القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُحْتُري الكل
المجموع : 25
أَنا في إِذنٍ فَأَشكو
أَنا في إِذنٍ فَأَشكو / فَلَقَد طالَ السُكوتُ
آمِناً مِن شَرِّ ما يو / عِدُني الهَجرُ المَقيتُ
إِن تَكُن أُنسيتَ ما كا / نَ فَإِني ما نَسيتُ
يا أَخا الحارِثِ إِنّي
يا أَخا الحارِثِ إِنّي / خارِجٌ عِندَ الرَواحِ
سَوفَ يَقريكَ سَلاماً / مَوصِلِيّاتُ الرِياحِ
بُغضِيَ العَسكَرَ مَن / بُغضِ مِساءِ اِبنِ صَباحِ
يا اِبنَ حَمدونَ بنِ إِسما
يا اِبنَ حَمدونَ بنِ إِسما / عيلَ وَالجودُ عَقيدُك
وَالعُلا ما شادَ آبا / ؤُكَ قِدماً وَجُدودُك
وَنَجارُ المَجدِ نَبعٌ / شُقَّ مِن فَرعَيهِ عودُك
عَظُمَت في فَضلِكَ النِع / مَةُ وَاللَهُ يَزيدُك
لا زَكا سَعيُ مُساعي / كَ وَلاّستَعلى حَسودُك
أَيُسَوّي بِكَ قَومٌ / وَمَواليهم عَبيدُك
إِنَّما سُلطانُ بَدر عُرُسٌ
إِنَّما سُلطانُ بَدر عُرُسٌ / مُشبِهٌ في الحُسنِ مُلكَ المُعتَضِد
يَجمعُ الجَيشَ بِتَدبيرِ فَتىً / بَذَلَت كَفّاهُ فيهِ مايَجِد
يُتبِعُ الوَعدَ بِنُجحٍ عاجِلاً / فَسَواءٌ مِنهُ أَعطى أَو وَعَد
أَسَدٌ يُبدِعُ في أَعدائِهِ / سَطوَةً ما يَتَعاطاها الأَسَد
جائِرٌ في الحُكمِ لَو شاءَ قَصَد
جائِرٌ في الحُكمِ لَو شاءَ قَصَد / أَخَذَ النَومَ وَأَعطانِيَ السُهُد
غابَ عَمّا بِتُّ أَلقى في الهَوى / وَهُوَ النازِحُ عَطفاً لَو شَهِد
وَبِنَفسي وَالأَمانِيَ ضَلَّةٌ / سَيِّدٌ يَصدِفُ عَنّي وَيَصُدّ
حالَ عَن بَعضِ الَّذي أَعهَدُهُ / وَأَراني لَم أَحُل عَمّا عَهِد
كَيفَ يَخفى الحُبُّ مِنّا بَعدَما / قامَ واشٍ بِهَوانا وَقَعَد
لَستُ أَنسى لَيلَتي مِنهُ وَقَد / أَنجَزَت عَينا بَخيلٍ ما وَعَد
عَلِقَت كَفٌّ بِكَفٍّ بَينَنا / وَاِعتَنَقنا فَاِلتَقى خَدٌّ وَخَدّ
وَتَشاكَينا مِنَ الحُبِّ جَوى / مَلا الأَحشاءَ ناراً تَتَّقِدّ
أَيُّها الجازِعُ أَجوازَ الفَلا / يَطلُبُ الجَدوى مِنَ القَومِ الجُمُد
خَلِّ عَنكَ الناسَ لاتُغرَر بِهِم / وَاِعتَمِد بَحرَ الإِمامِ المُعتَمِد
مَلِكٌ يَكفيكَ مِنهُ أَنَّهُ / وَجَدَ الدُنيا فَأَعطى ماوَجَد
لَو مِنَ الغَيثِ الَّذي تَجري بِهِ / راحَتاهُ مِن عَطاءٍ لَنَفِد
هِمَّةٌ نَعرِفُها مِن جَعفَرٍ / وَخِلالُ فيهِ يَكثُرنَ العَدَد
