المجموع : 15
أترى يا جيرة الوادي ألم
أترى يا جيرة الوادي ألم / يأتكم أنباء ما بي من ألم
لست لولا السهد أشكو طال أم / لم يطل ليلي ولكن لم انم
يا مهاة حللت سفك دمي / في الهوى رفقاً بصب مغرم
وإذا آليت ان لا ترحمي / روحي عني قليلاً واعلمي
قد قست قلباً ويا ما ألينا / قدُّها المزري بأعطاف القنا
تتغاضى وهي تدري من أنا / وإذا قلت لها جودي لنا
ألبسي الحسن من الحسنى حلى / واسق روضاً من حياتي ما حلا
أو فردي لي قلبا راحلاً / ان في بردى جسما ناحلاً
آه منها وعليها
آه منها وعليها / غادة ملت إليها
كلما رمت وصالا / قطبت لي حاجبيها
ثم هزت لي بعجب / ودلال منكبيها
شغف البدر بها مث / سلي فكنا غرضيها
صوبت نحوي وقالت / لسهام اللحظ ويها
فأصابتني لاني / كنت أشقى عاشقيها
غارت الأغصان منها / حين الوت معطفيها
أين في الروضات غصن / حائزٌ رمانتيها
تخطف الأبصار ان ما / كشفت عن معصميها
ولي اللَه إذا ما / حسرت عن ناهديها
فلقت حبة قلبي / جعلتها شامتيها
وشوتها وقلتها / فوق ناري وجنتيها
كيف أسلوها وموتي / وحياتي في يديها
قتلتني بسيوف / جردت من مقلتيها
ثم أحيتني براح / عصرت من شفتيها
لعبت بي كيف شاءت / في الهوى ويلي عليها
يا بروحي افتديها غادة
يا بروحي افتديها غادة / أخجلت حسن الشموس النيرات
بانة تخطر في زهو الصبا / آه ما الطف تلك الخطرات
زهرها النرجس عينا وكذا ال / ورد خدا يا لها من زهرات
نور اللؤلؤ في مبسمها / جل من قد صاغ تلك الجوهرات
بين عينيها وقلبي معرك / من لثاري عند تلك النظرات
كيف لا تغلبنا ألحاظُها / إنما الله مع المنكسرات
عرفتني بالضنا أجفانها / فغدا جسمي كبعض المضمرات
خافياً مستتراً عن ناظر / غرامي علم في المظهرات
ليس لي في الحب سر بعدما / باح بالسر لسان العبرات
قد جنى طرفي وضلت حيلتي / عند هاتيك الخدود النضرات
وارى السلوان في شرع الهوى / يا عذولي من أشد المنكرات
لست أنسى ليلة قد زرتها / وعذولي قلبه في غمرات
حسرت عن غرة في طرة / تذهب النفس عليها حسرات
قلت والطرف إليها باهت / هكذا حسن الليالي المقمرات
وأباحت ما اباحت فلكم / أطفأت من نار قلبي جمرات
أدر الأقداح من خمر اللمى / يا نديمي فهو أهنا المسكرات
إنما العمر كروض يجتنى / ووصال الغيد اهنا الثمرات
ولذاذ العيش في سكر الهوى / كم لأرباب الهوى من سكرات
من لصب كلما حن بكى
من لصب كلما حن بكى / وشكى البين بقلب موجع
أيها الجافي دلالاً هل لكا / بعد ذياك الجفا من مرجع
علّ ان يحيى بها من هلكا / يا غزالاً بفؤادي يرتعي
إنما رمت إليك المشتكى / لي ان أشكو وان لم تسمع
هل درى أيّ دم قد سفكا / يا لقومي ريم وادي الاجرع
اين مني ان اطول الفلكا / إنما العاشق حلف الطمع
ان قلبي هائم في حبّكا / لم يفق لم ينتبّه لم يع
لم يبالغ من بلّغكا / كل هذا قد جرى من ادمعي
في ثنا من بنداه ملكا / طوق رقي والحشا من اضلعي
عاجز عن بعض ما قد أدركا / ما على شمس الضحى من برقع
كل من فيه بصدق سلكا / بلغ القصد ولم ينقطع
شمته فذّا بها ما تركا / لمريد شأوه من مطمع
بشراً قد لحت لي ام ملكا / سيدي جلّ ثناء المبدع
ما احيلى ذكرها ما ابركا / سرها في خاطري في مسمعي
