لا أريدُ " الناي " إني
لا أريدُ " الناي " إني / حاملٌ في الصدرِ نايا
عازفاً آناً فآناً / بالأماني والشَّكايا
البلايا أنطَقتْهُ / سامحَ اللهُ البلايا
حافظاً كلَّ الذي / مرَّ عليه كالمرايا
سّيء الحالِ ولكنْ / حَسُنَت منه النَّوايا
حجزَ الهمُّ على / أنفاسِه إلاَّ بقايا
أفلتت في نَبراتٍ / شائعاتٍ في البرايا
ترقصُ الفتيانُ إن / غَنَّيتُ فيه والفتايا
هو وِردي في صباحي / وصَلاتي في مسايا
مُعجِزٌ تهييجُهُ كلَّ / المُغَنّينَ سِوايا
أدركتْ ظاهره النّاَسُ / وأدركتُ الخفايا
رنَّةُ المِعَولِ في الحفرةِ / صوتٌ لِلمنايا
كومةٌ للرملِ أم / جُمجمةٌ طارتْ شظايا
حملَ الناسُ سكوناً / وجَلالاً في الحنايا
شاعراً أدركهُ الموتُ / غريباً في الزوايا
سبرَ الأفق بعينٍ / أدركتْ منه الخبايا
فانبرى يُوحي إلى النَّاس / منَ الأسرارِ آيا
ثمَّ أغفاها وفي النَّفْسِ / ميولٌ ونوايا
قالَ لمَّا لَقَّنوهُ : / أنَا لا أملكُ رايا..
لستُ أدري ما أمامي .. / لستُ أدري ما ورايا
لا أرى مَن شيَّعوني / منكمُ إلاَّ مطايا!
رجعتْ إذ لم يجدْ سائقها / للسيرِ غايا
حَزِنَ " الشيخُ " ولكنْ / ضحِكتْ منه الصبَّايا