القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 11
ليت لو كنت إذا قلت أنا
ليت لو كنت إذا قلت أنا / أملك الروح وأحوى البدنا
إنما هذا حبيبي حاضر / وأنا يا ليت شعري من أنا
قام ناسوتي بمن أوجده / حيث لاهوتي إلى الباري دنا
يا أولي الألباب هل من أحد / منصفي قد ضاعت النفس هنا
هل أنا الناسوت في ثقلته / هل أنا اللاهوت حيث اكتمنا
أم أنا وهمٌ ولما ظهر ال / حق ولَّى باطلي وانطحنا
ليست الأكوان إلا عرضاً / ما لها عمن به قامت غنى
أو هي الظلُّ فسل عن شاخصٍ / هو منا دائماً أولى بنا
وأنا اليوم لقد قمت به / أندب الربع وأبكي الدمنا
بحجاب النفس قومي حجبوا / ويحهم كم يدَّعون الفطنا
غرَّهم علمُ رسومٍ قنعوا / منه بالقشر فظنوه المنى
وإذا ما جهلوا أنفسهم / أي شيء عرفوه ههنا
يعبدون الله خوفاً من لظىً / فلظىً قد عبدوا لا ربَّنا
ولدارِ الخلدِ صلّوا لا لَهُ / مثل قوم يعبدونا الوثنا
أنا مفتون بمحبوب به / كل من قد كان قبلي فتنا
ليس في غرب ولا في مشرق / أنه في بيت قلبي سكنا
أينما وليت ألقى وجهه / ظاهراً أفديه وجهاً حسنا
ولكم صمت وصليت له / بل به حتى محوت الزمنا
ومقام القرب كم طفت به / ومتى فيها لقد نلت منى
وإذا شئت به تحيى فمت / والبقا إن رمته سرُّ الفنا
كل تحريك تراه وسكونْ
كل تحريك تراه وسكونْ / فانتقال من حياة لمنونْ
وجميع الكون إن حققته / فإشاراتٌ إلى كن فيكون
نظرة أعطت وأخرى أخذت / كل شيء في الورى عالٍ ودون
فهي عين وإذا شئت فقل / أعين سالت لنا منها عيون
وهي ذات حذرتنا نفسها / صعبت فينا وإن شاءت تهون
حجبت عنها بها أعيننا / فظهور من بطون وبطون
كل يوم هو في شان وذا / عجبٌ فاليوم من تلك الشئون
وشئون هي في شأن بدت / باختفاء عن سناه وكمون
ثم ذاك الشان في شان إلى / لا إلى مما تراه العارفون
فاجتهد في السير واقرع بابه / وادخل الحضرة والبيت المصون
لا تظن الباب يا باب سوى / أنت والبيت سوى أنت يكون
وافهم الأمر به يا أمره / تعرف الأمر مع الكل فنون
أيها القوم السكارى
أيها القوم السكارى / بعقار وهو دونْ
خمر أرباب المعاني / هو أعلى ما يكونْ
فبطون من ظهور / وظهور من بطون
أنفقوا الأجسام محقاً / في هوى عين العيون
ثم بالأرواح ساروا / في غرام وشجون
ثم عنهم خلعوا ما / عاقهم دون المنون
فاعلموا يا أهل ودي / أن من عز يهون
واسمعوا من قول ربي / فله نحن الشئون
أنفقوا ما قد جمعتم / من علوم وفنون
وذوات وصفات / وخفوق وسكون
فلقد قال إله ال / خلق في الذكر المصون
لن تنالوا البر حتى / تنفقوا مما تحبون
أيها الشخص الذي قال أنا
أيها الشخص الذي قال أنا / مسلم والكفر فيه اكتمنا
ليس هذا الأمر بالقول ولا / بالتمني يدرك المرء المنى
إن تكن آمنت بالله كما / هو في التنزيه عما ههنا
حيث لا تشبيه في العقل له / ثم لا تعطيل سرّاً عَلَنا
ثم صدقت النبي المصطفى / بالذي جاء به يرشدنا
والذي في صدره كنت به / موقناً في كل حال مؤمنا
والذي أظهره من شرعه / هكذا كنت به مستيقنا
أو بدا من ذاك شيء لك في / أحد عنك تناءى أو دنا
فإذاً أنت لعمري مسلمٌ / تتبع الفرض وتقفو السنا
فاستعن بالله إن لم تك في / هذه الحالة تلقَ المِننا
وإذا أتحفك الله بها / فاشكر الله لها وادعُ لنا
إنما الإيمان نورٌ
إنما الإيمان نورٌ / في قلوب المؤمنينْ
وهو تصديق وإذعا / ن وتسليم متين
لكتاب الله والسن / نة عن طه الأمين
غير محتاج لعقل / أو لفهم مستبين
أو دليل أو لشيء / خارج عنه معين
هو نور هو نور / يتلالا في الكمين
وهو سر الله فينا / وطريق الصالحين
هو نور وكذاك ال / شيء بالنور يبين
