المجموع : 10
هجم الشرك على رحل النساء
هجم الشرك على رحل النساء / فانطوي حزناً وموري يا سماء
هتكوا أي حجابٍ للرسول / واستباحوا حرمة الطهر البتول
عجب قد أبهر العشر العقول / سلب نسل الغي نسل الأنبياء
بعدما قد نهبوا ما في القباب / سلبوا تلك المقاصير الثياب
غادروا جسم حسين في التراب / ثم ساقوا أهله سوق الإماء
علموا أي نساءِ وبنات / عندما قد هجموا للحجرات
لو رسول الله في قيد الحياة / قعد اليوم عليهم للعزاء
أخرجوهنَّ سبايا حاسرات / صارخات بعليٍ هاتفات
يا عليَّ المرتضى قم فالحماة / من أسيرٍ وغسيلٍ بالدماء
اركبوهن على عجف المطا / فوق قتبٍ الرحل من غير وطا
سافرات سلبوا منها الغطا / فتغطين بأبراد الحياء
زينب تدعو أباها يا علي / ظالع بين المطايا جملي
كلما أبكي حسينا قيل لي / بلسان الرمح ماهذا البكاء
قد وهى صبري واعيا جلدي / افترضى تستر الوجه يدي
كلما رمت أسلي كبدي / هيجت وجدي يتاماك الظماء
ليتني عمياً ولا عين ترى / جسد السبط على وجه الثرى
عارياً شلواً طريحاً بالعرا / نال منه ابن زياد ما يشاء
وارى راس أخي فوق الصعاد / تتراماه بلاد لبلاد
ليس لي حامٍ سوى زين العباد / وهو في اسرٍ وداءٍ أي داء
وردوا فينا إلى الشام المشوم / ليزيد الظالم العلج الغشوم
قال منكم فوق ما كان يروم / مذرآنا الرجس في ذل السباء
فدعا أشياخه عينا بعين / قد أخذنا ثار بدر وحنين
وقتلنا سيد الخلق الحسين / وتركناه لقىً في كربلاء
أصبحت آل علي في السبا
أصبحت آل علي في السبا / أين عنها اليوم أرباب الأبا
أيمن الساعد والسيف نبا / وجواد السبط والدهر كمبا
فهوى وانقض عن صهوته / وقضى خامس أصحاب العبا
خرَّ والدين على وجه الثرى / فغدا والدين نهبا للظبا
وبرى شمرٌ طلاه فجرى / دمه حتى طلا وجه الربى
فأثار الكرب في وجه السما / عُثيرُ الرض فوارى الشهبا
ونعى الكرسي والعرش له / ومن الحزن عليه إضطرب
فكأن الفزع الأكبر قد / حلَّ والوعد دنا واقتربا
وعليه الفلك الدوَّار من / أول الدور انحنى واحدودبا
وبكاه عوض الدمع دماً / مثل جاري دمه منسكبا
والثرى لو لم يوار جسمه / لدعاه عاصف الريح هبا
يا قضاء الله والموت الذي / ما قضى الموت عليه لو أبى
وهماماً أروعاً من بأسه / لهوات الدهر غصَّت رهبا
لم يغالب مثل محتوم القضا / جمج الأقدار إلا غلبا
وفريداً أدرك الكفر به / وبنيه منتهى ما طلبا
بعد ما غص به الكون ندىً / غص ندبا وعليه انتحبا
وقتيلا بعد ما روى الظبا / قطعته بشباها إربا
وطعيناً يتلظى عطشاً / وصريعاً يتلوَّى سغبا
وخطيباً راسه فوق القنا / عنه تروي الخطباء الخطبا
وبه الرمح تهادى مرحاً / حيث جلى بسانه الغيهبا
وأعار الشمس نوراً بعدما / كسفت والبدر لمَّا غربا
بعد ما عزَّ حماه جانباً / كابد الذل وقاس النوبا
كان روح القدس لا يدخله / زائراً إلا بإذن أدبا
هتكت أرجاس حرب حجبه / ونضت عنه بنات المجتبي
أبرزت بعد الخبا حاسرةُ / أبرزت حاسرةً بعد الخبا
بين أطفال تلظى عطشا / ونساء تتلوّى سغبا
كابدت ضرباً وسباً وسبا / والردى فرقها أيدي سبا
لست أنسى في السبايا زينباً / في السبايا لست أنسى زينبا
