوابِ آمالٍ جُدُدْ
رُبَّ ظَبيٍ خَنِثٍ ألحاظُهُ
رُبَّ ظَبيٍ خَنِثٍ ألحاظُهُ / كَعَوَالي مُنذِرٍ يَومَ النِّزالِ
أترَعَ الكَأسَ وحَيَّاني بِهَا / فأخذت النَّجمَ من كَفِّ الهِلالِ
فكأنِّي واجِدٌ فِي شُربِها / لَذَّةَ المنصُورِ فِي بَذلِ النَّوالِ