القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 4
مَرَّ بي في فَلَك من ربرَب
مَرَّ بي في فَلَك من ربرَب / قَمَرٌ مُبْتَسمٌ عن شَنَبِ
زَيَّنُوا أَعْلاه بالدُّرِّ كما / ثقَّلُوا أَسْفَلَهُ بِالكُثُبِ
فازْدَهَتْنى أَرْيَحِيّاتُ الصِّبا / واسْتَخَفَّتْنِي دواعِي طَرَبي
فَتَعَرَّضْتُ لتَسْلِيمٍ له / فإِذا التَيَّاهُ لا يَعْبأُ بي
قالَ هذا العَبْدُ مَن دَلَّلَهُ / ما الَّذِي أَمَّنَهُ مِن غَضَبي
يا ظُبَا لَحظِي خُذِي لي رأْسَهُ / فَهْوَ لا شَكَّ مِن أهلِ الرِّيبِ
فانْبَرَتْ أَلْحاظُهُ تَطْلُبُني / وأَنا قُدَّامَها في الهَرَبِ
لَوْ تَراني وأَنا أُلْطِفُهُ / وأُدارِيهِ مُدَارَاةَ الصَّبي
خِلْتَهُ جَبَّارَ قَوْمٍ مَرَدُوا / وأَنا في لُطُف الوَعْظِ نَبي
أَذَّنَ الدِّيكُ فَثُبْ أَوْ ثَوِّب
أَذَّنَ الدِّيكُ فَثُبْ أَوْ ثَوِّب / وانْضَحِ القَلْبَ بماءِ العِنَبِ
وَتَأَمَّلْ آيةً مُعْجِزَةً / ما قَرَأْنَا مِثْلَها في الكُتُبِ
رَكَعَ الإبْرِيقُ مِن طاعتِهِ / وبَكى فابْتَلَّ ثَوْبُ الأَكْوُبِ
وَلْوَلَ المِزْهَرُ يَنْفِي كُرَبي / وَتَطَرَّبْتُ فأَعْيا طَربَي
ورَبِيبٍ قامَ فينا ساقِيًا / كالرَّشا أُرْضِعَ بَيْنَ الرَّبْرَبِ
ظَبْية دُونَ الصَّبايا قُصِّصَتْ / فأَتَتْ غَيْداءَ في شَكْل الصَّبي
فُتِّحَ الوَرْدُ على صَفْحتِها / وحَماهُ صُدْغُها بالعَقْرَبِ
فَمشَتْ نَحْوِي وقد مُلِّكْتُها / مِشْيةَ العُصْفورِ نَحْوَ الثَّعْلَبِ
وغَمامٍ باكَرَتْنا عَيْنُهُ / تُتْرِعُ الأُفْقَ بدَمْعٍ صَيِّبِ
مِثْلَ بَحْرٍ جَاءَنا مِن فَوْقِنا / جِرْمُه مِن لُؤْلُؤٍ لم يُثْقَبِ
فَدَنا حتى حَسِبْنا أَنَّه / يَمْسَحُ الأَرْضَ بفَضْلِ الهَيْدَبِ
فسَأَلْناهُ وقد أَعْجَبَنا / حَشوُهُ العَيْنَ بمَرأى مُعْجِبِ
أَنْتَ ماذا قالَ مُزْنٌ عَلَّمَتْ / كَفَّهُ النُّجْعةَ كَفَّا دَرِبِ
سامَني بالشَّرْقِ أَنْ أَسْقِيَكُم / رَحْمةً منه بأَقْصَى المَغْرِبِ
فَسَأَلْناهُ أَبِنْ ذاك لنا / قالَ هل يَخْفى ضِياءُ الكَوْكَبِ
مَلِكٌ ناصَبَ مَن خالَفَكُمْ / عامِرِيُّ المُنْتَمَى والمَنْصِبِ
فَعلمْنا أَنَّهَا نَفْحةُ مَن / وَرِثَ الجُودَ أَباً بَعْدَ أَبِ
لكَ كَفٌّ بالثُّرَيَّا فَيْضُها / ولها بَسْطُ النَّدَى مِن كَثَبِ
كَقَلِيبٍ دَلْوُها مُتْرَعَةٌ / أَشْرَقَتْ بالماءِ عَقْدَ الكَرَبِ
تُبْصِرُ العَيْنانِ منه إِنْ بَدا / قَمَرَ السَّرْجِ وشَمْسَ المَوْكِبِ
أَنْجَبَتْهُ للمعالي أُسْرَةٌ / نَزَلُوا للمَجْدِ أَعْلَى الرُّتَبِ
بنُفُوسٍ مِن سَناءٍ غَضَّةٍ / في جُسُومٍ بَضَّة من حَسَبِ
ووُجُوهٍ مُشْرِقاتٍ أَوْ مَضَتْ / ضاحِكات في وُجُوهِ الكُرَبِ
لهُمُ أَيّامُ حَرْبٍ كَثَّرَتْ / في عِداهُمْ داعِياتِ الحَرَبِ
لم يُطِقْ عامِرُ قِدْما مِثْلَها / لا ولا عَمْرُو بن مَعْدِ يكرِبِ
سَحَبُوا مِن ذَيْلِ مَجْد إِذْ هُمُ / للْوَغَى في ظِلِّ نَقْعٍ أَشْهَبِ
