المجموع : 11
ليت لو كنت إذا قلت أنا
ليت لو كنت إذا قلت أنا / أملك الروح وأحوى البدنا
إنما هذا حبيبي حاضر / وأنا يا ليت شعري من أنا
قام ناسوتي بمن أوجده / حيث لاهوتي إلى الباري دنا
يا أولي الألباب هل من أحد / منصفي قد ضاعت النفس هنا
هل أنا الناسوت في ثقلته / هل أنا اللاهوت حيث اكتمنا
أم أنا وهمٌ ولما ظهر ال / حق ولَّى باطلي وانطحنا
ليست الأكوان إلا عرضاً / ما لها عمن به قامت غنى
أو هي الظلُّ فسل عن شاخصٍ / هو منا دائماً أولى بنا
وأنا اليوم لقد قمت به / أندب الربع وأبكي الدمنا
بحجاب النفس قومي حجبوا / ويحهم كم يدَّعون الفطنا
غرَّهم علمُ رسومٍ قنعوا / منه بالقشر فظنوه المنى
وإذا ما جهلوا أنفسهم / أي شيء عرفوه ههنا
يعبدون الله خوفاً من لظىً / فلظىً قد عبدوا لا ربَّنا
ولدارِ الخلدِ صلّوا لا لَهُ / مثل قوم يعبدونا الوثنا
أنا مفتون بمحبوب به / كل من قد كان قبلي فتنا
ليس في غرب ولا في مشرق / أنه في بيت قلبي سكنا
أينما وليت ألقى وجهه / ظاهراً أفديه وجهاً حسنا
ولكم صمت وصليت له / بل به حتى محوت الزمنا
ومقام القرب كم طفت به / ومتى فيها لقد نلت منى
وإذا شئت به تحيى فمت / والبقا إن رمته سرُّ الفنا
كل تحريك تراه وسكونْ
كل تحريك تراه وسكونْ / فانتقال من حياة لمنونْ
وجميع الكون إن حققته / فإشاراتٌ إلى كن فيكون
نظرة أعطت وأخرى أخذت / كل شيء في الورى عالٍ ودون
فهي عين وإذا شئت فقل / أعين سالت لنا منها عيون
وهي ذات حذرتنا نفسها / صعبت فينا وإن شاءت تهون
حجبت عنها بها أعيننا / فظهور من بطون وبطون
كل يوم هو في شان وذا / عجبٌ فاليوم من تلك الشئون
وشئون هي في شأن بدت / باختفاء عن سناه وكمون
ثم ذاك الشان في شان إلى / لا إلى مما تراه العارفون
فاجتهد في السير واقرع بابه / وادخل الحضرة والبيت المصون
لا تظن الباب يا باب سوى / أنت والبيت سوى أنت يكون
وافهم الأمر به يا أمره / تعرف الأمر مع الكل فنون
أيها القوم السكارى
أيها القوم السكارى / بعقار وهو دونْ
خمر أرباب المعاني / هو أعلى ما يكونْ
فبطون من ظهور / وظهور من بطون
أنفقوا الأجسام محقاً / في هوى عين العيون
ثم بالأرواح ساروا / في غرام وشجون
ثم عنهم خلعوا ما / عاقهم دون المنون
فاعلموا يا أهل ودي / أن من عز يهون
واسمعوا من قول ربي / فله نحن الشئون
أنفقوا ما قد جمعتم / من علوم وفنون
وذوات وصفات / وخفوق وسكون
فلقد قال إله ال / خلق في الذكر المصون
لن تنالوا البر حتى / تنفقوا مما تحبون
أيها الشخص الذي قال أنا
أيها الشخص الذي قال أنا / مسلم والكفر فيه اكتمنا
ليس هذا الأمر بالقول ولا / بالتمني يدرك المرء المنى
إن تكن آمنت بالله كما / هو في التنزيه عما ههنا
حيث لا تشبيه في العقل له / ثم لا تعطيل سرّاً عَلَنا
ثم صدقت النبي المصطفى / بالذي جاء به يرشدنا
والذي في صدره كنت به / موقناً في كل حال مؤمنا
والذي أظهره من شرعه / هكذا كنت به مستيقنا
أو بدا من ذاك شيء لك في / أحد عنك تناءى أو دنا
فإذاً أنت لعمري مسلمٌ / تتبع الفرض وتقفو السنا
فاستعن بالله إن لم تك في / هذه الحالة تلقَ المِننا
وإذا أتحفك الله بها / فاشكر الله لها وادعُ لنا
إنما الإيمان نورٌ
إنما الإيمان نورٌ / في قلوب المؤمنينْ
وهو تصديق وإذعا / ن وتسليم متين
لكتاب الله والسن / نة عن طه الأمين
غير محتاج لعقل / أو لفهم مستبين
أو دليل أو لشيء / خارج عنه معين
هو نور هو نور / يتلالا في الكمين
وهو سر الله فينا / وطريق الصالحين
هو نور وكذاك ال / شيء بالنور يبين
