القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 11
قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما
قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما / كشريدٍ عاد من منفى فَهاما
هام بالأم التي قد عقَّها / في ضلالٍ وغرورٍ وتعامى
وبكى مثل يتيم ضائع / لم يزل يذكر بؤسا وسقاما
ضل في الأوهام قبلا خاسرا / فتهاوى حين ظنَّوه تسامى
قال يا أمي كفاني أنني / لك أحيا ثم أفنى مُستهاما
أي روح غير روح منك لي / أو وجود غير معنى فيك داما
كل ما في الكون لا يشغلني / ولئن كان شباكا تترامى
عالم المجهولِ لم أغنمِ به / غيرَ أحلام أضَّلتني دواما
حينما عندك آيات كفت / نشوة العقل فتونا وُمداما
أنتِ بنت الشمس فهي جدَّةٌ / وكذا كنا شعاعا وضراما
ان عبدنا النور لم نأثم فما / كان غير الله نورا وسلاما
أو رجعت اليوم عبدا صاغرا / أتلقَّى عنك علما واحتكاما
فالأماني كلها في فسحة / لك أن ضاقت فما ضاقت نظاما
جَنَّتيِ أنت فان ضيعتها / حَّق أن أغدو في الذل حُطاما
واذا راعيتها في يقظة / لم تنم أصبحتُ للخلد لزاما
فاحتفت بي الأرض ثم ابتسمت / عن ربيع فاض بشرا وغراما
اضحكي يا شمسُ وابكى يا سماء
اضحكي يا شمسُ وابكى يا سماء / إنَّ هذا العيدَ عيدُ الشَّهداء
لا أبالي أيَّ قُطرٍ حازهُم / إنّهم ملءُ أناشيدِ الرجاء
لا أُبالي أيَّ تاريخٍ حوى / ذِكرهُم فالَّذكرُ عنوانُ البقاء
لم تميزهمُ سوى أعمالِهم / أو يعِّرفهم سوى لون الفدَاء
ربَّ منهم مَن تردَّى بالأسى / كم ذبيحٍ لم يُضرَّج بالدماء
كم شجاع عاينَ الموت وقد / هابهَ الموتُ وشُّر الأشقياء
ليس من يحملُ قلباً كفُّه / مثلَ من يحملُ ذُلَّ الجبناء
وفتاة في رُبَى شيلى حَمت / بطلاً بل بطلينِ من فناء
لجآ واستعصما في قبوها / كدنانِ الخمرِ تزكو في الخفاء
والدٌ حُّر وطفلٌ رَضعا / في اختلافِ السنِّ تقدَيس الإباء
كافحا في طردهم أسبانيا / حينَ سادَ الليلُ واغتيلَ الضياء
حين صار العيشُ والموتُ معاً / عَدَماً لليائسين الضعفاء
فأتى الجندُ لبحثٍ عنهما / وهما في القبو رهنٌ للقضاء
لحظةٌ إن شاءَ ماتا إثرَها / أو أبىَ مَرَّت مُجوناً أو هُراء
قالت الحسناءُ هذا منزلي / لا ألبىّ فيه حُكمَ الغربَاء
أي زادْ شئتمو حُّل لكم / إن يكن عندي وليس الاعتداء
ما مفاتيحي سوى رمزي فما / أرتضى ذُلاًّ لمن بالسيف جاء
ان يكن معناى هذا ضائعاً / بينكم فهو بنفسي والوفاء
قُبِّحتَ أعمالكم من ظَنِّكم / أنَّ عُذر الحرب عذر اللؤماء
تستبيحون بيوتاً لم تكن / غير أقداس عفافِ ونقاء
وتدوسون رضىَ اصحابها / هل هُموُ رجسٌ وأنتم أتقياء