يا ابْن أُمِّ المَجْدِ خُذْها عِبْرةً / جِدّ قَوْلٍ يُشْتَهَى كاللَّعِبِ
مِن بَناتِ اللُّبِّ زانَتْكَ كما / زانَ صَدْرَ المُهْرِ حَلْيُ اللَّبَبِ
خَمْرةٌ مِن طيبِها قد سُبيَتْ / قَطَعَتْ نَحْوَكَ عَرْضَ السَّبْسَبِ
أَصُبَيْحٌ شِيمَ أَمْ بَرْقٌ بَدَا
أَصُبَيْحٌ شِيمَ أَمْ بَرْقٌ بَدَا / أَمْ سَنَا المَحبوبِ أَوْرَى أَزنُدَا
هَبَّ مِن مرْقدِهِ مُنْكَسِراً / مُسْبِلاً للْكُمِّ مُرْخٍ للرِّدا
يمْسحُ النَّعْسةَ مِنْ عيْنَيْ رشا / صائِدٍ في كُلِّ يوْمٍ أَسدا
أَوْرَدتهُ لُطُفا آيتُهُ / صفْوةَ العيْشِ وأَرْعتْهُ ددا
فَهْوَ مِن دلٍّ عراهُ زُبْدةٌ / مِن صريحٍ لم يُخَالِطْ زَبدا
قُلْتُ هَبْ لي يا حبِيبِي قُبْلَةً / تَشْفِ مِن غَمّك تَبريح الصَّدى
فانثَنَى يَهْتَزُّ مِن مَنكِبِه / قائِلاً لا ثُمَّ أَعْطَانِي اليدا
كُلَّما كَلَّمنِي قَبَّلْتُهُ / فَهْو إِمّا قال قَوْلاً ردَّدا
كاد أَنْ يرْجِع مِن لَثْمِي له / وارْتِشَافِي الثَّغْر منه أَدْرَدَا
قال لي يلْعبُ صِدْ لي طائِراً / فترانِي الدَّهْر أَجْرِي بالكُدَى
وإِذا اسْتَنْجَزْتُ يَوْماً وَعْدَه / قالَ لي يَمْطُلُ ذَكِّرْنِي غَدا
شَرِبَتْ أَعْطَافُهُ خَمْرَ الصِّبا / وسَقَاه الحُسْنُ حَتَّى عَرْبَدَا
وإِذا بِتُّ به في رَوْضة / أَغْيَداً يَعْرُو نَباتاً أَغْيَدَا
قامَ في اللَّيْلِ بجيدٍ أَتْلَعٍ / يَنْفُضُ اللمّةَ مِن دَمْعِ النَّدَى
رَشَأٌ بَلْ غادةٌ مَمْكُورةٌ / عُمِّمَتْ صُبْحاً بلَيْلٍ أَسْوَدَا
أَحَحَتْ مِن غَضَّتِي في نَهْدِها / ثُمَّ عَضَّتْ حُرَّ وَجْهي عَمَدَا
فَأنَا المجْرُوحُ مِن عَضَّتِهَا / لا شَفانِي اللَّهُ منها أَبَدَا
ومَكانٍ عازِبٍ مِن جِيرَةٍ / أَصْدِقَاءٍ وهُم عَيْنُ العِدَا
ذِي نباتٍ طَيِّبٍ أَعْرَافُهُ / كَعِذَارِ الشَّعْر في الخَدِّ بَدَا
تَحْسَبُ الهَضْبَةَ منه جَبَلاً / وحُدُورَ الماءِ منه أَبْردَا
قُلْتُ إِذ خَيَّمْتُ فيه قاطِناً / وتَلاقَتْنِي الأَمَانِي سُجَّدَا
وَرَأَيْتُ الدَّهْرَ خَوْفِي ساكِناً / وبَنِي الأَحْرَارِ حَوْلِي أَعْبُدَا
جادَ مَن أَصْبَحْتُ في أَيَّامِه / والرَّدى يَحْذَرُ مِن خَوْفِي الردَى
مَلِكٌ يُحْسَبُ عَدْلاً مَلَكاً / وإِمامٌ أَمَّ فينا فَهَدَى
خِلْتُهُ والرُّمْحُ في راحَتِهِ / قَمَراً يَحْمِلُ منه فَرْقَدَا
نِعمَ ما اخْتَرْتُ لنَفْسِي فاعْلَمُوا / إِنْ زَمَانٌ جارَ أَوْ صَرْفٌ عَدَا
لَيْسَ من يَعْشُو إِلى نار القِرى / مِثْلَ مَن يَعْشُو إِلى نارِ الهُدَى
أَيُّهَا المُعْتَدُّ في أَهْلِ النُّهَى
أَيُّهَا المُعْتَدُّ في أَهْلِ النُّهَى / لا تَذُبْ إِثْر فَقِيدٍ ولَهَا
وإِذا الأُسْدُ حمتْ أَغيالَهَا / لم يضُرَّ الخِيس صَرْعاتُ المهَا
وغَرِيبٌ يا ابْن أَقْمارِ العُلا / أَنْ يُراع البدْرُ مِن فَقْدِ السُّهَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025