المجموع : 15
يا مَلولاً قلّما يَرْ
يا مَلولاً قلّما يَرْ / عَى لِمن يَهواهُ عَهدَا
يا ظَلوماَ كلّمَا استع / طَفْتُه تَاهَ وصَدّا
لِمْ جَعلتَ الهجرَ يا مو / لايَ قبل البُعد بُعدَا
مَا أرى لي منك في حَا / لِ الرّضا والسُّخطِ بُدّا
قُل لِمَن لم يَرْعَ عَهدِي
قُل لِمَن لم يَرْعَ عَهدِي / والّذِي ضَيَّع وُدِّي
يا فَدتْكَ النفسُ قد أس / رفتَ في هَجري وصَدّي
إنّما وَصلُكَ مبذو / لٌ لِخلٍّ مُستَجَدِّ
فابقِ من هَجركَ حظّاً / لِلَّذي يَهواكَ بَعْدي
قُل لِمن أَوحَشَ بالهَج
قُل لِمن أَوحَشَ بالهَج / رِ جُفونِي من كَراهَا
والّذِي أَوهَم عَيني / أَنَّ في النَّومِ قَذَاهَا
يا مَلُولاً قَلَّما اِستُر / عِي عُهوداً فَرعاهَا
يا ظَلُوماً كلَّمَا اسْتَع / طَفْتُهُ صَدَّ وتَاهَا
زِدتَ في تِيهكَ والشيْ / ءُ إِذا زَادَ تَناهَى
تَتَقَضّى دولةُ الحُس / نِ وإِن طَالَ مَدَاهَا
رَاحَتِي لو سَمِعَ الشّك / وى إِلَيهِ وَوَعَاهَا
غيرَ أَنَّ الصُّمَّ لاَ تَس / مَعُ نَجوَى مَن دَعاهَا
وَهوَ لو نَادى عِظامي / رِمّةً لَبّى صَداهَا
مُتِلفٌ بالهَجر نَفسي / وإِليهِ مُشْتَكاهَا
مُستَقِلٌّ كُلَّ ما تَل / قاهُ فيهِ مِن أَذَاهَا
ليتَ مَن يَسألُ جيرانَ النّقَا
ليتَ مَن يَسألُ جيرانَ النّقَا / هَل لنَا بعد افتراقٍ مُلْتَقَى
عانَنَا الدّهرُ فأضحَى شملُنا / بَعدَ ما كان جَميعاً فرقَا
وَهيَ الأيّامُ من عَادَاتِهَا / رَدّ صَفوِ العيشِ طرْقاً رَنَقَا
كُلّ شَيءٍ غيّرتْ منّي النّوى / بَعدكُم إلاّ الجَوَى والحُرقَا
خَان فيكُم حُسنُ صَبرِي وَوفَى / لكُمُ الدّمعُ فآلى لا رَقَا
لَيتَ مَن يغبِطُ أبناءَ الهوَى / ذاقَ ما يَلقَوْنَ فيهِ من شَقَا
ما يُريد الشّوقُ من قلبِ مُغنّى
ما يُريد الشّوقُ من قلبِ مُغنّى / ذكرَ الأُلاّفَ والوَصلَ فحنّا
حَسبُه ما عندَه من شَوقِه / وكَفاهُ من جَواهُ ما أجَنّا
كلَّما شاهَد شملاً جَامِعاً / طارَ شوقاً وهفَا وجْداً وأنّا
عَاضَهُ الدّهرُ من القُربِ نَوىً / ومن الغِبطةِ بالأحبابِ حُزْنَا
فَرثَي من رَحْمَةٍ عاذلُهُ / ورأى الحاسِدُ فيه ما تَمنّى
ويحَهُ من زَفرةٍ تَعتادُهُ / وهُمومٍ جمّةٍ تَطرقُ وَهْنَا
يا زَمانَ القُربِ سُقياً لَك مِن / زَمنٍ لو كان قُربُ الدّارِ أغْنَى
لم تكُن إلاّ كَظِلٍّ زَائلٍ / والمسَّراتُ تَلاشَى ثُمّ تَفْنى
ساءَنا ما سرَّنا من عيِشِنَا / بعدَ ما رَاق لنا مرأىً ومَجْنَى
فافْتَرقْنا بَعد مَا كُنّا صَدىً / إنْ دَعَوْنَا وكَفَانَا قولُ كُنّا
وكذَا الأيّامُ من عَاداتِها / أنّها تُعقِبُ سَهلَ العيشِ حَزْنَا
خُلُقٌ للدّهرِ ما أولَى امرأً / نعمةً منهُ فملاّهُ وَهَنّا
وكذَا البَاخِلُ ما أسدَى يَداً / قَطُّ إلاّ كَدَّرَ المنَّ ومَنّا
قُل لأحَبابٍ نَأتْ دَارُهُمُ / وعَلى قُربِهمُ أقْرعُ سِنّا
سَاءَ ظَنّي باصْطِبَارِي بعدَكُم / ولقد كنتُ به أُحسِنُ ظَنّا