حصرها مهما جرى وانهمكا / عز ان تطوى السما بالأذرع
وطني يا وطني يا وطني
وطني يا وطني يا وطني / انت من عيني مكان النظر
نجح ابنائك طول الزمن / منتهى قصدي واقصى وطرى
ولعمري كل خير ونجاح / قائم في ظل تحصيل العلوم
هي في كل مساء وصباح / راحة النفس وترياق السموم
تملأ الصدر بروح الانشراح / تنعش القلب بتنوير الفهوم
تغرق الاعمار بالعيش الهني / تفتق الأذهان مثل الزهرِ
كم جلت أربابنا من درن / فهي والله حياة الفِكرَ
من أراد الدين والدنيا معاً / فهو بالعلم ينال الاملا
ما أرى كالجهل سماً منقعا / قتل الجهل فكم قد قتلا
أي خليليّ اصيخا واسمعا / كلما في الناس سارت مثلا
ان حيّ الجهل ميت الفطن / ان ميت العلم حيّ الأثر
بعد ما بينهما للمعن / بعد ما بين الثرى والقمر
أيها الشبان اني لكم / ناصح والنصح شأن المخلص
بفنون العلم جدوا وانظموا / حللا من درها المستخلص
لا تعيروا لملول منكم / نظرة واخشوا فوات الفرص
ان مبدا العمر غالي الثمن / لا تبيعوه بلعب الاكر
واشتروا العلم بنور الأعين / واستلذوا فيه طول السهر
كل ويل وانحطاط وشقا / اصله الجهل إذا الجهل طما
وكذا كل اعتلاء وارتقا / روحه العلم ولولاه لما
فرق ما بين فناء وبقا / في البرايا فرق ما بينهما
فتأمل يابن ودي واعتن / بطلاب العلم طول العمر
وإذا ما شاقك المال الجني / تلق طي العلم كنز الدُرر
ليس بالمال يُنال العلم بل / هو للعلم كبعض الخدم
وإذا ما جمّل العلم العمل / كان كالتاج بطرز الانجم
فاجتهد ثم اجتهد دون ملل / وتعلّم وتعلم واعلم
انما قدر الفتى ما يبتني / من فخار العلم بين البشر
ليس مقدار الفتى ما يقتني / من لجين أو نضار اصفر
نحن أبناء الزمان الحاضر / هون اللَه علينا الطلبا
هل ترى من قرية أو حاضر / ما حوت مكتبة أو مكتبا
وتفكر في الزمان الغابر / حين كانوا ينسخون الكتبا
ذاك أمر لم يكن بالهين / حيث لا مطبعة في قُطر
مع هذا عزمهم لم ينثن / بل علوا بالعلم هام الزُهر
يا مهاة قد نأت عن مقلتيّ
يا مهاة قد نأت عن مقلتيّ / حسبك الله ألا عطف عليّ
يرحم الله حبيبا راحما / ما له عن عهد من يهواه لي
يا لها من نظرة أعقبها / حسرات قد أفاضت عبرتي
يالَ مَي طال هجري للكرى / في هواكم فارحموني يالَ مَي
يتجافى جسدي عن مضجعي / وامتناع الطيف أقسى بلوتي
يا حداة العيس ما للعيس قد / أخذت تطوي حزون الأرض طي
يتقاضاها حنين وبكا / أي حال يا ترى تشكو وأي
يمموهن فيافي واسط / واعقلوهن على خصب وري
يا لها الله ديارا أهلها / شغلتني في الهوى عن كل شي
يسطع النور الرفاعي بها / من ضريح حجه فرض لدي
يستلذ الطرف مرأى تربها / آه لو عفرت فيه وجنتي
يا ترى هل تسمح الأيام لي / بانتشاقي طيب ذياك الشذي
يا رفاعي صل حبالي فلقد / نثر الدهر قدامي جانحي
يا غياث الملتجي خذ بيدي / قبل أن يسقط وهنا في يدي
يا سراج الرشد يا شمس الهدى / يا ابن من فيه ازدهى فخر لؤي
بالسر لك نصطاد به / أسد الغاب ذليلا كالظبي
يا إمام الأوليا يا من له / مدد يعتز فيه كل حي
يرتجيكم نظرة الرحمى فتى / ما له عن عهدكم ميل لغي
يستطير الوجد قلبي كلما / مر عالي ذكركم في أذني
يا بني الغوث الرفاعي أنتم / عترة المختار من آل قصي
