القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 10
هجم الشرك على رحل النساء
هجم الشرك على رحل النساء / فانطوي حزناً وموري يا سماء
هتكوا أي حجابٍ للرسول / واستباحوا حرمة الطهر البتول
عجب قد أبهر العشر العقول / سلب نسل الغي نسل الأنبياء
بعدما قد نهبوا ما في القباب / سلبوا تلك المقاصير الثياب
غادروا جسم حسين في التراب / ثم ساقوا أهله سوق الإماء
علموا أي نساءِ وبنات / عندما قد هجموا للحجرات
لو رسول الله في قيد الحياة / قعد اليوم عليهم للعزاء
أخرجوهنَّ سبايا حاسرات / صارخات بعليٍ هاتفات
يا عليَّ المرتضى قم فالحماة / من أسيرٍ وغسيلٍ بالدماء
اركبوهن على عجف المطا / فوق قتبٍ الرحل من غير وطا
سافرات سلبوا منها الغطا / فتغطين بأبراد الحياء
زينب تدعو أباها يا علي / ظالع بين المطايا جملي
كلما أبكي حسينا قيل لي / بلسان الرمح ماهذا البكاء
قد وهى صبري واعيا جلدي / افترضى تستر الوجه يدي
كلما رمت أسلي كبدي / هيجت وجدي يتاماك الظماء
ليتني عمياً ولا عين ترى / جسد السبط على وجه الثرى
عارياً شلواً طريحاً بالعرا / نال منه ابن زياد ما يشاء
وارى راس أخي فوق الصعاد / تتراماه بلاد لبلاد
ليس لي حامٍ سوى زين العباد / وهو في اسرٍ وداءٍ أي داء
وردوا فينا إلى الشام المشوم / ليزيد الظالم العلج الغشوم
قال منكم فوق ما كان يروم / مذرآنا الرجس في ذل السباء
فدعا أشياخه عينا بعين / قد أخذنا ثار بدر وحنين
وقتلنا سيد الخلق الحسين / وتركناه لقىً في كربلاء
أصبحت آل علي في السبا
أصبحت آل علي في السبا / أين عنها اليوم أرباب الأبا
أيمن الساعد والسيف نبا / وجواد السبط والدهر كمبا
فهوى وانقض عن صهوته / وقضى خامس أصحاب العبا
خرَّ والدين على وجه الثرى / فغدا والدين نهبا للظبا
وبرى شمرٌ طلاه فجرى / دمه حتى طلا وجه الربى
فأثار الكرب في وجه السما / عُثيرُ الرض فوارى الشهبا
ونعى الكرسي والعرش له / ومن الحزن عليه إضطرب
فكأن الفزع الأكبر قد / حلَّ والوعد دنا واقتربا
وعليه الفلك الدوَّار من / أول الدور انحنى واحدودبا
وبكاه عوض الدمع دماً / مثل جاري دمه منسكبا
والثرى لو لم يوار جسمه / لدعاه عاصف الريح هبا
يا قضاء الله والموت الذي / ما قضى الموت عليه لو أبى
وهماماً أروعاً من بأسه / لهوات الدهر غصَّت رهبا
لم يغالب مثل محتوم القضا / جمج الأقدار إلا غلبا
وفريداً أدرك الكفر به / وبنيه منتهى ما طلبا
بعد ما غص به الكون ندىً / غص ندبا وعليه انتحبا
وقتيلا بعد ما روى الظبا / قطعته بشباها إربا
وطعيناً يتلظى عطشاً / وصريعاً يتلوَّى سغبا
وخطيباً راسه فوق القنا / عنه تروي الخطباء الخطبا
وبه الرمح تهادى مرحاً / حيث جلى بسانه الغيهبا
وأعار الشمس نوراً بعدما / كسفت والبدر لمَّا غربا
بعد ما عزَّ حماه جانباً / كابد الذل وقاس النوبا
كان روح القدس لا يدخله / زائراً إلا بإذن أدبا
هتكت أرجاس حرب حجبه / ونضت عنه بنات المجتبي
أبرزت بعد الخبا حاسرةُ / أبرزت حاسرةً بعد الخبا
بين أطفال تلظى عطشا / ونساء تتلوّى سغبا
كابدت ضرباً وسباً وسبا / والردى فرقها أيدي سبا
لست أنسى في السبايا زينباً / في السبايا لست أنسى زينبا