أَشرَقَت أَيّامُنا في مُلكِهِ / وَاِزدَهَت حُسناً لَيالينا الجُدُد
حَقَّقَ الآمالَ فيهِ كَرَمٌ / مَلَأَ الدُنيا عَطاءً وَصَفَد
نُصِرَت راياتُهُ أَو ناسَبَت / رايَةَ الدينِ بِبَدرٍ وَأُحُد
فَلَهُ كُلَّ صَباحٍ في العِدى / وَقعَةٌ تَثلِمُ فيهِم وَتَهُدّ
وَأَبو الصَهباءِ قَد أَودى عَلى / حَولِهِ الخَيلُ كَما أَودى لُبَد
فَرَّ عَنهُ جَيشُهُ حَيثُ الظُبا / شُرَّعَ تَفري طُلاهُم وَتَقُدّ
مِن قُرَيّاتِ بَلاسٍ يَنتَهي / بِهِمِ الرَكضُ إِلى حيطانِ لُدّ
وَلَقَد راعَ الأَعادي خَبَرٌ / مِن طَلَمجورَ وَقَد قيلَ يَفِد
مُستَقِلّاً في رَها رَجراجَةٍ / لِلقَنا فيها اِعتِدالٌ وَأَوَد
إِرمِ بِالكَهلِ عَلى جُمهورِهم / تَرمِ مِنهُ بِالشِهابِ المُتَّقِد
عَلَّني أَسرى عَلى مِنهاجِهِ / أَو أُوافي مَعهُ ذاكَ البَلَد
نَبَتَت لِحيَةُ شُقرا
نَبَتَت لِحيَةُ شُقرا / نَ شَقيقِ النَفسِ بَعدي
حُلِقَت كَيفَ أَتَتهُ / قَبلَ أَن يُنجَزَ وَعدي
يا اِستَ وَهبِ بنِ سُلَيما
يا اِستَ وَهبِ بنِ سُلَيما / نَ بنِ وَهبِ بنِ سَعيدِ
قَد تَحَدَّثتِ بِرَغمٍ / مِنهُ عَن أَمرٍ رَشيدِ
أَنتِ في مَغناكِ ذا / أَبلَغُ مِن عَبدِ الحَميدِ
لَو تَراني وَالنَدامى
لَو تَراني وَالنَدامى / مِن مُحِمٍّ وَمُفَدِ
أَطنَبوا فيما تَمَنَّوا / فَتَمَنَّيتُكَ عِندي
لَيتَ شِعري عَنكَ ما قَد / كان مِن أَمرِكَ بَعدي
أَرَعَيتَ العَهدَ مِنّي / مِثلَما أَرعاكَ عَهدي
إِنَّ شِعري سارَ في كُلِّ بَلَد
إِنَّ شِعري سارَ في كُلِّ بَلَد / وَاِشتَهى رِقَّتَهُ كُلُّ أَحَد
قُلتُ شِعراً في الغَواني حَسَناً / تَرَكَ الشِعرَ سِواهُ قَد كَسَد
أَهلُ فَرغانَةَ قَد غَنَّوا بِهِ / وَقُرى السوسِ وَأَلطا وَسَنَد
وَقُرى طَنجَةَ وَالسُدِّ الَّذي / بِمَغيبِ الشَمسِ شِعري قَد وَرَد
زَعَمَت عَثمَةُ أَنّي لَم أَجِد / في هَواها قُلتُ بَل وَجدي أَشَدّ
لَيتَ مَن لامَ مُحِبّاً في الهَوى / قيدَ في الناسِ بِحَبلٍ مِن مَسَد
مِرطُ عَثّامَةَ مَسدولٌ عَلى / كَفَلٍ مِثلَ الكَثيبِ المُلتَبِد
أَيُّها السائِلُ عَن لَذَّتِنا / لَذَّةُ العَيشِ الرَعابيبُ الخُرُد
وَغِناءٌ حَسَنٌ مِن قَينَةٍ / وَرَياحينُ وَراحٌ تُستَجَدّ
ذاكَ أَشهى مِن رُكوبي بَغلَةً / كُلَما حادَت لِسَرجي قُلتُ عَد