يا أباة الضيم حبي لكم / خلة أورثتها عن أبوي
يشهد الله بأني صادق / في هواكم وهو إحدى حسنتي
يافعا همت وطفلا راضعا / في معانيكم ومذ كنت صبي
يا أهيل الود أنى تنكرو / ني كهلا بعد عرفاني فتي
يا لودي ضاع عمري وأنا / في تمني نظرة منكم إلي
يا ل ودي انجزوا وعدي فقد / صار برد الصبر أبلى حلتي
يا ل ودي عنكم يروي الوفا / في البرايا ليس عن هي بن بي
يا ل ودي كملت أوصافكم / فحلا لي مدحكم ما عشت حي
هذه أنوار وفد الطرب
هذه أنوار وفد الطرب / أقبلت فوق مطايا الدرر
في كؤوسٍ توجت بالشهب / فعليك الحد ان لم تسكر
يا نديمي قل هو اللَه أحد / كم له من آية فيما برا
خلق الأقداح من نور جمد / وعقيق الراح فيها قد جرى
لطفت حتى حكى الروح الجسد / فهي تبرام لجين يا ترى
ان اخت اللهو بنت العنب / مدد الروح ونور الفكر
فارتشفها من ثغور الحبب / وانا الضامن طول العمر
لا تقل للراح في الرأس خمار / انما هذى طبول الفرح
صفق الهم من القلب وطار / عندما ابصر شهب القدح
فانتهزها فرصة تنفي العثار / وصل المغبق بالمطبح
وعلى ذكر الجبين الكوكبي / عاطنيها يا بن ام البصر
وسناها في دياجي الغيهب / آخذ باللب قبل البصر
أترى والكاس من هالاتها / هي شمس أم هي البدر المنير
حارت الأفكار في مشكاتها / حيرة الأبصار في الخد النضير
فانقد العقل على كاساتها / وادرها من يد الظبى الغرير
رشاً في السرب يا للعرب / قام معتزاً بملك الحور
ما على عينيه غير اللعب / بقلوب في الهوى كالأكر
هل درى أي دم قد سفكا / جفنك الفاتر يا ظبي النقا
ما عليه في الهوى لو تركا / من فؤادي رمقاً إذ رمقا
خفّفِ الرشق والا هلكا / صبك العاني لعينيك البقا
فتكت فينا بماضي القضب / مرهفات كنصال القدر
وبكسر الطرف زادت وصبي / وشديد ظفر المنكسر
اعطني من سحرها بعض الأمان / وتلطف فلقد جزت الحدود
ما دواعي هذه الحرب العوان / بينها والقلب يا ريم زرود
لحظها يهزأ بالسيف اليمان / واساراها مجاريح الكبود
كيف يلقى حربها وا حربي / مدنف جاوز حد الخطر
غال منه حب ذاك الربرب / من بقايا الصبر عين الاثر
سلسل الدمعُ أحاديث الغرام / في الهوى فهو لأسراري مذيع
عبرات ولعت بالانسجام / ان هذا شأن من يهوى البديع
فأقلا من زخاريف الكلام / يا خليلي فاني لا أطيع
في هوى ذاك الغزال الاشنب / قد تقضى بالتصابي عمري
فانظرا لي راحة من تعبي / فلقد افنى الهوى مصطبري
ابروق من فروق يا ترى
ابروق من فروق يا ترى / لمعت أم تلكم نار القرى
ليس تنفك وطرفي باهت / جمد النور أم الجمر جرى
لهب من وقده مسك الدجى / فكأن الأفق أضحى مجمرا
وبروحي نفحةٌ من طيه / حملت عن أرض ليلي خبرا
ضمخت أذيالها من تربها / فنشقنا من شذاها العنبرا
أيها المدلج والليل على / رسله والنجم يمشي القهقري
غارقاً في لجة الظلماء لا / يهتدي كيف سرى كيف سرى
حائراً والدجن يغشى سبله / وكأن الزنج جرت عسكرا
أطبق الجفن وقل يا با الهدى / وانظر الليل انجلى أم أقمرا
ذاك من في ذكره والفجر ما / دق صخر الليل إلا انفجرا
هكذا يا ابن الرفاعي رفعة / تخذت هام الثريا كالثرى
هكذا الاشراف في سيماهم / لا من اعتاض الطراز الأخضرا
أي فضل لشريف لم يكن / ينصر السنة أو يجدي الورى
