المجموع : 8
أَنكَرَتْ مُقْلَتُهُ سَفْكَ دَمي
أَنكَرَتْ مُقْلَتُهُ سَفْكَ دَمي / وَعَلا وَجنَتَهُ فَاِعتَرَفَتْ
لا تَخالوا خَالَهُ في خَدّهِ / قَطْرَةً مِن دَمِ جَفْني نَطَفَتْ
ذاكَ مِن نارِ فُؤادي جَذْوَةٌ / فيهِ ساخَتْ وَاِنْطَفَتْ ثُمَّ طَفَتْ
عَطَفوهُ فَتَمادى وَلَها
عَطَفوهُ فَتَمادى وَلَها / عَن حَشاً أَسعَرَ فيها الوَلَهَا
رَقَدَت مُقْلَتُهُ عَن مُقْلَةٍ / أَمَرَ الدَّمْعُ عَلَيها وَنَهَا
قَمرٌ ما طَلَعتْ طَلْعَتهُ / قَطُّ إِلّا سَجدَ البَدرُ لَها
لَهَبيُّ السّخط مائِيُّ الرِّضَى / فَهوَ المَعشوقُ كَيفَ اِتَّجَهَا
نَقَشَ الحُسْنُ على وجنَتِهِ / شامةً أشْمَتَ حُسّادي بِها
كَانَ قَد أَعْوَزَهَا بُسْتانُهُ / ثُمَّ لَمَّا أَشرَقَتْ فيهِ اِنتَهى
أَتُرَى يُثْنِيهِ عَن قَسْوَتِهِ
أَتُرَى يُثْنِيهِ عَن قَسْوَتِهِ / خدُّهُ الذّائب من رِقَّتِهِ
أَفَأَستنجدُهُ وَهوَ الّذي / لَوَّنَ الدَّمْعَ على صِبْغَتِهِ
أَوْمَا حاجِبُهُ حاجبَهُ / إنْ تَجَافَى عن مَدَى جَفْوَتِهِ
فلِهذا قوسُهُ مُوتَرَةٌ / تَستَمِدُّ النَّبْلَ من مُقْلَتِهِ
قمرٌ لا فخرَ للبدْرِ سوَى / أَنَّه صِيغَ على صورتِهِ
صدغُهُ كَرْمَةُ خَمْرٍ قسِّمَتْ / بَينَ خَدَّيهِ إلى نَكْهَتِهِ
فتَّرَتْ جَفْنَيْه منها نَشوَةٌ / تُوقِظُ العاذِل من سَكْرَتِهِ
أَتخالُ الخالَ يعلو خَدَّهُ / نقطَ مِسْكٍ ذابَ مِن طُرَّتهِ
ذاكَ قَلبي سُلِبَتْ حَبَّتُهُ / وَاِسْتَوَتْ خالاً على وجْنَتِهِ
أَينَ مِنّي الصَّبْر عَن وَجهكَ أَينْ
أَينَ مِنّي الصَّبْر عَن وَجهكَ أَينْ / بين قلبي وسُلُوِّي عنك بَينْ
واهِنُ العَزْمِ إِذا اِستَنجَدته / فتَّرَتْهُ فتراتُ المُقْلَتَيْنْ
صارَ مِن أَعوانِ عَينَيك كَذا / كلُّ قلْبٍ في الهوى عَوْناً لِعَيْنْ
أيُّها الرَّاقد عندي سَهَرٌ / يُكْمِد الواشي ويُبْكي العاذِلَيْنْ
مِتُّ سُكْراً أَفَمِنْ كأسَيْ طِلا / رَاقَ لي رِيقُكَ أَمْ مِن شَفَتَينْ
أَنا لا أَصبِرُ عَمَّن وَجهُهُ / فَلَقٌ مُبْتَسمٌ في غَسَقَيْنْ
تطْلُعُ الشَّمْسُ لنا من شَفَقٍ / وهو يبدو طالعاً من شَفَقَينْ
قُلت لِلكاهِن حينَ اِختَلَست / عَينُهُ عَيني فَجر الحَين حَينْ
قمرَ العَقربِ خوّفْتَ فَمَنْ / مُنْقِذِي من قمرٍ في عَقْرَبَينْ
بِأَبي مَن صَدَّ عنّي وصَدَفْ
بِأَبي مَن صَدَّ عنّي وصَدَفْ / ثُمَّ لَمّا ملّ مِن هَجري عَطَفْ
قلتُ مَولايَ أَحَقّ ما أرى / بَعدَما حَكَّمْتَ في روحي التَّلَفْ
