القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ هانِئ الأَندَلُسِي الكل
المجموع : 5
إمسحوا عن ناظري كحلَ السُّهادْ
إمسحوا عن ناظري كحلَ السُّهادْ / وانفضُوا عن مضْجعي شوك القَتادْ
أوْ خُذوا مِنّيَ ما أبْقَيْتُمُ / لا أُحبُّ الجسْمَ مسْلوبَ الفؤادْ
هل تُجيرُونَ محِبّاً منْ هَوىً / أو تَفُكُّونَ أسيراً من صِفاد
أسُلُوّاً عنكُمُ أهجُرُكُمْ / قلّما يَسْلُو عن الماءِ الصَّواد
إنّما كانتْ خطوبٌ قُيِّضَتْ / فَعَدَتْنا عنكُمُ إحدى العَواد
فعلى الأيّامِ من بَعْدِكُمُ / ما على الثَّكلاءِ من لُبسِ الحِداد
لا مَزارٌ منكُمُ يدنو سِوى / أن أرى أعلامَ هَضْبٍ ونِجاد
قد عقلْنَا العيسَ في أوطانها / وهي أنْضاءُ ذميلٍ ووِخاد
قَلَّ تَنْويلُ خَيالٍ مِنكُمُ / يَطَّبي بين جفونٍ وسُهاد
وحديثٌ عنكمُ أكثَرهُ / عن نسيم الريح أو بَرْق الغَواد
لم يَزِدْنَا القُربُ إلاّ هِجْرَةً / فرَضينَا بالتَّنائي والبِعاد
وإذا شاءَ زمانٌ رابَنَا / برقيبٍ أو حَسودٍ أو مُعاد
فهداكمْ بارقٌ مِنْ أضْلُعي / وسُقِيتُمْ بغَمامٍ مِن وَداد
وإذا انهَلَّتْ سماءٌ فَعَلى / ما رفَعْتُمْ من سماءٍ وعِماد
وإذا كانَتْ صلاةٌ فَعَلى / هاشِمِ البطحاءِ أربابِ العِباد
هُمْ أقَرُّوا جانبَ الدَّهرِ وهُمْ / أصْلحوا الأيّامَ من بعدِ الفَساد
من إمامٍ قائمٍ بالقِسْطِ أو / مُنذِرٍ مُنتخَبٍ للوَحي هَاد
أهلُ حوضِ اللّهِ يجري سلسَلاً / بالطَّهور العَذْبِ والصفو البُراد
أسِواهم أبتغي يومَ النَّدى / أم سواهم أرتجي يومَ المَعاد
هُمْ أباحوا كلَّ ممنوعِ الحِمَى / وأذلُّوا كلَّ جَبّارِ العِناد
وإذا ما ابتَدَرَ النّاسُ العُلى / فلهم عاديُّها من قبل عاد
فَلَهُمْ كلُّ نِجادٍ مُرْتَدىً / ولهمْ كلُّ سليلٍ مُستَجاد
تَطلَعُ الأقمارُ من تيجانهم / وعليهمْ سابغاتٌ كالدَّآد
كلُّ رَقراقِ الحَواشي فوقَهُمْ / كعيونٍ من أفاعٍ أو جَراد
فعلى الأجساد وَقْدٌ من سَنىً / وعلى الماذِيِّ صِبْغٌ من جِساد
بجِيادٍ في الوَغى صافِنَةٍ / تَفحَصُ الهامَ وأُخرى في الطِّراد
وإذا ما ضَرَّجُوهَا عَلَقاً / بَدَّلوا شُهْباً بشُقْرٍ وَوِراد
وإذا ما اختَضَبَتْ أيديهِمُ / فَرَّقوا بينَ الأسارى والصِّفاد
تلكَ أيدٍ وَهَبَتْ ما كسَبَتْ / للمعالي من طريفٍ وتِلاد