يا رعى اللَه زماناً لذت في / حيه اشكر ذاك العمرا
انتحي أبوابه مستبشراً / فكأني وافد أم القُرى
وإذا ما قمت في حضرته / أحسب الشمس استحالت بشرا
يملأ الأسماع أقراطاً ويا / بهجة الناظر فيما نظرا
كرمت أخلاقه حتى لقد / عقد المجد عليها الخنصرا
سيدي يا با الهدى ياذا الندى / يا وفي الوعد يا سامي الذرى
دم كما أنت وما ذاك سوى / ان تدوم الدهر سام مظهرا
بابك الدنيا ومرآك المنى / ونداك الطوق في جيد الورى
قعد الخط به حتى اقتعد
قعد الخط به حتى اقتعد / غارب السير ومن جد وجد
سامه الدهر خمولاً فنبا / ولقد يخمل في الغاب الاسد
كم سقته ويحها أيامه / خمرة الهم باقداح النكد
والليالي آه من ويلاتها / عرفته كيف تمزيق الجلد
اطلق الضيم عليه سهمه / فخلا عنه وبالنفس انجرد
ركب البحر وفي أحشائه / لوعة لو هي بالبحر اتقد
لست انسى ساعة البين وما / هي غلا فك روح من جسد
رمت فيها الصبر لكن لم أطق / وحبست الدمع لكن لم يكد
وبروحي غررا قبلتها / لجبين الحسن منها مستمد
من صغار كاللآلي لجلجت / منهم الألسن والجفن اطرد
بعضهم ابكاه مرأى من بكى / ليس بدرى قط ما اليوم وغد
والذي لاح له معنى النوى / أطبق الدمع عليه فارتعد
هل سمعتم يا لقومي عاشقاً / انس الظبي به وهو شرد
ليتني فارقت عيني والحشا / قبلما فارقت أهلاً وولد
أودعوني عندما أودعتهم / حسرة كانت من الموت أشد
كلهم ينشدني قرب اللقا / حاسباً للعود أياماً تعد
والذي لا يعرف النطق غدا / نطقه الايما بعين أو بيد
سألوا يا سعد اين المبتغى / قلت حيث الشمس في برج الأسد
حيث لي من آل طه سادة / ملأوا الدنيا بأنوار المدد
نزلوا فرق فروق فغدا / ثغرها يبسم عن حالي البرد
معشر من لاذ فيهم مخلصاً / أصلحوا من شأنه ما قد فسد
نادهم للغيث والغوث تجد / خير ما سح سحاب ورعد
سيما ليث حماهم من به / تكشف الجلى وتنجل العقد
علم الهدي وصدر العلما / وفتى المجد واستاذ الرشد
اخضر الأكناف رحب المنتدى / أبيض العرض نقيّ المنتقد
جل من أولاه ما أعيا الورى / من معان بمعانيها انفرد
شرف طب فوق المشتري / وعلى فرق السهى دق الوتد
ومعال ليس تحصى ومتى / كانت الأنجم تحصى بالعدد
تلك أخلاق اعالي هاشم / نالها بالارث عن جد فجد
قل لمن اعجزهم ان يدركوا / شأوه موتوا بغيظ وحرد
لم يسد قط حسود إنما / اقتل الأدواء في الكون الحسد
ليس تضليل الأماني نافعاً / لا ولا بالحقد يسمو من حقد
سيدي يا بالهدى يا ابن الذي / جمد النور أم الجمر جرى
يا سيف من مريديكم على / غربه أخنى الصدا مما انغمد
جردوني من قراب الضيم أو / تجبروا كسري فصبري قد نفد
أنا حسان ثناكم في الورى / إنما الاحسان للحر صفد
فاجتلوا شعري بمغزى شاكر / لا بمغزى سائل أو مضطهد
بين ما يطرب في الروض وما / يحزن السامع فرق لا يحد
أي قلب يا غريب المنحنى
أي قلب يا غريب المنحنى / ضلّ مني ويحكم يوم النوى
هل له يا هل ترى من ناشد / هل له من ناشد يا هل ترى
احرق البين بقاياه فمن / لي به وهو رماد بالفضا
كلما هبت رياح الملتقى / خلت في أدراجها منه هبا
إنما الدهر لعمري مولع / بفراق الالف أو نقض الوفا
وعن العذال لا تسأل فما / آفة العشاق في الدنيا سوى