تندب الندب اباها المرتضى / يا أبياً علمَّ الناس الآيا
أن يكن رزؤكم أبكى امرءاً / وجرى مدمعه منسكبا
فأبن كمونة ذا من رزئكم / بمجاري الدمع جاري السحبا
زينبٌ بالطَف تدعو يابن أُمي يا شهيد
زينبٌ بالطَف تدعو يابن أُمي يا شهيد /
يا اخي ترضى بان نهدى إلى الطاغى يزيد /
يا خليلي احبسا الركب قليلاً واسألا /
أين حيٌ من لويٍ عرَّسوا في كربلا /
سادةٌ قد طوقوا بالبذل أجياد الملا /
باذلين الزاد للعالم في الجدب الشديد /
علة الإيجاد للعالم أبناء الرسول /
قادةٌ للعلم والتقوى فروعاً وأصول /
فلكم جروا على هام السهى فخراً ذيولى /
ما محا آثار ما قد شيدوا مر الجديد /
لست أنساهم وقد صالوا علىالجيش اللهام /
ثم خاضوا بالعتاق الغر في بحر القيام /
فجلا برق مواضيهم دياجير الظلام /
والعدى من بأسهم بين قتيل وطريد /
بينهم قطب رحى الإمكان شبل المرتضى /
ملكٌ دان له دون الورى أمر القضا /
يدخل الجنة من شاء ومن شاء لظى /
فهو الحاكم في الأمرين يقضي ما يريد /
حجة الرحمن راعي خلقه والمعتمد /
لم يكن في حيز الكون له كفؤاً أحد /
وهو للسبع السماوات وللعرش عمد /
حيث لولاه لخرت وقعاً فوق الصعيد /
فليس يرقى طائر الأوهام والعقل إليه /
يخضع الروح وجبريل وميكال نديه /
وحساب الخلق يوم الحشر والنشر عليه /
فهو الأول والآخر ذو البطش الشديد /
قدوة الأشراف والسادات من آل مضر /
عنده ما أثبتت في اللوح أقلام القدر /
من له الملك فهل يخفى عليه ما غبر /
لا ولا ما هو آتٍ وعلومٌ لا تبيد /
لست أنساه فريداً في محاني كربلا /
وابن سعدٍ جيشه غص به رحب الفلا /
في يديه مرهفٌ أطرافه تبري الطلا /
وهو لا ينفك يردي كل جبارٍ عنيد /
مذ رأى أصحابه مع ولده فوق الرمال /
نسجت أكفانهم من عثير الريح الشمال /
ركب المهر وبالسيف على الأبطال صال /
فانثنى الفيلق ما بين شريدٍ وحصيد /
أروعٌ يطربه يوم الوغى وقع الصفاح /
تتمارى خيفةً من بأسه سمر الرماح /
ليتني كنت فداه إذ عن الميمون طاح /
طائعاً إذ جاء الأمر من الله الحميد /
فبكته الأنس والجن وأملاك السما /
وأسالت من أماقتها الجمادات دما /
مات عطشاناً ولكن حوله الماء طمى /
وأبوه المرتضى ساقي الورى يوم الصديد /
بأبي من أوجب الله على الخلق ولاه /
بأبي من لم يدع من فلك إلا سماه /
بأبي أفدي قتيلا رضَّت الخيل قراه /
عقرت ما وطأت إلا لقرآن مجيد /
فغدا المهر إلى نسوته مندهشاً /
فوعاهن ينادين ألا وا عطشا /
فبكى حزناً وولى راجعاً مرتعشا /
ورأى السبط كسته شمأل ثوبا جديد /
برزت حاسرة الأوجه ربات الخدور /
يتسابقن من الخوف إلى الندب الغيور /
بينها زينب تسعى عجلا وهي الوقور /
فتساقطن عليه وهو محزوز الوريد /
وتداعين من الدهشة يلطمن الخدود /
ثم يندبن على ندب قضى دون الورود /
قائلاتٍ حكمت فينا بقايا قوم هود /
عجبا تلمك سادات الورى أيدي العبيد /
وعلا منهن ندب صدع الصخر الأصم /
والتي قد فقدت مثل حسين لم تُلم /
وغدت خيل الأعادي غارة نحو الخيم /
فاستجارت خيفة الأعداء بالمولى الشهيد /
أخروهن عن السبط بضرب وهوان /
فبكى حزنا على ما نالها إنس وجان /
وإذا الرجس سنان رافعاً فوق السنان /