أَو رُكوبي الفَرَسَ الموجَ الَّذي / كُلَّما رَكَّضَ بي قُلتُ أَجِدّ
مَركَبُ الكَعثَبِ فيهِ لَذَّةٌ / وَشَفاءٌ لِلفَتى مِمّا يَجِد
غَلَتِ الأَشياءُ حَتّى الكَش
غَلَتِ الأَشياءُ حَتّى الكَش / خُ في هَذا الحِصارِ
كانَ عَهدي بِاِبنِ حَمّا / دٍ لِإِفراطِ البَوارِ
وَهوَ يَغدو يَطلُبُ الأَع / مالَ في زِيِّ التِجّارِ
راضِياً مِنها وَما يَق / نَعُ مِنها بِالصِغارِ
حينَ صارَ المِصرُ مَش / حوناً بِأَربابِ الجَواري
ثُمَّ غابوا فَتَوَلّا / ها بِتيهٍ وَاقتِدارِ
وَإِذا عَزَّ الكِرا فَاِن / زِل عَلى حُكمِ المُكاري
شَرطِ الإِنصافُ لَو قيلَ اشتَرِت
شَرطِ الإِنصافُ لَو قيلَ اشتَرِت / وَعَدوّي مَن إِذا قالَ قَسَط
أَدَعُ الفَضلَ فَلا أَطلُبُهُ / حَسبيَ العَدلُ مِن الناسِ فَقَط
وَسَطُ الإِخوانِ لا يَدخُلُ لي / في حِسابٍ وَأَخو الدونِ الوَسَط
وَالمُعَنّى مَن تَمَنّى خالياً / نَقلَ أَخلاقيَ مِن بَعدِ الشَمَط
أَيُّها الحُرُ الَّذي شيمَتُهُ / صِحَّةُ الرَأيِ إِذا الرَأيُ اِختَلَط
شَطَطٌ أَعوَجُ ما كَلَّفتَني / وَمِنَ الجَورِ تَكاليفُ الشَطَط
لَيسَ لي عَتبٌ عَلى حادِثَةٍ / هَبنِيَ النَجمُ عَلا ثُمَّ هَبَط
لَستُ بِالمَرءِ إِذا أَسقَطتَهُ / مِن عِدادٍ في مُرَجّيكَ سَقَط
عادَةُ الأَيامِ عِندي غَضَّةٌ / خُلَّةٌ تَصدِفُ أَو دارٌ تَشُطّ
يا بَديعَ الحُسنِ وَالقَد
يا بَديعَ الحُسنِ وَالقَد / دِ بِهِ وَجدي بَديعُ
يا رَبيعَ العَينِ إِلّا / أَنَّهُ مَرعىً مَنيعُ
أَنا مِن حُبّيكَ حُمِّل / تُ الَّذي لا أَستَطيعُ
فَإِذا بِاِسمِكَ نادَي / تُ أَجابَتني الدُموعُ
إِنَّ عَبدَ المَلِكِ السَيِّدَ قَد
إِنَّ عَبدَ المَلِكِ السَيِّدَ قَد / زَيَّغَ اِبنَيهِ فَلَم يَزَّيَّغا
قُلتُ لِلشَيطانِ إِذ بَينَهُما / بِتَأتيهِ وَبَيني نَزَعا
قَد لَعَمري وَقَعا لَو عَلِما / مِن هِجائي في خَرا ما مَضَغا
قُلتُ لِلّائِمِ في الحُبِّ أَفِق
قُلتُ لِلّائِمِ في الحُبِّ أَفِق / لا تُهَوِّن طَعمَ شَيءٍ لَم تَذُق
تَبهَشُ النَفسُ إِلى زَورِ الكَرى / وَمَتاعُ النَفسِ في زَورِ الأَرَق
صَفوَةُ الدَهرِ إِذا الدَهرُ صَفا / تَجمَعُ الشَملَ إِذا الشَملُ اِفتَرَق
أَغَريمُ الصَبِّ أَدّى دَينَهُ / لَيلَةَ الوَعدِ أَمِ الطَيفُ طَرَق
