المجموع : 4
سله من سكر الهوى كيف صحا
سله من سكر الهوى كيف صحا / فسقى الدمع الجفون القرحا
زاده في الحب وجداً بكم / لائمٌ لام عليكم ولحا
فاستلذ الهجر واستدنى النوى / وارتضى السخط وخان النصحا
وسقى الأطلال من أجفانه / مدمعاً لولاكم ما سفحا
لا رعاه الله إن مال إلى / سلوةٍ بعدكم أو جنحا
وصحيح الشوق مصدوع الحشا / نطق الدمع به فافتضحا
بات لا يطرقه طيفكم / رب طيفٍ ضل لما سنحا
خير ما أصبحت مخلوع العذار
خير ما أصبحت مخلوع العذار / فَانفِ عنك الهم بالكأس المدار
قم بنا ننتهب اللذة في / ظل أيام الشباب المستعار
إنما العار الذي تحذره / أن تراني من لباس العار عاري
لا ومن داويت قلبي باسمه / لا تدرعت بأثواب الوقار
ولخيرٌ منه أن أشربها / في سنا الصبح على صوت القماري
قهوة تعشق من ذي هيفٍ / قمري الوجه ليلي العذار
تسكر الألباب من ألفاظه / فهي تغني الشرب عن شرب العقار
وإذا حدثته عن وصله / راح لا يلقاك إلا بازورار
قمرٌ قبلت منه وجنةً / حشوها ما شئت من ماءٍ ونار
نال منه اللحظ ما نال به / فهو فينا أبداً طالب ثار
تفرس الصهباء من فارساً / بدوي اللفظ تركي النجار
وإذا طاف بها تحسبه / بدر ليلٍ حاملاً شمس نهار
وسعيدٌ من تقضي عمره / بين كاسات رضابٍ وعقار
في اصطباحٍ واغتباقٍ واقترا / بٍ واغترابٍ وانتهاكٍ واستتار
شغلته الراح أن تبصره / واقفاً يندب أطلال الديار
نعم دنياه التي راح بها / طرباً يعثر في فضل الإزار
فإذا مات التقى من ربه / رحمةً تسكنه دار القرار
باكرا شمس القناني
باكرا شمس القناني / تدركا كل الأماني
وخذا في لذة العي / ش على رغم الزمان
من عقارٍ تبعث النج / دة في قلب الجبان
قهوةٍ ألبسها المز / ج قميصاً من جمان
فهي من أبيض صافٍ / لاح في أحمر قان
كخدود الورد من تح / ت ثغور الأقحوان
عاصياً الخلق إذا الخل / ق عن الغي نهاني
وإذا الله إلى الرش / د دعاني فدعاني
إنما البغية أن أصب / ح مخلوع العنان
ساجداً في قبلة الكأ / س لتسبيح المثاني
حيث لا يعلم دهري / أبداً أين مكاني
وتكاد الكأس أن تخ / ضب أطراف البنان
يا غزالاً شرب الرا / ح ثلاثاً وشقاني
آه للريق الرحيق / ي على الثغر الجماني
ولطرفٍ هتكت أجف / انه ستر جناني
ليس يا قرة عيني / لك في العالم ثان
قمرٌ بان لنا في / غصنٍ ليس ببان
جل من أهبط ذا الحو / ري من دار الجنان
وأرانا البدر من جي / ب القباء الخسرواني
فتعالى الله ما أحس / ن هذا التركماني
من لصبٍ مسَّهُ فَرطُ الكَمَدْ
من لصبٍ مسَّهُ فَرطُ الكَمَدْ / وفؤادٍ خانه فيك الجَلَدْ
أنا مأسورٌ وما أرجو فدىً / ومريضٌ غير أني لم أُعَدْ
أنا مقتولٌ ولكن قاتلي / في الهوى ليس عليه من قود
يا قضيباً ماس في دعص نقاً / وغزالاً بين جفنيه أسد
سقم جفنيك الذي ألبسني / ثوب سقمٍ وعذابٍ مستجد
لك وجهٌ جل من صوره / لو رآه بدر تمٍ لسجد