جهلوا الحب وقالوا شططا / ان في السلوان للصب شفا
لو يذق من لامني مر النوى / لشكى من بعض ما بي وبكى
لا أبيت الليل الا شاكيا / كرة السهد على جيش الكرى
وإذا مر خيال طارق / منك يا مي بوهمي وانثنى
قامت الحرب لك اللَه على / سوقها بين فؤادي والجوى
والاسى ويلاه من نيرانه / قوم الاضلاع مني وبرى
ولقد كانت لعمري قفصا / لفؤاد طار في اجو الهوى
ما درى ان الهوى اشراكه / تقنص الأسد ومن لي لو درى
يا مهاة العرب يحمي خدرها / في صدور البيد اطراف القنا
خلع اللَه على أعطافها / من برود الحسن أبهى ما برا
راقبي اللَه بصب اضرمت / للهوى احشاؤه نار القِرى
وافاض الوجد من أجفانه / منهلا اواه لو يروى الظما
فعلت عيناك في الافلاذ من / قلبه يا مي افعال الظبى
كم لها من رشقات عندها / ضاع ثارى ولعينيك البقا
ليت شعري هل لماضي عيشنا / عودة تحيى فؤادي باللقا
أنا من تدرين لم يخطر على / قلبه السلوان او حب السوى
غير أني يا ابنة القوم فتى / يبذل النفس بتطلاب العلى
حملته هذه الدنيا على / غارب الغربة يجتاب الفلا
في ضواحي الأرض أياماً وفي / حاجر يوماً ويوما بالنقا
تتشاكى النوق من اسفاره / وتمل الأرض من ضرب البرى
ولحكم الدور أضحى مثلا / ما انتهى بالسير إلا وابتدا
فكأني خاطر ما وسعت / دركَه يا سعد افكار الدنى
فغدت تجهد في ترديده / فمتى يا دهر ينزاح الغطا
من لنائي الدار قد جار على / صبره الدهر فولّى وانطوى
والليالي بعض ما يلقى بها / مزعجات طيّرت نوم القطا
يتلّوى الدهر كالافعى على / ضعفه ينفث من سم الأذى
صولج الاقدار قد صيّره / كرة يضربها عرض الفضا
واماني النفس قد القينه / في أقاصي الأرض يا تعس المنى
في فم الاقطار اضحى مضغة / ورماه البين أنأى مرتمى
فإلى م وعلى م ومتى / أيها التَسيار تنشق العصا
انكد الناس لعمري عيشة / عائل مغترب يشكو الأسى
لا يرى من راحم لا سيما / في بلاد اهلها حرب التقى
جهلوا الفضل فعادوا حزبه / وغدا دينا لهم حب الغنى
يا خطوب الدهر قرى فعسى / ان تقر النفس يوماً وعسى
وعلى اللَه توكلت فما / يبتغى إلا إليه المشتكى
فهو حسبي وكفاني ان أفز / برضاه وعلى الدنيا العفا
لك مني ذلك العشق ولي
لك مني ذلك العشق ولي / منك يا مي ضياع الأمل
لك قد آه يا ما غَرَّدت / فوق عطفيه حمامات الحلي
ولحاظ رق منها غَزَلٌ / خلته مسترقا من غزلي
لو على الأطواد ما حملته / منك يا أخت المها لم تحمل
لي من لحظيك ويلي منهما / رشقات لم تحد عن مقتلي
لم أخلها أي ومن أرسلها / غير رسل للقضاء المنزل
ليت ما ألقاه من أسهمها / في سويداء قلوب العذل
ليس لي صبر عليها لا ولا / من لي صبر فما شئت افعلي
لك مني ذلك العشق ولي
لك مني ذلك العشق ولي / منك يا مي ضياع الأمل
لو على الأطواد ما حملته / منك يا أخت المها لم تحمل
لي قلب ناره لواحة / قل لمن يجهلها قم فاصطل
لي عين في الهوى نضاخة / تخجل الوسمي بالغيث الولي
لي من لحظيك ويلي منهما / رشقات لم تحد عن مقتلي
لم أخلها أي ومن أرسلها / غير رسل للقضاء المنزل
ليس لي صبر عليها لا ولا / عنك لي صبر فما شئت افعلي
ليت ما ألقاه من أسهمها / في سويداء قلوب العذل
ليروا أن الهوى يا مي ما / هو بالسهل ولا المستسهل
