المجموع : 11
قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما
قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما / كشريدٍ عاد من منفى فَهاما
هام بالأم التي قد عقَّها / في ضلالٍ وغرورٍ وتعامى
وبكى مثل يتيم ضائع / لم يزل يذكر بؤسا وسقاما
ضل في الأوهام قبلا خاسرا / فتهاوى حين ظنَّوه تسامى
قال يا أمي كفاني أنني / لك أحيا ثم أفنى مُستهاما
أي روح غير روح منك لي / أو وجود غير معنى فيك داما
كل ما في الكون لا يشغلني / ولئن كان شباكا تترامى
عالم المجهولِ لم أغنمِ به / غيرَ أحلام أضَّلتني دواما
حينما عندك آيات كفت / نشوة العقل فتونا وُمداما
أنتِ بنت الشمس فهي جدَّةٌ / وكذا كنا شعاعا وضراما
ان عبدنا النور لم نأثم فما / كان غير الله نورا وسلاما
أو رجعت اليوم عبدا صاغرا / أتلقَّى عنك علما واحتكاما
فالأماني كلها في فسحة / لك أن ضاقت فما ضاقت نظاما
جَنَّتيِ أنت فان ضيعتها / حَّق أن أغدو في الذل حُطاما
واذا راعيتها في يقظة / لم تنم أصبحتُ للخلد لزاما
فاحتفت بي الأرض ثم ابتسمت / عن ربيع فاض بشرا وغراما
اضحكي يا شمسُ وابكى يا سماء
اضحكي يا شمسُ وابكى يا سماء / إنَّ هذا العيدَ عيدُ الشَّهداء
لا أبالي أيَّ قُطرٍ حازهُم / إنّهم ملءُ أناشيدِ الرجاء
لا أُبالي أيَّ تاريخٍ حوى / ذِكرهُم فالَّذكرُ عنوانُ البقاء
لم تميزهمُ سوى أعمالِهم / أو يعِّرفهم سوى لون الفدَاء
ربَّ منهم مَن تردَّى بالأسى / كم ذبيحٍ لم يُضرَّج بالدماء
كم شجاع عاينَ الموت وقد / هابهَ الموتُ وشُّر الأشقياء
ليس من يحملُ قلباً كفُّه / مثلَ من يحملُ ذُلَّ الجبناء
وفتاة في رُبَى شيلى حَمت / بطلاً بل بطلينِ من فناء
لجآ واستعصما في قبوها / كدنانِ الخمرِ تزكو في الخفاء
والدٌ حُّر وطفلٌ رَضعا / في اختلافِ السنِّ تقدَيس الإباء
كافحا في طردهم أسبانيا / حينَ سادَ الليلُ واغتيلَ الضياء
حين صار العيشُ والموتُ معاً / عَدَماً لليائسين الضعفاء
فأتى الجندُ لبحثٍ عنهما / وهما في القبو رهنٌ للقضاء
لحظةٌ إن شاءَ ماتا إثرَها / أو أبىَ مَرَّت مُجوناً أو هُراء
قالت الحسناءُ هذا منزلي / لا ألبىّ فيه حُكمَ الغربَاء
أي زادْ شئتمو حُّل لكم / إن يكن عندي وليس الاعتداء
ما مفاتيحي سوى رمزي فما / أرتضى ذُلاًّ لمن بالسيف جاء
ان يكن معناى هذا ضائعاً / بينكم فهو بنفسي والوفاء
قُبِّحتَ أعمالكم من ظَنِّكم / أنَّ عُذر الحرب عذر اللؤماء
تستبيحون بيوتاً لم تكن / غير أقداس عفافِ ونقاء
وتدوسون رضىَ اصحابها / هل هُموُ رجسٌ وأنتم أتقياء
