المجموع : 37
قُضِيَ الأمرُ فيا نفسُ اصبري
قُضِيَ الأمرُ فيا نفسُ اصبري / صَبرَ تسليمٍ لحكمِ القدرِ
وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا
وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا / وتكُفُّ كلَّ باغٍ مُعتدِ
شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ
شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ / حِين غَصَّت بالقنا المقصَّدِ
فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله
فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله / تَملأ الآفاق وعداً ووعيدا
فهيَ إذمَا اغتَرَفَت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجودا
فِقَرٌ إن وَعَدَت أو أوعَدَت / فالنَّدَى الفَيَّاضُ والبأسُ الشَّدِيدا
فَهيَ في السِّلمِ غَمَامٌ صَيّبٌ / باسِطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهي في الحَربِ حُسامٌ مُقضَبٌ / قاطعٌ مما يعاديهِ الوَرِيدا
شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ
شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ / عُمِّرَت بِرُكَّعٍ وسُجَّدِ
والذي أرجاؤُنَا بِعَدلِهِ
والذي أرجاؤُنَا بِعَدلِهِ / لا تخافُ البُهمُ فِيهِنَّ الأسودا
نُورُ عَدلٍ قد تَجَلَّى طالعاً
نُورُ عَدلٍ قد تَجَلَّى طالعاً / فأضاء الأرضَ من قاصٍ ودانِ
أنداك الغمر أم بيض البحار
أنداك الغمر أم بيض البحار / وسنا بشرك أم شمس النهار
رفعتَ من سجاياكَ العُلَى
رفعتَ من سجاياكَ العُلَى / عَلَماً تُهدِي به الخلقَ مشيدا
وتقبل خدمةَ العبد الذي
وتقبل خدمةَ العبد الذي / لم يزل في مدحكم طلق اللسان
قطعَ العمرَ الطويلاَ ناظِماً / مِدَحا تحكي النسيج الخسروان
لم توفِّ حَقَّ ما أوليتمُ / من يدٍ عُظمى يَداها ثَرّتان
طَلَعت تنشر أعلام الكرم
طَلَعت تنشر أعلام الكرم / نعمةٌ في ضمنها كلّ النعم
ويد طالت بها زهرا يدي / أثبتت في الفخر لي أيّ قدم
رفعة لي في المعالي لا يرتقي / عزّة جانبها لا يهتضم
أيّ رَعي أشرقت أنواره / وندىّ يفضح تسكاب الديم
أفحمتني فجناتي طائش / ولساني بين عيّ وبَكَم
أيّ لفظ بالغ ذاك المدى / أو لسانٌ واصفٌ ذَاكَ الكرم
لو نظمت الشهب والدرّ معا / ما وفت بمدح هاتيك الشّيَم
أو أعارني الربيع ما وشى / في الربا من حسنه وما رقم
أو جعلتُ الصبحَ طُرسا والدُّجى / حبره لم أقض واجب الخدم
وصلت أسباب فخري في الورى / صلة الندب الرضى الحبر العلَم
سِترُكَ اللهم للذنب الجلَل
سِترُكَ اللهم للذنب الجلَل / عفوكَ اللهم عن قبح الزلَل
عائذاً بالله أن يفضحني / جامعاً لكل زيغ وخَلَل
سيدي الأعلى ومولايَ وَمَن / حُبُّه عندي قَولٌ وعَمَل
وعقيدة عليها مبعثي / وبها الأمان لي يوم الوجل
إنَّ مملوككَ عَبدٌ مُسرِفٌ / مُقبِلٌ على الخطايا والخطل
سالك لكن سبيلَ غَيِّه / غافلٌ عن رشده فيمن غَفَل
حجبته أمّ دفر فهو من / حبها ما بين سُكرٍ وَوجَل
يا إمامي أنت لي وسيلة / أرتجي بها غداً نَيلُ الأمل
يا طبيبي إنَّ دائي مُعضِلٌ / هل دواءٌ مِنكَ شافٍ لِلعِلَل
لا تظن بي الظنَّ الذي / ليس لي يا سيدي بِهِ قِبَل