لأُبِيحَنَّ الجوَى من كَبِدِي / مَوضِعاً لم يُبتذَلْ عِزّا وضَنّا
وأُذِيلَنّ دُموعاً لو رأتْ / فَيضَهُنَّ المزنُ خَالَتْهُنَّ مُزْنَا
أسَفاً لا بل حياءً أنّنِي / بعدَكُم باقٍ وإن أصبحتُ مُضنَى
لا صَفَا لي العيشُ من بَعدِكُمُ / ما تَمادَتْ مُدّةُ البينِ وعِشْنَا
وعَجيبٌ والتّنائِي دُونَكُمُ / أنَّكُم مِنّي إلى قَلبيَ أدْنَى
حيثُ كُنتمْ ففُؤادِي دَارُكُم / وعلى أشباحِكُم أُغمِض جَفْنَا
أيُّها الرَّبْعُ المُحيلُ
أيُّها الرَّبْعُ المُحيلُ / جَدَّ بي عنكَ الرَّحيلُ
لستَ بالدّارِ ولا في / كَ لِمَنْ يَضْحى مَقيلُ
غابَ عنِّي الرُّشدُ في / قَصديْكَ والرأيُ الأصيلُ
غَلطةً كانت ولُطفُ اللَّ / هِ ما زالَ يُقيلُ
ما مُقامُ الحرّ في أر / ضٍ بها النَّاسُ قَليلُ
بلد فيه عزيزُ ال / قومِ مَقهُورٌ ذليلُ
لستُ أرجوكَ وقد لا / حَتْ لعينيَّ المَحُولُ
إنما يرتادُ أرضَ ال / مَحْلِ مغرورٌ جَهولُ
حَمَلَتْ ثِقْلِيَ في السَّهلِ العَصَا
حَمَلَتْ ثِقْلِيَ في السَّهلِ العَصَا / ونَبتْ بي حينَ حاولتُ الحُزونَا
وإذا رجليَ خانَتْني فَلا / لومَ عندي للعصا في أن تَخونَا
نظَرت مُبيضَّ فَودي فَبَكَتْ
نظَرت مُبيضَّ فَودي فَبَكَتْ / ثمَّ قالت ما الّذي بَعدي عَرَاهُ
قُلتُ هَذي صِبغَةُ اللّهِ ومَن / يصبُغُ الأسوَدَ مبيضّاً سِواهُ
أيّها الظَّالمُ مهلاً
أيّها الظَّالمُ مهلاً / أنتَ بالحاكمِ غِرُّ
كلُّ ما استعذَبْتَ منْ جَوْ / ركَ تعذيبٌ وجَمْرُ
ليس يلقى دعوةَ المظ / لومِ دونَ اللهِ سِتْرُ
فَخَفِ الله فما يَخْ / فى عَلَيْهِ مِنهُ سرُّ
يجمعُ الظّالمَ والمَظْ / لومَ بعد الموتِ حَشْرُ
حيثُ لا يَمْنَعُ سُلْ / طانٌ ولا يُسْمَعُ عُذْرُ
أَوَ ما يَنهاكَ عن ظُل / مِك موتٌ ثمَّ قَبْرُ
بعضُ ما فيه من الأهْ / وَالِ فيهِ لكَ زَجْرُ
أَيّها الغافِلُ كم هَذا الهجوعُ
أَيّها الغافِلُ كم هَذا الهجوعُ / أعلنَ الدَّاعيِ فهل أنتَ سَميعُ
أنت عَمّا هو آتٍ غافلٌ / وكأَنْ قد فاجأَ الخطبُ الفَظيعُ
نحن فرْعٌ لأصولٍ ذَهبتْ / كم تُرى من بَعدِها تبقى الفُروعُ
وزُروعٌ للمنايا حُصِدَتْ / بيَدَيْها قبلَنَا مِنَّا زُروعُ
بادِرِ الخَوفَ وقَدِّم صالحاً / ما لِمَن مات إلى الدُّنيا رُجوعُ
نحن سَفْرٌ سارَ مِنّا سلَفٌ / وعَلى آثارِهم يَمضي الجميعُ
وإلى المورِدِ ميعادُهُمُ / يلتقي فيه بطيءٌ وسريعُ
أُمّنَا الدُّنيا رَقوبٌ يستوي / عندَها في الفقدِ كَهلٌ ورضيعُ
ما رأيْنا ثاكلاً مِنْ قَبْلها / مالَها في إثْرِ مفقودٍ دُموعُ
كلُّنَا منها ومنّا كلُّها / فهيَ لا تشبعُ أوْ نحنُ صَريعُ
بئستِ الأمُّ رَمَتْ أولادَها / برزاياها ألا بِئْسَ الصَّنيعُ
ما هناهُم فوقَها نَومُهُمُ / فهُمُ فيها إلى الحشرِ هُجوعُ
أبداً تجفو علينا ولَنا / نحوَهَا الدّهرَ حنينٌ ونزوعُ
هي ليلَي والوَرى أجمعُهم / قَيسُها كلٌّ بها صبٌّ وَلوعُ
جِدَّ يا مطلوبُ من جدَّ نَجا / إنَّ ذا الطّالِبَ مِدراكٌ تَبوعُ
