المجموع : 80
ليس كالسُّكر دواءٌ
ليس كالسُّكر دواءٌ / لغناءٍ كالدواءِ
فاسْقِني عشرين رطلاً / لا تَشبهُنَّ بماءِ
فلعل السكرَ يكفي / ني أذى هذا العُواءِ
من رأى منتحِباً غي / ري على سوء الغناءِ
لا تَهُولنَّكَ شمسٌ كسفَتْ
لا تَهُولنَّكَ شمسٌ كسفَتْ / دون أن تطلعَ مِنْ مغربِها
هان ذاك الرُّزءُ فيها مثلما / هانَ ما غرَّك من مَطْلَبِها
هي نارٌ وافقتْ مُطْفِئَها / لستَ بالآيس من مُلْهبِها
فابكِ مَنْ تُشفِقُ من مَعْطَبِهِ / فلقد أومِنْتَ من مَعْطِبها
ضلَّ باكٍ إن أبيخت جمرةٌ / سوف تُذكيها يَدا مُثْقبِها
ليس للشمسِ إذا ما كَسفَتْ / غيرُ شمسٍ تَخْلُفُ الشمسَ بِها
طَلَّةِ الصوتِ إذا ما غردت / رَكِبَتْ بدعةُ في موكبها
من بناتِ الروم لا يَكْذِبُنا / لونُها المُشرق عن مَنْصبِها
قامةُ الغصن إذا ما اعتدلت / قامةُ الغصن إلى مَنْكِبِها
شَهِدَ الشاهدُ مِنْ أحسَنِها / فحكى الغائبَ من أطيَبِها
تشفَعُ الحُسنَ بإحسانٍ لها / تجلُبُ الأفراح من مَجْلبِها
فهي حَسْبُ العَيْن من نُزهتها / وهي حسبُ الأُذن من مَطربِها
تشرعُ الألحاظُ في وجْنتها / فتُلاقي الرِّيَّ في مَشْربِها
وجنةٌ للغُنْجِ فيها عقربٌ / وبلاءُ الصب من عقربِها
وإذا قامت إلى مَلعبها / كمَهاةِ الرمل في رَبْرَبِها
سألت أردافُها أعطافَها / هل رأتْ أوطأ من مَرْكَبِها
للحُريثيِّ أبي بكرٍ غَبَبْ
للحُريثيِّ أبي بكرٍ غَبَبْ / وله قَرنانِ أيضاً وذَنَبْ
فإذا ما قال إنّا عَجمٌ / قال قرناه جميعاً قد كَذَبْ
وإذا ما قال إنا عربٌ / دفعتْ ذاك ولم ترضَ العربْ
وإذا ما قال إني شاعرٌ / قيل خُذْ كلَّ شقيٍّ بالطَّرَبْ
ما ترى لابن حُريثٍ حَسباً / أتُراهُ جاء من بَيْض التُّربْ
كَتَمَتْهُ أمُّهُ آباءهُ / فلهذا أنكر القومُ النسبْ
لم تزل عِرسُ حُريثٍ مركباً / لجميع الناس تُحنَى للرُّكبْ
لك وجهٌ محكمٌ صنعتُهُ / ما تَرى عُقِّب إلا بعَقبْ
جُثَّةُ الكشْخانِ تُنْبي أنها / جُمِعتْ نُطفتُها من ألفِ أبْ
كلَّ يومٍ لك فيهِ نسبٌ / زادك الرحمنُ في هذا التعبْ
أنت ما تنفكُّ من تصحيحهِ / في عناءٍ واشتغالٍ ونصَبْ
لستَ من نطفة فحلٍ واحدٍ / أنت من كلّ قريبٍ وجُنُبْ
عاب أشعاري وفي منزله / كلُّ عيبٍ ومخازٍ ورِيَبْ
لم تضِح قطُّ له نسبتُهُ / كيف والأعراقُ فيه لم تَطِبْ
أنا لا أشتمُ إلّا أمَّهُ / فليزدني غضباً فوق غضبْ
وليقُلْ ما شاء في شتمي له / إن طبعي شيمةٌ لا مُكتَسبْ
ما لمن يُغمَزُ في أنسابه / ولِعَيبِ الشعرِ من أهل الأدبْ
إنْ يكُنْ يطلبُ شتمي أمَّهُ / فلقد نال الذي مني طلبْ
أو يكن بابن عِياضٍ فاخراً / فلعمري فيه فخرٌ وحَسَبْ
ما ترى فيه لهُ من مَغْمزٍ / لا وأنسابِ حُريثٍ في النَسَبْ
إنما ناك قديماً أختَهُ / ففَخارُ الوغدِ في هذا السَبَبْ
كم لها من كربةٍ فرَّجها / بالعياضيّ إذا الأمرُ كَرَبْ
كلُّكُمْ آل حُريثٍ عُرَّةٌ / لعن الله حريثاً وكَتَبْ
أشربُ الماءَ إذا ما التهبَتْ
أشربُ الماءَ إذا ما التهبَتْ / نار أحشائي لإطفاء اللَّهَبْ
فأَراهُ زائداً في حُرقتي / فكأن الماء للنار حَطَبْ
وامتناعُ النفسِ مما تشتهي
وامتناعُ النفسِ مما تشتهي / خشيةَ الإنفاق نقصٌ في النسَبْ
