عاطنيها وارح قلب المعنَّى
عاطنيها وارح قلب المعنَّى / فالهوى رقّ وشاجي الصوت غنى
عاطني كاساً وخذ كاسا ودع ما / لفَّق الناسك من هنَّا وهنا
واعدها مترعاً أَقداحها / فلقد تبنا زمانا ثم عدنا
قد شربنا الخمر في حانوتها / ولقد رَّقت لنا لفظاً ومعنى
وقتلنا صرفها بابن غمام / ونحرنا لابنة الزرجون دنَّا
واختلناها بعيني شادنٍ / سرّح الواشي به عيناً واذنا
وانطوينا طية الدملج جمعا / وانتشرنا بعد وحدانا ومثنى
نسحب الريط وكم من عبقري / عبق منه على الروض سحبنا
بي غزالا بمغانيه اغنَّا / راح ينحو البان والوادي الاغنا
وربيعا روض الجزع بخبتٍ / نافج منه بطفل الروض حضنا
هبَّ في حجر الخزامى ساغباً / فانحنت ترضعه الانواء مزنا
عبثت فيه النعامى فاستفزَّت / من سواهي اعين النرجس جفنا
دقَّ طبل الرعد فاستشرفها / رافعاً اعلامه في الارض دكنا
كلما الغيث بكى في حافة / عرض البرق بها يضحك وهنا
يا معير الرشأ الاغيد جيداً / ومعير الجؤذر الوسنان عينا
ومباهي القمر الطالع وجهاً / ومضاهي الشمس اشراقا وحسنا
وخدين السلب اللدن قواما / كلما رنَّح رمح القد لدنا
ان يبن بالرمل مغناك فحسبي / لك قلبي يا غزال الرمل مغنى
ما لقلبي عنك اسعادٌ بسعدي / حيث حلَّت ولبانات بلبني
لك عين دعجة لو لم يكن / لحظها السيف لما قدَّ المجنَّا
لم افز بالقرب منها غير أني / بؤت بالوزر وفازت بالمهنا
مثلما فازت معاقيد الصفا / بزفاف قارنٍ باليمن يمنا
هم ثمار الشجر النضر الذي / ليس يجنى الفضل الا منه يجنى
وغصونٌ بسقت ايكاتها / فتدلَّت بالجنى غصنا فغصنا
كل فرع سلَّ من جرثومة / رفعت للشرف العلوي مبنى
شيمٌ لم يتصف فيها مراءٌ / غيره انّي له في ذاك انَّى
وعطاء لم يشب يوماً بمنّ / والفتى من لم يشب بالجود منَّا
مثلما كان الفتى كان الجدى / ان يكن شهماً فصدقا او فمينا
قل لمن قد قاس فيه غيره / قست لا عن خبرة بالتبر تبنا
يهب البدن جميعاً بعصاها / ولكم ضاعف حمر البدن بدنا
عارضٌ إِن جاد اغنى جوده / وكذا الغيث اذا ما جاد اغنى
قد حوى من همم ماهمَّها / غير نيل المجد اذ لم ترض خدنا
صحَّ ما صرحت في حسن السنا / لمن اليوم ابا محسن يكنى
لم يزل يقرع سمع الخصم زجل / وقعه منه بهام الدهر رنَّا
لسنٌ يستلُّ بالقول لساناً / لوذعياً غادر الالسن لكنا
قد روى محض العلى عن جدّه / وله محض العلى نحن روينا
قلَّد الدين بما لو قرنوها / بالدراري لا دَّعت بالشهب غبنا
ضنَّ فيها البحر لفظا بفمي / فدع اللفظ وخذ للدر معنى