هم أماتُوا حاتماً في طيِّءٍ / مَيْتَةَ الدَّهْرِ وكعباً في إياد
وهُمُ كانوا الحيا قبل الحيا / وعِهادَ المُزنِ من قبل العِهاد
حاصَرُوا مكَّةَ في صُيّانَةٍ / عَقَدوا خيرَ حبىً في خيرِ ناد
فلهُمْ ما انجابَ عنه فَجرُها / من قَليبٍ أو مَصادٍ أو مَراد
أو شِعابٍ أو هضابٍ أو رُبىً / أو بِطاحٍ أو نِجادٍ أو وِهَاد
في حريمِ اللّه إذْ يَحمُونَهُ / بالعَوالي السُّمْرِ والبِيضِ الحِداد
ضارَبوا أبْرَهَةً من دونِهِ / بعدَما لفَّ بَياضاً بسَواد
شَغلوا الفيلَ عليه في الوغى / بتُوامِ الطَّعْنِ في الخَطْوِ الفُراد
فيهِمُ نارُ القِرى يَكنُفُها / مثلُ أجبالِ شَرَورَى من رماد
لهُمُ الجودُ وإنْ جادَ الورى / ما بِحَارٌ مُتْرَعاتٌ من ثِماد
وإذا ما أمْرَعَتْ شُهْبُ الرُّبَى / لم يكُنْ عامُ انتِقافٍ واهْتبِاد
لكمُ الذَّروةُ من تلك الذّرى / والهوادي الشُّمُّ من تلكَ الهَواد
يا أميرَيْ أُمراءِ الناس مِنْ / هاشِمٍ في الرَّيدِ منها والمَصَاد
وسَلِيلَيْ ليْثِها المنصور في / غِيلِها مِنْ مُرْهَفاتٍ وصِعاد
يا شَبيهَيْهِ نَدىً يَومَ نَدىً / وجِلاداً صادقاً يومَ جِلاد
إنّما عُوِّدْتُما في ذا الورى / عادةَ الأنواءِ في الأرض الجَماد
ما اصطناعُ النفس في طُرقِ الهوى / كاصْطناع النفس في طُرق الرشاد
إنَّ يحيَى بنَ عليٍّ أهلُ ما / جئتماهُ من جزيلات الأياد
كانَ رِقّاً تالِداً أوّلُهُ / فأتَى الفضْلُ بِرقٍّ مُستَفاد
كم عليهِ من غَمامٍ لكما / ولديه من رجاءٍ واعتِداد
عندَهُ ما شاءَتِ الأملاكُ منْ / عَزمةٍ فصْلٍ وذَبٍّ وذِياد
واضطلاعٍ بالّذي حُمِّلَهُ / واكتفاءٍ وانتِصاحٍ واجتِهاد
مِثْلُهُ حاطَ ثُغورَ المُلْكِ في / كلِّ دَهياءَ على المُلك نآد
أيُّ زَنْدٍ فاقدَحاهُ ثم في / أيِّ كفٍّ فصِلاها بامتِداد
وغنيٌّ مثلُهُ ما دُمْتُمَا / عن حُسامٍ وقَناةٍ وجَواد
إنَّ من جرَّد سيفاً واحداً / لمَنيعُ الركن من كيد الأعاد
كيف من كان له سيفا وغىً / منكما وهو كَمِيٌّ في الجِلاد
إن أكُنْ أُنبيكما عن شاكِرٍ / فلقد أُخبِرُ عن حَيَّةِ واد
نِعمَ مُنضي العِيسِ في ديمومَةٍ / ومُكِلُّ الأعوَجِيّاتِ الجِياد
تحتَ برقٍ من حُسامٍ أو غَمامٍ / من لِواءٍ أو وشاحٍ من نِجاد