وبه لا بسواه / كان سير المتقين
عرفوا الله وذاقوا / وصفه في كل حين
كشفوا عن كل شيء / كان في دنيا ودين
لبس الإيمان منهم / ذلك الحصن الحصين
إن في قرع المثاني
إن في قرع المثاني / بهجةَ السبع المثاني
وجفون العين فيها / حفظ أسرار العيان
جل نور قد تجلَّى / في تناويع البيان
واحدٌ وهو كثير / وجميع الكون فاني
ذاته الذات تسامت / في لباس الحدثان
وصفات الكل لاحت / بتصاريف المباني
هو بل لا هو عندي / هو في ناء وداني
نزهوا أو شبهوا لا / تعرفوا غير المعاني
والملا وهم عظيم / والخلا محض افتتان
إنما الماء على ما / هو في كسر الأواني
قل لقوم غصبوا أنفسهم
قل لقوم غصبوا أنفسهم / في يد الله وهم لا يعلمون
وادعوها ملكهم من جهلهم / مستقلين بها كن فيكون
قوله الحق له ما في السم / وات والأرض جميعاً تقرأون
وله قل كل شيء هالك / قال أيضاً وإليه ترجعون
هُوَ ما هُوْ وأنا ما هُوْ أنا
هُوَ ما هُوْ وأنا ما هُوْ أنا / واحدٌ هذا تبدَّى علنا
فاعجبوا من واحد واثنين ما / هوَ إلا واحد وهْوَ أنا
ظاهر بي باطن عنيَ بي / لظهوري وبطوني بدنا
نفخ الروح به عن أمره / وهي لولا أمره كانت فنا
جل ربُّ الخلق لا يعرفه / غيره والخلق في بحر العنا
نحن لا نحن وبالفقر إلى / يدِ من نعرفُ مُدَّت بالغنى
إن نَقُلْ قلنا وما قلنا وقد / قال إذ قال وما قال كنى
وكما الكل همُ الكل كذا / ما همُ الكل فكن مستيقنا
هذه حالة أهل الله لا / أهل غير الله صارت ديدنا
ذوقهم يكشف عنها وبها / من علوم الله قد نالوا المنى
مرج البحرينِ إذ يلتقيانْ
مرج البحرينِ إذ يلتقيانْ / وهما بحرا وجودٍ وكيانْ
برزخٌ بينهما لا يبغيانْ / هي نفس ذات أوصاف حسانْ
تعبد الله على الكشف عيانْ / وهي بالله تعالى المستعانْ
حضرة قدسية ذات امتنانْ / أحسنت أعمال بر كل آنْ
تقتفي السنة والفرض المصانْ / دأبها الصدق وإخلاص الجنانْ
وهي أمر وهي خلق وفلانْ / وهي رب لا مكان لا زمانْ
عندها هذا على ما فيه كانْ / وكذا هذا على ما فيه فانْ
عدم صرف كثير الإفتنانْ / ووجود كل يوم فيه شانْ
لا طغا هذا على هذا فبانْ / لا ولا هذا على هذا فهانْ
فارس الميدان في يوم الرهانْ / يعرف الحال ويدري ما استبانْ
والذي ما عنده منا يدانْ / سوف يلقى الله مذلولاً مهانْ
لا تكن إلا لمولاك أنا
لا تكن إلا لمولاك أنا / وأنا أنت كما أنت أنا
أنت لا أنت أنا لست أنا / ما خرجنا نحن عن محض الفنا
وهو وهو الله لا غير فكن / هو لا أنت تدلَّى ودنا
هو حق وسواه باطل / جاء في القرآن هذا علنا
وبه السنة أيضا وردت / فتمسك بهما تلقَ المنى
باطل أيْ عدم قدَّره / فهو تقدير هناك وهنا
لا تقل شيء سواه أبداً / منه يأتيك سرور وهنا
ما مع الله وجود للسوى / والسوى حيث التجلي وهنا
مكّن الممكن من إمكانه / لا تخالطه بواجب الغنى
وتحققه تجده واحداً / ليس مخلوطاً بمعدوم لنا
إنما المعدوم مخلوق له / لم يزل في العلم أمراً ممكنا
ما له عندك كُنْهُ
ما له عندك كُنْهُ / فتحققْهُ وكنْ هُوْ
أيها الغائب فيه / لمتى تعرض عنه
أنت غيب وهو غيب / لك تأتي أنت منه
وتيقظ أيها الغا / فل فِقْ أنت لدنه
للربوبية سر / فاحفظ السر وصنه
وعليك العهد مأخو / ذ من الرب اعْرِفَنْهُ
وعزيزٌ هو في ذا / تك إياك تُهِنه
عدم أنت ومولا / ك وجود فاشْهدنه
زينة الله فخذها / منه واخرج لا تَشُنه
وعلى نفسك من ين / صح بالحق أَعِنه
وإذا آمنك المو / دع سراً لا تخنه
وارجع الأمر إليه / ذاتك امْحَقْها فدنه
شرعك الميزان فاعمل / والذي تعمل زِنه