لا يُلَذُّ المُلتَقى إِن لَم يَكُن / باعِثُ الشَوقِ لَذيذَ المُعتَنَق
لَو أَنالَت كانَ في تَنويلِها / بُلغَةُ الثاوي وَزادُ المُنطَلِق
نَظَرَت قادِرَةٌ أَن يَنكَفي / كُلُّ قَلبٍ مِن هَواها بِعَلَق
قالَ بُطلاً وَأَفالَ الرَأيَ مَن / لَم يَقُل إِنَّ المَنايا في الحَدَق
إِن تَكُن مُحتَسِباً مَن قَد ثَوى / لِحِمامٍ فَاِحتَسِب مَن قَد عَشِق
يَملَأُ الواشي جَناني ذُعراً / وَيَعنيني الحَديثُ المُختَلَق
حُبَّها أَو أَو فَرقاً مِن هَجرِها / وَصَريحُ الذُلِّ حُبٌّ أَو فَرَق
أَدَعُ الصاحِبَ لا أَعذُلُهُ / لا يُسَمَّى بِعُقوقِ فَيَعُقُ
وَأَرى الإِملاقَ أَحجى بِالفَتى / مِن ثَراءٍ يَطَّبيهِ قالَ اِحتَرَق
لَيسَ فيهِ غَيرُ ما يُغري بِهِ / فَإِذا قُلتُ اِنشَوى قالَ اِحتَرَق
أَكثَرُ الإِشفاقِ يُرجى نَفعُهُ / بَعدَ أَن تَطرِحَ الخِلَّ الشَفَق
هُبِلَ الجَحشُ فَما أَوتَحَ ما / يَقتَنيهِ مِن قُبولٍ أَو لَبَق
وَإِخاءٍ مِنهُ لَو يُعرَضُ لِل / بَيعِ في سوقِ الثَلاثا ما نَفَق
وَكَأَنَّ الفَصلَ يَأتي ما أَتى / مِن قَبيحٍ في رِهانٍ أَو سَبَق
يَدَّعي أَنَّ لُواطاً راهِناً / وَالفَتى أَحلَقُ مِن ذاتِ الحَلَق
مِن زِياداتِ النَقيصاتِ لَهُ / طَبَقٌ يَركَبُهُ بَعدَ طَبَق
كانَ قُبحُ الوَجهِ يُجزينا فَقَد / زادَنا مَلعوناً قُبحَ الخُلُق
عَلَمٌ في الإِفكِ لَو قالَ لَنا / كِلمَةَ الإِخلاصِ ما خِلنا صَدَق
غِلَظٌ في جِرمِهِ يَشفَعُهُ / حَسَبٌ أُهزِلَ بِاللُؤمِ فَدَق
فَرخُ مَجهولاتِ طَيرٍ كُلُّها / قَد رَعى في مَسرَحِ الذَمِّ وَزَق
نَسَبٌ في القُفصِ أَو حاناتِها / مُستَعيرٌ رُقعَةً مِن كُلِّ زِق
وَإِذا خالَفَ أَصلاً فَرعُهُ / كانَ شَنّاً لَم يُوافِقهُ طَبَق
سائِخٌ في الأَرضِ لا تَرفَعُهُ / خَصلَةٌ يَخثُرُ فيها أَو يَرِق
مُدبِرُ الخَيراتِ وَلّى نَفعُهُ / فَتَقَضّى مِثلَ ماوَلّى الشَفَق
هُندِمَت كَفّاهُ مِن دونِ الَّذي / يُبتَغى هَندَمَةَ البابِ اِنصَفَق
لَو طَلَبنا بَلَّةً مِن ريقِهِ / وُجِدَت أَعمَقَ مِن بِئرِ العُمَق
لَم نُصادِف خَلَّةً نَحمَدُها / عُندَهُ غَيرَ هِداياتِ الطُرُق
لا تَعَجَّب أَن تَرى خاتَمَهُ / وَعَلَيهِ الجَحشُ بِاللَهِ يَثِق
لَو صَفَرنا عَبَّ في الماءِ وَلَو / مَرَّ مُجتازاً عَلى الأُتنِ نَهَق
