المجموع : 9
زَمْزِمِي الْكَأْسَ وَهَاتِي
زَمْزِمِي الْكَأْسَ وَهَاتِي / واسْقِنِيهَا يا مَهاتِي
وامْزُجِيهَا بِرُضابٍ / مِنْكِ مَعْسُولِ اللَّهاةِ
إِنَّما الرَّاحُ مَدارُ الْ / أُنْسِ فِي كُلِّ الجِهَاتِ
طَالَما عَاصَيْتُ فِيهَا / أَهْلَ وُدِّي وَنُهَاتِي
لا أُبالِي فِي هَواهَا / بِسَمَاعِ التُّرَّهَاتِ
كَيْفَ أَخْشَى قَوْلَ دَاهٍ / أَنا مِنْ قَوْمٍ دُهاةِ
كُلُّ حَيٍّ سَيَمُوتُ
كُلُّ حَيٍّ سَيَمُوتُ / لَيْسَ فِي الدُّنيا ثُبُوتُ
حَرَكَاتٌ سَوْفَ تَفْنَى / ثُمَّ يَتْلُوها خُفُوتُ
وَكلامٌ لَيْسَ يَحْلُو / بَعْدَهُ إِلَّا السُّكُوتُ
أَيُّها السَّادِرُ قُلْ لِي / أَيْنَ ذَاكَ الْجَبَرُوتُ
كُنْتُ مَطْبُوعاً عَلَى النُّطْ / قِ فَمَا هَذَا الصُّمُوتُ
لَيْتَ شِعْرِي أَهُمُودٌ / مَا أَرَاهُ أَمْ قُنُوتُ
أَيْنَ أَمْلاكٌ لَهُمْ فِي / كُلِّ أُفْقٍ مَلَكُوتُ
زَالَتِ التِّيجَانُ عَنْهُمْ / وَخَلَتْ تِلْكَ التُّخُوتُ
أَصْبَحَتْ أَوْطَانُهُمْ مِنْ / بَعْدِهِمْ وَهْيَ خُبُوتُ
لا سَمِيعٌ يَفْقَهُ الْقَوْ / لَ وَلا حَيٌّ يَصُوتُ
عَمَرَتْ مِنْهُمْ قُبْورٌ / وَخَلَتْ مِنْهُمْ بُيُوتُ
لَم تَذُدْ عَنْهُمْ نُحُوسَ الدْ / دَهْرِ إِذْ حَانَتْ بُخُوتُ
خَمَدَتْ تِلْكَ الْمَسَاعِي / وانْقَضَتْ تِلكَ النُّعُوتُ
إِنَّما الدُّنْيا خَيَالٌ / بَاطِلٌ سَوْفَ يَفُوتُ
لَيْسَ لِلإِنْسانِ فِيهَا / غَيْرَ تَقْوَى اللهِ قُوتُ
شَفَّنِي وَجْدِي وأَبْلانِي السَّهَرْ
شَفَّنِي وَجْدِي وأَبْلانِي السَّهَرْ / وَتَغَشَّتْنِي سَمَادِيرُ الْكَدَرْ
فَسَوادُ اللَّيْلِ مَا إِنْ يَنْقَضِي / وَبَيَاضُ الصُّبْحِ مَا إِنْ يُنْتَظَرْ
لا أَنِيسٌ يَسْمَعُ الشَّكْوَى وَلا / خَبَرٌ يَأْتِي وَلا طَيْفٌ يَمُرْ
بَيْنَ حِيطَانٍ وَبَابٍ مُوصَدٍ / كُلَّمَا حَرَّكَهُ السَّجَّانُ صَرْ
يَتَمَشَّى دُونَهُ حَتَّى إِذَا / لَحِقَتْهُ نَبْأَةٌ مِنِّي اسْتَقَرْ
كُلَّمَا دُرْتُ لأَقْضِي حَاجَةً / قَالَتِ الظُّلْمَةُ مَهْلاً لا تَدُرْ
أَتَقَرَّى الشَّيءَ أَبْغِيهِ فَلا / أَجِدُ الشَّيءَ وَلا نَفْسِي تَقَرْ
ظُلْمَةٌ مَا إِنْ بِهَا مِنْ كَوْكَبٍ / غَيرُ أَنْفَاسٍ تَرامَى بِالشَّرَرْ
فَاصْبِرِي يَا نَفْسُ حَتَّى تَظْفَرِي / إِنَّ حُسْنَ الصَّبْر مِفْتَاحُ الظَّفَرْ
هِيَ أَنْفَاسٌ تقَضَّى وَالْفَتَى / حَيْثُمَا كَانَ أَسِيرٌ لِلْقَدَرْ
بَادِر الْفُرْصَةَ وَاحْذَرْ فَوْتَهَا
بَادِر الْفُرْصَةَ وَاحْذَرْ فَوْتَهَا / فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
وَاغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا / فَهْوَ إِنْ زَادَ مَعَ الشَّيْبِ نَقَصْ
إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَالٌ عَارِضٌ / قَلَّمَا يَبْقَى وَأَخْبَارٌ تُقَصْ
تَارَةً تَدْجُو وَطَوْراً تَنْجَلِي / عَادَةُ الظِّلِّ سَجَا ثُمَّ قَلَصْ