فاستشاط الضابطُ العاتي وأرغى / حانقاً كالذئبِ دوَّى بالعواء
استعُّدوا فاستعُّدوا زُمرةَ / عُوِّدت لذةَ قتل الأبرياء
صوبوا النار إليها في رضىَ / يرقبونَ الأمرَ كالرَّاجي العطاء
والفتاةُ الحرةُ الهيفاءُ تأبى / أىَّ عفوٍ أو خضوعِ أو رياء
نظرت نظرةَ جبارٍ عنيدٍ / تطعنُ البغىَ بسهمِ الكبرياء
فإذا بالضابطِ المغرورِ يبدو / عاجزاً عن أن يُثنِّى بالنِّداء
وأخيراً بعد لأىٍ قال بل / سوف تغدونَ أمامي كالشِّواء
سأحيلُ البيتَ ناراً ملؤها / ضحكاتٌ من روؤسِ الأغبياء
لا تظنىّ والألى تحمينهم / أنكم إلاّ هباءً في هَباء
سأريكم في حجيمٍ حولكم / غاية الغدرِ وعقبى السفهاء
فأبت إلاّ شموخا زاده / ثورةً واستضحكت مما أفاء
وأشارت نحو جمرٍ لاعبٍ / باللَّظى في الموقدِ الجمّ الذَكاء
ثم قالت لك هذا كلُّهُ / فاغتنمه محرِقاً أنَّى تشاء
إنّ حرقَ الجسمِ أمرٌ هينٌ / حين تنجو الروحُ من هذا البلاء
فتهاوى ذلك القاسي كمن / ناله العُّى وإن فات الحياء
ومضى والجندُ ما مدوا يداً / نحوها أو لفظوا لفظا أساء
بل مضوا كالخرسٍ لم يُعرف لهم / غرضٌ أو نكصوا كالبلهاء
دامت الحربُ طويلا وانتهت / كانتهاءِ الشهُّبِ في القفر العراء
ما درى الناسُ لماذا نشبت / واستمرت في دموعٍ ودماء
ولماذا فجأةً قد انتهت / فتساوت في ابتداءٍ وانتهاء
أيدومُ الناس في ضلاّتهم / وأَضُّل الناسِ كان الزعماء
ما تعادَوا مرةً عن سببٍ / لم يوفَّق فيه حُكمُ الحكماء
ما حقوقُ الشعبِ مهما أنكرَت / بالتي تُمحى إذا ما الشعب شاء
شَّب ذاك الطفلُ في أمتَّه / قائداً أنضجهُ طولُ البلاءَ
مرَّت الأحداثُ في سيرته / مِثلَ عصفِ الريحِ في أعلى الجوَاء
لم تُهَّدمهُ ولكن أشبعت / عَقلهُ فهماً وحزماً ومضاء
صار قُطباً تهتدى أمَّتهٌ / بهدَاه وصديقَ العلماء
وَبَنىَ تحديدَها من روحه / قبل صُلبٍ راسخٍ أو كهرباء
شَّع في تاريخها اشعاعَهُ / في نُهىَ جامعةٍ فيها أضاء
كان من أَسَّسها إيمانُهُ / برسالاتِ الهدَاةِ الأمُناء
هكذا الأبطال يحيا ذكرٌ هم / في سبيل الحقِّ مثلَ الأنبياء
اقطعوها وانبذوا من قد دَعاها
اقطعوها وانبذوا من قد دَعاها / نعمةً إنّا شبعنا من أَذاهَا
قد خُدعنا في الذي قالوا لنا / عنَ جناها بئسَ ما يَجنيِ جَناها
أثرٌ أحيا قروناً سلفت / وأماتَ العصر في بغىٍ تناهي
قلت أحيا ليته الحلم الذي / كان أحيا الأمس إصلاحاً وجاهَا
إنّما أحيا شروراً سلفت / زوّقوها كي يعُّدوه إلهاً
خدعونا حقبةَ واستسهلوا / أن يُضُّلوا الشعبَ في الذلِ فتاها
كم تَغنيَّناً بحبٍ صادق / فرأينا من هوى فيمن تباهَى