لك قد آه يا ما غردت / فوق عطفيه حمامات الحلى
لك خد جل من صوره / يخجل الشمس ببرج الحمل
لك لحظ رق منه غزل / زلته مسترقا من غزلي
لك ثغر كاد يحكي نظمه / كلمي في مدح ذي الفخر الجلي
ليث أهل الله شيخ الفقرا / الرفاعي صاحب القدر العلي
لب معنى الرشد بل شمس سما ال / فضل بل روح نجاح الأمل
لحظة منه تنير القلب من / ظلمة الجهل وتشفي المبتلي
لم يسد في دولة القوم الأولى / مثله فهو سراج الدول
لعلاه خارقات في الورى / صح لي فيهن ضرب المثل
لو على النار تلونا ذكره / لانطوت في وقدها المشتعل
لو صد عنا باسمه الآساد في / غيلها ما جنحت للغيل
لو رشفنا ريقة الأفعى على / سره لذت لنا كالعسل
لثمه يمنى أبيه المصطفى / أشرف الخلق أمام الرسل
لف كل المجد في بردته / أفلا يسمو على كل ولي
ليس لي عن حبه من معدل / أو هل عن حبه من معدل
لذ لي بين البرايا مدحه / مدحه بين البرايا لذلي
لكن الفكر لعمري قاصر / عن ثنا ذاك الإمام الأفضل
لو نظمت الشهب في سلك الثنا / فيك يا شيخ الشيوخ الكمل
لغدت أبكار نظمي مع ما / بلغت من حسنها في خجل
لي حظ العمران تقبل ولا / طيب للعيش إذا لم تقبل
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد / ليس في الغادات من ترعى الوداد
داؤك الأحداق منهن وما اب / يض حظ قط من ذاك السواد
دمعك الهتان لم يرحمنه / ولقد لانت له الأرض الجماد
دأبهن الدل والتيه فكم / قتلوا صبا وغالوا من فؤاد
دان للحب فؤادي زمنا / بعت فيه العمر في سوق الكساد
درس الغيد عهودي جفوة / لا سقى عهدهم صوب العهاد
دلهوني بعذاب لم أذق / مثله يا سعد من كيد الأعاد
دعك من ذل الهوى وانهض بنا / نطلب العز على متن الجياد
دربها نحو انبلاج النور من / واسط وانزل لدى باب المراد
دارة العليا ومجلى بدرها / مدفن الغوث الرفاعي الجواد
درة التاج وسلطان الحمى / شيخ أهل الله مصباح الرشاد
دامغ العادي بسر عنده / تلثم البيض مع السمر الصعاد
دق بالهمة هام الخصم لم / يحمه اللامة منها والجساد
دائما تعنو الأفاعي لعلى / ذكره والنار تردى في الرماد
دوخت سطوته بين الورى / كل جبار بعيد الانقياد
دانت الأسد لعليا اسمه / وسيوف الهند ذابت في الغماد
داس هامات المعالي سؤددا / وسما شأوا على السبع الشداد
دمث الخلق ولا غرو فقد / ناله بالإرث عن خير العباد
دق طبل الرشد في الكون فما / زل مرتادوه عن نهج السداد
ديم الغيث لدى إحسانه / قطرات لم تكد تروى الصواد
درر الجود بأسلاك الندى / منه قد طوقن أجياد البلاد
دار في الأكوان من برهانه / كأس عرفان من العذب البراد
در بالنور على وراده / وغدا الدين به وارى الزناد
دندن الساقي بمعناه وكم / هامت القوم به في كل واد
درعنا بين البرايا حبه / أبدا وهو لنا نعم العماد
دارك اليوم عبيدا يرتجى / من علاك الغوث يا رب الاياد
دله الجود عليكم فأتى / يقطع البيد زميلا ووخاد
دائبا يلهج في معناكم / ساجعا فيه مع الورق الغراد
دمت يا ابن المصطفى غوثي في / هذه الدنيا وفي يوم المعاد
يا زكياً بات ضيف الشهدا
يا زكياً بات ضيف الشهدا / ولدي يا ولدي يا ولدي
قد سلا فقدك مني كبدي / ليتني كنت لعينيك فدا
آه واحرقة أحشائي عليك / كل حزن بعدك انصب علي