رأس طود الحلم والعزة ذي الرأي السديد /
فتشاكين وقد ضاف عليهن المجال /
وتصارخن من الحزن إلى رب الكمال /
أركبوهن عناداً فوق أقتاب الجمال /
وابنه السجاد قهراً كبلوه بالحديد /
سيروهن على عجف المطا في كل ناد /
فبكتهن السماوات العلى والعرش ماد /
بعد أن طاف بهن القوم في كل بلاد /
أوقفوهن ضحى في مجلس الطاغي يزيد /
فدعا لما رآهم ليت أشياخي حضور /
ينظرون الآل في ذل السبا بعد الخدور /
قد قتلنا القرم من قد كان للإسلام سور /
وتركناه بلا غسل على وجه الصعيد /
ثم جاء الشمر مع زجر بن قيس بالرؤوس /
تتجلى في سما أوج العوالي كالشموس /
فغدا يضحك منها ذلك الرجس العبوس /
ثم نادى فرحاً أن قدموا رأس الشهيد /
وغدا ينكت ظلماً شفتيه بالقضيب /
كيف لم تشلل يداه إن ذا أمر عجيب /
فعلا من آله الغر بكاء ونحيب /
ودعوه راقب الجبار فينا يا يزيد /
فلقد أبرزتنا بعد حجاب وستور /
حسراً ينظرنا فوق المطا كل كفور /
سوف تلقى في غد ناراً تلظى وتفور /
إذ تنادي ربها يا خالقي هل من مزيد /
لعن الله يزيد والدعي ابن زياد /
وابن سعد وابن هند وأولى البأس الشداد /
لعنة تبقى مدى الدهر إلى يوم المعا /
وسقاهم بعدان عذبهم ماء الصديد /
يا حمى الإسلام يابن المرتضى عالي الجناب /
علة الإيجاد منكان لعلم الله باب /
ابن كموتة يرجو منك في يوم الحساب /
محوما خط من الذنب رقيبٌ وعتيد /
يا سليل المصطفى المختار يا خير البشر /
سوف أنجو بولائي لك من حر سقر /
وعليك الله صلى ما بدا ضوء القمر /
واستدار الفلك الأعلى وماكر الجديد /
وإليكم يا بني الزهراء يا خير الأنام /
غادة من عبدكم يجلو محياها الظلام /
قلدت من مدحكم سمط جمان لا يسام /
مهرها منكم جنان الخلد والعيش الرغيد /
شيعة المختار نوحوا والبسوا ثوب الحداد
شيعة المختار نوحوا والبسوا ثوب الحداد /
لمصاب ابن علي المرتضى خير العباد /
لغريب مات عطشاناً على شط الفرات /
ووحيدٍ مفردٍ قد أحدقت فيه العداة /
وقتيلٍ جسمه عارٍ على وجه الفلاة /
وقطيعٍ رأسه ظلماً على سمر الصعاد /
نازلٌ في كربلا أرسى خياماً وخبا /
والأعادي أقبلت عدواً عليه كالدبا /
أكرمُ العالم جداً وأخاً أُماً أَبا /
علة الكونين ذرءاً وحياةً ومعاد /
ملكٌ من سادةٍ فاقوا جميع العالمين /
جده أكرم خلق الله خير المرسلين /
وأبوه سيد الخلق أمير المؤمنين /
مفردٌ يسمو فخاراً دونه السبع الشداد /
سادةٌ للملأ الأعلى هم سر الوجود /
وهمالأنوار حول العرش من قبل الوجود /
طوقوا جملة هذا الكون في منٍ وجود /
وبهم قسم باري الخلق أزراق العباد /
فهمُ داعون لله وهادون إليه /
وهمنهج رضاه والأدلاء عليه /
شهداء الله بالحق وقوام لديه /
وبهم قد فتح الله لنا باب الرشاد /
أدركت أرجاس حربٍ ثار بدر وحنين /
وتقاضت من رسول الله ديناً بالحسين /
لو علي المرتضى يخطر بين العسكرين /
ويرى السبط وحيداً والعدى ملءُ الوهاد /
ليت يا حامي الحمى تحضر في يوم الطفوف /
وحسين أحدقت فيه من القوم الحتوف /
وهم ما بينهم نهب العوالي والسيوف /
لا نصير لا محامٍ لا انعطاف لاوداد /
لو ترى أنصاره بين طعين وذبيح /
جثماً مثل الأضاحي من جديل وطريح /