ليس يُنْجي الجحفلُ الجَرّارُ مِن / يدهِ الطُولى ولا الحِصنُ المنيعُ
يأخذُ السلطانَ ذا الجمعِ فَلا / يدفعُ السلطانُ عنه والجموعُ
ليسَ يَرعى حرمةَ الجارِ ولا / يُنقذُ الشّاسِعَ في البُعدِ الشُّسُوعُ
ما معَ السَّبعينَ تسويفٌ فلا / يخدعَنْكَ الأملُ الواهي الخَدوعُ
قد تحمّلْتَ على ضعفِك مِن / ثِقْل أوزارِك ما لا تَستطيعُ
وتَقضَّتْ عنك أيّامُ الصِّبا / وعلى مفرقِكَ الشَّيبُ الشَّنيعُ
ثمَّ أفضَتْ مدّةُ الشَّيبِ إلى / هرمٍ يَعقُبه الموتُ الذّريعُ
صوَّحَ المرعَى فماذا تَرتجي / بعد ما صوَّح مَرْعاك المَريعُ
هل تَرى إلاّ هشيماً ذاويا / تجْتويهِ العينُ إن ولَّى الرَّبيعُ
أيّها المغرورُ مهلاً
أيّها المغرورُ مهلاً / بلغَ العمرُ مداهُ
كَم عَسى من جاوزَ السَبْ / عِينَ يبقى كم عَساهُ
أنَسيتَ اللهَ أم أَمْ / مَنَكَ اللهُ لَظاهُ
تَظْلِمُ الناسَ لمن ترجو / هُ أو تخْشَى سُطاهُ
أنتَ كالتَّنُّور يَصلى النْ / نَارَ في نفعِ سِواهُ
أُفٍّ لِلدُّنيا فما أَوبا جَناها
أُفٍّ لِلدُّنيا فما أَوبا جَناها / لَيسَ يخلو مَنْ رآها مِنْ أَذاها
خَدعَتْنَا بأباطيلِ المُنى / فارتكَسْنا في هَوانا لِهَواها
واستَمالَتْنا بِوعدٍ كاذبٍ / فتَمَسَّكنَا بِواهٍ مِن عُراها
وعدَتْنا باللُّهى لاهِيةً / فاشتَغَلنا بتقاضينا لُهَاها
وهي إن جادَ بنَزْرٍ يومُها / غَدُها مسترجِعٌ نَزْرَ جَداها
بِئسَتِ الأُمُّ رَقوبٌ أكثَرَتْ / وُلدَها ثمَّ رَمتْهُمُ بِقِلاها
وغداً تَنْقُلُنا منها إلى / مُظلِمُ الأرجاءِ ضَنكٍ من ثَراها
والذي يتبعُنا من سُحتِها / تَبِعاتٌ مُوبقاتٌ مِنْ شَذَاهَا
وتحوزُ المالَ بالإرثِ ومَا / حازَتِ الميراثَ من أمٍّ سِواهَا
فإِذا اللهُ رعَى والدةً / ذاتَ بِرٍّ وحُنُوٍّ لا رَعاهَا
أورَدَتْنا النّارَ لا مأْوَى لنا / من لَظَاها ويحَ من يَصلى لَظَاهَا
أمَرَتْنا بالمَعاصي فإِذا / وفَّق اللهُ امرأً منّا عَصاهَا
آهِ من تَفرِيطنا شُغلاً بها / عن فَعال الخير والطَّاعةِ آهَا
لَهْفَ نَفسي لِهلالٍ طالعٍ
لَهْفَ نَفسي لِهلالٍ طالعٍ / ما استَوى في أُفْقِهِ حتَّى غَرَبْ
لو رأَى ما حلَّ بي مِن بعدِهِ / مِن هُمومٍ غَشِيَتْني وكُرَبْ
لَبَكَى لي تحتَ أطباقِ الثَّرى / وبكاءُ الميْتِ للحيِّ عَجَبْ
أنا ميْتٌ مِثلُه لكنَّهُ / مستريحٌ ومماتي في تَعَبْ
أنا في أهل دمشق وهم
أنا في أهل دمشق وهم / عدد الرمل وحيد ذو انفراد
ليس لي منهم أليف وشجت / بيننا الألفة أسباب الوداد
يحسبوني إذ رأوني وافداً / قد أتاهم من بقايا قوم عاد
وانفرادي رشد لي والهوى / أبدا يصرف عن سبل الرشادِ
يا عمادي حين لا معتمد
يا عمادي حين لا معتمد / وصدى صوتي في الخطب الملم
والذي بوأني من رأيه / في أعالي ذروة الطود الأشم
منذ فارقتك أنيس نافر / وسنا صبحي كليل مدلهم
فإلى من أشتكي شيئا إذا / غاب عني مشتكى طارق غمي
وإذا كنت معافى سالما / في اعتلاء وسعود هان همي