المجموع : 9
عَرَضَتْ ناشِئَةُ المُزْنِ لَنا
عَرَضَتْ ناشِئَةُ المُزْنِ لَنا / فَاسْتَهَلَّتْ مِنْ أُصَيْحابِي دُموعُ
هَزَّهُمْ بِالمَرْجِ ذِكْرى بابِلٍ / أنَّها مَرْمىً على العِيسِ شَسُوعُ
فَتَجاذَبْنا على أَكْوارِها / ذِكَراً تَنْقَدُّ مِنْهُنَّ الضُّلُوعُ
وَسَرى الطَّيْفُ فَلَمْ تَشْعُرْ بِهِ / مُقَلٌ لَمْ يَسْرِ فيهنَّ الهُجوعُ
يَسْتَعِيرُ المَاء مِنْ أَجْفانِها / عَارِضٌ دَاني الرَّبَابَيْنِ هَمُوعُ
وَمِنَ النّارِ التي تُضْمِرُها / أَضْلُعِي يَقْتَبِسُ البَرْقُ اللَّمُوعُ
لا سُقِيتُنَّ الحَيا مِنْ إِبلٍ / تَذْرَعُ الأرْضَ بِصَحْبي وَتَبوعُ
فَارَقَتْ بَغْداذَ وَالقَلْبُ بِها / كَلِفٌ لا فَارَقَتْهُنَّ النُّسوعُ
وَبِنا شَوْقٌ إِلَيْها وَبِها / مِثْلُهُ لا أَجْدَبَتْ مِنْها الرُّبوعُ
وَغَدَتْ تَمْري بِها أَخْلافَها / سُحُبٌ تَشْرَقُ مِنْهُنَّ الضُّروعُ
وَلَئِنْ غِبْنا فَكَمْ مِنْ ظَاعِنٍ / وَلَهُ بَعْدَ تَنائِيهِ رُجوعُ
إنّما نَحنُ بُدورٌ وَكَذا / شِيمَةُ البَدْرِ مَغِيبٌ وَطُلوعُ
وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ
وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ / وِ نَشاوَى مِنْ مِراحِ
أَلِفُوا الجِدَّ وَلَمْ يَنْ / تَهِجُوا طُرْقَ المِزاحِ
فَهُمُ الأُسْدُ عَلى جُرْ / دٍ عِتاقٍ كَالسِّراحِ
يَمْتَطي أَبْطالُهُمْ مِنْ / هُنَّ أَثْباجَ الرِّياحِ
سَحَبُوا أَذْيالَ نَقْعٍ / لَيْلُهُ وَحْفُ الجَناحِ
بِوجوهٍ تُجْتَلَى مِنْ / هَا تَباشِيرُ الصَّباحِ
وَرَدُوا المَوْتَ ظِماءً / تَحْتَ أَظْلالِ الرِّماحِ
وَالضُّبَيْبِيَّاتُ خُوصٌ / وَبِها نُجْلُ الجِراحِ
فَشَفَتْ غُلَّتَهُمْ بِالدْ / دَمِ أَطْرافُ الصِّفاحِ
وَأَفادَ البَأْسُ نُعْمَى / أَتْلَفُوها بِالسَّماحِ
بَكَرَتْ وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ
بَكَرَتْ وَاللَّيلُ في زِيِّ الغُدافِ / ساحِباتُ الرَّيْطِ مِنْ عَبْدِ مَنافِ
يَتَنَاجَيْنَ بِعَذْلي إِذ غَدَتْ / بِزَّتي دِرْعي وَأَلْقَيْتُ عِطافي
يا نِساءَ الحَيِّ ما في أُذُنِي / مَسْلَكٌ لِلَّوْمِ فَاتْرُكنَ خِلافي
إِنَّ ظِلَّ النَّقْعِ أَوْلَى بِالفَتَى / في طِلابِ العِزِّ مِنْ ظِلِّ الطِّرافِ
غَمَزَتْ مِنّي اللَّيالي صَعْدَةً / لَمْ يُقَوِّمْ دّرْءَها عَضُّ الثِّقافِ
