المجموع : 6
أَنْتَ تَبْغِي السِّيَرَا
أَنْتَ تَبْغِي السِّيَرَا / شَاغِلاً عَمَّا تَرَى
مُؤْثِراً أَنْ تَعْلَمَ ال / جَارِي مِمَّا قَدْ جَرَى
رَاضِياً مِنْ خِبْرَةٍ / أَنْ لا تَجُوزَ الخَبَرَا
فَإِذَا مَا كَانَ لِي / حُسْنُ حَظٍّ قُدِّرَا
طِبْتَ نَفْساً لِحَدِي / ثٍ سُقْتُهُ مُعْتَذِرا
عَاطِلٍ يَحْلَى مَتَى / تُلْقِي عَلَيْهِ نَظَرَ
أَيُّ شِعْرٍ أَيُّ نَثْرٍ مُجْزِيءٌ
أَيُّ شِعْرٍ أَيُّ نَثْرٍ مُجْزِيءٌ / مِنْ نَدًى يَجْرِي بِهِ الوَادِي الأَمِينْ
مِنْ نَدَى شَمْسِ المَبَرَّاتِ الَّتِي / حَمْدُهَا مِلْءُ قُلُوبِ العَالَمِينْ
قَدْرْهَا الأَرْفَعُ لا يُبْلَغُ فِي / فَضْلِ دُنْيَا وَلا فَضْلِ دِينْ
جودُهَا الشَّامِلُ كَمْ فِيهِ أساً / لِجَرِيحٍ وَسُرُورٌ لِحَزِينْ
يَجِدُ المَنْكُوبَ أَوْفَى عِوَضٍ / فِيهِ مِنْ كُلِّ رَخِيصٍ وَثَمِينْ
هَكَذَا الإِحْسَانُ لا يَحْصِيهِ مَنْ / عدَّهُ فَلْتَحْيَ أُمُّ المُحْسِنينُ
أَنَا مَنْ أَسْلَفْتُ خَيْراً وَتَوَانَى
أَنَا مَنْ أَسْلَفْتُ خَيْراً وَتَوَانَى / زِد جَمِيلاً وَاقْبَلِ العُذْرَ امْتِنَانَا
عَلِمَ اللهُ ضَمِيرِي لَمْ يَزَلْ / وَافِياً لَكِنَّ سُوءَ الحَظِّ خَانَا
أَخْلَفَتْ تَهْنِئَتِي مِيقَاتَهَا / وَالَّتِي أَسْدَيْتَ لَمْ تُخْلِفْ أَوَانَا
فَلَئِنْ تَسْبِقْ فَمَا أَضَعَفَنِي / عَنْ مُجَارَاتِكَ عَقْلاً وَجَنَانَا
مَنْ يُبَارِيكَ سَماحاً وَنَدىً / مَنْ يُبَارِيكَ بَدِيعاً وَبَيَانَا
مِدْحَةُ السَّيِّدِ لِي فِي حِينِهَا / رَفَعَتْنِي بَيْنَ أَقْرَانِي مَكَانَا
وَمَدِيحِي فِيهِ لَوْ جَادَ لَمَا / زَادَهُ عَنْ كَوْنِهِ أَرْفَعُ شَانَا
سَيِّدِي أَكْرَمُ مَنْ أَسْدَى يَداً / أَنْعَشَتْ لِلشُّكْرِ قَلْباً وَلِسَانَا
نِعْمَةُ المَولى عَلَيْهِ أَوْسَعَتْ / نُخَبَ الأَمةِ غُنْماً وضَمَانَا
وَتَمَامُ السَّعْدِ فِيهَا أَنَّ مَا / أَوْجَبَ الفَضْلُ وَشَاءَ العَدْلُ كَانَا
رَبَّةَ الدَّوْلَةِ وَالجَاهِ المَكِينْ
رَبَّةَ الدَّوْلَةِ وَالجَاهِ المَكِينْ / عُدْتِ يَحْدُو رَكْبَكِ الرُّوحُ الأَمِينْ
عُدْتِ فِي مُنْشَأَةٍ مُعْتَزَّةٍ / بِكِ وَالبَحْرُ ذَلُولٌ مُسْتَكِينْ
يَتَلَقَّاهَا بِرِفْقٍ صَدْرُهُ / وَيُحَيِّي عَنْ شِمَالٍ وَيَمِينْ
قُلِّدَتْ مَا قُلِّدَتْ مِنْ شَرَفٍ / وَلَهَا أَعْلَى لِوَاءٍ فِي السَّفِينْ
بَسَمَ الأُفْقَيْنِ فِي آنٍ بَدَتْ / آيَتَا الإِحْسَانِ وَالحُسْنِ المُبِينْ
بَزَغَتْ شَمْسُ الضُّحَى مِنْ سِتْرِهَا / وَهِلالُ العِيدِ مِنْ أَنْقَى جَبِينْ
مَرْحَباً بِالفَضْلِ وَالنُّبْلِ مَعاً / طَلَعَا بِاليُمْنِ لِلْمُرْتَقِبِينْ
هَذِهِ جَنَّات مِصْرٍ أَبْرَزَتْ / لَكِ مِنْ زِينَتِهَا مَا تَشْهَدِينْ
لَبِسَتْ سُنْدُسَهَا الأَرْضُ لِمَنْ / أَلْبَسَتْهَا الفَخْرُ بَيْنَ الأَرَضِينْ
آتَتِ الأَشْجَارُ مَا اسْتَنْبَتَهَا / بِرُّهَا مِنْ أُكُلٍ لِلآكِلينْ
شَدَتِ الأَطْيَارُ تَتْلُو حَمْدَهَا / بَعْدَ حَمْدِ الله رَبِّ العَالَمِينْ
حَبَّذَا تَغْرِيدُهَا فِي جَذَلٍ / بَعْدَ شَجْوٍ رَدَّدَتْهُ وَأَنِينْ