فاستشاط الضابطُ العاتي وأرغى / حانقاً كالذئبِ دوَّى بالعواء
استعُّدوا فاستعُّدوا زُمرةَ / عُوِّدت لذةَ قتل الأبرياء
صوبوا النار إليها في رضىَ / يرقبونَ الأمرَ كالرَّاجي العطاء
والفتاةُ الحرةُ الهيفاءُ تأبى / أىَّ عفوٍ أو خضوعِ أو رياء
نظرت نظرةَ جبارٍ عنيدٍ / تطعنُ البغىَ بسهمِ الكبرياء
فإذا بالضابطِ المغرورِ يبدو / عاجزاً عن أن يُثنِّى بالنِّداء
وأخيراً بعد لأىٍ قال بل / سوف تغدونَ أمامي كالشِّواء
سأحيلُ البيتَ ناراً ملؤها / ضحكاتٌ من روؤسِ الأغبياء
لا تظنىّ والألى تحمينهم / أنكم إلاّ هباءً في هَباء
سأريكم في حجيمٍ حولكم / غاية الغدرِ وعقبى السفهاء
فأبت إلاّ شموخا زاده / ثورةً واستضحكت مما أفاء
وأشارت نحو جمرٍ لاعبٍ / باللَّظى في الموقدِ الجمّ الذَكاء
ثم قالت لك هذا كلُّهُ / فاغتنمه محرِقاً أنَّى تشاء
إنّ حرقَ الجسمِ أمرٌ هينٌ / حين تنجو الروحُ من هذا البلاء
فتهاوى ذلك القاسي كمن / ناله العُّى وإن فات الحياء
ومضى والجندُ ما مدوا يداً / نحوها أو لفظوا لفظا أساء
بل مضوا كالخرسٍ لم يُعرف لهم / غرضٌ أو نكصوا كالبلهاء
دامت الحربُ طويلا وانتهت / كانتهاءِ الشهُّبِ في القفر العراء
ما درى الناسُ لماذا نشبت / واستمرت في دموعٍ ودماء
ولماذا فجأةً قد انتهت / فتساوت في ابتداءٍ وانتهاء
أيدومُ الناس في ضلاّتهم / وأَضُّل الناسِ كان الزعماء
ما تعادَوا مرةً عن سببٍ / لم يوفَّق فيه حُكمُ الحكماء
ما حقوقُ الشعبِ مهما أنكرَت / بالتي تُمحى إذا ما الشعب شاء
شَّب ذاك الطفلُ في أمتَّه / قائداً أنضجهُ طولُ البلاءَ
مرَّت الأحداثُ في سيرته / مِثلَ عصفِ الريحِ في أعلى الجوَاء
لم تُهَّدمهُ ولكن أشبعت / عَقلهُ فهماً وحزماً ومضاء
صار قُطباً تهتدى أمَّتهٌ / بهدَاه وصديقَ العلماء
وَبَنىَ تحديدَها من روحه / قبل صُلبٍ راسخٍ أو كهرباء
شَّع في تاريخها اشعاعَهُ / في نُهىَ جامعةٍ فيها أضاء
كان من أَسَّسها إيمانُهُ / برسالاتِ الهدَاةِ الأمُناء
هكذا الأبطال يحيا ذكرٌ هم / في سبيل الحقِّ مثلَ الأنبياء
اقطعوها وانبذوا من قد دَعاها
اقطعوها وانبذوا من قد دَعاها / نعمةً إنّا شبعنا من أَذاهَا
قد خُدعنا في الذي قالوا لنا / عنَ جناها بئسَ ما يَجنيِ جَناها
أثرٌ أحيا قروناً سلفت / وأماتَ العصر في بغىٍ تناهي
قلت أحيا ليته الحلم الذي / كان أحيا الأمس إصلاحاً وجاهَا
إنّما أحيا شروراً سلفت / زوّقوها كي يعُّدوه إلهاً
خدعونا حقبةَ واستسهلوا / أن يُضُّلوا الشعبَ في الذلِ فتاها
كم تَغنيَّناً بحبٍ صادق / فرأينا من هوى فيمن تباهَى
وأضَعنا جمَّ نأميلٍ لنا / كان نُبلاً فغدا منا سفاهَا