وَلَنا قادِمَةُ المَجْدِ إِذا / عَلِقَ المُقْرِفُ مِنْها بِالخَوافي
وَالمُعاوِيُّ إِذا رامَ العُلا / نَعِرُ النِّيَّةِ نَسَّالُ القَوافي
زاهِرُ العُودِ وَطيبُه
زاهِرُ العُودِ وَطيبُه / وَلَياليهِ تُشيبُهْ
كُلَّ يَومٍ مِن مَكانٍ / يَلبَسُ الذُلَّ غَريبُهْ
وَهْوَ يَسعى طالِباً لِل / عِلمِ وَالهَمُّ يُذِيبُهْ
وَطَوى بُردَ صِباهُ / قَبلَ أَن يَبلى قَشيبُهْ
واِقتَدى بِالقَومِ يَدعو / هُ هَواهُ فَيُجيبُهْ
خَمسَةٌ لا يَجِدُ الحا / سِدُ فيهِم ما يَعيبُهْ
مِنهمُ الجَعفِيُّ لا يُع / رَفُ في العِلمِ ضَريبُهْ
وَإِذا اعتَلَّ حَديثٌ / فالقُشَيريُّ طَبيبُهْ
وَأَخونا ابنُ شُعَيبٍ / حازِمُ الرأي صَليبُهْ
وَأَبو داودَ مَوفو / رٌ مِنَ الفَضلِ نَصيبُهْ
وَأَبو عيسى يَرى الجَهْ / ميُّ مِنهُ ما يَريبُهْ
حاديهمُ ذو زَجَلٍ يَس / تَضحِكُ الرَوضَ نَحيبُهْ
طارَ فيهِ البَرقُ حَتَّى / خالطَ الماءَ لَهيبُهْ
عَرَضَتْ وَالنَّجمُ واهٍ عِقدُهُ
عَرَضَتْ وَالنَّجمُ واهٍ عِقدُهُ / حرَّدٌ مُعتَجِرَاتٌ بِمِنَى
في مُروطٍ وَلَّعَتها عَبرَتي / لا سَقيطُ الطَلِّ عِندَ المُنحَنَى
فَرأَت آثارَها داميَةً / ذاتُ خَصرٍ كادَ يُخفيهِ الضَّنَى
ثُمَّ قالَت مَن بَكى مِنّا دَماً / وَهوَ لا يَخشى عَلَينا الأَعيُنَا
عَبرَةٌ لَم يَرَ مَن أَسبَلَها / أَحَدٌ إِلّا رَفيقي وَأَنا
إِنَّ لِلعاشِقِ جَفناً خَضِلاً / يُوَدِعُ الأَحزانَ قَلباً ضَمِنا
وَلَهُ دَمعٌ إِذا وَقَّرَهُ / طاشَ مِن شَوقِ يَهيجُ الحَزَنا
وَبِنَفسي هيَ وَالسِّربُ الَّتِي / توقِظُ الرَّكبَ إِذا الصُّبحُ دَنا
بِعُيونٍ سَحَرَتْ وَهْيَ ظُباً / وَقُدودٍ خَطَرَت وَهي قَنا
فَتَنَتْنِي وَالَّذي يُبصِرُها / في لَيالي الحَجِّ يَلقى الفِتَنا
ثُمَّ لاحَ البَرقُ يَفري ظُلَماً / حينَ يَسري وَهوَ عُلْوِيُّ السَّنا
فَشَجاني ذا وَهاتيكَ مَعاً / أَيُّ خَطْبٍ طَرَقَ الصَبَّ هُنا
وَأَراني البَرقُ إِذ أَرَّقَني / بِمِنىً مِن أَرضِ نَجدٍ حَضَنا
مَنزِلٌ حَلَّ بِهِ لي سَكَنٌ / بَعدَما اختارَ فؤادي وَطَنا
كُلَّما شِئتُ تَأَمَّلتُ لَهُ / مَنظَراً أَصبو إِلَيهِ حَسَنا
وَملأتُ السَّمعَ مِنّي كَلِماً / يَحسُدُ القَلبُ عَلَيها الأُذُنا
يا خَليليَّ قِفا تَحْ
يا خَليليَّ قِفا تَحْ / تَ ظِلالِ السَمُراتِ
