المجموع : 12
وَنَديمُ سارِقٍ نادَمَني
وَنَديمُ سارِقٍ نادَمَني / وَهوَ عِندي غَيرَ مَذمومِ الخُلُقِ
ضاعَفَ الكَورِ عَلى هامَتِهِ / وَطَوى مَنديلَنا طَيَّ الخِرَق
يا أَبا دَهمانَ لَو جامَلتَنا / لَكَفَيناكَ مَئوناتِ السَّرَق
قُل لِعيسى أَنفِ أَنفِه
قُل لِعيسى أَنفِ أَنفِه / أَنفُهُ ضَعفٌ لِضَعفِهْ
لَم يَنَم مُذ كانَ إِلَّا / أَلصَقَ الأَنفَ بِسَقفِهْ
فَتَرى السَّقفَ وَقَد أَخْ / رَبَهُ مِنهُ بِحَرفِهْ
إِنَّ مَن عاداكَ يا عِي / سَى لَمَقرونٌ بِحَتفِهْ
أَنتَ لَو تَستَنشِقُ الثَّو / رَ بِقَرنَيهِ وَظِلفِهْ
لَهَوى في مَنخر يَس / تَغرِقُ الخَلقَ بِنِصفِهْ
لَو تَراهُ راكِباً وَالت / تيْهُ قَد مالَ بِعِطفِهْ
لَرَأَيتَ الأَنفَ في السَّر / جِ وَعيسى ردفُ أَنفِهْ
لي إِلَيكُم كَبِدٌ مَقروحَةٌ
لي إِلَيكُم كَبِدٌ مَقروحَةٌ / وَفُؤادٌ طائِرُ القَلبِ خَفِقْ
كُلَّما دَلدَلتُ خِصيَيَّ إِلى / دارِكُم قَلَّص خِصيَيَّ الفَرَقْ
حَدَّثَتني النَّفسُ عَن خُرقِكُم / بي في السَّعي وَفي السَّعي خُرُقْ
إِنَّما تَطلبُ أَنْ آتيَكُمْ / فَإِذا صِرتُ إِلَيكُم فَلتَطِقْ
دَأَباً تَضرِبُني أَو أَشرَبُ ال / كَأسَ أَو تسكب في حجري بُقْ
فَتَقاعَستُ كَذا كُلُّ فَتى / سامَهُ إِخوانُهُ ما لَم يُطِقْ
فَأَجَدّوا لي أَماناً وَاِذنوا / لِيَ في النَّردِ وَفي وَضعِ السَّبَقْ
وَإِذا ما قُلتُ شَيئاً فَاِنصِتوا / باطِلاً إِن كانَ أَو إِن كانَ حَقْ
وَإِذا قُمتُ فَقوموا وَإِذا / شِئتُ أَن أَجلِسَ فَاِلتَفُّوا حِزَقْ
لِيَرُدَّ المَرءُ مِنكُم ريقَهُ / في مَجاري الحَلقِ حَتّى يَختَنِقْ
ثُمَّ وَيلٌ لَكُم إِن أَنتُمُ / قُلتُ شَيئاً لَم تَقولوا لي صَدَقْ
يا لِبان اللَّه فِيَّ اللَّه بي
يا لِبان اللَّه فِيَّ اللَّه بي / حَرَجاً مِن قَطعِ حَبلي حَرجا
قَد رَأَيتُ المَوتَ أَو أَسبابَهُ / فَاِدنين لي الآنَ مِنك الفَرجا
إِن يَكُن حَبلُكَ مِن حَبلي وَهى
إِن يَكُن حَبلُكَ مِن حَبلي وَهى / فَإِلى شَوقي يَكونُ المُنتَهى
لَم يُذَكِّرنيكَ خَطبٌ حادِثٌ / إِنَّما يذكرُ مَن كانَ سَها
إِنَّ في الصَّبرِ لَخَيراً فَاِصطَبِر
إِنَّ في الصَّبرِ لَخَيراً فَاِصطَبِر / وَاِستَعِذ بِاللَّهِ مِن سوءِ القَدَر
إِجعَلِ الصَّبرَ لِما تحذرُهُ / جُنَّةً فَالصَّبرُ مِفتاحُ الظَفَر
كُلُّ مَن حُدِّثت عَنهُ إِنَّهُ / نالَ خَيراً فَاِعلَمَن أَن قَد صَبَر
إِنَّ في الصَّبرِ مُجيراً لَكَ مِن / صَولَةِ الهَمِّ إِذا الهَمُّ حَضَر
عادَ بِالسّوءِ عَلَيَّ حَذَري / رُبَّما أَدّى إِلى السّوءِ الحَذَر
قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنَّني / لا أَرى يَومَ سُرورٍ فَأسَر
أَتجافى عَن هَناتِ لَو بِها / مُني الخلق جَميعاً لَاِنتَحَر
إِنَّ في قَلبي وَلا ذَنبَ لَكُم / حُرقَةً أثبتها فيهِ النَّظَر
بَصَري جَرَّ عَلى قَلبي الشَّقا / فَأَراحَ اللَّهُ قَلبي مِن بَصَر