سلطةُ الشعبش هي الأم التي / أنمت الأحرارَ لا دَعوى سواهَا
أَيُّها الشعبُ لماذا تنتحر
أَيُّها الشعبُ لماذا تنتحر / ولماذا تترك الجاني يفر
ولماذا أنت تلهو بالخطر / بَدَل الحزم لإحرازِ الوطر
الفدائي هو الحر الذي / يخلق الحقَّ إذا الحق اندثر
لا الذي يحرقُ امجاداً لهُ / أسعدَتهُ مثلَ حُلمٍ يُحتقر
أترى الجنَّةَ أهلاً للظَّى / حينما يطغى هنيئاً من فَجر
حسبكَ النارُ التي تَشقى بها / أنتَ تشقى في ضروبٍ من سقر
حسبكَ الظُّلامُ من أهلكَ بل / حسبك الظُّلامُ من كلِّ البشر
فلماذا تتركُ الجاني يفر / ولماذا أنت يأساً تنتحر
اترك اليأس وبادر للوغى / ضدَّ أهلِ البغيِ بل ضَّد القدر
ما هوىَ شعبٌ أبى لا يرىَ / في قبولِ الذلِّ ذَنباً يُغتفر
يرفضُ الوَهمَ ويأبى فوقه / أوصياءَ من عُجولٍ وبقر
يرفضُ العسف ويَأبى دينه / صلواتٍ لعتماةٍ وحجر
فخرهُ بل قُوتهُ حريةٌ / عاشَ فيها وتسامَ وَخطر
لا خنوع كيفما كانَ ولا / ثورةُ اليأسِ ولا قُبحُ الأثر
وإذا ثارَ فَمن ثورِته / يَطلعُ الفجرُ إذا الليلُ اعتكر
أرجالٌ لا ولا شبهُ رجال
أرجالٌ لا ولا شبهُ رجال / من أحبوا لثمَ هاتيكَ النعال
بل صغارٌ كلهم محتقرٌ / خبزهُ الذل وجدَواه الضلال
كلما هانوا وزادوا صغراً / زاد كافور خبالاً في خبال
أسألوا فُرهليخَ عن أعراضه / إن ظننتم أننيَّ أروى المحال
أو سَلوا أهلَ الدعارات فكم / بادُلوه الرِّجس في غيرِ مَلال
تخذَ الشعبَ له سخريةً / واستحلَّ الحطَّ من قَدرِ الرجال
كم خُدِ عنا قبلُ في أفعالهِ / وحسبناها مثالاً للكمال
فإذا الأحداثُ تُبدى سَّرهُ / نكبةً جازت مهاوى الاحتمال
ما مَلامى لمريضٍ عاثرٍ / حينما الناسُ حَميرٌ وبغال
صَيَّروا الأحزابُ أدنى سلعٍ / ومدَىَ التهريجِ معدومِ المثال
لا تلوموني لتركي سُوقهم / إن يكن غيري بشكرٍ وابتهال
لن أطيقَ الظُّلم يوماً سائداً / دُونَ سخطٍ وكفاحٍ وقتال
موطني في معقلِ الأحرارِ لا / موطنُ البغيِ وقد صال وجال
كل أرضٍ أنتبت لي منبراً / هي أرضي وهي شمسٌ وظلال
ووجودي إن أبدده سُدىً / هانت الدنيا بعينيَّ وزال
اضحكوا ثم اضحكوا يا هازلين
اضحكوا ثم اضحكوا يا هازلين / واغنموا تعذيبكم قلبي الطَّعين
أضحكوا لم يبق عندي أملٌُ / في شفاءِ العابثينَ الماجنين
الأ لي باعوا على أوطانهم / مثلما باعوا حقوقَ الكادحين
واستباحوا رَجمَ مثلي بالأذَى / وأحُّلوا عزَّةَ الباغي الخؤون
بعد ما غادرتُ أوطاني لكم / كل ظُلمٍ نالني صارَ يهون
كيفما شئتم لكم أن تخنقوا / أو تُجيعوني كما شاءَ الجنون
فأنا الصُّلبُ الذي إن شاخ لم / يتحظَّم بخطوبٍ وشجون