تندب الندب اباها المرتضى / يا أبياً علمَّ الناس الآيا
أن يكن رزؤكم أبكى امرءاً / وجرى مدمعه منسكبا
فأبن كمونة ذا من رزئكم / بمجاري الدمع جاري السحبا
زينبٌ بالطَف تدعو يابن أُمي يا شهيد
زينبٌ بالطَف تدعو يابن أُمي يا شهيد /
يا اخي ترضى بان نهدى إلى الطاغى يزيد /
يا خليلي احبسا الركب قليلاً واسألا /
أين حيٌ من لويٍ عرَّسوا في كربلا /
سادةٌ قد طوقوا بالبذل أجياد الملا /
باذلين الزاد للعالم في الجدب الشديد /
علة الإيجاد للعالم أبناء الرسول /
قادةٌ للعلم والتقوى فروعاً وأصول /
فلكم جروا على هام السهى فخراً ذيولى /
ما محا آثار ما قد شيدوا مر الجديد /
لست أنساهم وقد صالوا علىالجيش اللهام /
ثم خاضوا بالعتاق الغر في بحر القيام /
فجلا برق مواضيهم دياجير الظلام /
والعدى من بأسهم بين قتيل وطريد /
بينهم قطب رحى الإمكان شبل المرتضى /
ملكٌ دان له دون الورى أمر القضا /
يدخل الجنة من شاء ومن شاء لظى /
فهو الحاكم في الأمرين يقضي ما يريد /
حجة الرحمن راعي خلقه والمعتمد /
لم يكن في حيز الكون له كفؤاً أحد /
وهو للسبع السماوات وللعرش عمد /
حيث لولاه لخرت وقعاً فوق الصعيد /
فليس يرقى طائر الأوهام والعقل إليه /
يخضع الروح وجبريل وميكال نديه /
وحساب الخلق يوم الحشر والنشر عليه /
فهو الأول والآخر ذو البطش الشديد /
قدوة الأشراف والسادات من آل مضر /
عنده ما أثبتت في اللوح أقلام القدر /
من له الملك فهل يخفى عليه ما غبر /
لا ولا ما هو آتٍ وعلومٌ لا تبيد /
لست أنساه فريداً في محاني كربلا /
وابن سعدٍ جيشه غص به رحب الفلا /
في يديه مرهفٌ أطرافه تبري الطلا /
وهو لا ينفك يردي كل جبارٍ عنيد /
مذ رأى أصحابه مع ولده فوق الرمال /
نسجت أكفانهم من عثير الريح الشمال /
ركب المهر وبالسيف على الأبطال صال /
فانثنى الفيلق ما بين شريدٍ وحصيد /
أروعٌ يطربه يوم الوغى وقع الصفاح /
تتمارى خيفةً من بأسه سمر الرماح /
ليتني كنت فداه إذ عن الميمون طاح /
طائعاً إذ جاء الأمر من الله الحميد /
فبكته الأنس والجن وأملاك السما /
وأسالت من أماقتها الجمادات دما /
مات عطشاناً ولكن حوله الماء طمى /
وأبوه المرتضى ساقي الورى يوم الصديد /
بأبي من أوجب الله على الخلق ولاه /
بأبي من لم يدع من فلك إلا سماه /
بأبي أفدي قتيلا رضَّت الخيل قراه /
عقرت ما وطأت إلا لقرآن مجيد /
فغدا المهر إلى نسوته مندهشاً /
فوعاهن ينادين ألا وا عطشا /
فبكى حزناً وولى راجعاً مرتعشا /
ورأى السبط كسته شمأل ثوبا جديد /
برزت حاسرة الأوجه ربات الخدور /
يتسابقن من الخوف إلى الندب الغيور /
بينها زينب تسعى عجلا وهي الوقور /
فتساقطن عليه وهو محزوز الوريد /
وتداعين من الدهشة يلطمن الخدود /
ثم يندبن على ندب قضى دون الورود /
قائلاتٍ حكمت فينا بقايا قوم هود /
عجبا تلمك سادات الورى أيدي العبيد /
وعلا منهن ندب صدع الصخر الأصم /
والتي قد فقدت مثل حسين لم تُلم /
وغدت خيل الأعادي غارة نحو الخيم /
فاستجارت خيفة الأعداء بالمولى الشهيد /
أخروهن عن السبط بضرب وهوان /
فبكى حزنا على ما نالها إنس وجان /
وإذا الرجس سنان رافعاً فوق السنان /
