المجموع : 6
نحنُ حزبُ الله مَنْ يلحقنا
نحنُ حزبُ الله مَنْ يلحقنا / جدُّنا جدُّ وجدُّ هزلُنا
أشهد الأسرار من أحبابه / من يشاء ولها أشهدنا
فمتى أدرككم فينا عمى / سائلوا عنا الذي يعرفنا
ذاكُم الله عظيمٌ جدَّه / يمنحُ الأسرارَ مَنْ شاء بنا
ما أماكُنا رجالاً هتفتْ / بهم الوُرقُ بدوحاتِ منى
فرمينا جمرةَ الكونِ بها / فَرمَينْا بمريشات الفنا
وازْدلفنا زُلفةَ الجمع فهل / أسمع القوم مناجاة المنى
يا عبادي هل رأيتم ما أرى / يا عبادي هل بنا أنتم أنا
خرسَ القوم وقالوا ربنا / أنت مولانا ونحن القرنا
يا عباد الله سمعاً إنني / روح مولاكم أمين الأمنا
أنا ماحي الكون من أسراركم / أنا سرُّ الكنز ما الكنز أنا
أنا جبريلُ هذي حكمتي / فاقرأوها تكشفوا ما كَمنا
جئتُ بالتوحيد كي أرشدكم / فاقتنوا أنفسكم من أجلنا
وخذوا عني فيكم عجباً / تجدوا السرَّ لديه علنا
ميزوا الأحوال في أنفسكم / لا تكونوا كدعيٍّ فتنا
عن صحو العبد سكران بدا / عالم الأمرِ له فافتنا
كما أن المحو دعوى إن بدت / في محياه علامات الوَنَا
قل إن المثبتِ في أحواله / طبتَ بالحق فكنتَ المأمنا
ليست الهيبة خوفاً إنها / أدبٌ يعربه العذب الجنى
حالُها الإطراقُ من غير بكا / ووجودُ الجهدِ من غير عِنا
وحليفُ الأنسِ طلقٌ وجهه / إنْ تدلَّى لحبيب ودَنَا
يرشد الخَلقَ ويبدي رسمَه / شاكراً واستمعوا إن أذنا
صاحبُ القبض غريبٌ مفردٌ / إن رأى بسطاً عليه حزنا
وخليلُ البسطِ يخفي غيرةً / ضرّ باديه ويبدي المننا
لا تراه الدّهرَ إلا ضاحكاً / تبصر الحْسنَ به قد قرنا
صاحب الهمة في إسرائه / سائر قد ذبَّ عنه الوَسَنا
صاحبُ التوحيد أعمى أخرسُ / لا أنا قال ولا أيضاً أنا
يا عبيد النفسِ ما هذا العمى / لم تزالوا تعبدون الوثنا
سقتم الظاهر من أحوالكم / ما لنا منكم سوى ما بطنا
فاقتنوا للعلم من أعمالكم / علم فتحٍ واشربوه لبنا
واخرجوا بالموت عن أنفسكم / تبصروا الحقَّ بكم مقترنا
وانظروا ما لاح في غيركم / تجدوه فيكم قد ضمنا
أنا ورقاءُ المثاني
أنا ورقاءُ المثاني / مَسكني رَوضُ المعاني
أنا عينٌ في العيانِ / ليس لي غيرُ المثاني
فيناديني يا ثاني / وأنا لستُ بثاني
ينتهي إلى وجودي / كلُّ شيءٍ في الكيان
أنا أتلو من تسامتْ / ذاتُه عنِ العيانِ
لي حكمٌ مُستفادٌ / في الأقاصي والأداني
ليس لي مثل سوى من / شانُه يشبه شاني
فانتقد إن كنتَ تبغي / ما أتى به لساني
من رقائقَ تدلَّتْ / بحقائقَ حسانِ
لقلوبٍ قد تولَّتْ / عن زخارفِ الجِنانِ
طالباتٍ من تعالى / عن تصاريفِ الزمانِ
فهو الفردُ المعلى / ما له في الحكمِ ثاني
وهو الذي اجتباني / وهو الذي اصطفاني
وأقامني عَديلاً / بين دنٍّ ودِنانِ