لأبي يوسفَ بنتٌ
لأبي يوسفَ بنتٌ / ليتَهُ أُعقِمَ ليتَهْ
تشبه القرد أو الشيْ / طان إن كنتَ رأيتَهْ
قلت لما سامَنيها / بعضُ من يألفُ بيتَهْ
أَزِناً وابنةَ يعقو / بَ أخِنْزيراً ومَيْتَهْ
قد رَمَيْتَ الغَرضَ المَرْ / مِيَّ إن كنتَ رميتَهْ
ما لمن حَسَّنَهُ اللَّ
ما لمن حَسَّنَهُ اللَّ / هُ وأعْلَى دَرَجاتِهْ
أنْ يرى مَلْهَاهُ إلا / آخذاً بعضَ صفاتِهْ
أيهذا السيِّدُ المُصْ / غي إلى نُصْح ثقاتِهْ
لا تجهَّمْ بشراء ال / خير واصدِفْ عن بُغاتِهْ
واستمعْ في اللهو منّي / إنني رأسُ دعاتِهْ
لا تُفَرِّطْ في نعيمٍ / بعد تكميل أَداتِهْ
لا يَفُوتَنَّك في ده / رك كبرى مُسمِعاتِهْ
إنَّه لا يصلح الإح / سانُ إلا لِوعاتِهْ
لا تُضِعْ إحسانَ ذي الإح / سانِ يا خير رعاتِهْ
أنت في بستان عَيْشٍ / فَتَخَيَّرْ ثمراتِهْ
قَدْ جلاك الدهر للأعْ / يُنِ يا خير ولاتِهْ
في ربيعٍ من شباب / وربيع من نباتِهْ
فتنزَّهْ في رياض ال / لَهْوِ واشممْ زهراتِهْ
وائْتَنِفْ مُؤْتَنفَ العي / ش وباكر غدواتِهْ
إنَّ تلك النَّفْسَ كفءٌ / لصَفايا مُتُعاتِهْ
أمتع اللَهُ بك الده / رُ إلى حين وفاتِهْ
ووقى نفسك من شَر / رِ بَنِيهِ وبناتِهْ
في هنيءٍ ومَرِيءٍ / وسَنيٍّ من هباتِهْ
وكسا الدنيا بك الزَّيْ / نَ إلى أخرى إناتِهْ
لك ريحانٌ ورَاحُ
لك ريحانٌ ورَاحُ / ومُجِيدَاتٌ مِلاَحُ
كَمَهَا الرَّمْلِ تُنَاغِي / هُنَّ أوتارٌ فِصَاحُ
وألذُّ العيش ما في / ه صَبُوحٌ وَصِبَاحُ
وسَمَاعٌ مَعْبَدِيٌّ / لم يجاوِزْهُ اقتراحُ
وغزال ذُو دلالٍ / كُلُّهُ داحٌ وَمَاحُ
هُوَ دِعْصٌ وَهْوَ غُصْنٌ / تَتَهادَاهُ الرياحُ
فَمُقَبَّاهُ رَشِيقٌ / ومُخَبَّاهُ رَدَاحُ
لِي إلى ذاكَ ارْتياحٌ / وعليْهِ مُسْتَرَاحُ
أيُّهَا العاذل لا أَخْ / طَأَك الحَيْنُ المُتَاحُ
إن يكن عندك لي نُصْ / حٌ فما عِنْدي انْتِصَاحُ
لا تَلُمْني فالهوى فِي / هِ جماحٌ وطِماحُ
أَفَتَلْحانِي وتَحْتي / مَرْكَبٌ فيه جِمَاحُ
ما على المَفْتُون فيما / غَلَبَ الصَّبْرَ جُنَاحُ
كل شيءٍ غُلب الصبْ / رُ إلَيْهِ فمباحُ
إِنَّما الدنيا مَلاهٍ / واغتباق واصطباحُ
والمُزَاحُ الجدُّ إن فَك / كَرْتَ والجِدُّ المُزَاحُ
إن يكنْ عندك لُبٌّ / فأقاويلي صحاحُ
مثْلَ ما صحَّ لعبد ال / لَهِ في النَّاسِ السَّماحُ
ليس فيما قلْتُ شَكٌّ / كشَفَ الليْلَ الصباحُ
ماجدٌ يَحْمي لَدَيْهِ / حَسَبٌ محضٌ صُرَاحُ
وحَريمُ المال مُذْ كا / نَ لَدَيْهِ مستباحُ
ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ
ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ / وارْدَع الطرف إذا الطرفُ طمحْ
واصْرِفِ النفس إلى عَدنِيَّةٍ / ذَاتِ غُنْج ودلال ومَرَحْ
زانَها اللَّهُ بِخَدٍّ مُشْرِقٍ / لو مَشى الذَّرُّ عليه لَجُرحْ
لو بَدَتْ غُرَّتُها مِنْ خِدْرِها / قلتَ بَرْقٌ في ذُرا المُزن لمحْ
أو رآها البدرُ في مَطْلَعِهِ / لاكْتَسَى ذُلّاً وهَوْناً وافْتَضَحْ
فَازَ مَنْ عَاطَتْ يَداها يَدَهُ / عَاتقَ الرَّاح بكَأسٍ وقَدَحْ
بِبَنانٍ كَمَدَارِي فضَّةٍ / طُرِّفَتْ بالنُّورِ في مجرى السُّبَحْ