وأرغب الرحمن في توبة / فعسى أحظى بها قبل الأجل
إنيّ قد مسَّني الضُّرُّ وقد / جئتُ استجدِيكَ فارحم من سأل
جمع الرحمن شملنا مع المصطفى / في دار نعمى وجذل
وبقيتَ علماً يهدي إلى / طاعةِ الرحمنِ قال أو فَعَل
فهي في يمناهُ مستقلةً
فهي في يمناهُ مستقلةً / تملأ الآفاقَ وعداً وَوَعِيدا
وهي إمّا اغترفت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجوداً
فِقرٌ إن وعدت أو أوعدت / فالنَّدَى الفياضُ والبأسُ الشديدا
لو رَمى الشُهبَ بها مستنزِلاً / لغدَت ببابِهِ الأعلى وفودا
تارة تكونُ عيشاً رَغِدا / وتكون تارةً موتاً عتيدا
فإذا أرسَلَهَا نَحوَ العِدا / فهو قد جَهَّزَهَا فيهم جُنودا
وإذا ما عقدت في مفرق / تاج عزٍّ أحكَمَت تلكَ العُقودا
وبَنَت مَجداً يجاري النيرا / ت بهاءً واعتلاء وخلودا
عُدَّةٌ في الحربِ والسلم معا / توسع الخطبَ وقوداً أو خمودا
فهيَ في السلمِ غَمَامٌ صَيِّبٌ / باسطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهيَ في الحَربِ حُسامٌ مقضبٌ / قاطعٌ مِمَّن يعاديهِ الوَرِيدا
فَليُبَاهِ القَلَمُ الأعلَى بها / فلقد عاد مُفِيداً ومُعِيدا
وَليَصِل زهواً على سحر القنا / وليهزَّ العطف إن هزت قدودا
حلّت الشمس برأس الحملِ
حلّت الشمس برأس الحملِ / واكتسى الروضُ بديعَ الحُلَلِ
فكلّ تلعةٍ غُصنُ نقا / يتثنّى كتثنّي الثملِ
وبكلِّ ربوةٍ ناجمةٍ / من جَنَيِّ زهرهن الخَضِلِ
من أقاح باسم ونرجسٍ / وجل وياسمينٍ خَجِلِ
فالسماءُ والرياضُ اشتركت / شبهاً يغُرّ عين المجتلي
من نجوم كأزاهير الرُّبا / أومجرة كمثل الجدول
صورتنا ظهرت فكم بها / من سماك رامحٍ وأعزلِ
فكأنَّ الشمس لما طلعت / نثرت بالأرض هاتيكَ الحلِي
حَبَّذا فصلُ الربيعِ مَلكاً / جاءنا مِن حُسنِهِ في جَحفَلِ
فترى اللؤلؤ والياقوتَ قد / نُظِما في تاجِهِ المكَللِ
نُشرَت أعلامُهُ مُذهَبةً / في غصونٍ مثل سمر الأسلِ
ولكل مُذنِبِ من تحتها / هزّة السيفِ بكفِّ البَطَلِ
فأجب داعيهِ ملبياً / شارحاً صدر المنى والجذلِ
أقبلَ الربيعُ والعيدُ معاً / وافِدَينِ بالنَّعِيمِ المقبلِ
فلنَصِل لِلبِشرِ أقوى سَبَبٍ / وَلنَرِد لِلأُنسِ أصفَى مَنهَلِ
فالرُّبا قد لَبِسَت زخرفها / وتحلت بعد طُولَ العُطَلِ
ولو أسطعت لقبَّلَتُ يَدَاً / للنَّدَى قد خُلِقَت والقُبلِ
يَدُ ذِي الوزارتينِ إنَّها / منبَعُ الفضلِ وقُطبِ الأملِ
حيثُ سيفُ الحَقِّ مسلولُ الظُّبَا / وسَبِيلُ الرُّشدِ بادي السُبُلِ
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام / وهو ظِلٌّ وارفٌ على الأنام
فَليَ الحجابَةُ الكُبرَى الّتي / أحفَظُ السِرَّ بها حفظ الكرام
وبمولاي أبي الحجاج لي / غاية الفخر وحسبي والسلام
وإذا ما شئتَ أزكى شاهدٍ
وإذا ما شئتَ أزكى شاهدٍ / فالحطيم والصفا وزمزما
هاكها شينية ما مثلها
هاكها شينية ما مثلها / لأبي الشيص ولا المرقش
فلو استمدتَ أنفاس الشريف
فلو استمدتَ أنفاس الشريف / الرضيِّ والسري الموصلي
أو يباري في البيان قُسّه
أو يباري في البيان قُسّه / لانثنى قُسّ عيياً مفحما
فهو قد أحيى بني برمكها
فهو قد أحيى بني برمكها / وبني خاقانها علماً وجودا