فأُقاصي كلَّ قاصٍ / وأُداني كلَّ داني
وأُوالي كلَّ والٍ / وأُعاني كلَّ عاني
فإذا هَويت سَفلاً / فبروجُ السَّرَيانِ
وإذا صعدتُ عُلواً / فلتحليل المباني
فأنا أعطي المعاني / وأنا أخلي المغاني
فأنا السِّرُّ المسوَّى
فأنا السِّرُّ المسوَّى / خلْقُه بلا بَنانِ
رَتَّب الأمور فيه / خالقي لما بناني
فأنا صخرٌ ومني / تتفجر المعاني
وأنا مع العوالي / مثلُ أفراسِ الدهانِ
وأنا الذي توارى / جسمه عن العيانِ
والذي أجبتُ ربّي / طائعاً لما دعاني
فالذي يرى وجودي / لتصاريفِ الزمانِ
كفؤادِ أمِّ موسى / فارغاً منَ المعاني
فهو الخليُّ حقاً / من حقائقِ البيان
فأنا أصلُ المعاني / وأنا أُسُّ الأغاني
وأنا سرُّ إمام / فاضلٍ سامي المكانِ
عِلمُه أكمل علم / شانُه أعظم شان
هامَ بي لمّا رآني / في مقاصرِ الجنانِ
لا أسميه فإني / خائف حدَّ السِّنانِ
والذي يفهمُ قولي / هو صخر بن سِنان
أكرمُ الوجودِ كفّاً / ثابتٌ عند الطِّعان
فأنا والأمُّ والجدّ / ةُ والجدُّ المعاني
في وجودِنا من الجو / دِ معاً بلا زمانِ
مثل ما لاح لعينٍ / في الهوى بَرقٌ يماني
لبستْ صَفيةُ بنتُ ابنتِنا
لبستْ صَفيةُ بنتُ ابنتِنا / خِرقةً ضمنْتها كلَّ المنى
مثل ما ضمَّ من الخيرلنا / زمنَ الرمي بأيامِ منى
وسألتُ الله أن يعصمها / من أذى النفس ومن كل خنا
يومَ تُجزى كلُّ نفسٍ سعيها / ولنا أيضاً هناكم وهنا
وسألت الله أن ينبتها / مثل ما قال نباتاً حسنا
في أمانٍ وانتظام بهدى / واغتباطٍ بسرورٍ وهَنا
إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان / بكلامِ الحقِّ لا قولِ فلانِ
مهد العذر لنا صاحبه / بإشاراتٍ ورمزٍ في بيانِ
إنما كان عن أذني لا تقل / إنه كان عن إذا لكيان
يتعالى الله في إيجاده / ما تراه من جميعِ الحدْثان
عن شريكٍ غيرِ ما أثبته / حكمُ إمكانٍ لشخصٍ ذي جنان
نظر الله إليه نظرةً / إذ أتاه في غمامٍ لا عيان
ما حديثي لم يكن عن لم يكن / إنما أورده عن كان وكان
بلسانٍ ومقالٍ واضحٍ / ورقومٍ بيراعٍ وبنان
وكذا أورده الله لنا / في كتابٍ بلسانِ الترجمان
كم رأيناك ولم تشعر بنا
كم رأيناك ولم تشعر بنا / إذ أنت وما أنت أنا
يعلم الله باني عبد من / كلما قال أنا كان أنا
تاه فيه الفكر من عزته / ليرى ما لا يرى إلا بنا
فإذا ما قلت هب لي نظرة / قال لا أفعل ما دمت هنا
زل ترى ذاك الذي تطلبه / من وجودي بك مرأى حسنا
إنَّ قلبي عين قلبي فانظروا / تبصروا ما قلت صبحا بينا
لستُ ممن شرب العلم به / عسلا بل كان ورشا لبنا
فإذا أسند لي ما يدَّعي / من نصوص الوحي فيه عنعنا
حدث القلب عن الروح كما / حدثَ القلب عن الله لنا
إنني عينك فانظر ما ترى / فأتى بالنص فيه ما كنى