أنا من نفسي أمير سيد / وانا منها هزبرٌ في عرين
حُرقتي ليست للنفسي بل أسىً / للذي يشقى به الشعبُ الغبين
صلواتُ الذلِّ في أفواهكم / والقرابينُ إلى الحوتِ البدين
يا لكم من طُغمةٍ فاسدةٍ / تحسب الحمقَ سلاحَ الفاتحين
هيَ أيامٌ لكم معدودةٌ / ومن الأيامِ في الوهمِ سنين
ثم يمضى الحوتُ يبقى أكلكم / لقمةً واحدةَ غير ضنين
اضحكوا واستعذبوا تقريبه / جَمعكم منه إلى يومٍ وحين
فقصاركم جميعاً صيدكم / يستوى الماكولُ بين الآكلين
ليسَ نومُ الشعبُ إلاَّ سِنةً / وكذاك العدلُ أو صدقُ اليقين
إن تظُّنوا الأمرَ في الدنيا لمن / خادعَ الدنيا فعدتهُ الأمين
فعظاتُ الدهرِ في أحكامها / لم تُخادِع أو تُخادَع بالطنين
إنما الحُّق هو الغلابُ لن / يُزَهقَ الحُّق ولو عاش سجين
أيها العام الذي وا
أيها العام الذي وا / فى وفي الأنفاس عطرُ
شاعرا ينشد أح / لاما وللأحلام شكر
مرحبا يا أيها الش / شادي الذي نجواه شعر
يا وليدا هشّت الد / دنيا له وافترّ ثغر
قبّلته مثلما حيا / ه تأميل وفكر
أترى تنصف أه / ليك فيرضى عنك حر
أم ترى تخذلهم يا / عام إن بشوا وشروا
يا وليدا طهره ال / بسام للأرواح سحر
ليتنا نضمن آتي / كَ وليت اليوم دهر
كل سر هو مهر / للذي عندك سر
ترك الناس أسارى / ليت هذا الأسر أسر
إنه أقسى مرارا / واحتمال اليأس مر
فاتهم في القلق ال / مضني إلى أن لاح فجر
فأتوك كالنشاوى حين / نما الأضواء خمر
هتفوا إذ دقت الس / ساعة واستهواك بشر
شاكرين الحظ وال / حظ خؤون كم يغر
لا يبالي إن أتاه / الشكر أم لم يأت شكر
هو كالصقر وما با / لى رفيف الطير صقر
هو كالجبل الشامخ لم / يعبأ ولم يهززه صخر
هو كالبحر الذي إن / ماج لا يثنيه قطر
هو مثل القيصر ال / عاتي له الأقوام خروا
هو مثل المرج لم / يحصر وفيه الشوك زهر
هو مثل الليل لم يس / كن وفيه النجم جمر
هو كالجو الذي يض / حك وهو المكفهر
هو كالصحراء في الت / تيه وفيها الأمن غدر
كل هذا وسواه / هو للحظ مقر
أي لون منه يا عا / مٌ به للحلم وكر
لا مفر منه للأسرى ال / حيارى لا مفر
قل أجبني يا ولي / دا كل وحي منه طهر
إن ما تحكيه حق / أهو بعد اليوم نكر
عل إيمانا لنا تت / لوه لا يتلوه كفرا
إيه يا عيد الأماني / وأماني الناس ذخر
كن رحيما بالبرا / يا حسبهم وزر ووزر
وجحيم من عدا / وات كأن الكون قبر
لا تدعهم في ضلا / ل الجهل لم يبلغه حصر
ولتباركهم كما با / رك عيسى من أضروا
علهم يغدون إخوا / نا ويفني الشرّ خير
ها هو الشحاذ لصق البن
ها هو الشحاذ لصق البن / ك تستجدي لحونه
يضرب الأوتار في / عنفٍ ويبكيها جنونه