والذراري حوله تبكي بحزن وتصيح /
وهو يرنو الخبا طوراً وطوراً للاعاد /
ينظر الأعداء في بحبوحة الحرب النزال /
أشرعوا سمر العوالي والمواضي والنبال /
ويرى الأصحاب صرعى صرعوا فوق الرمال /
والنسا يندبن حزناً بينها زين العباد /
هاتفاتٍ يا رسول الله للخطب الجليل /
بحنينٍ ورنينٍ وبكاءٍ وعويل /
يا له حزناً مدى الدهر وشجواً مستطيل /
وخطوباً وكروباً نارها ذات اتقاد /
يا نبي ألفٍ وحاميمٍ ودال لا يزال /
نجل كمونة فيكم بجلاد وجدال /
فمتى يظهر بدر الحق قد عمَّ الضلال /
وبقينا خاضعي الأعناق في يوم الجلاد /
اتخذ للبعد عمن ظلما
اتخذ للبعد عمن ظلما / سلما تسمو به جوَ السما
واتبع من قال قولاً محكما / إنما الحكام نارٌ كلما
زدتَ من قربٍ اليهم تحترق /
فالزم الأدبار عن آثارهم / قبل وشك الذل من إدبارهم
أو تبوأ مقعداً من دارهم / فإذا لم تحترق في نارهم
عشتَ ما دمت لديهم تحت رق /
قيل ما بال السما مصفرةً
قيل ما بال السما مصفرةً / بعد صفوٍ وهي ذات الحبك
قلت لما هلَّ عاشورُ بدا / أثر الحزن بوجه الفلك
والدراري أدمعٌ في وجهه / نثرتهن عيون الملك
وقال مناجياً في مربع /
أنت منا بنا أبرّ وأوصل / وعليك اعتمادنا والمعول
هل يخيب الذي رجاك وأمل / بعض ما عم من فيوض نداكا
أنا عبدٌ قد اعترفت برقي / بيدي مالكي فكاكي وعتقي
أتراني بعد اعترافي وصدقي / أن أذوق العذاب حاشا علاكا
بعلاك العلي يا ذا المعالي / وبطاها وآله خير آل
ورجالٍ طووا طوال اللَّيالي / ركعاً سجداً أجرِ مولاكا
قتل السبط بأسياف الضلال
قتل السبط بأسياف الضلال / ظامئاً قد منع الورد الحلال
بأبي علة إيجاد الورى / بأبي من جده السامي الذرى
جسمه عار على وجه الثرى / قد كسته حلة ريح الشمال
بأبي نجل عليّ المرتضى / كيف أرداه القضا وهو القضا
كظ أحشاه الظما حتى قضى / كيف مادكت لما نال الجبال
وا إماماً بالظبى أمسى صريع / رأسه في صارم الشمر قطيع
ما رووه بسوى فيض النجيع / وهو كم أحي البرايا بالنوال
وا أماماً حرن الفؤاد / في ظبى قوم يزيد وزياد
وزؤه كل زمان بازدياد / فالبرايا منه في أسوء حال
واماماً خطبه أبكى السما / عندما طاح خضيباً عندما
من يعزي فيه طاها الاكرما / وعليَّ الطهر محمود الفعال
مذ قضى بالطف مطروحاً طعين / واغتدى بالسيف مقطوع الوتين
قطع الجمال أخزى العالمين / كفه اليمنى عنادا والشمال
أي قلب لم يكن حلف اكتئاب / وحسينٌ عافرٌ فوق التراب
ونساه أبرزت بعد الحجاب / حاسرات فوق أقتاب الجمال
تنظر الأرؤس من فوق الصعاد / وترى الأجساد في عفرالوهاد
وزعتها المشرفيات الحداد / والعوالي والعوادي والنبال
وترى في الأسر زين العابدين / يشتكي أغلاله وهو حزين
أن بكى أو أن بدا منه الأنين / كلما فوق الثرى ودّ الزوال
أين صهر المصطفى خير الورى / ينظر السبط عفيراً في الثري
والنسا أودى بها طول السرى / في الفيافي وهي ربات الحجال
ليت شعري ما جنى سبط الرسول / فأبارته ظماً أهل الذخول
وسروا بين جبال وسهول / بيتاماه أسارى في الحبال
هل من العدل تساق الطاهرات / في السبا تطوى بهن الفلوات
حسراً تهدى لاولاد البغاة / أي خطب مثل ذايا للرجال