كُلَّما سُرَّ بِهَا قالتْ له / زادَكَ اللَّهُ سروراً وفرحْ
يا حبيبي ومَدَى أمْنِيَّتي / بك زادَ العيْشُ طِيباً وصَلَحْ
وهما في رَوْضَة عَدنِيَّةٍ / يفْسَحُ الطَّرْفُ مداها ما انفسحْ
تَتَغَنَّى الطيْرُ في حَافَاتِها / بِلُحُونٍ تدع القلب فَرِحْ
ونسيمُ الريح يهدي لهما / نَفَحَاتِ الورد من تِلْكَ الفُسَحْ
عُوِّضَتْ عيناهما قُرَّتَهَا / ثَمَنَ الدَّمْع الذي كان سُفِحْ
هاكَهَا دُرِّيةً منظُومةً / شاكَلَ الخَاتمُ منْها المُفْتَتَحْ
شَغَلَتْنا عن نصيبٍ وافرٍ
شَغَلَتْنا عن نصيبٍ وافرٍ / من سرورٍ بك يا ذُخْر الأبدْ
وسَنُعْفِي بوفاء صادقٍ / ولنا الحُظوةُ فيه والرَّشَدْ
وكفانا زاجراً عن غَدْرةٍ / قولُهُمُ أنجَز حرٌّ ما وعدْ
وكَفَانا مُسْتَحثّاً قولهم / لا تُؤخِّر لذّةَ اليوم لغدْ
ضرب اللّه عليه
ضرب اللّه عليه / دون لفظ الخلق حدَّا
بعضُه أشركتُ بالل / ه وأُعْطِي اللَّه عهْدا
لا يرى من وَصْفه البُسْ / تان بالبصرة بُدا
ويَكُدُّ الموضعَ المس / كين بالتكرير كَدَّا
وإذا ناظر خَصْماً / ذات يومٍ فألَدَّا
مَطَّ للْخَصمْ جبيناً / كجبين الأيْرِ صَلْدا
وادَّعى الإجماع فيما / كان للإجماع ضدا
وله أبياتُ شعرٍ / أُلِّفَتْ زَوْجاً وفردا
مُقْوياتٌ مُكْفِآتٌ / صَلحتْ للقرد عِقْدا
جمع الإغراب طُرّاً / في قوافيهن عمدا
وحروفَ المعجم الخِلْ / فة أحصاهنَّ عدَّا
سرد الكافاتِ والمي / ماتِ والدالات سردا
مثل ما ضمَّتْ سبيلٌ / من شُعُوب الناس وفدا
وترى المخفوضَ منها / يطرد المرفوعَ طردا
ثم مِن أحلف خلقِ ال / لَهِ أن لا يتغدَّى
وألجُّ الناس ما دا / م يُحَمَّى ويُفَدَّى
فإذا أعرضتَ عنه / جاء نحو الزاد شداً
كصبيِّ السوء يَلقَى / منه من قاساه جَهْدا
من أحدِّ الناس طرّاً / وأفلِّ الناس حدَّا
واصلٌ من صَدَّ عنه / فإذا أقبل صدّا
وإذا قال رسول ال / لَهِ مدّ الصوت مدّا
فعل ساسيٍّ من القُص / صاص أعمى يتكدى
كم يَدٍ مثل أيادٍ
كم يَدٍ مثل أيادٍ / عن يدٍ منك كأيدي
تَخْتِلُ العافِين حتى / يَعْتَفُوها ختْلَ صَيْدِ
عشتَ ما عشتَ كعبد ال / لَهِ والعُرْفُ كزيدِ
لو تُجاري الريح في المجْ / دِ لَخِيلَتْ ذاتَ قَيْدِ
أنت سعد في المعالي / لست فيها بسُعَيْدِ
سرت حتى نلتَ أعلى / سَوْرَةِ المجد بأيْدِ
بل تدلَّيتَ عليها / من شماريخ قُدَيْدِ
لم تنلها باحتيالٍ / لا ولا مشيٍ رويْدِ
قَرَّتِ الأرض بتدبي / رِكَ فيها بعد مَيْدِ
ولَأَقلامُك أمضى / من شبا رمح دُرَيْدِ
أو شبا رمح ابن مَعْد / يٍّ أخي الحرب زُبيْدِ
وإذا العفةُ عُدَّتْ / كنت عمرو بن عبيدِ
أي عبدٍ منك لِلَّ / هِ يُسَمَّى بِعُبَيْدِ
إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء
إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء / لبس النعماء والكفرانُ بادي
وكذا رقٌّ الأيادي لازم / جِيدَ من أنكره حتى التنادي
والمقرُّونَ به قد خلعوا / طوْقَه عنهم بحكم غيْرِ عادي
إنما النُّعْمَى صِفادٌ فإذا / لَقِيت شكراً فليست بصِفادِ
ولقد كافأ بالنعمى امْرُؤٌ / كافأ النعمى بإخلاص الودادِ
إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد / فلقد نَوَّلَ نيْلاً من فؤادِ