رأس طود الحلم والعزة ذي الرأي السديد /
فتشاكين وقد ضاف عليهن المجال /
وتصارخن من الحزن إلى رب الكمال /
أركبوهن عناداً فوق أقتاب الجمال /
وابنه السجاد قهراً كبلوه بالحديد /
سيروهن على عجف المطا في كل ناد /
فبكتهن السماوات العلى والعرش ماد /
بعد أن طاف بهن القوم في كل بلاد /
أوقفوهن ضحى في مجلس الطاغي يزيد /
فدعا لما رآهم ليت أشياخي حضور /
ينظرون الآل في ذل السبا بعد الخدور /
قد قتلنا القرم من قد كان للإسلام سور /
وتركناه بلا غسل على وجه الصعيد /
ثم جاء الشمر مع زجر بن قيس بالرؤوس /
تتجلى في سما أوج العوالي كالشموس /
فغدا يضحك منها ذلك الرجس العبوس /
ثم نادى فرحاً أن قدموا رأس الشهيد /
وغدا ينكت ظلماً شفتيه بالقضيب /
كيف لم تشلل يداه إن ذا أمر عجيب /
فعلا من آله الغر بكاء ونحيب /
ودعوه راقب الجبار فينا يا يزيد /
فلقد أبرزتنا بعد حجاب وستور /
حسراً ينظرنا فوق المطا كل كفور /
سوف تلقى في غد ناراً تلظى وتفور /
إذ تنادي ربها يا خالقي هل من مزيد /
لعن الله يزيد والدعي ابن زياد /
وابن سعد وابن هند وأولى البأس الشداد /
لعنة تبقى مدى الدهر إلى يوم المعا /
وسقاهم بعدان عذبهم ماء الصديد /
يا حمى الإسلام يابن المرتضى عالي الجناب /
علة الإيجاد منكان لعلم الله باب /
ابن كموتة يرجو منك في يوم الحساب /
محوما خط من الذنب رقيبٌ وعتيد /
يا سليل المصطفى المختار يا خير البشر /
سوف أنجو بولائي لك من حر سقر /
وعليك الله صلى ما بدا ضوء القمر /
واستدار الفلك الأعلى وماكر الجديد /
وإليكم يا بني الزهراء يا خير الأنام /
غادة من عبدكم يجلو محياها الظلام /
قلدت من مدحكم سمط جمان لا يسام /
مهرها منكم جنان الخلد والعيش الرغيد /
شيعة المختار نوحوا والبسوا ثوب الحداد
شيعة المختار نوحوا والبسوا ثوب الحداد /
لمصاب ابن علي المرتضى خير العباد /
لغريب مات عطشاناً على شط الفرات /
ووحيدٍ مفردٍ قد أحدقت فيه العداة /
وقتيلٍ جسمه عارٍ على وجه الفلاة /
وقطيعٍ رأسه ظلماً على سمر الصعاد /
نازلٌ في كربلا أرسى خياماً وخبا /
والأعادي أقبلت عدواً عليه كالدبا /
أكرمُ العالم جداً وأخاً أُماً أَبا /
علة الكونين ذرءاً وحياةً ومعاد /
ملكٌ من سادةٍ فاقوا جميع العالمين /
جده أكرم خلق الله خير المرسلين /
وأبوه سيد الخلق أمير المؤمنين /
مفردٌ يسمو فخاراً دونه السبع الشداد /
سادةٌ للملأ الأعلى هم سر الوجود /
وهمالأنوار حول العرش من قبل الوجود /
طوقوا جملة هذا الكون في منٍ وجود /
وبهم قسم باري الخلق أزراق العباد /
فهمُ داعون لله وهادون إليه /
وهمنهج رضاه والأدلاء عليه /
شهداء الله بالحق وقوام لديه /
وبهم قد فتح الله لنا باب الرشاد /
أدركت أرجاس حربٍ ثار بدر وحنين /
وتقاضت من رسول الله ديناً بالحسين /
لو علي المرتضى يخطر بين العسكرين /
ويرى السبط وحيداً والعدى ملءُ الوهاد /
ليت يا حامي الحمى تحضر في يوم الطفوف /
وحسين أحدقت فيه من القوم الحتوف /
وهم ما بينهم نهب العوالي والسيوف /
لا نصير لا محامٍ لا انعطاف لاوداد /
لو ترى أنصاره بين طعين وذبيح /
جثماً مثل الأضاحي من جديل وطريح /
والذراري حوله تبكي بحزن وتصيح /
