المجموع : 5
يا بْنَ مَنْ شادَ الْمَعالِي جُودُهُ
يا بْنَ مَنْ شادَ الْمَعالِي جُودُهُ / وَبَنى الْمَجْدَ فَأَعْلى ما بَنا
آمَنَ الأُمَّةَ فِي أَيّامِهِ / كُلَّ خَوْفٍ وَأَخافَ الزَّمَنا
كُلَّما يَمَّمَ عافٍ رَبْعَهُ / عَذُبَ الْمَنْهَلُ أَوْ ساغَ الْجنا
قَدْ نَحَتْ عَظْمِي خُطُوبٌ لَمْ تَزَلْ / تَأْكُلُ الأَحْرارَ أَكْلاً مُمعِنا
وَأَتَتْنِي بَعْدَها نازِلةٌ / أَنْزَلَتْ فِي ساحَتَيَّ الْمِحَنا
وَلأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْلى أَنْ تَلِي / كَشْفَها يا بْنَ أَمِين الأُمَنا
فَانْتَهِزْها فُرْصَةً مُمْكِنَةً / قَلَّ ما يُوجَدُ مَجْدٌ مُمْكِنا
قُلْتُ لِلسّاقِي وَقَدْ طافَ بِها
قُلْتُ لِلسّاقِي وَقَدْ طافَ بِها / قَهْوَةً مَصْبُوغَةً مِنْ وَجْنَتَيْهِ
أَتُرى مِنْ دَنِّهِ أَتْرَعَها / أَمْ تُرى أَتْرَعَها مِنْ مُقْلَتَيْهِ
أَمْ تَراهُ شارِباً مِنْ رِيقِهِ / ضِعْفَ ما يَشْرَبُ قَوْمٌ مِنْ يَدَيْهِ
فَأَرى أَعْطافَهُ شاهِدَةً / أَنَّهُ قَدْ جارَتِ الْكَأْسُ عَلَيْهِ
مَنْ يَكُنْ هامَ مِنَ الْوَجْدِ بِهِ / فَلَقَدْ ذُبْتُ مِنَ الشَّوْقِ إِلَيْهِ
ما عَلَى فَضْلِكَ ذا مِنْ مُفْضِلِ
ما عَلَى فَضْلِكَ ذا مِنْ مُفْضِلِ / يا أَبا اليُمْنِ سَعِيدَ بْنَ عَلِي
مَنْ يَكُنِ مِثْلَكَ فِي الْجُودِ يَكُنْ / غايَةَ الضّارِبِ عِنْدَ الْمَثَلِ
أَنْتَ بَدْرُ التِّمِّ فِي السَّعْدِ إِذا / ذُكِرَ السَّعْدُ وَشَمْسُ الْحَمَلِ
مِثْلَ ما كُنِّيتَ أَوْ سُمِّيتَ لا / زِلْتَ محْرُوسَ الْعُلى والأَجَلِ
فابْقَ وَاسْلَمْ واسْمُ وَاسْعَدْ أَبَداً / واعْلُ وافْخَرْ واعْدُ وَاقهَر وَطُلِ
ما هَمى غَيْثٌ حَكى بِرَّكَ بِي / وَصَفا عَيْشُ حَكى وُدِّكَ لِي
كَمْ تَوالَتْ يا سَعِيدُ بْنَ عَلِي
كَمْ تَوالَتْ يا سَعِيدُ بْنَ عَلِي / لَكَ عِنْدِي مِنْ أَيادٍ هُطُلِ
بادِئاتٍ عائِداتٍ أَبَداً / لا تَرى الْوَسْميَّ إِلاّ بِالْوَلِي
كُلَّما وافَتْ يَدٌ بَعْدَ يَدٍ / هَوَّنَ الآخِرُ قَدْرَ الأَوَّلِ
كَرَمٌ يَضْعُفُ شُكْرِي عِنْدَهُ / وَنَدىً يَقْصُرُ عَنْهُ أَمَلِي
وَسَجايا لَوْ عَدَتْ أَخْلاقَهُ / لَمْ تَجِدْها فِي الْغَمامِ الْمُسْبِلِ
شامِلُ الْفَضْلِ غَرِيبُ الْحِلْمِ لا / يَنْظُرُ الْعَلْياءِ إِلاّ مِنْ عَلِ
أَمَدَّ اللهُ ظِلَّكَ يا سِعِيدُ
أَمَدَّ اللهُ ظِلَّكَ يا سِعِيدُ / عَلَيَّ فَإِنَّهُ الظِّلُّ الْمَدِيدُ
وَعِشْتَ تُصاحِبُ الدُّنْيا خُلُوداً / وَتَصْحَبُكَ الأَيامِنُ وَالسُّعُودُ
إِذا ما كانَ مِثْلُكَ لِي مُجِيراً / وَمِثْلُكَ لا يَجُودُ بِهِ الْوُجُودُ
فَإِنَّ بَعِيدَ ما أَرْجُو قَرِيبٌ / وَإِنَّ قَرِيبَ ما أَخْشى بَعِيدُ
عَلَوْتَ بَنِي الوَرى كَرَماً وَجُوداً / وَحَسْبُكَ مِنْ عُلىً كَرَمٌ وَجُودُ
نَماكَ أَبٌ نَماهُ خَيْرُ جَدٍّ / كَذا الآباءُ تَنْمِيها الْجُدُوُدُ
هُمُ بَدَءُوا الْعُلى فَسَمَوْا عُلُوَّاً / وَأَنْتَ لِخَيْرِ ما بَدَؤُوا مُعِيدُ
وَما جُحِدَتْ مَحاسِنُ فَخْرِ قَوْمٍ / خَلائِقُكَ الْحِسانُ بِها شُهُودُ
وَلَوْ سَجَدَ الوَرَى لأَبَرِّ خَلْقٍ / يَداً وَنَدىً لَحُقَّ لَكَ السُّجُودُ
وَسُدْتَ فَما أَحَقَّ بِكُلِّ مَجْدٍ / سِواكَ إِذا تَفَرَّدَ مَنْ يَسُودُ