وبه لا بسواه / كان سير المتقين
عرفوا الله وذاقوا / وصفه في كل حين
كشفوا عن كل شيء / كان في دنيا ودين
لبس الإيمان منهم / ذلك الحصن الحصين
إن في قرع المثاني
إن في قرع المثاني / بهجةَ السبع المثاني
وجفون العين فيها / حفظ أسرار العيان
جل نور قد تجلَّى / في تناويع البيان
واحدٌ وهو كثير / وجميع الكون فاني
ذاته الذات تسامت / في لباس الحدثان
وصفات الكل لاحت / بتصاريف المباني
هو بل لا هو عندي / هو في ناء وداني
نزهوا أو شبهوا لا / تعرفوا غير المعاني
والملا وهم عظيم / والخلا محض افتتان
إنما الماء على ما / هو في كسر الأواني
قل لقوم غصبوا أنفسهم
قل لقوم غصبوا أنفسهم / في يد الله وهم لا يعلمون
وادعوها ملكهم من جهلهم / مستقلين بها كن فيكون
قوله الحق له ما في السم / وات والأرض جميعاً تقرأون
وله قل كل شيء هالك / قال أيضاً وإليه ترجعون
هُوَ ما هُوْ وأنا ما هُوْ أنا
هُوَ ما هُوْ وأنا ما هُوْ أنا / واحدٌ هذا تبدَّى علنا
فاعجبوا من واحد واثنين ما / هوَ إلا واحد وهْوَ أنا
ظاهر بي باطن عنيَ بي / لظهوري وبطوني بدنا
نفخ الروح به عن أمره / وهي لولا أمره كانت فنا
جل ربُّ الخلق لا يعرفه / غيره والخلق في بحر العنا
نحن لا نحن وبالفقر إلى / يدِ من نعرفُ مُدَّت بالغنى
إن نَقُلْ قلنا وما قلنا وقد / قال إذ قال وما قال كنى
وكما الكل همُ الكل كذا / ما همُ الكل فكن مستيقنا
هذه حالة أهل الله لا / أهل غير الله صارت ديدنا
ذوقهم يكشف عنها وبها / من علوم الله قد نالوا المنى
مرج البحرينِ إذ يلتقيانْ
مرج البحرينِ إذ يلتقيانْ / وهما بحرا وجودٍ وكيانْ
برزخٌ بينهما لا يبغيانْ / هي نفس ذات أوصاف حسانْ
تعبد الله على الكشف عيانْ / وهي بالله تعالى المستعانْ
حضرة قدسية ذات امتنانْ / أحسنت أعمال بر كل آنْ
تقتفي السنة والفرض المصانْ / دأبها الصدق وإخلاص الجنانْ
وهي أمر وهي خلق وفلانْ / وهي رب لا مكان لا زمانْ
عندها هذا على ما فيه كانْ / وكذا هذا على ما فيه فانْ
عدم صرف كثير الإفتنانْ / ووجود كل يوم فيه شانْ
لا طغا هذا على هذا فبانْ / لا ولا هذا على هذا فهانْ
فارس الميدان في يوم الرهانْ / يعرف الحال ويدري ما استبانْ
والذي ما عنده منا يدانْ / سوف يلقى الله مذلولاً مهانْ
لا تكن إلا لمولاك أنا
لا تكن إلا لمولاك أنا / وأنا أنت كما أنت أنا
أنت لا أنت أنا لست أنا / ما خرجنا نحن عن محض الفنا
وهو وهو الله لا غير فكن / هو لا أنت تدلَّى ودنا
هو حق وسواه باطل / جاء في القرآن هذا علنا
وبه السنة أيضا وردت / فتمسك بهما تلقَ المنى
باطل أيْ عدم قدَّره / فهو تقدير هناك وهنا
لا تقل شيء سواه أبداً / منه يأتيك سرور وهنا
ما مع الله وجود للسوى / والسوى حيث التجلي وهنا
مكّن الممكن من إمكانه / لا تخالطه بواجب الغنى
وتحققه تجده واحداً / ليس مخلوطاً بمعدوم لنا
إنما المعدوم مخلوق له / لم يزل في العلم أمراً ممكنا
ما له عندك كُنْهُ
ما له عندك كُنْهُ / فتحققْهُ وكنْ هُوْ
أيها الغائب فيه / لمتى تعرض عنه
أنت غيب وهو غيب / لك تأتي أنت منه
وتيقظ أيها الغا / فل فِقْ أنت لدنه
للربوبية سر / فاحفظ السر وصنه
وعليك العهد مأخو / ذ من الرب اعْرِفَنْهُ
وعزيزٌ هو في ذا / تك إياك تُهِنه
عدم أنت ومولا / ك وجود فاشْهدنه
زينة الله فخذها / منه واخرج لا تَشُنه
وعلى نفسك من ين / صح بالحق أَعِنه
وإذا آمنك المو / دع سراً لا تخنه
وارجع الأمر إليه / ذاتك امْحَقْها فدنه
شرعك الميزان فاعمل / والذي تعمل زِنه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025