ساخطا أو ساخرا تث / أر في مقت فنونه
أشعث الشعر سقيم ال / وجه قد ماتت عيونه
وعليه من ثياب الذ / ذُل والحرمان أسمال تخونه
قلت يا هذا لأنت الفن / نُ فاسعدني بصورة
علّني أرسم منها / عالما تخفي شعوره
فتملاني كمجنون / رأى مثلي أجيره
ضاحكا كالرعد لا يَع / بَأ بالدنيا الحقيره
وتمطي كمليك لم / يعد يخشى أسيره
قلت هل ترضى بدو / لار أجبني يا صديقي
ربما نحن خليل / لان بإحساس وضيق
قال هذي رأس مالي بل / هي الكنز الحقيقي
قلت دولاران فازور / ر كناجٍ من نهيق
قلت ماذا تبتغي / هِ فمضى عبر الطريق
وطن الدولار هذا أم ترى
وطن الدولار هذا أم ترى / وطن رفت عليه المعرفه
أبصر الإنسان فيه بأسه / جاوز الأحلام فيما فلسفه
حقّر الدولار إذ عظمه / فهو عبد خادم ما كشفه
سبحت دنيا له لكنّه / ما تدنّى ليراه هدفه
كل تقدير حباه إنما / كان تقديرا لما قد خلفه
لم يجاوز عنده واسطة / لسموّ عد فيه شرفه
الحضارات أذيبت كلها / عنده في نضرة مؤتلفه
ورقيّ الفكر والروح معا / طابع فيه لمن قد عرفه
يقدر الشياء قدرا صادقا / ويرى الوقت تراثا كشفه
ويري الإنسان حريذته / إن يضعها فهو يجني تلفه
جئته مستنجدا في نكبتي / ودمي شعري فقلبي نزفه
تاركا خلفي بلادا سامها / ذلك الطاغوت دهرا جنفه
بعد ما حوربت في حبّي لها / وكفاحي عد طيشا وسفه
فتلقّاني ببشر عامر / ما سح دمعي وأهدى أسفه
ناصبا لي منبرا حرا كما / مد إعزازا لفكري كنفه
مرّت السبع السنين عنده / وفؤادي لم يخفف لهفه
كصغير نازح عن أمه / ليس ينسيه سواها دنفه
ذنبه إيثاره أمّه / ليس ينسيه سواها دنفه
عمره في تضحيات جمّة / مرّ حتى لم يجد من نصفه
أيّ عصر أنا فيه جائل / كل عصر قبله قد كسفه
من علوم وفنون جمّة / وعلى آدابه المختلفه
هذه الذروة في تاريخه / حيّرت كل بيان وصفه
لم يدع شيئا بلا إتقانه / أو جمالا لم ينله شغفه
وطن الإنسان مهما عابه / ناقصو الأحلام أو من قذفه
وطن الإحسان في بر له / شمل الدنيا وأعطى ترفه
وطن الأحرار لم يرتع به / غاشم عد البرايا خزفه
عن ينله بعد هذا جاحد / بعقوق لم يبدل أنفه
لست أنسى من أياديه على / مهجتي موقف حر وقفه
وكأني حاكم في أمره / كنت لما جئته مكتشفه
وكأني رغم فقري باذخ / في غني هيهات أحصي طرفه
معنويات الذي أغنى به / لؤلؤ حين أجافي الصدفه
وحياتي فيه شبه عوض / عن نعيم كان دهري خطفه
إن أعش أو إن أمت في نوره / أنا حيّ لا أعاني السدفه
ناقدي ما كان إلا حاسدي / أو غبيّ مستطيب خرفه
أو حقود شقوة الناس له / نعمة باهى بألوان السفه
لا أباليه كما لم يكترث / عالم حولى لخلط ألفه