فاغدُ في أمنٍ من الرقِّ ومن / سطوة الدهر وذل الإضطهادِ
قد أوى جار الذي جاورته / خير مأْوى ورعى في خير وادِ
العلاءُ المبتَني شُمَّ العُلا / مُنْجِد المنجود طَلّاع النِّجادِ
يَمَّمَتْ همتُه قصوى المَدى / فجرى جَرْيَ جواد لجوادِ
تَجدُ المُتلَفَ من أمواله / واقعاً منه وقوع المستفادِ
فهو لا يفترُ من سَحِّ الندى / ببنانٍ سَبِطاتٍ لا جِعادِ
غيرُ لاهٍ باللُّهى بل عالماً / أنّ بذل العُرف من خير عتادِ
مستزيداً في مَعَالٍ جمَّة / ليس فيها لامرئٍ من مستزادِ
لا ترى استطراف علْقٍ طارفٍ / شيمةً منه ولا إلْفَ تلادِ
كُلُّ ذخْرٍ لمَعاشٍ عنده / مُقْتَنىً من فضل زادٍ لمعادِ
بذل الدنيا بكفٍّ سمحةٍ / مثلُها ضُمِّن أرزاق العبادِ
وتولّاها بعقلٍ راجحٍ / مثله قُلِّد إصلاحَ البلادِ
سالكاً في كل فَجٍّ وْحدَه / حين لا يُوحشه طولُ انفرادِ
غانياً عن كل إرشادٍ بما / فيه من فضل رشاد وسدادِ
وكذاك البدر يسري في الدجى / وله من نفسه نورٌ وهادي
لم يُكانفْهُ على الأمر امرؤ / إنه أوْحَدُ من قوْمٍ وحادِ
حسْبه من كلِّ رأي رأيه / مُستشاراً في الملمَّات الشِّدادِ
أصبح الناس سواداً حالكاً / وهُوَ الغُرَّةُ في ذاك السوادِ
فليعش ما بقيت آثاره / وهي أبقى من شروى ونضاد
هَتَكَتْ ضرطتُهُ سِتْ
هَتَكَتْ ضرطتُهُ سِتْ / ر أبيه من بعيدِ
إنَّ كَشْفَ الخَبَرِ المس / تورِ من شأن البريدِ
أنتم الساداتُ والقوم الأُلى
أنتم الساداتُ والقوم الأُلى / تَعِدُ الآمال عنهم ما تَعِدْ
إن أكن أحسنتُ في مدحكُم / فأخو الإِحسان أولى من رُفِدْ
أو أكن قصَّر جهدي عنكُم / فأثيبوني ثواب المجتهدْ
أو فردُّوا المدح مستوراً ولا / تُشْمِتوا بي أَعيناً نحوي تَقِدْ
هوَ بازٌ صائد أرسلتُه / فارجِعوه سالماً إن لم يَصِدْ
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً / شُكرهُ لو كان في النُّبْه الجُحودُ
ثم قالتْ وأحسَّتْ عَجَبي / من سراها حيثُ لا تسري الأسودُ
لا تعجَّبْ من سُرانا فالسُّرى / عادة الأقمار والناسُ هجودُ
عجبي من بذلها ما بذلَتْ / وسُراها وهي مِشماسٌ خَرُودُ
نَوَّلَتْ وهْي منيعٌ نيْلُها / وسَرتْ وهْي قطيعُ الخطْوِ رُودُ
غادةٌ لوهبَّتِ الريحُ لها / آدَها من مسّها ما لا يؤودُ
يشهدُ الطرْفُ المُراعي أنها / سرقتْ من قدِّها الحسْنَ القُدودُ
أمكن الخُمْصُ وقد خَاليتُها / من عناق كاد يأباه النُّهودُ
فاعتنقنا والحشا وَفقُ الحشا / ونبا عن صدْرها صدْرٌ ودُودُ
ولَعَهْدي قبل هاتيك بها / وهْي زوْراء عن الوصْل حَيُودُ
تُسأَلُ الأدنَى فتحكى أنها / من ظِباءٍ لا تَدَرَّاها الفُهُودُ
ظبْيةٌ تَصطاد من طافتْ به / ربَّما طاف بك الظبْيُ الصَّيُودُ
وأبيها لقد اختال بها / يوم ذادت مائلي أوْدٌ أوُودُ
أَرِجَتْ منها فلاةٌ جَرْدَةٌ / وأضاءتْ ووجُوه الليل سُودُ
قلتُ لما عَبِقَتْ أرْواحُها / بالملا لا دَرَسَتْ هذي العُهودُ
أَثَنَاءُ ابنِ يَزيدٍ بيننا / أم نسيمٌ بثَّه روْضٌ مَجُودُ
أيُّ ظِلٍّ من نعيم فاءَ لي / ليلتي لوْ كان للظلِّ ركودُ
يا لها من خَلْوةٍ أُعْطِيتُها / لو أحقَّتْ أوْ عَدَا الليلَ النُّفُودُ
أصبحتْ فقْداً وكانتْ نِعمَةً / والعطايا حين يُسْلَبْنَ فُقُودُ