نَبّهَا المُلكَ على تجريدِهِ / فهُوَ السيْفُ مَصُوناً في الغِماد
كمْ مقامٍ لكما من دونهِ / يُبْتَنى المجدُ على السَّبْع الشِّداد
نِعَمٌ أصْغَرُهَا أكبرُهَا / ويَدٌ معروفُها للخَلقِ باد
قد أمِنّا بعَمِيدَيْ هاشِمٍ / نُوَبَ الأيّامِ من مُمْسٍ وغاد
بالأمير الطاهرِ الغَمْرِ الندى / والحُسينِ الأبْلج الواري الزِّناد
ذاكَ ليثٌ يَضْغَمُ الليثَ وذا / حيَّةٌ تأكُلُ حَيّاتِ البِلاد
أنتُما خيرُ عَتادٍ لامرىءٍ / هو من بعدكما خيرُ عَتاد
بكما انقادَ لنا الدَّهْرُ على / بُعْدِ عَهدِ الدهرِ منّا بانقياد
وبما رفَّعْتُما لي عَلَماً / ينظُرُ النّجمُ إليه من بُعاد
والقوافي كالمطايا لمْ تَكُنْ / تَنبري إذ تنتحي إلاّ بِحاد
جوهَرٌ آليْتُ لا أُوقِفُهُ / موقفَ الذِّلَّةِ في سوق الكَساد
وإذا الشِّعْرُ تَلاقَى أهْلَهُ / أشرَقَتْ غُرَّتُهُ بعد اربِداد
وإذا ما قَدَحَتْهُ عِزَّةٌ / لم يَزِدْ غيرَ اشتِعالٍ واتِّقاد
كقَناة الخَطِّ إنْ زَعْزَعْتَهَا / لم تَزِدْ غيرَ اعتِدالٍ واطِّراد
يا بْنَيِ المنصورِ والقائمِ إنْ / عُدَّ والمهديِّ مهديِّ الرشاد
لا أرى بيْتَ مديحٍ شاردٍ / في سواكم غيرَ كفْرٍ وارتداد
ولقد جِئتُمْ كما قد شِئْتُمُ / ليس في فخركُمُ من مُستَزاد
وَهَبَ الدّهرُ نفيساً فاسترَدّ
وَهَبَ الدّهرُ نفيساً فاسترَدّ / رُبّما جاد لئيمٌ فحسَدْ
إنّما أعْطى فُواقَيْ ناقَةٍ / بيَدٍ شيئاً تَلَقّاهُ بِيَد
كاذبٌ جاءَ جَهاماً زِبْرِجاً / بَعْدَمَا أوْمَضَ بَرْقٌ وَرَعَد
إنّها شِنْشِنَةٌ من أخْزَمٍ / قَلّما ذُمَّ بخيلٌ فَحُمِدْ
خابَ من يرجو زماناً دائماً / تُعرَفُ البأساءُ منه والنكَدْ
فإذا ما كَدَّرَ العَيْشَ نَما / وإذا ما طَيَّبَ الزادَ نَفَدْ
فلقد ذَكَّرَ من كان سَها / ولقد نَبَّهَ مَنْ كان رَقَدْ
قلْ لَمنْ شاءَ يَقُلْ ما شاءَهُ / إنَّ خَصْمي في حياتي لألَدّ
مُنْتَضٍ نَصْلاً إذا شاءَ مَضَى / رائشٌ سَهماً إذا شاءَ قَصَد
فإذا فَوَّقَهُ انْفَلَّ لَهُ / بَينَ صُدَّينِ فُؤادٌ وكَبِد
أبداً يَعْجُمُ منّي نَبْعَةً / وقَنَاةً ليسَ فِيهَا من أوَدْ
كُلَّ يومٍ ليَ فيهِ مَصْرَعٌ / مِنْ سماءٍ أو طِرافٍ أو عَمد
أوَمَا يَعْجَبُ مِنّا أنّنَا / عَرَبٌ نُوتِرُ لا نُعْطي القَودَ
ماتَ مَنْ لوْ عاشَ في سِرْبالهِ / غلبَ النُّورُ عليهِ فاتَّقَدْ