وَأَعيرانيَ طَرْفاً / شَرِقاً بالعَبَراتِ
فَمِن الخَيْفِ بَدَت ظَمْ / ياءُ تَرمِي الجَمَراتِ
في عَذارى بِجَلابي / بِ الدُّجَى مُعتَجِراتِ
ثَمِلاتِ الخَطوِ يَسحَبْ / نَ ذُيولَ الحِبَراتِ
فَتَرَكنَ القَلبَ يَشكو / ما جَنَتْهُ نَظَراتِي
سَحَبَ الشَّيبُ بِفودي ذَيلَهُ
سَحَبَ الشَّيبُ بِفودي ذَيلَهُ / وَتَجافَتْ عَنهُ رَبَّاتُ الكِلَلْ
وَلَقَد كانَ خِصاصُ الخِدرِ بي / يَسأَلُ البيضَ رِقاعاً مِن مُقَلْ
فَطَوى بُردَ شَبابي زَمَنٌ / بَزَّ عودي ماءَهُ حَتىّ ذَبَلْ
واِشتِعالُ الهَمِّ في قَلبي عَلا / بِقِناعِ الشَيبِ رأسي فاِشتَعَلْ
وَظَلامٍ قَيَّدَ العَينَ بِهِ
وَظَلامٍ قَيَّدَ العَينَ بِهِ / لَيلَةٌ ضَلَّ بِها العَينَ الكَرى
خُضتُهُ وَالدِّرعُ فَوقي وَطَوَتْ / تَحتيَ المُهرَةُ أَجوازَ الفَلا
لَمعَ النَّجمُ عَلى جَبهَتِها / وَتَرَدَّتْ بِجلابيبِ الدُّجَى
فَأَتَتْ ريماً هَضيماً كَشحُهُ / ثَمِلَ العَينَينِ مَوهونَ الخُطا
كادَ يَشفَي بِجنَى ريقَتِهِ / غُلَّةً مَسجورَةً لَولا التُّقَى
وَوَشى العِطرُ بِهِ إِذ بَلَّهُ / آخِرَ اللَيلِ سَقيطٌ مِن نَدى
وَأَذاعَ الحَلْيُ سِرّاً كاتِماً / فَتَرَكنا مِن تَوَقِّهِ السُّرى
وَأَرابَ الحَيَّ حَتَّى هابَهُمْ / رَشا عانَقَهُ ذِئبُ الغَضى
إِنَّ ما أَحذَرُهُ أَربَعَةٌ / تُودِعُ القَلبَ تَباريحَ الجَوى
وَأَنا مِنها كَمَن يَبتَلُّ مِن / دَمِهِ أَشداقُ آسادِ الشَّرى
عَرَقٌ طابَ وَوَجهٌ يَرتَدِي / بِسَنا البَدرِ وَمِسكٌ وَحُلَى
طَرَقتْ علوَةُ والرَّملُ شجٍ
طَرَقتْ علوَةُ والرَّملُ شجٍ / بالدُّجى والأَنجُمُ الزُهرُ جُنوحُ
حَيث غَنَّى ابنُ عليم طَرباً / وَالحَمامُ الوُرقُ في الأَيكِ تَنوحُ
وأَريجُ المسكِ مِن أَردانِها / يُوقَظُ الرَّكبُ بِهِ حينَ يَفوحُ
وأَحسوا بِسُراها فاِنثنتْ / بِفؤادِ الصَبِّ وَالدَّمعُ سَفوحُ
وهيَ تَسري روضَةً مطلولَةً / كَيفَ يُخفي نَشرَهُ الرَّوضُ النَّفوحُ
فَأَضاءَ الصُّبحُ واجتازَ بنا / بارِقٌ مِن خِلَلِ المُزنِ لَموحُ
وكلا النُّورَينِ مِن مَسفَرِها / وَثَناياها عَلى النَّأيِ يَلوحُ
فتَبَصرتُ فَلَم تؤْنِسْهما / مُقلَةٌ في وَشَلِ الدَّمعِ سَبوحُ
تُظهِرُ الوجدَ الَّذي أُضمِرُهُ / وَعَناءٌ مَرَحُ الطَّرفِ الطَّموحُ
إِن تَبُح بالسِّرِّ عَينٌ دَمَعَتْ / فَدموعُ العَينِ بِالسِّرِّ تَبوحُ