لا كَنُعْمَى ابن يزيدٍ إنها / أبداً حيث يلاقيها الوُجودُ
ماجدٌ لم يَسْتَثِبْ قطُّ يداً / وهو إن أبْدَيت بالشكر رصودُ
رُبَّ آباءٍ مراجيحَ له / كلُّهم أرْوَعُ للمحل طَرُودُ
حِين يعْرى بطنُ كحْل كلُّه / وظُهورُ الأرض شَهباء جَرُودُ
صُفُحٌ عن جارميهمْ كَرَماً / وكذا الساداتُ تعفو وتجود
يُطلَبُ الإغضاء منهم والندى / حيثُ لا تُنْسى حُقوقٌ بل حُقودُ
ما خَلَوْا من شرفٍ يَبْنونَهُ / مُذْ خَلتْ منهم حُجُورٌ ومُهودُ
منْهُمُ من نُصِرَ الحقُّ به / إذ من الأوْثان للنَّاس عُبُودُ
أيُّ قرْنٍ باد منهم لم يكن / حَقَّهُ لو أنصفَ الدهرُ البُيُودُ
لو تَراهم قلتَ آسادُ الشّرى / أو سُيُوفٌ حُسِرتْ عنها الغُمودُ
شَيَّدَتْ أسْلافُهُ بنْيانه / فوْقَ نَجْدٍ لا تُضاهيه النُّجُودُ
واتَّقَى قوْلَ المُسامِينَ له / إنما بالإرْثِ أصبحت تَسُودُ
فسعى يطلب عُلْيا أهلِه / سَعْيَ جِدٍّ لم يخالطهُ سُمودُ
سالكاً مِنْهاجَهُمْ يَتْلُو الهُدى / صائب السيرة ما فيه حُيُودُ
كلَّما حُمِّلَ أعباء العلا / ذلَّ في عزٍّ كما ذلَّ القَعودُ
فمتى استَهْضمتَه اسْتَحْمَشْتَهُ / مثلَ ما يسْتَحْمِشُ النارَ الوقودُ
وَعَرَتْهُ هِزَّةٌ تَأبى له / أن يُرى فيه عن المجد خُمُودُ
أيها السائل عن أخلاقه / في الجدا ذوْبٌ وفي الدِّين جُمودُ
كمْ مَرى الدنيا له إبْساسُهُ / واستجاب الدَّرُّ والدنيا جَدُودُ
لا كقوم هامد معروفُهُمْ / بل هُمُ موْتى عن العُرفِ هُمُودُ
معشر فيهم نُكولٌ إن نَوَوْا / فِعْلَ خيرٍ وعلى الشر مُرودُ
ليتهمْ كانوا قُروداً فحكوْا / شِيم الناس كما تَحْكي القرودُ
ولقد قلتُ لدهري إذ غدا / وهو للأخيْار ظلّامٌ ضَهُودُ
يسْلَم الوغْدُ عليه وله / إن رأى حُرَّاً هريرٌ وشُدُودُ
يا زماناً عُكسَتْ أحواله / فسُروج الخيل تعلوها اللُّبُودُ
إن يُجرْني ابنُ يزيد مرّةً / منك لا يُلْمِم بِعَيْنَيَّ سُهودُ
الثُّماليُّ ثِمالُ المُرْتجَى / مُطلِقُ الأصفاد والطَّلْقُ الصّفُودُ
أضحت الأزْدُ وأضحى بينها / جبلاً وهْيَ رِعانٌ ورُيودُ
ناعشاً منْ حَيَّ منهُمْ ناشراً / من أجنَّتْهُ من القوم اللُّحودُ
قل لمن أنكر بغْياً فضلَهُ / مثل ما أنكَرَتِ الحقَّ يَهودُ
إنما عاندت إذ عاندتَهُ / حظَّك الأوفَرَ فابعَدْ وثمودُ
وانْهَ مَنْ يُحْصى حَصاه إنه / ضعْفُ ما ضمَّ من الرمل زَرودُ
يا أبا العباس إني رَجُلٌ / فيَّ عمَّنْ عاند الحقَّ عُنودُ
ويميناً إنك المرْءُ الذي / حُبُّهُ عندي سواءٌ والسُّجودُ
لم أزَلْ قِدْماً وقلبي ويدي / ولساني لك مُذْ كنتُ جُنودُ
شاهدٌ أنك بحرٌ زاخرٌ / لك من نفسك مَدٌّ بل مُدودُ
يُجْتَنَى دُرُّكَ رَطباً ناعماً / فلنا منه شُنوفٌ وعُقُودُ
غير أن البحر ملحٌ آسنٌ / ولأنتَ المشْرَبُ العذْبُ البَرودُ
ولئن أقعدني عنك الذي / ساقني نحوك ما اختِيرَ القُعودُ
أنا صادٍ ذادني عن مشْرَبٍ / سائغٍ يشفي الصَّدى دهْرٌ كَنودُ
فَتَنَهْنَهْتُ عليماً أنَّني / إن تطعَّمْتُك بدْءاً سأعودُ
ألْحَظُ الرِيَّ وحشْوي غُلَّةٌ / غير أن ليس يُواتيني الوُرودُ
ومن البَرْح لَحاظي مشرباً / أنا مشغوفٌ به عنْهُ مَذودُ