سَيَّدٌ قُوبِلَ فيه معشَرٌ / ليس في أبنائهم مَن لمْ يَسُدْ
نافَسَ الدّهُر عليه يَعْرُباً / فرأى موضعَ حِقْدٍ فَحَقَدْ
هابَ أن يُجري عليه حُكمَه / فنَوى الغَدْرَ له يومَ وُلِدْ
حيثُ لم يُنْظِر به رَيْعانَهُ / إنّما اسْتَعجَلَهُ قبل الأمد
أقصَدتْهُ تِرْبَ خمسٍ أسهُمٌ / لو رَمَتْه تِرْبَ عَشْرٍ لم تكَد
إذ بدا في صَهَواتِ الخيل كال / قمرِ الملآن والسيف الفَرَد
ونَشَرْنَا عن رِداءَيْهِ لهُ / صارِماً يُذكى ورُمْحاً يَطَّرِد
ورَجَوْناهُ مَلاذاً للوَرَى / وَدَعَوْنَاهُ عَتاداً للأبَد
إنّمَا كان شِهَاباً ثاقِباً / صَعِقَ اللّيْلُ له ثمَّ خَمَد
ورُدَيْنِيّاً هَزَزْنَا مَتْنَهُ / فَتَثَنّى ساعَةً ثم انْقَصَد
أجَنوبٌ أم شَمالٌ هَصَرَتْ / منك في الأيكة باناً فانخَضَد
قَلمّا يملأُ عيْناً من سَناً / غيرَ ما يملأُ قلباً من كَمدْ
لا رجاء في خُلودٍ كُلُّنَا / وَارِدُ الماءِ الذي كان وَرَدْ
جاوَرَتْ رَوْضَ ثراه ديمةٌ / تحمِلُ اللؤلؤَ رَطْباً لا البَرَدْ
إنّ في الجوْسَقِ قَبراً تُربُهُ / مِن دَمِ الباكينَ إضريجٌ جسَد
وَطِئَتْ نفسي عليه قَدَمي / ومشى في فضْلةِ الرُّوح الجسدْ
يومَ عايَنْتُ كُماةَ الحرْبِ في / مَعْرَكٍ لو كانَ حَرْباً لم يُرَدْ
بُدِّلَ الإقْدامُ فيه هَلَعاً / فاستوى الأبطالُ والهِيفُ الخُرُد
واستْحالَ الزَّأرُ إرناناً كما / رَجَّعَ الباكي على الأيكِ الغرِد
قد رآهُ وهو مَيْتٌ فبَكى / مَن رآهُ وهو حيٌّ فَسَجَد
لو تراخى اليومُ عنه ساعةً / ملأ الأرضَ طِعاناً وصَفَد
لو حمتْه الطعنة السُّلْكى لمَا / كان إبراهيمُ فيه يُضْطهَدَ
ولحالَتْ دونَه رَجْراجة / كعُبابِ البحرِ يَرْمي بالزَّبَد
ولُيُوثٌ يُتَّقَى مَكرُوهُها / وعَناجِيجٌ طِوالٌ تَنْجرِد
ولَصَرَّتْ حَلَقٌ ماذيَّةٌ / وقناً ذُبلٌ وأسيْافٌ تَقِد
خيرُ زَنْدٍ كان في خيرِ يَدٍ / منك قد نِيطتْ إلى خيرِ عَضُد
غيرَ أنَّ الذَّخرَ خَيرٌ لامرىءٍ / لم يَجِدْ من أحزَم الأمرَينِ بُدّ
لو نَجا أشرفُ شيءٍ قَدَراً / فازَتِ الشمسُ بتخليد الأبد
ولوَ انّ المجدَ يُبقي ماجِداً / لم يُنازِع جِدَّةَ العيشِ أحَد
لا أرى عُرْوَةَ حَزْمٍ لم تكنْ / مِن عُرَى الحزْم الذي كان عقد
