المجموع : 6
إن تَخَطَّاني زَماني
إن تَخَطَّاني زَماني / نافِذاً بالحَدَثانِ
نَمَّ بي حبُّكَ خَوفا / مِنهُما أن يَنسَياني
أينَ أستَخفي وقَد / دلَّهما أينَ مَكاني
وهُما مادامَ لا يَب / رَحُنِي لا يَبرَحانِ
وتجارِيبي عَليهِ / باطِّراحي وامتِهاني
أفَما كُنتَ تراني / بَعضَ ما كنتَ تَراني
لا تَدَع سِرَّكَ رهناً / بينَ طَرفي ولِسانِي
أو فَقُل إنَّك لا تُل / زِمني ما يَفعَلانِ
أيُّها الراكِبُ من قَلبي / جَمُوحاً ذا حِرانِ
لا تُغَرِّر إنَّه لَي / سَ بِمَملُوكِ العِنانِ
وله وَجهُ سُلوٍّ / واضِحٌ ذُو لَمعانِ
مُستَمدٌّ مِن عَطِيَّا / تِ أبي عَمروٍ بَنانِ
ذي الأَيادي البيض تمشي / تَوأمَين في العِيانِ
فهيَ لَولا القُربُ منها / أنجمٌ ذاتُ قرانِ
ليسَ يبدُو أوَّلٌ منِ / ها لَنا إِلا بِثانِ
لا لِما تَجري يَداهُ / بيَدِ الجُودِ يَدانِ
ربَّ شَأنٍ عِندَه / أفسَدَهُ إِصلاحُ شاني
جَمَعَت حَضرَتُه العا / فِينَ مِن ناءٍ ودانِ
وهِجانُ البُزلِ لا تَب / رُكُ إلا بهِجانِ
ذي امتِنانٍ لم يكُن / قَطُّ عَليهِ ذا امتِنانِ
نظرَ الدُّنيا بِعَينَي / زاهدٍ في الحِرصِ وانِ
فهيَ دارٌ أنزلتها / كفُّه دارَ هوانِ
كَيفَ تَسييرُ ثَنائي / ضاقَ عَنه الخافِقانِ
بالمَعالي لم يَزَل أو / لَى بأبكارِ المَعاني
إِن أَطاعَ الشِّعر فيه / بَعدَ ما كانَ عَصاني
وإلى مَن وقَد استَو / سَقَ مِنه الثَّقلانِ
كان يومُ البَينِ أو لم يَكُنِ
كان يومُ البَينِ أو لم يَكُنِ / أيَّ شيءٍ بَعدكم يَسلُبُني
كَم أقاسِي آيِساً يُطمعُني / فيكُم أو خائِفاً يؤمِنُني
لو نَهَتكُم لَوعَةٌ عن لَوعَتي / لأَقَمتُم أو شَجاكُم شَجني
وإذا كنتُ مُقيماً خالِياً / من فؤادي فَمُقامِي ظَعني
صاحِبي من دُونِ مَن يَصحَبُني / قِف فَما أعجبَ ما أوقَفني
رسمُ قلبٍ هاجَه رَسمُ هَوىً / كامِنٌ بَينَ رُسومِ الدِّمَنِ
إن جَنت عينٌ فخُذ حدّاً بها / أبَداً وارحَم سَقامَ الأَعيُنِ
لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن
لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن / فأرَى وَجداً شَديداً وشَجَن
وهُما في أنَّةٍ أسمَعُها / فتحسَّس مَن مِنَ الرُكبانِ أن
إنَّ في القَلبِ أُمُوراً لا أرَى / خالِياً مِنها علَيها مُؤتَمَن
وأَحاديث إِذا هَمَّ بِها / مَدمَعي قالَت له لا تَفعلَن
وبَخيلٍ فإذا جادَ فَما / شِئتَ من سُخطٍ وتَعدِيدٍ ومَن
خالَفت شيمتُهُ صُورَتَه / فهوَ ما بينَ قَبيحٍ وحَسَن
كلَّما واصَلني عاتَبَني / طالَ ذا العَتبُ وواصَلت فَهَن
ما لِكأسِي أصبحَت تُمزَجُ لي / دُونَ نَدماني بِهَمٍّ وحَزَن
ونَدِيمي وُدُّهُ من طَرَبٍ / وسُرُورٍ أن تكونَ الكأسُ دَن
غيرُ مَذمومٍ عَلَيها إنَّما / يُنصِفُ الخلُّ بإنصافِ الزَّمَن
وبِهذا خالَفَ الدَّهرَ فَما / أحدٌ خالَفَ إِلا ابن الحَسَن
أبَداً يُعدي عَلى أيَّامِه / لمن استَعداهُ سِرّاً وعَلَن
داخِلاً في كلِّ بابٍ سالِكاً / للمَعالي والنَّدى في كلِّ فَن
كلُّ ما عزَّ من المالِ غَدا / بأبي البِشرِ ذَليلاً مُمتَهَن
لَيسَ يرجُو راحةً في راحةٍ / قد أقامَ الجودُ فيها وسَكَن
كم جَزيلٍ سامَني الحَمدَ بهِ / واشتَراهُ فرأى أن قَد غَبَن
يَقتَني الحمدَ إذا قِيل اقتَنَى / عَرضَ الدُّنيا بخيلٌ فَخَزَن
فَليَنَل ما يَتَمنَّى فَلَكَم / مرَّةٍ قال لراجِيهِ تَمَن
وأشَدُّ المال نَفعاً للفَتى / ما غدا أو راحَ لِلحَمدِ ثَمَن
والمذمَّاتُ إذا ما رَشَقَت / بسِهامٍ فالعَطِيَّاتُ جُنَن
بالَّذي صَيَّرَ عَينَي
بالَّذي صَيَّرَ عَينَي / كَ مَحلَّ المَلَكَينِ
وَفِّني دَيني فما حَل / لَ لَكَ المَطلُ بِدَيني
كلُّ إنسانٍ لهُ مَن
كلُّ إنسانٍ لهُ مَن / زِلةٌ في الثَّقلَينِ
فَلماذا كلُّ نِصفٍ / يدَّعِي مَنزِلَتَينِ
تِه عَلى النَّاسِ بخَلقٍ / وبِخُلقٍ مُضحِكينِ
فلِهذا التّيهِ ألهُو / بكَ يا سُخنَةَ عينِ
يا عَليَّ بنَ حُمَيدٍ
يا عَليَّ بنَ حُمَيدٍ / دَعوَةً ذاتِ شُجُونِ
كانَ عَهدي بكَ لا تَخ / تَصُّ بالرَّاحةِ دُوني
فَتَغرَّبتَ وسابَق / تَ إلى رَيبِ المَنُونِ
أفَلا أختارُ لو كُن / تُ إِذا ما خيَّروني
هالِكاً لا سالِكاً مَس / لَكَ حُزنٍ لا حُزُونِ