فأعِرْني سبباً يُوردُني / بحْرَك الغَمْرَ أعانتْك السُّعودُ
وهْو أن تنهض لي في حاجتي / نهضةً يُكوى بها الجارُ الحسودُ
وتُخلِّيني لما أمتاحُهُ / منك فالأشْغال بالحال قيودُ
أزِلِ السَّدَّ الذي قد عاقني / عنك زالت دون ما تهوى السُّدودُ
يا أخَا النَّهْض الذي ما مثله / حين لا تنهض بالقوم الجُدودُ
لي مديحٌ قلتُهُ في سَيّدٍ / لم تزل تُهْدي له الشعرَ الوُفودُ
من حَبير الشِّعْر من أسْمَعُهُ / فوعاه قال روضٌ أو بُرُودُ
كلما أنشدَه في محفلٍ / ذَلِقُ المقْوَل جيَّاشٌ شَرودُ
هيلَت الأسماعُ من لفْظٍ له / واقْشعرّتْ لمعانيه الجُلودُ
ولَّدَتْهُ فِطْنَةٌ إنسيَّةٌ / تدَّعيها الجنُّ غرّاءٌ وَلُودُ
يتلظَّى بين وَصْلَيْ شاعرٍ / لُدُّ قَوْل الشعر والشعر لَدودُ
أذْعَنَ المدْحُ له في شاعرٍ / يغْزُر المنطق فيه ويجودُ
فجرى في القول وامتدَّ له / وتناهى حين ردَّتْهُ الحُدودُ
فاستمعْ شعري فإن أحْمَدْتَهُ / حين يرعى الفكرُ فيه وَيَرودُ
فاحْتَقبْ حمدي بإسْماعِكَهُ / مَلكاً يملكهُ حلْمٌ وجودُ
ليَ في مَدْحيَ فيه أمَلٌ / وبلاغٌ وله فيه خلودُ
عارضٌ أمطر غيري وَدَعَتْ / رائدي منْهُ بُروقُ ورُعودُ
العَلاء المبتَنى شُمّ العُلا / فوق ما أَثَّل قَحطانُ وهُودُ
وابن من حقَّق تأْويلَ اسمه / فله في كل علياءَ صُعودُ
حاجتي ثقْلٌ وقد حُمّلْتَهَا / فاحْتملْها لا تكاءَدْكَ كَؤودُ
وتَعلَّمْ غيرَ ما مُستَأْنفٍ / علْم شيء أيها العِدُّ المَكُودُ
أن للمجد سبيلاً وعْرةً / ضيِّقاً مسلَكُها فيه صَعودُ
وبما يُولي مَسُوداً سَيّدٌ / أمَرَ السيدُ فانقادَ المسُودُ
وبأن أَحْسَنَ ذا أذعنَ ذا / قَلَّ ما قِيد بلا شيء مَقودُ
ليس تُثْنيَ بالأباطيل الطُّلَى / لا ولا تُوطأ بالهزْل الخُدودُ
بل بأن يُنْصب حُرٌّ نفسَه / وبأن يسهر والناس رُقودُ
وبأن يَلْقَى بضاحي وجْهِه / أوْجُهاً فيها عُبُوسٌ وصُدودُ
وبأن يقرع بَابَيْ سَمْعِهِ / ما يقول الكَزُّ والهَشُّ الرَّقودُ
كل ما عدَّدْتُ أثمانَ العُلا / ولمَا يُبْتاعُ منهنَّ نُقُودُ
فاتَّخِذْ عندي لك الخيرُ يداً / ترتهنْ شكري بها ما اخضرَّ عُودُ
من أياديك التي لو جُحدَتْ / مرةً قام لها منْهُ شُهودُ
تُجتَلى في غُمَّةِ الكفْر كما / يُجتلى في ظُلمةِ الليل العَمودُ
وتألَّفْني تَألَّفْ صاحباً / بي أَلوفاً شكره شكْرٌ شَرودُ
واستَعِنْ في حاجتي واندبْ لها / من به رَاقَتْ على الناس عَتودُ
يَسْعَ في الحاجة حُرٌّ ماجدٌ / لا حَسودٌ لأخيه بل حَشودُ
ربِّ هبْ لي في أبي الفضل رَذاذِ
ربِّ هبْ لي في أبي الفضل رَذاذِ / عُوذةَ الصحة يا خير مَعاذِ
واصطنعْه واتخذه للعلا / إنه أهل اصطناع واتخاذِ
ماجدٌ ينفُذُ في حكمته / ومساعي بِرِّه كل النفاذِ
أنعم الله على أخلاقه / وغذاه بنعيم العيش غاذي
فهو من ظرف وحلم وندى / تستوي أفعاله مثل القِذاذِ
لجوابِ العُود منه حقّهُ / حين يهذِي في جواب العود هاذي
اسقني واشرب على صحته / إنه عيد اصطباحٍ والتذاذِ
من شمولٍ ذات صِبغٍ قانئٍ / نحلتْها اللونَ أحجار بجاذي
يَنْزل الهمُّ على أحكامها / فترى أحكام سعد بن مُعاذِ
تلك أو صفراء صافٍ لونها / عُتِّقت من عهد كسرى بن قُباذِ