كلُّ مُلْكٍ لملِيكٍ بعدَهُ / فهْوَ لَغْوٌ عندما كان عُهِد
إن تكُنْ عُدَّةُ صِلٍّ مُطرِقٍ / تَدرَأُ الخطبَ فقد كان استَعَدّ
تَخذَ الحزمَ عليهِ كفَّةً / مِنْ مِجَنٍّ وقتيراً مِن زَرَد
في سريرِ المُلكِ إلاّ أنّهُ / هَبَطَ النَّجْمُ إليه وَصَعَد
فترقّى نحوهُ حتى دَنَا / وتهادَى خلفَهُ حتى بَعُد
ومضى يقطُرُ بالبأسِ دَماً / وبكفَّيْهِ من الأُسْدِ لِبَد
ومن البِيضِ صُدورٌ بِتَكٌ / ومن السُّمْرِ أنابيبٌ قِصَد
يا أبا أحمدَ والحكمةُ في / قولِ مَنْ قال إلى اللّهِ المرَدّ
لا ملومٌ أنت في بعض الأسى / غيرَ أنَّ الحُرَّ أولى بالجَلَد
وإذا ما جهَشَتْ نفسُ الفَتى / كان في عسكره الصَّبرُ مَدَد
لو يَرُدُّ الحزْنُ مَيْتاً هالِكاً / رُدَّ قحطانُ وَأُدُّ بنُ أُدَد
واكتستْ أعظُمُ كسرَى لحمَها / وسعى لُقمانُ أو طار لُبَد
في عليٍّ من عليٍّ أُسْوَةٌ / صَدَعَ الضِّلعَ الذي أنكى الكَبِد
أيَّ مَفْقُودَيكَ تبكيه أبٌ / هِبْرِزِيٌّ أنتَ منه أمْ وَلد
ضَمَّ هذا نحرَ ذا فاعتَنَقا / في ثرى الملحود شبِلٌ وأسَد
خَطَراتٌ فَالْهُ عنْ ذِكْرِكَها / إنّها أقربُ منْ هزْلٍ وَدَد
إنَّ إبراهيمَ مردودٌ إلى / زَمَنٍ غَضٍّ وأيّامٍ جُدُد
دَوْلَةٌ سَعْدٌ وفَحْلٌ مُنجِبٌ / وشَبابٌ مثلُ تفويفِ البُرَد
وفتىً ودَّتْ نِزارٌ كلُّهَا / أنّه منها ولم تَعقُبْ أحَد
والمُنى أنتَ إذا دُمْتَ لنا / دامتِ النَّعماءُ والعيشُ الرَّغَد
وَهيَ الأيّامُ لا يأمَنُهَا / حازمٌ يأخُذُ من يومٍ لِغَد
لو مُعافىً من خُطوبٍ عُوفِيَتْ / لَقْوَةٌ بينَ هِضابٍ ونُجُد
ترْتَبي مرهوبةً تَحْسَبُها / كوكَبَ الليل على الليلِ رصَد
تلكَ أو مُغْفِرَةٌ في حالقٍ / تأمَنْ الإنسَ إذا الوحشُ شَرَد
فهي في قُدسِ أواراتٍ إذا / جاورَ الميسَ ثَبيراً أو أُحُد
حَيْثُ لا النازلُ معهودٌ ولا ال / ماءُ مورودٌ ولا القَلْتُ ثمَد
تلكَ أو وحشيّةٌ أُدْمانَةٌ / أنبتَتْ أنقاءُ رَمْلٍ وعَقَد
تَنفُضُ الضّالَ بتَيْماءَ ولا / تألَفُ الخَلصاءَ من ذاتِ الجَرَد
تَتَقرّى جانِباً من عانِكٍ / باردِ الفَيءِ إذا الفيءُ بَرَد
وهْيَ في ظِلّ أراكٍ مائِدٍ / تَرتَدي المَرْدَ إذا ذابَ الوَمَد
وهيَ تَعْطوهُ على خوْفٍ كمَا / مَدَّ رَقّاءٌ إلى الأرْقَمِ يَدْ
يقَعُ الطَّلُّ عليَها مِثلما / قطَعَتْ عَذراءُ عِقداً فانسرَد