إِنَّ آمَالَ بِلادٍ وَمُنَى / أُمَّةٍ مُوحِيَةٌ مَا تَسْمَعِينْ
لَيْسَ فِيهِ مِنْ مُدَاجَاةٍ وَهَلْ / يَصْدُقُ الإِنْشَادُ وَالقَلْبُ يمينْ
فَاضَ مَجْرَى النِّيلِ مِنْ يَنْبُوعِهِ / بَاسِطاً أَذْرُعَهُ لِلْمُسْتَقِينْ
يَحْمِلُ الخِصْبَ وَمَا عُنْصُرُهُ / غَيْرُ مَا يُهْدِي مِنَ الكَنْزِ الثَّمِينْ
أَرْخَصَ العَسْجَدَ حَتَّى إِنَّهُ / جَازَ فِي المَأْلُوفِ أَنْ يُسْمَى بِطِينْ
فَهْوَ فَوْقَ التُّرْبِ تِبْرٌ ذَائِبٌ / وَهْوَ للوُرَّادِ سَلْسَالٌ مَعِينْ
عَوْدُكِ المَحْمُودُ عِيدٌ لِلْحِمَى / وَلأَهْلِيهِ عَلَى مَرِّ السِّنِينْ
لَوْ تَسَنَّى فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ / جَمْعُهُمْ أَلْفَيْتِهِمْ مُجْتَمِعِينْ
ذَلِكَ الوُدُّ قَديمٌ زَادَهُ / كُلَّ يَوْمٍ سَبَبٌ مِنْكِ مَتِينْ
مَكْرُمَاتٌ أَلَّفَتْ بَيْنَهُمُ / إِنْ يُرَوا فِي غَيْرِهَا مُخْتَلِفِينْ
كَيْفَ لا يُصْفِيكِ وُدّاً مَعْشَرٌ / لَكِ بِالشُّكْرِ عَلَى الدَّهْرِ مَدِينْ
زِدْتهِ بِرّاً بِأَنْ كُنْتِ لَهُ / نِعْمَةَ القُدْوَةُ فِي دُنْيَا وَدِينْ
لاَ كَبَا جَدُّكِ مِنْ سَيِّدَةٍ / فَضْلُهَا يَشْمَلُهُ فِي كُلِّ حِينْ
لَوْ عَدَدْنَا فِيهِ مَنْ أَسْعَدْتِهِ / لَعَدَدْنَاهُمْ أُلُوفاً وَمِئِينْ
تُخْطِيءُ الحَصْرَ أَيَادٍ لَمْ تَدَعْ / مَوْضِعاً لِلْحُزْنِ فِي قَلْبٍ حَزِينْ
زَارَتِ الدَّهْمَاءَ فِي أَخْصَاضِها / وَاسْتَزَارَتْهَا قُصُورُ المَالِكِينْ
كَمْ بَنَتْ مَأْوىً وَشَادَتْ مَلْجَأً / لِلأَيَامَى وَاليَتَامَى البَائِسِينْ
وَأَقَامَتْ دَارَ عِلْمٍ نَشَّأَتْ / خَيْرَ جِيلٍ مِنْ بَنَاتٍ وَبَنِينْ
يَا لَهَا مِنْ مَأْثَرَاتٍ كُلُّهَا / خَالِدٌ فِي ذِكْرَيَاتِ الذَّاكِرِينْ
دُمْتِ لِلإِحْسَانِ مَا طَالَ المَدَى / وَأَعَزَّ اللهُ أُمَّ المُحْسِنِينْ
يَا رَجَاءَ الوَطَنِ
يَا رَجَاءَ الوَطَنِ / وَضِيَاءَ الأَعْيُنِ
إِنْ يَكُ البَدْرُ اسْتَوَى / فَوْقَ عَرْشٍ فُكَنِ
مِصْرُ جَاءَتْ وَبِهَا / بِالوَلاءِ البَينِ
إِنَّهَا نَهْوَاهُ فِي / سِرِّهَا وَالعَلَنِ
غَفَرَ اللهُ بِهِ / سَيِّئَاتِ الزَّمَنِ
وَنَفَى عَنْهَا بِهِ / طَارِئَاتِ المِحَنِ
مَاذَا المِنَنْ / مِنْ غَيْرِ حَصْرِ
أَيِّدْ وَصُنْ / فَارُوقَ مِصْرِ
يَدْفُقُ النَّدَى / مِنْ يَمِينِهِ
يَشْرُقُ الهُدَى / مِنْ جَبِينِهِ
لِيَدُمْ جُدُّهُ / عَالِياً سَرْمَدَا
وَيَطُلْ عَهْدُهُ / مَا يَطُولُ المَدَى
أنا من أسلفت خيراً وتواني
أنا من أسلفت خيراً وتواني / زد جميلاً واقبل العذر امتنانا
علم اللَه ضميري لم يزل / وافياً لكن سوء الحظ خانا
أخلفت تهنئتي ميقاتها / والتي أسديت لم تخلف أوانا
من يباريك سماحاً وندى / من يباريك بديعاً وبيانا
مدحة السيد لي في حينها / رفعتني بين أقراني مكانا
ومديحي فيه لو جاد لما / زاده عن كونه أرفع شانا
سيدي أولى رئيسٍ بيدٍ / أنعشت للشكر قلباً ولسانا
نعمة المولى عليه أوسعت / نخب الأمة غنماً وضمانا
وتمام السعد فيها إن ما / أوجب الفضل وشاء العدل كانا