وأبي الفضل يميناً إنه / لوصول غير ذي حبل جُذاذِ
عاذ أهل الظرف منه بفتىً / مُثْقَب الزند ولاذوا بملاذِ
عَمَر الله اللذاذاتِ به / تحت أيام اسمه ذات الرَّذاذِ
دارُ أمنٍ وقرارِ
دارُ أمنٍ وقرارِ / واعتلاءٍ واقتدارِ
ومعافاة وشكرٍ / لا ابتلاء واصطبارِ
أُسِّست والطير باليم / نِ وبالسعد جواري
حلَّها بحر وأوفت / فوق بحر ذي غِمار
وعليٌّ أشبه البح / رين حقاً بالبحار
مَنْزل يشهد بالنْب / لِ كُبارٌ لِكُبار
لم يزل يبنَى بناء ال / مجد مرفوعَ المنار
سبقَ السُّبّاق عفواً / غير مشقوق الغبار
سَبْقَ وثاب الجراثي / م سبوحٍ في الخَبار
سيد الكُتّاب طُرّاً / ليس في ذاك تماري
خيرُ دارٍ حلَّ فيها / خيرُ أرباب الديار
وقديماً وفّق اللَّ / هُ خِياراً لخيار
بُنِيَتْ بالمرمر المس / نون والتبر النُّضار
ولُبابِ الساج لا بل / بِيَلَنْجوج القَماري
واكتست ثوبَ بياضٍ / ليلُهُ مثلُ النهار
فأتت زهراءَ تُعشى / بائتلاقٍ واستعار
ذات لمعٍ واتضاحٍ / فهْي من نور ونار
قُسِم الإشراقُ منها / بين سقف وجدار
ألبِسَ الزّرّين والجِب / سين من بعد اختيار
حين لم يرض شعاراً / لهما دون دثار
عُلِّيَا الزَّينَ مرارً / كُرِّرتْ بعد مرار
جنةٌ تُذْكِرُ بالجنْ / نَة قلباً ذا اعتبار
ذاتُ بُستانين قد زِي / نا بنَوْر وثمار
في غصونٍ ناعماتٍ / مثل أوصال العَذارِي
تتقي من يجتني من / ها بلين واهتصار
في بقاعٍ دَمثاتٍ / عطراتِ المستثار
تتداعى الغُنُّ فيها / من قيان وقَمَار
وتَراعَى الوحش فيها / من ألوف ونَوار
جمعتْ وحش المقاصي / رَ إلى وحش القفار
كم بها سرباً من الوح / شِ كحيلاً باحورار
ذا رقابٍ كالمضاحي / وقرون كالمَداري
كم بها سرباً من الإن / س له فيها تباري
ذا وجوهٍ كالمرايا / وقدودٍ كالسواري
تصرع الفارس منه / نّ عن الطِّرف المُطار
أعينٌ فيهنَّ سكرٌ / دونه سكر العُقار
وقديماً عجز الأس / وار عن ذات السوارِ
يا لهاتيك وجوهاً / في ثياب الكَيْمُخار
والحريرِ الحرّ والعُصْ / فر مرفضِّ الشرار
منظرٌ لا يسأل النْا / ظر جوداً باغتفار
من جميع الزَّين كاسٍ / من جميع الشَّين عاري
كم بها من صُدُغ أسْ / وَدَ معشوقِ المَدار
حول خدٍّ فيه ماءٌ / واقفٌ للعين جاري
فيه لوعاتٌ وفيه / رِيُّ أكبادٍ حِرار
ذي عِذار يترك النْا / سك مخلوعَ العذار
كم بها من شاربٍ أخ / ضرَ حلو المُسْتدار
كسَرار الشهر بل أخ / فى مَخَطَّاً من سرار
تحته ثغرٌ يباهي / ه لدَى كلِّ افترار
في فمٍ يَنْفح مسكاً / حين يدنو للسِّرار
ملك عَفٌّ تلقّى / كل فحش بازورا
ما اكتسى مَلْبس شينٍ / لا ولا ملبس عار
أنشأ الدار التي أن / شا لإفراط اغترار
بل بِنىً تُذْكِرهُ الجن / نة في خير عَقَار
مَثَّل الفردوس في الدنْ / يا بليغاً ذا اختصار
بمبان كالرَّواسي / وصِحانٍ كالصَّحاري
وحَكاها في سناءٍ / ما اكتستْه من شَوارِ
نُجِّدَتْ من خير نجدٍ / ملكتْ أيدي التِّجار
ذا تماثيلٍ حسان / من صغار وكبار
نشرتْ أسرةَ كسرى / دَسْتبْدا في دَوار
أو رماة في طِرادٍ / خلف سربٍ أو صُوار
أو رعيلٍ من حمير ال / وحش مشبوبِ الحِضار
خلفَه كل حثيث ال / رَكض في نقعٍ مُثار
كلهم مُشلي كلابٍ / مُسْلَهمّاتٍ ضَواري