قالَ مِنْ أَحْمَدِ شَيءٍ في الهَوَى / عُقَبُ الصَّبْرِ وَتَأميلُ الخَلَفْ
نَحنُ نُحْيي مَن أَمَتْنا كَرَماً / وَعَفا اللَّهُ لنا عمّا سَلَفْ
يا غريبَ الحُسْن ما أَغ
يا غريبَ الحُسْن ما أَغ / ناك عن ظُلْم الحبيبِ
أترى الإفراطَ في / حُبّك أضحى مِن ذُنوبي
حلّ بي من حُبّك الخطْ / بُ الّذي لا كالخُطُوبِ
وَعَجيبٌ أَن ترى فِع / لَكَ بي غَير عَجيبِ
لا تُغالطْني فما تخْ / فَى أَماراتُ المُريبِ
أين ذاك البِشْرُ يا مو / لايَ من هذا القُطوبِ
يا هلالاً يُلْبس الأَر / ض نقاباً من شُحُوبِ
ما بدا إِلّا وَنادى / وجهُهُ يا شمسُ غِيبي
أيُّها الظّبيُ الذي مَرْ / تعُهُ أَرض القلوبِ
والّذي قد قادني الحَيْ / نُ له قوْدَ الحبيبِ
سَقمي مِن سَقمِ جَفْ / نَيْكَ وفي فَيْئِك طِيبي
وَسَنا وجهك مص / باحي وأنفاسُك طيبي
أنا خيرُ الناسِ إِذ / كنت منَ الناسِ نَصيبي
عَشِقوا قَبلي وَل / كنْ ما أحبُّوا كحبيبي
بِأَبي بَرد ثَناياك / وإن أذكَى لهيبي
لا بلاكَ اللهُ إن أُض / نِيتَ يوماً بالّذي بي
بعماد الدّين أضْحَتْ عُرْوَةُ الد
بعماد الدّين أضْحَتْ عُرْوَةُ الد / دينِ مَعصوباً بها الفتحُ المبينْ
وَاِستَزادت بِقَسيمِ الدَّولة ال / قسمُ مِن إدحاضِ كيدِ المارِقينْ
مَلكٌ أسْهَرَ عيناً لم تَزَلْ / هَمُّهَا تشريد هَمّ الرَّاقدين
لا خَلَتْ من كَحَل النّصرِ فقد / فقأت غَيظاً عُيون الحاسدين
كُلُّ يومٍ مَرَّ مِن أيّامِهِ / فَهوَ عيدٌ عائِد لِلمسلمينْ
لو جرى الإنصافُ في أوصافِهِ / كَانَ أَولاها أَمير المُؤمنينْ
ما رَوى الرّاوُونَ بَل ما سَطّروا / مِثلَ ما خَطَّتْ لَه أَيدي السنينْ
إِذ أَناخَ الشِّرْكُ في أَكنافِهِ / بِمئي ألْفٍ ثَناها بمئينْ
وَقْعَةٌ طاحَت بِكَلبِ الرومِ من / قِطعَةِ البَيْن إلى قَطعِ الوَتينْ
إِن حَمت مِصرٌ فَقَد قام لها / واضحُ البرهان أنَّ الصِّينَ صِينْ
دَرَج الدَّهْرُ عليها مُعْصِراً / لَم يُدنَّس بِمرام اللّائِمينْ
والرُّها لو لم تكن إِلّا الرُّها / لكَفَتْ حشْماً لشكّ المُمْتَرينْ
هَمَّ قسطنطينُ أن يَفّرعها / وَمَضى لم يحوِ مِنها قسطَ طينْ
ولَكَمْ من ملِكٍ حاولها / فتحلّى الحَيْنُ وسْماً في الجبينْ
هيَ أُختُ النَّجْم إِلّا أنّها / منه كالنّجم لرأي المُبْصِرينْ
مُنِيَتْ منه بلَيْثٍ قائدٍ / بِعرانِ الذّلّ آسادِ العَرينْ
زَارها يَزأرُ في أُسْدِ وَغىً / تُبدِّلُ الأُسْدَ مِن الزّأْرِ الأَنين
صَولَجوا البيضَ بِضَرب نثر ال / هَامَ في ساحاتِها نَثر الكرين