وأضَعنا جمَّ نأميلٍ لنا / كان نُبلاً فغدا منا سفاهَا
سلطةُ الشعبش هي الأم التي / أنمت الأحرارَ لا دَعوى سواهَا
أَيُّها الشعبُ لماذا تنتحر
أَيُّها الشعبُ لماذا تنتحر / ولماذا تترك الجاني يفر
ولماذا أنت تلهو بالخطر / بَدَل الحزم لإحرازِ الوطر
الفدائي هو الحر الذي / يخلق الحقَّ إذا الحق اندثر
لا الذي يحرقُ امجاداً لهُ / أسعدَتهُ مثلَ حُلمٍ يُحتقر
أترى الجنَّةَ أهلاً للظَّى / حينما يطغى هنيئاً من فَجر
حسبكَ النارُ التي تَشقى بها / أنتَ تشقى في ضروبٍ من سقر
حسبكَ الظُّلامُ من أهلكَ بل / حسبك الظُّلامُ من كلِّ البشر
فلماذا تتركُ الجاني يفر / ولماذا أنت يأساً تنتحر
اترك اليأس وبادر للوغى / ضدَّ أهلِ البغيِ بل ضَّد القدر
ما هوىَ شعبٌ أبى لا يرىَ / في قبولِ الذلِّ ذَنباً يُغتفر
يرفضُ الوَهمَ ويأبى فوقه / أوصياءَ من عُجولٍ وبقر
يرفضُ العسف ويَأبى دينه / صلواتٍ لعتماةٍ وحجر
فخرهُ بل قُوتهُ حريةٌ / عاشَ فيها وتسامَ وَخطر
لا خنوع كيفما كانَ ولا / ثورةُ اليأسِ ولا قُبحُ الأثر
وإذا ثارَ فَمن ثورِته / يَطلعُ الفجرُ إذا الليلُ اعتكر
أرجالٌ لا ولا شبهُ رجال
أرجالٌ لا ولا شبهُ رجال / من أحبوا لثمَ هاتيكَ النعال
بل صغارٌ كلهم محتقرٌ / خبزهُ الذل وجدَواه الضلال
كلما هانوا وزادوا صغراً / زاد كافور خبالاً في خبال
أسألوا فُرهليخَ عن أعراضه / إن ظننتم أننيَّ أروى المحال
أو سَلوا أهلَ الدعارات فكم / بادُلوه الرِّجس في غيرِ مَلال
تخذَ الشعبَ له سخريةً / واستحلَّ الحطَّ من قَدرِ الرجال
كم خُدِ عنا قبلُ في أفعالهِ / وحسبناها مثالاً للكمال
فإذا الأحداثُ تُبدى سَّرهُ / نكبةً جازت مهاوى الاحتمال
ما مَلامى لمريضٍ عاثرٍ / حينما الناسُ حَميرٌ وبغال
صَيَّروا الأحزابُ أدنى سلعٍ / ومدَىَ التهريجِ معدومِ المثال
لا تلوموني لتركي سُوقهم / إن يكن غيري بشكرٍ وابتهال
لن أطيقَ الظُّلم يوماً سائداً / دُونَ سخطٍ وكفاحٍ وقتال
موطني في معقلِ الأحرارِ لا / موطنُ البغيِ وقد صال وجال
كل أرضٍ أنتبت لي منبراً / هي أرضي وهي شمسٌ وظلال
ووجودي إن أبدده سُدىً / هانت الدنيا بعينيَّ وزال
اضحكوا ثم اضحكوا يا هازلين
اضحكوا ثم اضحكوا يا هازلين / واغنموا تعذيبكم قلبي الطَّعين
أضحكوا لم يبق عندي أملٌُ / في شفاءِ العابثينَ الماجنين
الأ لي باعوا على أوطانهم / مثلما باعوا حقوقَ الكادحين
واستباحوا رَجمَ مثلي بالأذَى / وأحُّلوا عزَّةَ الباغي الخؤون
بعد ما غادرتُ أوطاني لكم / كل ظُلمٍ نالني صارَ يهون
كيفما شئتم لكم أن تخنقوا / أو تُجيعوني كما شاءَ الجنون
فأنا الصُّلبُ الذي إن شاخ لم / يتحظَّم بخطوبٍ وشجون
