ندب الروح الأمين
ندب الروح الأمين / فاستفز العالمين
قم من القبر حزين / يا أمير المؤمنين
ودعا في الحرمين / يا كرام الثقلين
يا لثارات الحسين / وبنيه الطاهرين
ذبحوا حول الفرات / عطشاً بالمرهفات
فانهضوا يال الثبات / بدماهم طالبين
أنا لا أنسى الطفوف / حين حفت بالحتوف
وبني حربٍ الوف / بابن طاها محدقين
وتجلت كالصباح / أوجه البيض الصفاح
فاستعدوا للكفاح / وتنادوا مصبحين
فدعاهم معلنا / يال حرب اللعنا
إنسبوني من أنا / إن تكونوا مسلمين
ودعوا يابن الرسول / أحمدٍ وابن البتول
لا نرى إِلا القبول / بيزيدٍ واليمين
فأبى وهو الأبي / شأن جدٍ وأب
وسطا في المقنب / هكذا ليث العرين
دأبه يوم النزال / نهب أرواح الرجال
كم له فوق الرمال / من قتيلٍ وطعين
فتهادى طربا / غصناً بين الصبا
للقاء بيض الظبى / وقراع الدارعين
مذ طغى بحر الحتوف / بالعوالي والسيوف
غار فاستقصى الصفوف / فتولوا مدبرين
خائضاً تلك الغمار / فوق مأمون العثار
في يديه ذو الفقار / وهو بالنصر قمين
فدعاه ذو الجلال / لازدلافٍ ووصال
فرمى السيف شمال / وهوى فوق اليمين
أنا لا أنس الحسين / وهو دامي الودجين
فاحصاً بالقدمين / وهو متلول الجبين
لست أنسى زينبا / وهي في ذل السبا
أبرزت بعد الخبا / لعيون الناظرين
والبهاليل الصباح / وذوي الوحي المبين
ابن كمونة لا / زال صباً معولا
لزرايا كربلا / خاضع القلب حزين
فارحموه بالحبور / واحضروه في الحضور
واندبوه في الظهور / فهو بالنصر قمين