إِن مَشى هَملَجَ أَو صاحَ إِلى / صاحِبٍ عَشَّرَ أَو ماتَ نَفَق
موثَقُ الأَسرِ ضَليعٌ أَشرَفَت / جَبهَةٌ مِنهُ وَرَأسٌ وَعُنُق
لا وَظيفُ العَيرِ مَرقومٌ وَلا ال / عَجَبُ مَهضومٌ وَلا الوَجهُ خَلِق
وَصَحيحٌ لَم يَقُم نَخّاسُهُ / وَتَبَرّا مِن عَشاً أَو مِن سَرَق
أَزرَقُ العَينِ وَمِن إِبداعِهِ / أَن يُرى في أَعيُنِ الحُمرِ زَرَق
تُسرِجُ الحائِطَ أَو توكِفُهُ / وَنيَةٌ مِن بَلدَةٍ ما لَم يُسَق
وَإِذا أَسرى فاحِشَةً / أَخَذَ المَرفوعَ أَو سارَ العَنَق
لا تَتَّبِع فائِتاً مِن خَيرِهِ / آيَسَ الرَهنُ فَدَعهُ إِذ غَلِق
عُدُّهُ كانَ أَجيراً فَاِنقَضى / شَهرُهُ أَو كانَ عَبداً فَأَبَق
لَو حَسَبنا ما عَلَيهِ وَلَهُ / لَكَفَرنا أَن حُرِمنا وَرُزِق
تُخطِئُ الدُنيا المَقاديرَ فَفي ال / جَوِّ مَن لَم يَكُ في قَعرُ النَفَق
كانَ يُحيِ مَيِّتاً مِن ظَمَإٍ / فَضلُ ما أَوبَقَ مَيتاً مِن غَرَق
فَلَجي لَو أَنَّ فَقراً أَو غِنىً / يُستَدامانِ بِكيسٍ أَو حُمُق
بَزَّت بِالمُخلَدِيِّنَ لُهىً / كَجِمامِ البَحرِ باتَت تَصطَفِق
لَو نُوَفّي ما لَنا في صاعِدٍ / لَصَعَدنا مِن عُلُوٍّ في الأُفُق
قَدرُهُ مُرتَفِعٌ عَن حَظِّهِ / لا يَرُعكَ الحَظُّ لَم يُؤخَذ بِحَق
يُعجِلُ المَوعِدَ أَو يَسبِقُهُ / نائِلٌ لَو سابَقَ السَيفَ سَبَق
هَزَّ عِطفَيهِ النَدى مُكتَسِياً / وَرَقَ الحَمدِ أَثيثاً يَأتَلِق
لَستُ أَرضى هِزَّةً يَأتي بِها / غُصُنٌ إِن لَم يَكُن غَضَّ الوَرَق
حازِمٌ يَجمَعُ في تَدبيرِهِ / بَدَدَ المُلكِ إِذا طارَ شِقَق
لِمُلوكٍ في الذُرى مِن مَذحِجٍ / وَقَعَت مُبعِدَةً عَنها السُوَق
أَغزَرَ العِزُّ قِرى أَضيافِهِم / وَفِياقُ النَيلِ يُغزِرنَ الفِيَق
يُحسَبُ الواحِدُ مِنهُم فِأَةً / جَمَّةً وَالعَينُ أَثمانُ الوَرِق
يَتبَعُ النَهجَ الأَشَطَّ المُنتَوى / في مَعالي الأَمرِ وَالفِعلِ الأَشَق
يَتَوَلّى دونَ خَفّاقِ الحَشا / صَدمَةَ الراياتِ زوراً تَختَفِق
لا يُحِبُّ الخُرق إِلّا في الوَغى / إِنَّ بَذلَ النَفسِ لِلمَوتِ خُرُق
يُعمِلُ الهِندِيَّ مُحمَرَّ الظُبا / فيهِ وَالخَطِّيَّ مُصفَرَّ الخِرَق
حَصَرَ الأَعداءَ في قُدرَتِهِ / ظَفَرٌ لَو زاوَلَ النَجمَ لَحِق