أنا من نفسي أمير سيد / وانا منها هزبرٌ في عرين
حُرقتي ليست للنفسي بل أسىً / للذي يشقى به الشعبُ الغبين
صلواتُ الذلِّ في أفواهكم / والقرابينُ إلى الحوتِ البدين
يا لكم من طُغمةٍ فاسدةٍ / تحسب الحمقَ سلاحَ الفاتحين
هيَ أيامٌ لكم معدودةٌ / ومن الأيامِ في الوهمِ سنين
ثم يمضى الحوتُ يبقى أكلكم / لقمةً واحدةَ غير ضنين
اضحكوا واستعذبوا تقريبه / جَمعكم منه إلى يومٍ وحين
فقصاركم جميعاً صيدكم / يستوى الماكولُ بين الآكلين
ليسَ نومُ الشعبُ إلاَّ سِنةً / وكذاك العدلُ أو صدقُ اليقين
إن تظُّنوا الأمرَ في الدنيا لمن / خادعَ الدنيا فعدتهُ الأمين
فعظاتُ الدهرِ في أحكامها / لم تُخادِع أو تُخادَع بالطنين
إنما الحُّق هو الغلابُ لن / يُزَهقَ الحُّق ولو عاش سجين
أيها العام الذي وا
أيها العام الذي وا / فى وفي الأنفاس عطرُ
شاعرا ينشد أح / لاما وللأحلام شكر
مرحبا يا أيها الش / شادي الذي نجواه شعر
يا وليدا هشّت الد / دنيا له وافترّ ثغر
قبّلته مثلما حيا / ه تأميل وفكر
أترى تنصف أه / ليك فيرضى عنك حر
أم ترى تخذلهم يا / عام إن بشوا وشروا
يا وليدا طهره ال / بسام للأرواح سحر
ليتنا نضمن آتي / كَ وليت اليوم دهر
كل سر هو مهر / للذي عندك سر
ترك الناس أسارى / ليت هذا الأسر أسر
إنه أقسى مرارا / واحتمال اليأس مر
فاتهم في القلق ال / مضني إلى أن لاح فجر
فأتوك كالنشاوى حين / نما الأضواء خمر
هتفوا إذ دقت الس / ساعة واستهواك بشر
شاكرين الحظ وال / حظ خؤون كم يغر
لا يبالي إن أتاه / الشكر أم لم يأت شكر
هو كالصقر وما با / لى رفيف الطير صقر
هو كالجبل الشامخ لم / يعبأ ولم يهززه صخر
هو كالبحر الذي إن / ماج لا يثنيه قطر
هو مثل القيصر ال / عاتي له الأقوام خروا
هو مثل المرج لم / يحصر وفيه الشوك زهر
هو مثل الليل لم يس / كن وفيه النجم جمر
هو كالجو الذي يض / حك وهو المكفهر
هو كالصحراء في الت / تيه وفيها الأمن غدر
كل هذا وسواه / هو للحظ مقر
أي لون منه يا عا / مٌ به للحلم وكر
لا مفر منه للأسرى ال / حيارى لا مفر
قل أجبني يا ولي / دا كل وحي منه طهر
إن ما تحكيه حق / أهو بعد اليوم نكر
عل إيمانا لنا تت / لوه لا يتلوه كفرا
إيه يا عيد الأماني / وأماني الناس ذخر
كن رحيما بالبرا / يا حسبهم وزر ووزر
وجحيم من عدا / وات كأن الكون قبر
لا تدعهم في ضلا / ل الجهل لم يبلغه حصر
ولتباركهم كما با / رك عيسى من أضروا
علهم يغدون إخوا / نا ويفني الشرّ خير
ها هو الشحاذ لصق البن
ها هو الشحاذ لصق البن / ك تستجدي لحونه
يضرب الأوتار في / عنفٍ ويبكيها جنونه