ان تكن لاقيت اهنا حالتيك / فلقد لاقيت اسوا حالتي
ليت من صوب مرماه إليك / عامداً غدراً وظلما يا بني
كان أعمى العين مقطوع اليد / موثق الأعضاء في أيدي الردى
فاقد العزم عديم السند / لا يرى من راحم طول المدى
فلقد افقدني الغصن الرطيب / قبلما اينع منه الزهر
كنت أرجو منه لي خير طبيب / ان عرى جسمي الضنى والكبر
فهو أفديه من نجل نجيب / كهلال قد بكته الزهر
ورمى قلبي بجمر موقد / ما سقته العين إلا اتقدا
لا أرى قاتله من ولد / لا حوى من أنعم اللَه يدا
آه واحسرة قلبي يا زكي / كيف غطى الترب عن عيني سناك
ان يكن من بشر كالملك / في البرايا فلعمري انت ذاك
من رأى قبلك بدر الفلك / في الثرى يا طيب اللَه ثراك
ان ابت فيك بليل الأرمد / فلقد حالف قلبي الكمدا
لم يدر بعدك لي في خلد / من لذاذ العيش ما يروى الصدى
كيف لا أبكي ولا اشكي الأسى / وحبيبي قد ثوى تحت الثرى
ان جرى دمعي صبحا ومسا / فعلى المقتول غدراً قد جرا
صبحي اسود وليلي اغطسا / بعده والقلب مني انفطرا
أفلا اغدو بحزن سرمد / كلما سلسل جفني اطردا
اتراني بعد فقد الولد / اطلب العيش واهوى الرغدا
فاعذروني يا لقومي كلما / زاد تعديدي ونوحي والحزن
فزكي كان مصباح الحمى / لست أنساه ولو طال الزمن
بعده صار وجودي عدما / وانحنى ظهري والعظم وهن
ويميني لافتقاد العضد / اصبحت شلاء لا تسمى يدا
فأعني بعظيم المدد / يا آلهي واجل عني النكدا
غاض صبري والهوى قد بلغا
غاض صبري والهوى قد بلغا / من فؤادي يا سليمي مبلغا
غلغلت نار الجوى في منحنى / أضلعي والدمع من جفني طغا
غيب الوجد صوابي ويحه / ما الذي حاول مني وابتغى
غادر العاذل فينا طامعا / يا سليمى فتمادى ولغا
غره إعراضنا عنه إلى / أن طغى باللوم جهلا وبغى
غير أني لم أدع في ضامري / لشياطين اللواحي منزعا
غلب العشق على السلوى إلى / أن غدا كل ملام ملتغى
غال قلبي يا خليلي هوى / بت ألقى منه ليثا أروغا
غربت شمس فهل من ثمن / للقاها بالغا ما بلغا
غنيا لي باسمها ثم أحدوا / ناقتي فالسمع منها قد صغى
غمغمت شوقا لمرعى أنسها / وانبرت تشكو جواها بالرغا
غربا بي نحو غربي الحمى / وسلامي لسليمى بلغا
غادرتني بالنوى مستنزفا / دمعي الهتان حتى استفرغا
غادة الحي أريتي ما الذي / بمغار البين قتلي سوغا
غارة الأيام تكفيني فكم / قرعت قلبي حتى انثدغا
غشي الهم فؤادي عندما / عقرب الضنك لعيشي لدغا
غير أني ولو اهتاجت على / كبدي يا دهر نيران الوغا
غير شيخ الفقر إلا ارتجى / فهو نعم المرتجى والمبتغى
غوثنا الشيخ الرفاعي الذي / حاز مجدا شأوه لن يبلغا
غنم اللثم ليمنى المصطفى / فكساه الفخر ثوبا مسبغا
غاص بحر الغيب حتى استخرج الد / در واختص بما قد أبلغا
غيهب الغي انجلى في الكون مذ / ببياض الرشد منه انصبغا
غمر جود لو مددنا أبحرا / من نداه في الدنا ما فرغا
غمر العافين بالخير ابتغى / وجه مولاه فنعم الابتغا
غنيت نفسي بجدواه فكم / نعمة منه عليها أسبغا
غرس حبيبه بأحشائي نما / وبه نجم سعودي بزغا
غوث أهل الله جدوا قبل ثنا / مادح في مدحكم قد نبغا
غبط الدر نظامي حيث في / قالب الحسن بكم قد أفرغا
غرضى الغذ به مرضاتكم / إذ رضا السادات مما يبتغى