وبِعَيْنَيْهَا غريرٌ وَسِنٌ / وُسِّدَتْ أظْلافُهُ مِسْكاً ثأد
يَنْثَني الأيكُ على صَفحَته / وهو كالشعْرَى إذا لاحَ وَقَد
فإذا ما أخطَأتْهُ فِيقَةً / نَشَدتْهُ وهو غِرٌّ ما نَشَد
فأتَتْهُ خَرِقاً منْطوِياً / بيديه فوقَ حِقْفٍ مُلْتَبَد
كفَتاةٍ كَسَرَتْ خَلْخالَها / ضاعَ نصْفٌ منه والنصْفُ وُجِد
تلك أم أيْمٌ خفيفٌ وطؤه / يرْبَأُ القُفَّ كَلُوْءاً ما هَجَد
باتَ يُدْني حُمَةً من حُمَةٍ / وهْوَ يَطوي مسَداً فوْق مَسَد
شَرِبَ السَّمَّ بنابَيْهِ ففي / صَلَوَيْهِ منه سُكْرٌ ومَيَد
فَتَرى للْبَغْيِ في أعْطافِهِ / كاندفاعِ الموج في طامٍ يَمُدّ
مثِلما اصْطفَّتْ قسيٌّ في الثرى / مُوتَرات فهيَ تُرخى وتُشَدّ
ذاك أو جبّارُ غِيلٍ أشِبٍ / طَرَدَ الآسادَ عنْهُ وانفَرَد
نازلٌ كُرْسيَّ أرضٍ هابَهُ / مَلِكُ الخابلِ فيها إذْ مَرُد
ذا ولكن تُبَّعُ الأكَبرُ مِنْ / يَمَنٍ كان لخُلْدٍ لو خَلَد
والملوكُ الصِّيدُ من ذي إصْبَحٍ / وَرُعَينٍ وبَني الشّاهِ مَعَدّ
كلُّنا نَبْشَعُ من كأس الرَّدى / غير أنّا لا نَرانا نَسْتَبِدّ
نحنُ في الإدلاجِ نَبْغي منْهَلاً / وبناتُ الخِمس من عشْرٍ صَدَد
إن تَسَلْنَا ففَريقٌ ظاعِنٌ / وليالينا بنا عيسٌ تَخِدْ
فاتَني ريبُ زَماني بالذّي / أبتَغيه وهو ما لستُ أجِدْ
ولقد فاتَ بنَا أنفسَنا / وإذا ما فات شيءٌ لم يُرَد
ليتَ شِعْري أيَّ شيءٍ يرتجي / مَن رجاهُ أو لماذا يَستَعِدّ
فلقَدْ أسرعَ ركْبٌ لم يَعُجْ / ولقد أدبَرَ يومٌ لم يَعُدْ
سَقّني الخمرَ بعَيْنيَ قاتلي
سَقّني الخمرَ بعَيْنيَ قاتلي / لا يُلاقي منك مثلي عَطَشا
أحَباباً ما أرى في الكأس أمْ / صَنَعَ المَزْجُ عليها حَنَشا
باتَ ساقيها كراقي حَيّةٍ / فإذا مَدَّ يميناً نَهَشَا
لا تقُلْ عَذّرَ مَن تَيّمَني / إنّما طرَّزَ باسمي وَوَشَى
إنما خَطَّ على عارِضِهِ / مثلَ ما في خاتمي قد نُقِشا
أسقَطَ الحاءَ من الحمدِ
أسقَطَ الحاءَ من الحمدِ / وما ذاك لعيّ
إنَّما يُنقِصُ حَرفاً / في الحُسينِ بن عليّ
لا تلمني عاذلي حينَ ترى
لا تلمني عاذلي حينَ ترى / وجهَ من أهوى فلومي مُستحيل
لو رأى وجهَ حبيبي عاذلي / لتفارقنا على وجهٍ جميل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025