ساخطا أو ساخرا تث / أر في مقت فنونه
أشعث الشعر سقيم ال / وجه قد ماتت عيونه
وعليه من ثياب الذ / ذُل والحرمان أسمال تخونه
قلت يا هذا لأنت الفن / نُ فاسعدني بصورة
علّني أرسم منها / عالما تخفي شعوره
فتملاني كمجنون / رأى مثلي أجيره
ضاحكا كالرعد لا يَع / بَأ بالدنيا الحقيره
وتمطي كمليك لم / يعد يخشى أسيره
قلت هل ترضى بدو / لار أجبني يا صديقي
ربما نحن خليل / لان بإحساس وضيق
قال هذي رأس مالي بل / هي الكنز الحقيقي
قلت دولاران فازور / ر كناجٍ من نهيق
قلت ماذا تبتغي / هِ فمضى عبر الطريق
وطن الدولار هذا أم ترى
وطن الدولار هذا أم ترى / وطن رفت عليه المعرفه
أبصر الإنسان فيه بأسه / جاوز الأحلام فيما فلسفه
حقّر الدولار إذ عظمه / فهو عبد خادم ما كشفه
سبحت دنيا له لكنّه / ما تدنّى ليراه هدفه
كل تقدير حباه إنما / كان تقديرا لما قد خلفه
لم يجاوز عنده واسطة / لسموّ عد فيه شرفه
الحضارات أذيبت كلها / عنده في نضرة مؤتلفه
ورقيّ الفكر والروح معا / طابع فيه لمن قد عرفه
يقدر الشياء قدرا صادقا / ويرى الوقت تراثا كشفه
ويري الإنسان حريذته / إن يضعها فهو يجني تلفه
جئته مستنجدا في نكبتي / ودمي شعري فقلبي نزفه
تاركا خلفي بلادا سامها / ذلك الطاغوت دهرا جنفه
بعد ما حوربت في حبّي لها / وكفاحي عد طيشا وسفه
فتلقّاني ببشر عامر / ما سح دمعي وأهدى أسفه
ناصبا لي منبرا حرا كما / مد إعزازا لفكري كنفه
مرّت السبع السنين عنده / وفؤادي لم يخفف لهفه
كصغير نازح عن أمه / ليس ينسيه سواها دنفه
ذنبه إيثاره أمّه / ليس ينسيه سواها دنفه
عمره في تضحيات جمّة / مرّ حتى لم يجد من نصفه
أيّ عصر أنا فيه جائل / كل عصر قبله قد كسفه
من علوم وفنون جمّة / وعلى آدابه المختلفه
هذه الذروة في تاريخه / حيّرت كل بيان وصفه
لم يدع شيئا بلا إتقانه / أو جمالا لم ينله شغفه
وطن الإنسان مهما عابه / ناقصو الأحلام أو من قذفه
وطن الإحسان في بر له / شمل الدنيا وأعطى ترفه
وطن الأحرار لم يرتع به / غاشم عد البرايا خزفه
عن ينله بعد هذا جاحد / بعقوق لم يبدل أنفه
لست أنسى من أياديه على / مهجتي موقف حر وقفه
وكأني حاكم في أمره / كنت لما جئته مكتشفه
وكأني رغم فقري باذخ / في غني هيهات أحصي طرفه
معنويات الذي أغنى به / لؤلؤ حين أجافي الصدفه
وحياتي فيه شبه عوض / عن نعيم كان دهري خطفه
إن أعش أو إن أمت في نوره / أنا حيّ لا أعاني السدفه
ناقدي ما كان إلا حاسدي / أو غبيّ مستطيب خرفه
أو حقود شقوة الناس له / نعمة باهى بألوان السفه
لا أباليه كما لم يكترث / عالم حولى لخلط ألفه
جاحد الحق له الخسر فما / يخسر الحق جحودا حذفه