قد نحا سهماً لظبيٍ / أو لثورٍ أو حمار
مُتِّعتْ بالسيد المذ / كور في يوم الفخار
وَلْينَم فيها خَليّاً / من همومِ وحِذار
إنها من شكل دار ال / فوز لا دار البوارِ
كعبة يعمُرها النا / س بحج واعتمار
طالبي فضل عليٍّ / وعطاياه الغِزار
فهمُ بين أيادي / مُستماحٍ مُستجار
مستماحِ المال في المع / روف محميِّ الذِّمار
مستشارٍ حين تُخشَى / عَثراتُ المستشار
أيها الجار الذي أص / بح مأمولَ الجوارِ
والذي لا يصرف الآ / مِلُ عنه باعتذار
أنزل الدار المُبَنّا / ةَ على سُقْيا القطار
وعلى استقبال وجهٍ / من ربيع ذي اخضرار
مُتوشٍّ باصفرار / وبياض واحمرار
ذي نجوم من خُزامَى / وشموس من بَهار
وتَسربل ثوب عيشٍ / ليس بالثوب المُعار
أخْلِق الدار التي أن / شأتَ إخلاق الإزار
أبْلِها في طاعة اللَّ / ه وجدِّد ألف دار
ولْيطُل عمرك مسرو / راً بأيامٍ قصار
يصِل الله بها خل / دك في دار القرار
حيث لا تعدم في الدا / رين منه خير جار
ليت شعري عنك هل أهْ / هَلت أمري لادّكار
نظراً يُحسن أني / لم أدعْ حُسن انتظاري
سوءةً للدهر إذ يخْ
سوءةً للدهر إذ يخْ / لط إخلاصي بغيرِهْ
ما عليه لو كفاني ال / قوت يا قلةَ خيرِهْ
لِتروْا مني وليّاً / رأيُكم أفضل مَيْره
وبشيرٌ بلقاءٍ / منكُمُ أيمنُ طيرِه
يملأ الآفاق من إس / دائه فيكم ونَيْره
سائر المدح وإن كا / ن بكم إغذاذُ سيره
لا وألحاظِ العيون الساحرَهْ
لا وألحاظِ العيون الساحرَهْ / بين أهدابِ الجفون الفاترَهْ
ما تولّى آلُ وهبٍ دولةً / فرآها الله إلا ظافره
وكفاكم بأبي قاسِمهم / ذي الأيادي والسجايا الطاهره
من يكن لم يُندرِ الدهرُ بهِ / فعبيدُ الله فيه نادره
هل ترى يا قوم ما أبصرهُ / من أبي القاسم عينٌ ناظره
سيدٌ من سادةٍ لا برحت / نِعمُ الله عليهم ظاهره
ساسنا فالدهرُ عُرسٌ كلّهُ / وعطايا ووجوهٌ ناضره
بعدما كان حُروباً تَلتظي / ورزايا ووجوهاً باسره
أضحتِ الآفاق خَرْجاً زاجياً / ولقد كانت سيوفاً قاطره
أقسم المُلك يميناً إنهُ / بعضُ أعلام الإله الباهره
يا إمام الناس زِدْهُ نعمةً / لا تزل كفُّك كفاً قادره
واشكرِ الله الذي أعطاكَهُ / إنْ في جنبيْه نفساً شاكره
كم تلافيتَ به من فائتٍ / وتألَّفْتَ به من نافره
كم سنا نورٍ ذكا منه وكم / أطفأ الله به من نائره
فتَتوّجْه هنيئاً إنه / خير تيجانك تلك الفاخره
وتمثّل بهداه إنه / خير أمثالك تلك السائره
يا بني العباس شكراً إنكم / في جنانٍ ورياضٍ زاهره
سلِمْت ياابن سليمانَ لكم / زينة الدنيا وعُقبى الآخره
قد أُنيلتْ كلّ كَفٍّ خُبِّئت / وأقيلت كلّ رجلٍ عاثره
بإمامٍ لم تزل آلاؤهُ / تتوالى كالغيوث الماطره
ملك بادِرَةٌ بَدْرَتُهُ / حين لا تبدرُ منه بادره
ووزير عمَّر الدنيا لكم / ولقد كانت خلاف العامره
شيّد الملكُ به بنيانَهُ / بعدما كان رسوماً داثره
وابهجوا يا آل وهبٍ إنها / كَرَّةٌ رابحة لا خاسره
من سعادات جدودٍ أقبلت / وسعادات جدود حاضره
تتوالى عن سعودٍ جُعلت / أبداً طالعةً لا غائره
قد مضت كرَّة موتٍ وأتت / بعدها كرّةُ خلدٍ غابره
ليس من فقرٍ على راجيكُمُ / وكذا ليست عليكم فاقره
دارت الأفلاك بالفوز لكم / وعلى رأس العدو الدائره