زادَني شَوقاً إِلَيكُم هَجرُكُم / رُبَّما يَزدادُ شَوقاً مَن هَجَر
وَعَجيبٌ أَنَّ حُبّي لَكُمُ / صارَ ذَنبا عِندكُم لا يُغتَفَر
لا يضق عَفوك ما بي جَلَد / وَاِغفِري ذَنبي وَإِن كانَ كبَر
إِنَّ لِلمَوتِ إِلَيَّ سُبُلاً / غَيرَ أَنَّ المَوتَ يَأتي بِقَدَر
لامَني النَّاسُ عَلى حُبِّكُم / خابَ مَن عَنَّفَ فيكُم وَخَسَر
وَلَكُمْ نَبلٌ حِدادٌ صُيُبٌ / نَبلُ حُبٍّ لَم تُفَوَّق بِوَتَر
فَإِذا ما شِئتِ أَن تَستَعبِدي / أَحَداً أَرسَلتِ سَهماً فَعَقَر
فَهوَ عَبدٌ لَيسَ يَعدو كُلَّما / أَوجَبَ المَولى عَلَيهِ وَأَمَر
إِنَّني أَصبَحتُ في حُبِّكُمُ / بَينَ حالَينِ كِلا الحالَينِ شَر
بَينَ هجرانٍ وَبُعد أَجَّجا / في بَناتِ القَلبِ ناراً تَستَعِر
إِجعَلي نَفسَكِ لي ناصِرَةً / لَستُ إِلَّا بِكِ مِنكُم اِنتَصَر
إِنَّ في الهَجرِ لَداءً مُعضَلاً / وَلَداءُ الحُبِّ أَدهى وَأَمَر
اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن
اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن / وَإِذا عَزَّكَ مَن تَهوى فَهُن
فَلَعَلَّ الوَصلَ يَأتي مَرَّةً / فَكَأَنَّ الهَجرَ شَيءٌ لَم يَكُن
أَنا لا وَاللَّهِ ما حِلتُ وَلا / كانَ مِنِّي في الهَوى إِلَّا الحَسَن
وَلَقَد تَزعُمُ أَنِّي خُنتُها / وَنَقَضتُ العَهدَ لا كُنتُ إِذَن
لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن
لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن / إِنَّما يَحدُثُ شَيءٌ لَم يَكُنْ
لَستَ بِالمُذنِبِ فيما بَينَنا / إِنَّما باعَدَنا رَيبُ الزَّمَنْ
باتَ لِلهَمِّ رَقيبٌ
باتَ لِلهَمِّ رَقيبٌ / يَمنَعُ الغَمضَ الجُفونا
باتَ يَستَدعي لِي الهَم / مَ وَيَستَوفي الأَنينا
فَكَأَنِّي لَم أَكُن كُنْ / تُ لمن سَرَّ خَدَّينا
وَكَأَنّي لَم أَكُن لِلنَّو / مِ مُذ كُنتُ قَرينا
وَأَميري قَد بَرى جِس / مِي حذاراً أَن يَخونا
قَلبهُ مِن حَجَرٍ صَل / دٍ فَمَن لي أَن يَلينا
ثَوَّرَ الأَحزانَ في القَل / بِ وَقَد كُنَّ سُكونا
فَتَناهَينَ عَنِ الصَّب / رِ وَحالَفنَ الجُنونا
وَإِذا ما قُلتُ صِلني / قالَ ماذا أَن يَكونا
فَإِلَيهِ مَفزَعي مِن / هُ وَإِن كانَ ضَنينا
قَينَةٌ كانَت تُغَنِّي
قَينَةٌ كانَت تُغَنِّي / مُسِخَت بِرذَونَ أَدهَمْ
عِجتُ بِالساباطِ يَوماً / فَإِذا القينَةُ تُلجَمْ
سَل دِيارَ الحَيِّ ما غَيَّرَها
سَل دِيارَ الحَيِّ ما غَيَّرَها / وَمَحاها وَمَحا مَنظَرَها
وَهيَ اللاتي إِذا ما اِنقَلَبَت / صَيَّرَت مَعروفَها مُنكَرَها
إِنَّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائِلٍ / نَحمَدُ اللَّهَ كَذا قَدَّرَها
مَن لَهُ عَهدٌ بِنَومٍ
مَن لَهُ عَهدٌ بِنَومٍ / يُرشِدُ الصَّبَّ إِلَيهِ
رَحمَ اللَّهِ رَحيماً / دَلَّ عَينَيَّ عَلَيهِ
سَهِرَت عَيني وَنامَت / عَينُ مَن هُنتَ لَدَيهِ