المجموع : 4
يا لقومي من تيميٍ دعْوةً
يا لقومي من تيميٍ دعْوةً / لكثير الوتْرِ موفور الأحَنْ
جَرِّدوها شُزَّباً سابِقةً / تمْلأ الأرضَ سِلاحاً وجُننْ
لمغارٍ تَحسَبُ الصُّبْحَ به / جُنْحَ ليلٍ من مُثارِ النَّقْعِ جَنْ
كلَّما عَفِّرَ طِرْفٌ فارساً / عكفَ الطِّرْفُ عليه وصَفَنْ
وَلج الضَّيْمُ إلى مَنْ عِزُّكمْ / بين فَتْكٍ من يديه ولَسَنْ
فكلامي نَهبُ مَنْ يَجْهلُهُ / مِدَحٌ تُزْجى ومنْزورٌ يُمْنْ
مُطْمعي في مدْحهمْ زينتُهم / تلْكُمُ الزينةُ خضراءُ الدِّمَنْ
كلُّ حِلِّ العِرْضِ محمي الثَّرا / لا ينالُ المجدَ ما عاشَ ولَنْ
طيَّبَ الذمَّ لهُ حُبُّ الغِنى / فاستمرَّ العِرْضُ منهُ ومَرَنْ
صبِّحوا المُدْنَ بها مَبْثوثةً / فتكةً تبقى حديثاً في الزمنْ
وخُراسان فَصَوْناً ضافياً / أنها أرضُ علي بن الحسن
أرضُ خِرْقٍ مُتْلفٍ ما يحتوي / جعلَ الأموالَ للحمدِ ثَمَنْ
ساكبُ الجودِ إذا عَزَّ الحَيا / ببنانٍ كلما سيلَ هَتَنْ
أبْلَجُ الوجه نقيٌّ عِرْضُهُ / طاهِرُ البُرْدةِ عن مسِّ الدَّرنْ
عاقِرُ الكُومِ على ضِيفانهِ / عامَ لا يُنْقَعُ عَيْمانُ اللبنْ
مُستريح الرِفْدِ ما في جُودهِ / كدَرُ المَطْلِ ولا شَوْبُ المِنن
في ابتذال المال بحرٌ زاخرٌ / يقتلُ الجدبَ وفي النادي حَضَنْ
شرفُ الدين الذي إحسانُه / في الورى أحيا كريماتِ السُّننْ
همَّة مالكةٌ أوقاتهُ / منعت مُقْلتهُ طيبَ الوسَنْ
لوذعيُّ القلبِ لا تخدعهُ / رِيبُ الشك ولا رجْمُ الظنن
ينطقُ الغيبُ على مقْولهِ / بالذي كان من السرِّ كَمَنْ
قاطنٌ ما سَدِكَ العزُّ به / فإذا ما آنسَ الضَّيْمَ ضَعنْ
نعمَ مُعلي النارِ في ديمومةٍ / وأخو الجودِ إذا شحَّ الزمن
أبداً يفديكَ من كل رَدىً / ألْكَنُ المِقْوَلِ إنْ قال لَحنْ
باخلُ الخاطِرِ والكفِّ معاً / يحسبُ البذل عن العِرض غَبنْ
شرفتْ نفسكَ حتى عظمتْ / عن حلول الجسم أو سكنى البدن
واحْتواكَ الوجدُ بالمجد فما / قادكَ الشوقُ إلى الظَبي الأغَنْ
أيها النَّدْبُ الذي إحسانُه / طَيَّبَ الغُربة لي بعد الوطن
كل عامٍ للورى عيدٌ به / يُقْتلُ الهَمُّ ويُغْتالُ الحَزَنْ
ولنا من كل يومٍ ينقضي / بك أعْيادٌ من الفِعْل الحسن
فهناكَ الصَّومُ والإفطارُ ما / قرْقرَ القُمْرُ على رأسِ فَنَنْ
مرضُ الحُبِّ شِفائي أبداً
مرضُ الحُبِّ شِفائي أبداً / كلَّما أكْرَبني أطْرَبَني
فبَقائي منْ فنائي فيكمُ / وسُروري منكُمُ في حَزَني
واشتريتمْ بوصالٍ مُهْجَتي / ومنَ العَدْلِ أداءُ الثَّمَنِ
حُسْنُ ظني فيكمُ اذْ خِفْتُكمْ / دونَ أعْمالي جميعاً جُنَني
واذا البلْوى أفادتْ قُرْبكُمْ / فمنَ النُّعمى دَوامُ المِحَنِ
سَلَّمِ الأمْرَ إِلى مالِكهِ
سَلَّمِ الأمْرَ إِلى مالِكهِ / واهْجُرِ الهَمَّ لهُ والحَزَنا
ليس يحْوي لكَ ما تَطْلبهُ / شِدَّةُ الحِرْصِ ولا طولُ العَنا
فالذي يمْلِكهُ ذو قُدْرةٍ / يجعلُ العجزَ طَريقاً للغِنى
يُبدلُ الليل ضحىً من بِشْرِهِ
يُبدلُ الليل ضحىً من بِشْرِهِ / والضُّحى يومَ وَغاهُ مَوْهِنا
فتظلُّ الشمس تشكو فِعْلَهُ / تحتَ جُنْحِ الليل أو تحت القَنا
فهو يُخْفيها عَجاجاً في الوَغى / وهو يَعْلوها بَهاءً وسَنى
هي ضوْءٌ وهو ضوْءٌ ونَدىً / كُلَّما أشْرَقَ بِشْراً هَتَنا
راسِخٌ منْ طودِ حِلْمٍ راجحٍ / ثابتُ الآساسِ عُلْوُيُّ البِنا
وسَحابٌ هاطِلٌ مُسْحَنْفِرٌ / يُبْدِلُ الغَبْراءَ خِصْباً وغِنى
مُستريحُ الرِّفْدِ باغي جُودِهِ / سالِمُ الرَّوْنَقِ مأمونُ العَنا
يَسْبقُ الجودَ بعُذْرٍ فإذا / جادَ لم يُتْبِعْ نَداهُ المِنَنا
قاطِنٌ ما سِدِكَ المَجْدُ بهِ / فإذا آنَسَ عاراً ظَعَنا
شرفُ الدينِ الذي أوْصافُهُ / جَعَلَتْ كُلَّ عَييٍّ ألْسَنا
أحْمَدُ الخيرِ أبو جعفرِهِ / فَضَلا فخْرَ الأسامي والكُنى
منْ تميمٍ وتميمٌ فَضْلُها / عَدَدُ القَطْرِ ورَمْلِ المُنْحنى
نَجَلُوهُ يَعْقِرُ الجيشَ ضُحىً / فإذا اللَّيْلُ دَجا فالبُدُنا