وهو يرنو الخبا طوراً وطوراً للاعاد /
ينظر الأعداء في بحبوحة الحرب النزال /
أشرعوا سمر العوالي والمواضي والنبال /
ويرى الأصحاب صرعى صرعوا فوق الرمال /
والنسا يندبن حزناً بينها زين العباد /
هاتفاتٍ يا رسول الله للخطب الجليل /
بحنينٍ ورنينٍ وبكاءٍ وعويل /
يا له حزناً مدى الدهر وشجواً مستطيل /
وخطوباً وكروباً نارها ذات اتقاد /
يا نبي ألفٍ وحاميمٍ ودال لا يزال /
نجل كمونة فيكم بجلاد وجدال /
فمتى يظهر بدر الحق قد عمَّ الضلال /
وبقينا خاضعي الأعناق في يوم الجلاد /
اتخذ للبعد عمن ظلما
اتخذ للبعد عمن ظلما / سلما تسمو به جوَ السما
واتبع من قال قولاً محكما / إنما الحكام نارٌ كلما
زدتَ من قربٍ اليهم تحترق /
فالزم الأدبار عن آثارهم / قبل وشك الذل من إدبارهم
أو تبوأ مقعداً من دارهم / فإذا لم تحترق في نارهم
عشتَ ما دمت لديهم تحت رق /
قيل ما بال السما مصفرةً
قيل ما بال السما مصفرةً / بعد صفوٍ وهي ذات الحبك
قلت لما هلَّ عاشورُ بدا / أثر الحزن بوجه الفلك
والدراري أدمعٌ في وجهه / نثرتهن عيون الملك
وقال مناجياً في مربع /
أنت منا بنا أبرّ وأوصل / وعليك اعتمادنا والمعول
هل يخيب الذي رجاك وأمل / بعض ما عم من فيوض نداكا
أنا عبدٌ قد اعترفت برقي / بيدي مالكي فكاكي وعتقي
أتراني بعد اعترافي وصدقي / أن أذوق العذاب حاشا علاكا
بعلاك العلي يا ذا المعالي / وبطاها وآله خير آل
ورجالٍ طووا طوال اللَّيالي / ركعاً سجداً أجرِ مولاكا
قتل السبط بأسياف الضلال
قتل السبط بأسياف الضلال / ظامئاً قد منع الورد الحلال
بأبي علة إيجاد الورى / بأبي من جده السامي الذرى
جسمه عار على وجه الثرى / قد كسته حلة ريح الشمال
بأبي نجل عليّ المرتضى / كيف أرداه القضا وهو القضا
كظ أحشاه الظما حتى قضى / كيف مادكت لما نال الجبال
وا إماماً بالظبى أمسى صريع / رأسه في صارم الشمر قطيع
ما رووه بسوى فيض النجيع / وهو كم أحي البرايا بالنوال
وا أماماً حرن الفؤاد / في ظبى قوم يزيد وزياد
وزؤه كل زمان بازدياد / فالبرايا منه في أسوء حال
واماماً خطبه أبكى السما / عندما طاح خضيباً عندما
من يعزي فيه طاها الاكرما / وعليَّ الطهر محمود الفعال
مذ قضى بالطف مطروحاً طعين / واغتدى بالسيف مقطوع الوتين
قطع الجمال أخزى العالمين / كفه اليمنى عنادا والشمال
أي قلب لم يكن حلف اكتئاب / وحسينٌ عافرٌ فوق التراب
ونساه أبرزت بعد الحجاب / حاسرات فوق أقتاب الجمال
تنظر الأرؤس من فوق الصعاد / وترى الأجساد في عفرالوهاد
وزعتها المشرفيات الحداد / والعوالي والعوادي والنبال
وترى في الأسر زين العابدين / يشتكي أغلاله وهو حزين
أن بكى أو أن بدا منه الأنين / كلما فوق الثرى ودّ الزوال
أين صهر المصطفى خير الورى / ينظر السبط عفيراً في الثري
والنسا أودى بها طول السرى / في الفيافي وهي ربات الحجال
ليت شعري ما جنى سبط الرسول / فأبارته ظماً أهل الذخول
وسروا بين جبال وسهول / بيتاماه أسارى في الحبال
هل من العدل تساق الطاهرات / في السبا تطوى بهن الفلوات
حسراً تهدى لاولاد البغاة / أي خطب مثل ذايا للرجال
يا بني الحجر المعلى والصفا / بكم لاذ سمي المصطفى