أَعَبدٌ تُعتَقُ في إِنعامِهِ / مِنهُمُ الدَهرَ وَحورٌّ يُستَرَق
يُرتَجى لِلصَفحِ مَوتوراً وَلا / يَهَبُ السُؤدُدَ فيهِ لِلحَنَق
مُتبِعٌ كُلَّ مَضيقٍ فَرجَةً / مُمسِكٌ مِن كُلِّ نَفسٍ بِرَمَق
هُبِلَ الواشي بِها أَنّى أَفَك
هُبِلَ الواشي بِها أَنّى أَفَك / لَجَّ في قَولٍ عَلَيها وَمَحَك
وَقَدِماً لَم أَزَل في حُبِّها / شارِدَ السَمَعِ عَنِ القَولِ الأَرَك
كُلُّ عانٍ يُتَرَجّى فَكُّهُ / وَلِذاتِ الخالِ عانٍ ما يُفَكُّ
وَجَدَت غِرَّةَ قَلبٍ شَفَّهُ / سَقَمُ الحُبِّ وَجِسمٍ قَد نُهِك
حَسبُ لَيلى أَنَّني لَم أَنفَكِك / مِن أَساً يُشجى إِذا الخالي ضَحِك
خَيَّمَت في نَهرِ عيسى فَغَدا / نَهرُ عيسى وَبِهِ القَلبُ سَدِك
يا أَخا الشامِ اِمضِ مَكلوءً فَما / جانِبي مِنكَ وَلا ضَلعي مَعَك
ثَعَلَت بَغدادُ شَوقي عَن قُراً / عِندَ مَيشاءَ وَعُرضٍ وَأَرَك
مَنزِلٌ لي بِالعِراقِ إِختَرتُهُ / لَم يَشُب حُرَّ يَقيني فيهِ شَكّ
وَإِذا دِجلَةُ مَدَّت شَأوَها / وَجَرَت جَريَ اللُجَينِ المُنسَبِك
عارَضَت رَبعي بِفَيضٍ مُزبِدٍ / بَينَ أَموَجٍ تَسامى وَحُبُك
يَتَكَفّا النَخلُ في حافاتِها / بِالقَمارى تُغَنّى أَو تُبَك
حُنِيَت تِلكَ العَراجٍ عَلى / لُؤلُوٍ غَضٍّ وَخوصٍ كَالشُرُك
وَلِيَتني مِن سُلَيمانَ بِهِ / نِعمَةً مِثلُ السَحابِ المُدَّرِك
وَأَبو العَبّاسِ لي جارٌ فَقُل / في جِوارِ البَحرِ وَفقاً وَالمَلِك
وَإِلى عَبدِ العَزيزِ اِتَّجَهَت / رَغبَتي تَسلُكُ نَهجاً مُشتَرَك
يُصبِحُ الدَهرُ عَلى جيرانِهِ / ناصِلَ الأَظفارِ مَضمونَ الدَرَك
سَيِّدٌ نَجرُهُ المَعالي نَجرُهُ / يَملِكُ الجودَ عَلَيهِ ما مَلَك
وَيَمانٍ إِن يُسَل لا يَعتَلِل / كَاليَماني العَضبِ إِن هُزَّ بَتَك
لا يُعَنّي نَفسَهُ مِن أَسَفٍ / إِثرَ حَظٍ فاتَ أَو وَفرٍ هَلَك
بَرَزَت أَنعُمُهُ في عَدَدٍ / دُفَعَ البَحرِ وَأَدوارَ الفَلَك
يَرقُبُ الأَعداءَ مِن رَوعاتِها / بَغَتاتُ الخَيلِ يَحمِلنَ الخِكَك
حَطَّ في طَلحَتَ أَو في / مُصعَبٍ لا يُبالي أَيَّ أُسلُبٍ سَلَك
خَيرُهُم جَدّاً وَعَمّاً وَأَباً / مَحتِدٌ زاكٍ وَغَيضٌ مُشتَبِك
يا أَبا العَبّاسِ لَن يَقطَعَ بي / أَمَلي فيكَ وَلا ظَنّيَ بِكَ
حاجَتٌ ما عَرَضَت عائِرَةً / أَخَذَ التَخفِفُ مِنها وَتَرَك