أرقصي أيتها ال
أرقصي أيتها ال / أضواء بالحلم المردد
وافرحي أيتها الن / نار لإيمان مجدد
قد مضى الصوم وزا / ل الصلب كابوسا تبدد
والمسيح اليوم في / عليائه حر مسود
مثل الحق الذي إن / ظن به يبلى يتجدد
مثل الحب الذي في / الكون يستجليه معبدج
مثل النبل الذي لولا / هُ في الدهر تشرد
مثل الإنسان في الل / هِ تسامى وتوحد
ثار للعدل فخرَّ الظُّل / مُ حين اغتر وانهد
وارتضى الآلام أصحا / با وعد الموت أخلد
ودع الدنيا عيوف النف / سِ بينا الحظ عربد
حاملا كل خطايا الن / ناس كالصرح الممرد
صاعدا نحو السما / وات شهابا أو مهند
فاتحا ملكا جديدا / ما تناهى وهو يمتد
بشر الأملاك وال / أفلاك بالسلم وعبد
فإذا الأكوان في ال / أضواء تهدي النور للغد
بعدما زلزلت ال / أرض وقد كانت تهدد
بعدما أظلمت الدنيا / وكان الضوء أسود
فتهادي اليوم يا / دنيا بماس أو بعسجد
عيدي بين رموز ال / حُبِّ مخضلا مهدهد
واجعلي الأرض أزا / هيرَ لآمالٍ تُمهد
عابقات بشذى ال / فرحةِ كالسحر الموسَّد
عيدي ما شِئتِ هذا / العيدُ كالله ممجَّد
عبّت الأديان وال / آداب منه تتزوّد
هذه الحلوى وهذا ال / بيض أشعار تقصد
والحفيّ الموكب الس / ساني لشعب يتعبد
أيها الحجاج في ال / قدس زُرافات تأود
أنا منكم رغم بعدي / في صلاة لا تحدد
عرفت فلسفتي الرمز / كعرفاني المجرد
وكأني قد حضرت الص / صَلبَ والبعث المسدد
فأبت لي غير ألحا / ني ما يروى ويسرد
إنها دمعي وأش / جاني وثأر يتوقد
إنها حبي الذي يب / قى على الدهر المخلد
غلب الجوع فهاتي المش هاتي
غلب الجوع فهاتي المش هاتي / لا تقولي اللحم إن أصبر سياتي
سادتي أولى به مذ نهبوا / كل حق لي وعاثوا بحياتي
لا تقولي الدود قد أفساده / إنما الدود وإن يحقر لداتي
حقه العيش كحقي ما له / أيّ ذنب غير ذنبي أو أذاة
مدحوني مثلما قد لعنوا / قد تساوى المدح واللعن لذاتي
ليتهم قد أطعموني أو كسوا / رمتي هبل ارتقاب لمماتي
هذه الأمراض لم تترك سوى / رمق داسته أقدام الجناة
أتراني في غد مسترجعا / قوّتي أو طارحا عني أناتي
ليتني حتى تدوي صرختي / ويجازى كل مأفون وعات
أسرعي فالوقت قاس صارم / إن وقت العبد من وقت العتاة
أشرعي لا تحلمي واهمة / واتركيني في همومي يا فتاتي
ربما تثمر يوما حنظلا / بل سسموما للشياطين الطغاة
كم نبات ديس بالأقدام لم / يقبل الدوس حقيرا في النبات
ومضى مستشريا يقضي على / شامخ الأشجار فذا فثي العصاة
هذه حالي وذي فلسفتي / وكفاحي بين صبر وصلاة
إن يكن جهلي وفقري حجة / لاضطهادي فأمرّ الثأر آت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025