فَابْتَدِرْ مَسْعَاكَ وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ / بَادَرَ الصَّيْدَ مَعَ الْفَجْرِ قَنَصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى / إِنَّمَا الْفَوْزُ لِمَنْ هَمَّ فَنَصْ
يَكْدَحُ الْعَاقِلُ فِي مَأْمَنِهِ / فَإِذا ضَاقَ بِهِ الأَمْرُ شَخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَةِ مَا لَمْ يَغْتَرِبْ / عَنْ حِماهُ مِثْلُ طَيْر في قَفَصْ
وَلْيَكُنْ سَعْيُكَ مَجْداً كُلُّهُ / إِنَّ مَرْعى الشَّرِّ مَكْرُوهٌ أَحَصْ
وَاتْرُكِ الْحِرْصَ تَعِشْ فِي رَاحَةٍ / قَلَّمَا نَالَ مُنَاهُ مَنْ حَرَصْ
قَدْ يَضُرُّ الشَّيءُ تَرْجُو نَفْعَهُ / رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفْوِ الْمَاءِ غَصْ
مَيِّزِ الأَشْيَاءَ تَعْرِفْ قَدْرَهَا / لَيْسَتِ الْغُرَّةُ مِنْ جِنْسِ الْبَرَصْ
وَاجْتَنِبْ كُلَّ غَبِيِّ مَائِقٍ / فَهْوَ كَالْعَيْرِ إِذَا جَدَّ قَمَصْ
إِنَّمَا الْجَاهِلُ فِي الْعَيْنِ قَذَىً / حَيْثُمَا كَانَ وَفِي الصَّدْرِ غَصَصْ
وَاحْذَرِ النَّمَّامَ تَأْمَنْ كَيْدَهُ / فَهْوَ كَالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَرَصْ
يَرْقُبُ الشَّرَّ فَإِنْ لاحَتْ لَهُ / فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلْخَتْلِ فَرَصْ
سَاكِنُ الأَطْرَافِ إِلَّا أَنَّهُ / إِنْ رَأَى مَنْشَبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ
وَاخْتَبِرْ مَنْ شِئْتَ تَعْرِفهُ فَمَا / يَعْرِفُ الأَخْلاقَ إِلَّا مَنْ فَحَصْ
هَذِهِ حِكْمَةُ كَهْلٍ خَابِرٍ / فَاقْتَنِصْهَا فَهِيَ نِعْمَ الْمُقْتَنَصْ
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ فَبَكَى
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ فَبَكَى / وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ فَشَكَا
وَتَمَنَّى نَظْرَةً يَشْفِي بِهَا / عِلَّةَ الشَّوْقِ فَكَانَتْ مَهْلَكَا
يَا لَهَا مِنْ نَظْرَةٍ مَا قَارَبَتْ / مَهْبِطَ الْحِكْمَةِ حَتَّى انْهَتَكَا
نَظْرَةٌ ضَمَّ عَلَيْهَا هُدْبَهُ / ثُمَّ أَغْرَاهَا فَكَانَتْ شَرَكَا
غَرَسَتْ فِي الْقَلْبِ مِنِّي حُبَّهُ / وَسَقَتْهُ أَدْمُعِي حَتَّى زَكَا
آهِ مِنْ بَرْحِ الْهَوَى إِنَّ لَهُ / بَيْنَ جَنْبَيَّ مِنَ النَّارِ ذَكَا
كَانَ أَبْقَى الْوَجْدُ مِنِّي رَمَقاً / فَاحْتَوَى الْبَيْنُ عَلَى مَا تَرَكَا
إِنَّ طَرْفِي غَرَّ قَلْبِي فَمَضَى / فِي سَبِيلِ الشَّوْقِ حَتَّى هَلَكَا
قَدْ تَوَلَّى إِثْرَ غِزْلانِ النَّقَا / لَيْتَ شِعْرِي أَيَّ وَادٍ سَلَكَا
لَمْ يَعُدْ بَعْدُ وَظَنِّي أَنَّهُ / لَجَّ فِي نَيْلِ الْمُنَى فَارْتَبَكَا
وَيْحَ قَلْبِي مِنْ غَرِيمٍ مَاطِلٍ / كُلَّمَا جَدَّدَ وَعْدَاً أَفَكَا
ظَنَّ بِي سُوءاً وَقَدْ سَاوَمْتُهُ / قُبْلَةً فَازْوَرَّ حَتَّى فَرِكَا
فَاغْتَفِرْهَا زَلَّةً مِنْ خَاطِئٍ / لَمْ يَكُنْ بِاللهِ يَوْمَاً أَشْرَكَا
يَا غَزَالاً نَصَبَتْ أَهْدَابُهُ / بِيَدِ السِّحْرِ لِضَمِّي شَبَكَا
