القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 2
عاد للأرض مع الصيف صباها
عاد للأرض مع الصيف صباها / فهي كالخود التي تمّت حلاها
صور من خضرة في نضرةٍ / ما رآها أحد إلاّ اشتهاها
ذهب الشمس على آفاقها / و سواد اللّيل مسك في ثراها
و نسيم في أشجارها / و شوشات يطرب النهر صداها
و السّواقي فتن راقصة / ضحكها شدو و تهليل بكاها
و الأقاحي صور خلّابة / و أغاني الطير شعر لا يضاهى
إنّها الجنة لامريء / هو فيها و قليلا ما يراها
أيّها المعرض عن أزهارها / لك لو تعلم يا هذا شذاها
أيّها النائم عن أنجمها / خلق الله لعينيك سناها
أيّها الكابح عن لذّاتها / نفسه هيهات لن تعطى سواها
لا تؤجّل لغد ليس غد / غير يوم كالّذي ضاع و تاها
و إذا لم تبصر النفس المنى / في الضحى كيف تراها في مساها
هذه الجنّة فاسرح في رباها / و اشهد السّحر زهورا و مياها
و استمع للشّعر من بلبلها / فهو الشعر الذي ليس يضاهى
ما أحيلى الصيف ما أكرمه / ملأ الدنيا رخاء ورفاها
عندما ردّ إلى الأرض الصّبا / ردّ أحلامي التي الدهر طواها
كنت أشكو مثلما تشكو الضّنى / فشفى آلام نفسي وشفاها
هذه " ملفرد " قد لاحت رباها
هذه " ملفرد " قد لاحت رباها / فانس يا قلب اللّيالي و أذاها
واشهد الفنّ سفوحا و ذرى / و الهوى الصافي أريجا و مياها
ههنا أودعت أحلام الصبا / أفما تلمح نورا في ثراها ؟
أتلقى الوحي عن بلبلها / و هو و لهان يغني لرباها
و تحسّ الوحي روحي هابطا / من سماها في ضحاها و مساها
ذهبت عشرون في فرقتها / ليتها فيها انقضت لا في سواها
كم جلسنا تحت صفصافتها / أشتكي وجدي و تشكو لي هواها
و السّواقي استترت إلاّ غناها / و الرّوابي هجعت إلاّ شذاها
و الصدى في الغاب لم ننبس معا / نسبة إلاّ وعاها و حكاها
نتناجى ويدي في يدها / فإذا لاح خيال نتلاهى
أنا دنيا من شباب و هوى / و هي كالروضة قد تمت حلاها
أحسن الأيّام في العصر انقضت / آه لو ينشرها من قد طواها
صرت في نيويورك طيفا شاردا / مع طيوف حائرات في سراها
طرحت عنها رؤاها و مضت / ننشد المجد الذي فيه شقاها
كنعاج عميت أبصارها / ووهت في طلب العشب قواها
كلّما جدّت لكي تدركه / وجدته صار في الأرض وراها !
أين في نفسي رؤى تسعدها ؟ / سرقت نيويورك من نفسي رؤاها
في يدي أمري و لا أملكه / و معي ذاتي و أخشى أن أراها !
هذه " أمّ القرى " قف في حماها / تسترح نفسي من بعض جواها
ههنا الإنسان يلقى ذاته / ههنا لا يحجب المال الإلها
لا تقل لي جئتها عارية / فقرها عندي جميل كغناها
لم يزل للصيف فيها عبق / و سماء الصيف ما زالت سماها
لا يزال الحبّ في شلالها / و بواديها حديثا وانتباها
لم يجردها الشتا من وشيها / بل كساها روعة فوق بهاها
فهي في ديباجة من صبغه / ما رآها أحد إلاّ اشتهاها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025