ناشِداها عن فؤادي وسَلاها
ناشِداها عن فؤادي وسَلاها / أَهوًى غيرُ هواها قد سلاها
واذكراني يا خليليَّ لها / فَعَساها تَرحَمُ الصَّبَّ عساها
واسأَلا عن مهجةٍ داميةٍ / رُمِيَت سهمَ غرام مَن رماها
لا أَبيتُ اللَّيلَ إلاَّ قَلِقاً / يمنع الوجد من العين كراها
يا غراماً بالدّمى ما تنقضي / حسراتٌ بالحشا طال مداها
وبقلبي ظبية الخدر الَّتي / ليس يهوى صبُّها إلاَّ هواها
تركَتْني أتلظَّى وأرى / ذكر نفس الصّبّ من تهوى لظاها
زَعَمَتْ أنِّي سالٍ بعدها / طلعةً ما شاقني شيئاً سواها
لا ومن أسلو بها مغرًى بها / وأذابَ القلبَ وجداً ما سلاها
وسعى الواشي إليها بالَّذي / ساءها حتَّى اسْتمرَّت بجفاها
هي صَدَّتْ ريبة عن صبِّها / فشكَتْه يوم صدَّتْ وشكاها
لو دَرَتْ إذ طلَبت تعذيبه / ما يقاسي بهواها لكفاها
ما عليها في الهوى لو أنَّها / سَمعَتْ بالوصل يوماً لفتاها
فشفى داء الهوى من مهجةٍ / عَلِمَ الله بما ضمَّتْ حشاها
لستُ أنسى ليلةً صَحَّتْ بها / أَعينُ الأَزهار واعتلَّ صباها
وعناقي دمية القصر وقد / شغلت مقلة واشينا عماها
بتُّ أُسقى ضَرب الثغر ولا / أَشربُ الخمرة إلاَّ من لماها
زَهْرَةُ الدُّنيا الَّتي لا تجتنى / غير باعي في المعالي ما اجتناها
سوفَ أحظى بالَّتي أهوى وإنْ / مَنَعوها عن عيوني أنْ تراها
أترى تحجب عن ذي هممٍ / كسيوف الهند بتَّار شباها
لو رأى من دونها نارَ الوغى / تتلظَّى بالمنايا لاصطلاها
لا ترَقَّيْتُ العُلى إنْ لم أكنْ / مُبلِغاً نفسيَ بالسَّيف مناها
فلئنْ خانَتْ أخلاّئي فما / خانني من هِمَمي ماضي ظباها