قَدْ مَلَكْتَ الْقَلْبَ فَاسْتَوْصِ بِهِ / إِنَّهُ حَقٌّ عَلَى مَنْ مَلَكَا
لا تُعَذِّبْهُ عَلَى طَاعَتِهِ / بَعْدَ مَا تَيَّمْتَهُ فَهْوَ لَكَا
غَلَبَ الْيَأْسُ عَلَى حُسْنِ الْمُنَى / فِيكَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الضِّحْكِ الْبُكَا
فَإِلَى مَنْ أَشْتَكِي مَا شَفَّنِي / مِنْ غَرَامٍ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى
سَلَكَتْ نَفْسِي سَبِيلاً فِي الْهَوَى / لَمْ تَدَعْ فِيهِ لِغَيْرِي مَسْلَكَا
أَهِلالٌ بَيْنَ هَالَهْ
أَهِلالٌ بَيْنَ هَالَهْ / أَمْ غَزَالٌ فِي غِلالَهْ
صَادَ بِاللَّحْظِ فؤَادِي / أَتَرَى الْهُدْبَ حِبَالَهْ
غَرَّنِي ثُمَّ تَوَلَّى / لَيْتَ شِعْرِي مَا بَدا لَهْ
أَنَا مِنْ شَوْقِي إِلَيْهِ / وَاقِعٌ بَيْنَ ضَلالَهْ
أَيُّهَا الظَّالِمُ هَبْ لِي / مَرَّةً مِنْكَ الْعَدَالَهْ
وَارْعَ لِي حَقَّ وِدَادٍ / فِيكَ لَمْ أَقْطَعْ حِبَالَهْ
مَنْطِقٌ عَذْبٌ وَمَعْنَىً / يَبْسِمُ السِّحْرُ خِلالَهْ
كُلُّ بَيْتٍ كَنَسِيجِ الرْ / رَوْضِ حُسْنَاً وَطَلالَهْ
أَنَا فِي الشِّعْرِ عَرِيقٌ / لَمْ أَرِثْهُ عَنْ كَلالَهْ
كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَالِي / فِيهِ مَشْهُورَ الْمَقَالَهْ
وَسَمَا جَدِّي عَلِيٌّ / يَطْلُبُ النَّجْمَ فَنَالَهْ
فَهْوَ لِي إِرْثٌ كَرِيمٌ / سَوْفَ يَبْقَى فِي السُّلالَهْ
أَيُّهَا الْمَغْرُورُ مَهْلا
أَيُّهَا الْمَغْرُورُ مَهْلا / لَسْتَ لِلتَّكْرِيمِ أَهْلا
كَيْفَ صَادَفْتَ الأَمَانِي / هَلْ رَأَيْتَ الصَّعْبَ سَهْلا
خِلْتَهَا مَاءً نَمِيراً / فَاشْرَبَنْ عَلاً وَنَهْلا
أَيْنَ أَهْلُ الدَّارِ فَانْظُرْ / هَلْ تَرَى بِالدَّارِ أَهْلا
رُبَّ حُسْنٍ فِي ثِيَابٍ / عَادَ غِسْلِيناً وَمُهْلا
وَعُيُونٍ كُنَّ سُودَاً / صِرْنَ عِنْدَ الْمَوْتِ شُهْلا
سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ بَاغٍ / فِي الْوَرَى خِزْيَاً وَبَهْلا
إِنَّمَا الدُّنْيَا غُرُورٌ / لَمْ تَدَعْ طِفْلاً وَكَهْلا
كَمْ حَكِيمٍ ضَلَّ فِيهَا / فَاكْتَسَى بِالْعِلْمِ جَهْلا
أَنَا فِي الْحُبِّ وَفِيٌّ
أَنَا فِي الْحُبِّ وَفِيٌّ / لَيْسَ لِي بِالْغَدْرِ عِلْمُ
لا تَظُنُّوا بِيَ سُوءاً / إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمُ
سَلْ حَمَامَ الأَيْكِ عَنِّي
سَلْ حَمَامَ الأَيْكِ عَنِّي / إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي
نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ / كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ
غَيْرَ أَنَّ الْوَجْدَ مِنْهُ / لَيْسَ مِثْلَ الْوَجْدِ مِنِّي
أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي / وَهْو فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي
وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ / وَدُمُوعِي مِلْءُ عَيْنِي
لَسْتَ فِي الصَّبْوَةِ مِثْلِي / فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عَنِّي