يا بني الحجر المعلى والصفا / بكم لاذ سمي المصطفى
وعليٌ وهو من أهل الصفا / وقديم الود يا أكرم آل
أصبح السبط جديلا في الرمال
أصبح السبط جديلا في الرمال / رأسه في رأس عسال يشال
بأبي من جده خير الورى / ثاويا من فوق بوغاء الثرى
عارياً شلواً مخلى بالعرا / سلبت أطماره أيدي الضلال
بأبي من كظ أحشاه الظما / وسقاه السيف من فيض الدما
فانطوي طي سجلٍ يا سما / أبد الدهر وموري يا جبال
والبسي يا شمس أبراد الكسوف / واندبي حزنا على يوم الطفوف
فحسينٌ قد سُقي كاس الحتوف / من بني الزرقاء عن ماء الزلال
حيدرٌ لو أن عينيك تراه / دامياً قد رَّضت الخيل قراه
عارياً قد سلب القوم رداه / فكست أشلاءه ريح الشمال
وترى بالطف هاتيك النساء / معولات بين نوح وبكاء
تلحق الندب بآفاق السماء / لرأت عيناك منها ما أهال
كلما في متنها السوط هفا / هتفت بالمرتضى والمصطفى
أركبوهن النياق العجفا / وسروا فيها على غير رحال
أوقفوهن على تلك الجسوم / فتهاوت من ذراها كالنجوم
هذه تجثو وهاتيك تقوم / تلثم الأوصال ما بين الصنال
زينب الكبرى تنادي يا حسين / أنظر الجسم لقى في أي عين
وأخي العباس مقطوع الوتين / قطعوا من بعد يمناه الشمال
يا أخي من ذا لربات الحجال / ربقوهن وأركبن الجمال
يابن أمي من يحامي للعيال / تقطع البيداء ما بين الرجال
ندب الروح الأمين
ندب الروح الأمين / فاستفز العالمين
قم من القبر حزين / يا أمير المؤمنين
ودعا في الحرمين / يا كرام الثقلين
يا لثارات الحسين / وبنيه الطاهرين
ذبحوا حول الفرات / عطشاً بالمرهفات
فانهضوا يال الثبات / بدماهم طالبين
أنا لا أنسى الطفوف / حين حفت بالحتوف
وبني حربٍ الوف / بابن طاها محدقين
وتجلت كالصباح / أوجه البيض الصفاح
فاستعدوا للكفاح / وتنادوا مصبحين
فدعاهم معلنا / يال حرب اللعنا
إنسبوني من أنا / إن تكونوا مسلمين
ودعوا يابن الرسول / أحمدٍ وابن البتول
لا نرى إِلا القبول / بيزيدٍ واليمين
فأبى وهو الأبي / شأن جدٍ وأب
وسطا في المقنب / هكذا ليث العرين
دأبه يوم النزال / نهب أرواح الرجال
كم له فوق الرمال / من قتيلٍ وطعين
فتهادى طربا / غصناً بين الصبا
للقاء بيض الظبى / وقراع الدارعين
مذ طغى بحر الحتوف / بالعوالي والسيوف
غار فاستقصى الصفوف / فتولوا مدبرين
خائضاً تلك الغمار / فوق مأمون العثار
في يديه ذو الفقار / وهو بالنصر قمين
فدعاه ذو الجلال / لازدلافٍ ووصال
فرمى السيف شمال / وهوى فوق اليمين
أنا لا أنس الحسين / وهو دامي الودجين
فاحصاً بالقدمين / وهو متلول الجبين
لست أنسى زينبا / وهي في ذل السبا
أبرزت بعد الخبا / لعيون الناظرين
والبهاليل الصباح / وذوي الوحي المبين
ابن كمونة لا / زال صباً معولا
لزرايا كربلا / خاضع القلب حزين
فارحموه بالحبور / واحضروه في الحضور
واندبوه في الظهور / فهو بالنصر قمين
وصلت ميةُ من بعد جفاها
وصلت ميةُ من بعد جفاها / تتخفى خيفةً من رقباها
زعمت إن الدجى يسترها / غلطاً ما زعمته واشتباها
هب بأن الليل من طرتها / يستر الغرة هل يخفى سناها
طوقت زائرتي من بعد أن / سئمت نفسي التصابي وهواها
وصفا ودي لمولىً شاد للعلم / وللتقوى قصوراً وبناها