وعليٌ وهو من أهل الصفا / وقديم الود يا أكرم آل
أصبح السبط جديلا في الرمال
أصبح السبط جديلا في الرمال / رأسه في رأس عسال يشال
بأبي من جده خير الورى / ثاويا من فوق بوغاء الثرى
عارياً شلواً مخلى بالعرا / سلبت أطماره أيدي الضلال
بأبي من كظ أحشاه الظما / وسقاه السيف من فيض الدما
فانطوي طي سجلٍ يا سما / أبد الدهر وموري يا جبال
والبسي يا شمس أبراد الكسوف / واندبي حزنا على يوم الطفوف
فحسينٌ قد سُقي كاس الحتوف / من بني الزرقاء عن ماء الزلال
حيدرٌ لو أن عينيك تراه / دامياً قد رَّضت الخيل قراه
عارياً قد سلب القوم رداه / فكست أشلاءه ريح الشمال
وترى بالطف هاتيك النساء / معولات بين نوح وبكاء
تلحق الندب بآفاق السماء / لرأت عيناك منها ما أهال
كلما في متنها السوط هفا / هتفت بالمرتضى والمصطفى
أركبوهن النياق العجفا / وسروا فيها على غير رحال
أوقفوهن على تلك الجسوم / فتهاوت من ذراها كالنجوم
هذه تجثو وهاتيك تقوم / تلثم الأوصال ما بين الصنال
زينب الكبرى تنادي يا حسين / أنظر الجسم لقى في أي عين
وأخي العباس مقطوع الوتين / قطعوا من بعد يمناه الشمال
يا أخي من ذا لربات الحجال / ربقوهن وأركبن الجمال
يابن أمي من يحامي للعيال / تقطع البيداء ما بين الرجال
ندب الروح الأمين
ندب الروح الأمين / فاستفز العالمين
قم من القبر حزين / يا أمير المؤمنين
ودعا في الحرمين / يا كرام الثقلين
يا لثارات الحسين / وبنيه الطاهرين
ذبحوا حول الفرات / عطشاً بالمرهفات
فانهضوا يال الثبات / بدماهم طالبين
أنا لا أنسى الطفوف / حين حفت بالحتوف
وبني حربٍ الوف / بابن طاها محدقين
وتجلت كالصباح / أوجه البيض الصفاح
فاستعدوا للكفاح / وتنادوا مصبحين
فدعاهم معلنا / يال حرب اللعنا
إنسبوني من أنا / إن تكونوا مسلمين
ودعوا يابن الرسول / أحمدٍ وابن البتول
لا نرى إِلا القبول / بيزيدٍ واليمين
فأبى وهو الأبي / شأن جدٍ وأب
وسطا في المقنب / هكذا ليث العرين
دأبه يوم النزال / نهب أرواح الرجال
كم له فوق الرمال / من قتيلٍ وطعين
فتهادى طربا / غصناً بين الصبا
للقاء بيض الظبى / وقراع الدارعين
مذ طغى بحر الحتوف / بالعوالي والسيوف
غار فاستقصى الصفوف / فتولوا مدبرين
خائضاً تلك الغمار / فوق مأمون العثار
في يديه ذو الفقار / وهو بالنصر قمين
فدعاه ذو الجلال / لازدلافٍ ووصال
فرمى السيف شمال / وهوى فوق اليمين
أنا لا أنس الحسين / وهو دامي الودجين
فاحصاً بالقدمين / وهو متلول الجبين
لست أنسى زينبا / وهي في ذل السبا
أبرزت بعد الخبا / لعيون الناظرين
والبهاليل الصباح / وذوي الوحي المبين
ابن كمونة لا / زال صباً معولا
لزرايا كربلا / خاضع القلب حزين
فارحموه بالحبور / واحضروه في الحضور
واندبوه في الظهور / فهو بالنصر قمين
وصلت ميةُ من بعد جفاها
وصلت ميةُ من بعد جفاها / تتخفى خيفةً من رقباها
زعمت إن الدجى يسترها / غلطاً ما زعمته واشتباها
هب بأن الليل من طرتها / يستر الغرة هل يخفى سناها
طوقت زائرتي من بعد أن / سئمت نفسي التصابي وهواها
وصفا ودي لمولىً شاد للعلم / وللتقوى قصوراً وبناها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025