يا لها هِمَّةُ ثغرٍ أضحكتْ / من بني القُلفِ ثغور الشّامتين
بَرنَسْتَ رأسَ بُرنس ذِلَّةً / بَعدَما جاسَت حَوايا جُوْسِلين
وسَرُوجُ مُذْ وَعَتْ أسراجَهُ / فَرَّقَتْ جُمّاعَها عنها عِضِين
تِلكَ أقفالٌ رَماها اللَّه من / عَزمهِ الماضي بِخَيرِ الفاتِحين
شامَ منهُ الشّام بَرْقاً ودْقُهُ / مُؤمن الخَوفِ مُخيفَ الآمِنين
كم كنيسٍ كَنَسْتَ قد رامَها / منه بعد الرُّوحِ في ظلّ السَّفين
دَنَتِ الآجالُ مِن آجالها / فأَحَلَّتْهَا القَطا بَعدَ القَطين
ومنارٍ يجتلي صُلْبانهُ / بَينَ بِيضٍ تَتبارَى في البرين
قَرعَته البيضُ حتّى بَدّلت / قَرعةَ النّاقوسِ تَثويبَ الأذين
بالقَسِيميّات مقسوماً لها الد / دَهر في عَلْكِ لُجينٍ أَو لجين
سَلْ بها حَرّان كم حرّى سَقَتْ / بَرَداً مِن يَوم رُدَّت ماردين
سَمَطْتَ أَمسَ سُمَيْسَاط بِها / نَظْمَ جَيشٍ مُبْهجٍ لِلنّاظرين
وَغَداً يُلْقَى على القدسِ لَها / كَلْكَلٌ يدرُسُهَا دَرْسَ الدّرين
هِمَّةٌ تُمسي وتضْحى عَزمةً / لَيسَ حِصنٌ إِنْ نَحَتْهُ بحَصِين
قُلْ لقومٍ غَرَّهُم إمهالُهُ / سَتَذوقونَ شَذاهُ بَعدَ حين
إِنّهُ المَوتُ الَّذي يدركُ مَن / فَرَّ منه مُشحاً للغافِلين
وهو يُحْيي مُمْسكي عُرْوَته / إنّها حبلٌ لِمَنْ تابَ مَتين
مَنْ يُطِعْ يَنْجُ وَمَن يَعْصِ يكن / من غداةٍ عبْرَةً للآخَرين
بِكَ يا شَمسَ المعالي رُدَّتِ الر / روحُ في المَيْتَيْن من دُنيا وَدين
أَقسَم الجَدّ بِأَن تَبقى لِكَيْ / تَملِكَ الأَرضَ يَميناً لا يَمين
وتُفيضُ العَدلَ في أَقطارِها / مُنْسِياً مُؤْلِمَ عسفِ الجائرين
لا تَزَلْ دارُكَ كَيفَ اِنتَقَلتْ / كعبةً محفوفةً بالطّائفين
كُلُّ يَومٍ يَتَحلَّى جيدُهَا / مِن نَظيمِ المَدحِ بالدُّرَّ الثّمين
كُلّما أَخلَصَ فيها دَعوَةً / لَكَ قالَت أَلْسُنُ الخَلْقِ آمين
في ذُرى مَلْكٍ هوَ الدَّه
في ذُرى مَلْكٍ هوَ الدَّه / رُ عطاءً وَاِسْتلابا
مَن لهُ كفٌّ تبُزُّ ال / غَيْث سَحّاً وَاِنسكابا
فاتحٌ في وجهِ كلِّ / أمَّةٍ للنّصر بابا
تَرجُفُ الدُّنْيا إذا حر / رَكَ للسَّيْر الرِّكابا
وتخِرُّ المُشمَخِرّا / تُ اِختِلالاً واِضطِرابا
وَتَرى الأَعداءَ مِن هَيْ / بَتِهِ تَأوي الشِّعابا
وَإِذا ما لَفَحَتْهُمُ / نارُهُ صَاروا كبابا
يا عِمادَ الدّينِ لا زِل / تَ على الدّين سحابا
جاعلاً مِن دونه سَيْ / فَكَ إنْ رِيع حِجابا
فَاِلبَس النَّعْمَاءَ في الأم / نِ الّذي طِبت وطابا
وَاصْفُ عَيشاً إِنَّ أَعدا / ءَكَ قَد صَاروا تُراباً