وَلَقَد أَرسَلتُ دَمعي شاهِداً
وَلَقَد أَرسَلتُ دَمعي شاهِداً / ذُمَّ صَيَّرَت إِلَيها المُشتَكى
فَتَوَلَّت ذُمَّ قالَت شُغُلي / كُلُّ مَن شاءَ تَباكى فَبَكى
يا حَبيباً لَم أَنَل مِنهُ عَلى / طولي ما قاسَيتُ فيهِ دَرَكا
لَيتَ شِعري عَنكَ هَل تَذكُرُني / حينَ تَخلو مِثلَ ما أَذكُرُكا
وَلَقَد قالَ طَبيبي
وَلَقَد قالَ طَبيبي / وَطَبيبي ذو اِحتِيَالِ
اُشكُ ما شِئتَ سِوى ال / حُبِّ فَإِنّي لا أُبالي
سَقَمُ الحُبِّ رَخيصٌ / وَدَواءُ الحُبِّ غالِ
قالَتِ الشَيبُ بَدا قُلتُ أَجَل
قالَتِ الشَيبُ بَدا قُلتُ أَجَل / سَبَقَ الوَقتَ ضِراراً وَعَجِل
وَمَعَ الشَيبِ عَلى عِلّاتِهِ / مُهلَةٌ لِلَّهوِ حيناً وَالغَزَل
خَيَّلَت أَنَّ التَصابي خَرَقٌ / بَعدَ خَمسينَ وَمَن يَسمَع يَخَل
أَتُرى حُبّي لِسُعدى قاتِلي / وَإِذا ما أَفرَطَ الحُبُّ قَتَل
خَطَرَت في النَومِ مِنها خَطرَةٌ / خَطرَةَ البَرقِ بَدا ثُمَّ اضمَحَل
أَيُّ زَورٍ لَكِ لَو قَصداً سَرى / وَمُلِمٍّ مِنكِ لَو حَقّاً فَعَل
يَتَراءى وَالكَرى في مُقلَتي / فَإِذا فارَقَها النَومُ بَطَل
قَمَرٌ أَتبَعتُهُ مِن كَلَفٍ / نَظَرَ الصَبِّ بِهِ حَتّى أَفَل
أَوجَلَتني بَعدَ أَمنٍ غِرَّتي / وَاِغتِرارُ الأَمنِ يَستَدعي الوَجَل
لَم أُوَهَّم نِعمَتي تَغدُرُ بي / غَدرَةً الظِلُّ سَجا ثُمَّ اِنتَقَل
زَمَنٌ تَلعَبُ بي أَحداثُهُ / لَعِبَ النَكباءِ بِالرُمحِ الخَطِل
وَأَرى العُدمَ فَلا تَحفِل بِهِ / عُقَبَةً تُقضى وَكَلماً يَندَمِل
أَكبَرَت نَفسي وَكَرهاً أَكبَرَت / أَن تَلَقّى النَيلَ مِن كَفِّ الأَشَل
وَمِنَ المَعروفِ مُرٌّ مَقِرٌّ / يَلفِظُ الطاعِمُ مِنهُ ما أَكَل
نَطلُبُ الأَكثَرَ في الدُنيا وَقَد / نَبلُغُ الحاجَةَ فِها بِالأَقَل
وَإِذا الحُرُّ رَأى إِعراضَةً / مِن صَديقٍ صَدَّ عَنهُ أَو رَحَل
وَأَقِلَّ المَكثَ في الدارِفَمَن / أَمِنَ التَثقيلَ بِالمَكثِ ثَقُل
أَخلَقَ الناسُ الأَخيرونَ كَأَن / لَم يُنَبّوا جِدَّةَ الناسِ الأُوَل
وَلَقَد يُكثِرُ مِن إِعوازِهِ / رَجُلٌ تَرضاهُ مِن أَلفِ رَجُل
كُلَّما أَغرَقتُ في مَدحِهِم / أَغرَقوا في المَنعِ مِنهُم وَالبَخَل
وَمِنَ الحَسرَةِ وَالخُسرانِ أَن / يَحبَطَ الأَجرُ عَلى طولِ العَمَل