جاحد الحق له الخسر فما / يخسر الحق جحودا حذفه
أرقصي أيتها ال
أرقصي أيتها ال / أضواء بالحلم المردد
وافرحي أيتها الن / نار لإيمان مجدد
قد مضى الصوم وزا / ل الصلب كابوسا تبدد
والمسيح اليوم في / عليائه حر مسود
مثل الحق الذي إن / ظن به يبلى يتجدد
مثل الحب الذي في / الكون يستجليه معبدج
مثل النبل الذي لولا / هُ في الدهر تشرد
مثل الإنسان في الل / هِ تسامى وتوحد
ثار للعدل فخرَّ الظُّل / مُ حين اغتر وانهد
وارتضى الآلام أصحا / با وعد الموت أخلد
ودع الدنيا عيوف النف / سِ بينا الحظ عربد
حاملا كل خطايا الن / ناس كالصرح الممرد
صاعدا نحو السما / وات شهابا أو مهند
فاتحا ملكا جديدا / ما تناهى وهو يمتد
بشر الأملاك وال / أفلاك بالسلم وعبد
فإذا الأكوان في ال / أضواء تهدي النور للغد
بعدما زلزلت ال / أرض وقد كانت تهدد
بعدما أظلمت الدنيا / وكان الضوء أسود
فتهادي اليوم يا / دنيا بماس أو بعسجد
عيدي بين رموز ال / حُبِّ مخضلا مهدهد
واجعلي الأرض أزا / هيرَ لآمالٍ تُمهد
عابقات بشذى ال / فرحةِ كالسحر الموسَّد
عيدي ما شِئتِ هذا / العيدُ كالله ممجَّد
عبّت الأديان وال / آداب منه تتزوّد
هذه الحلوى وهذا ال / بيض أشعار تقصد
والحفيّ الموكب الس / ساني لشعب يتعبد
أيها الحجاج في ال / قدس زُرافات تأود
أنا منكم رغم بعدي / في صلاة لا تحدد
عرفت فلسفتي الرمز / كعرفاني المجرد
وكأني قد حضرت الص / صَلبَ والبعث المسدد
فأبت لي غير ألحا / ني ما يروى ويسرد
إنها دمعي وأش / جاني وثأر يتوقد
إنها حبي الذي يب / قى على الدهر المخلد
غلب الجوع فهاتي المش هاتي
غلب الجوع فهاتي المش هاتي / لا تقولي اللحم إن أصبر سياتي
سادتي أولى به مذ نهبوا / كل حق لي وعاثوا بحياتي
لا تقولي الدود قد أفساده / إنما الدود وإن يحقر لداتي
حقه العيش كحقي ما له / أيّ ذنب غير ذنبي أو أذاة
مدحوني مثلما قد لعنوا / قد تساوى المدح واللعن لذاتي
ليتهم قد أطعموني أو كسوا / رمتي هبل ارتقاب لمماتي
هذه الأمراض لم تترك سوى / رمق داسته أقدام الجناة
أتراني في غد مسترجعا / قوّتي أو طارحا عني أناتي
ليتني حتى تدوي صرختي / ويجازى كل مأفون وعات
أسرعي فالوقت قاس صارم / إن وقت العبد من وقت العتاة
أشرعي لا تحلمي واهمة / واتركيني في همومي يا فتاتي
ربما تثمر يوما حنظلا / بل سسموما للشياطين الطغاة
كم نبات ديس بالأقدام لم / يقبل الدوس حقيرا في النبات
ومضى مستشريا يقضي على / شامخ الأشجار فذا فثي العصاة
هذه حالي وذي فلسفتي / وكفاحي بين صبر وصلاة
إن يكن جهلي وفقري حجة / لاضطهادي فأمرّ الثأر آت