أَنا مِن تَلفيقِ ما مَزَّقَهُ / مُرتَجوهُم في عَناءٍ وَشُغُل
أَصِلُ النَزرَ إِلى النَزرِ وَقَد / يَبلُغُ الحَبلُ إِذا الحَبلُ وُصِل
مِن لَفا هَذا إِلى مَخسوسِ ذا / وَمِنَ الذَودِ إِلى الذَودِ إِبِل
أَتَصَدّى لِلتَفاريقِ وَلَو / أُبتُ قَومي لَتَصَدَّت لي الجُمَل
كَبَني مَخلَدٍ الغُرِّ الأُلى / رَدَّ مَعروفُهُمُ الناسَ خَوَل
أَو أَبي جَعفَرٍ الطَائِيَّ إِذ / يَتَمادى مُعطِياً حَتّى يُمَل
وادِعٌ يَلعَبُ بِالدَهرِ إِذا / جَدَّ في أُكرومَةٍ قُلتَ هَزَل
أَيَّدُ الأَعباءِ لَو حَمَّلَهُ / سائِلو القَومِ ثَبيراً لَحَمَل
ذَلَّلَ الحِلمُ لَنا جانِبَهُ / وَإِذا عَزَّ كَريمُ القَومِ ذَل
يَتَفادى مِن نَداهُ تالِدٌ / لَو تَرَقّى في الثُرَيّا ما وَأَل
نَحنُ مِن تَقريظَةٍِ في خُطَبٍ / ما تَقَضّى وَثَناءٍ ما يُخَل
إِن صَمَتنا لَم يَدَعنا جودُهُ / وَإِذا لَم يَحسُنِ الصَمتُ فَقُل
تَنتَهي مَأثُرَةُ الدَهرِ إِلى / جَبَلٍِ وُسِّطَ في طَيءِ الجَبَل
حَزَّبَ الإِخوَةَ مِنهُم بِعُلاً / نافَسَت نَبهانُ فيهُنَّ ثَعَل
رابِئٌ يَرتَقِبُ العَيا مَتى / أَمكَنَتهُ فُرصَةُ المَجدِ اهتَبَل
ساحَةٌ إِن يَعتَمِدها يَعتَرِف / ناشِدُ السُؤدُدِ فيها ما أَضَل
سُبُلُ الآفاقِ تَنحو نَحوَها / بِاختِلافٍ مِن مَسافاتِ السُبُل
حَيثُ لا تُبلى المَعاذير وَلا / يَطَأُ اليَأسُ عَلى عَقبِ الأَمَل
وَأَرى الجودَ نَشاطاً يَعتَري / سادَةَ الأَقوامِ وَالبُخلَ كَسَل
أَتَرى اللاحي وَقَد أَر
أَتَرى اللاحي وَقَد أَر / وَحَ مِن نَتنِ خِلالِه
لَم يَكُن شيَمَ نَسي / مُ المِسكِ مِن أَخلاقِ حالِه
لا وَرَأيٍ بَتَّ بِالحَز / مِ حِبالي مِن حِبالِه
ما جَرى خاطِرُ ذاكَ الكَ / رَم المَحضِ بِبالِه
ما زادَهُ اللَهُ إِلّا / في التَمادي في خَبالِه
يا عَدُوّاً في غِناهُ / وَصَديقاً في اِختِلالِه
وَفَتىً يَلعَنُهُ المَج / دُ عَلى كُلِّ فِعالِه
أَنتَ لَو كُنتَ كَلاماً / كُنتَ مِن بَعضِ مُحالِه
أَو فَعالاً كُنتَ مِن عُذ / رِ حَبيبٍ وَاِعتِلالِه
كُلُّ أَخلاقِ عَليٍّ
كُلُّ أَخلاقِ عَليٍّ / نَجتَويها وَنَذُمُّه
هُوَ قِردٌ حِنَ يَبدو / غَيرَ أَنّا لانَكُمُّه
مُقلَتاهُ وَحَجاجا / هُ وَشِدقاهُ وَخَطمُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025