المجموع : 12
قِف عَلى كِنزٍ بِباريسَ دَفين
قِف عَلى كِنزٍ بِباريسَ دَفين / مِن فَريدٍ في المَعاني وَثَمين
وَاِفتَقِد جَوهَرَةً مِن شَرَفٍ / صَدَفُ الدَهرِ بِتُربَتِها ضَنين
قَد تَوارَت في الثَرى حَتّى إِذا / قَدُمَ العَهدُ تَوارَت في السِنين
غَرَّبَت حَتّى إِذا ما اِستَيأَسَت / دَنَتِ الدارُ وَلَكِن لاتَ حين
لَم تُذِب نارُ الوَغى ياقوتَها / وَأَذابَتهُ تَباريحُ الحَنين
لا تَلوموها أَلَيسَت حُرَّةً / وَهَوى الأَوطانِ لِلأَحرارِ دين
غَيَّبَت باريسُ ذُخراً وَمَضى / تُربُها القَيِّمُ بِالحِرزِ الحَصين
نَزَلَ الأَرضَ وَلَكِن بَعدَ ما / نَزَلَ التاريخَ قَبرَ النابِغين
أَعظُمُ اللَيثِ تَلقاها الشَرى / وَرُفاتُ النَسرِ حازَتهُ الوُكون
وَحَوى الغِمدُ بَقايا صارِمٍ / لَم تُقَلِّب مِثلَهُ أَيدي القُيون
شَيَّدَ الناسُ عَلَيهِ وَبَنوا / حائِطَ الشَكِّ عَلى أُسِّ اليَقين
لَستَ تُحصي حَولَهُ أَلوِيَةً / أُسِرَت أَمسِ وَراياتٍ سُبين
نامَ عَنها وَهيَ في سُدَّتِهِ / دَيدَبانٌ ساهِرُ الجَفنِ أَمين
وَكَأَيٍّ مِن عَدُوٍّ كاشِحٍ / لَكَ بِالأَمسِ هُوَ اليَومَ خَدين
وَوَلّى كانَ يَسقيكَ الهَوى / عَسَلاً قَد باتَ يَسقيكَ الوَزين
فَإِذا اِستَكرَمتَ وُدّاً فَاِتَّهِم / جَوهَرُ الوُدِّ وَإِن صَحَّ ظَنين
مَرمَرٌ أُضجِعَ في مَسنونِهِ / حَجَرُ الأَرضِ وَضِرغامُ العَرين
جَلَّلَتهُ هَيبَةُ الثاوي بِهِ / رَوعَةَ الحِكمَةِ في الشِعرِ الرَصين
هَل دَرى المَرمَرُ ماذا تَحتَهُ / مِن قُوى نَفسٍ وَمِن خَلقٍ مَتين
أَيُّها الغالونَ في أَجداثِهِم / اِبحَثوا في الأَرضِ هَل عيسى دَفين
يُمَحّي المَيتُ وَيَبلى رَمسُهُ / وَيَغولُ الرَبعَ ما غالَ القَطين
حَصِّنوا ما شِئتُمُ مَوتاكُمُ / هَل وَراءَ المَوتِ مِن حِصنٍ حَصين
لَيسَ في قَبرٍ وَإِن نالَ السُها / ما يَزيدُ المَيتَ وَزناً وَيَزين
فَاِنزِلِ التاريخَ قَبراً أَو فَنَم / في الثَرى غُفلاً كَبَعضِ الهامِدين
وَاِخدَعِ الأَحياءَ ما شِئتَ فَلَن / تَجِدَ التاريخَ في المُنخَدِعين
يا عِصامِيّاً حَوى المَجدَ سِوى / فَضلَةٍ قَد قُسِّمَت في المُعرِقين
أُمُّكَ النَفسُ قَديماً أَكرَمَت / وَأَبوكَ الفَضلُ خَيرُ المُنجِبين
نَسَبُ البَدرِ أَوِ الشَمسِ إِذا / جيءَ باِلآباءِ مَغمورٌ رَهين
وَأُصولُ الخَمرِ ما أَزكى عَلى / خُبثِ ما قَد فَعَلَت بِالشارِبين
لا يَقولَنَّ اِمرو أَصلي فَما / أَصلُهُ مِسكٌ وَأَصلُ الناسِ طين
قَد تَتَوَّجتَ فَقالَت أُمَمٌ / وَلَدُ الثَورَةِ عَقَّ الثائِرين
وَتَزَوَّجتَ فَقالوا مالَهُ / وَلِحورٍ مِن بَناتِ المَلكِ عين
قَسَماً لَو قَدَروا ما اِحتَشَموا / لا يَعِفُّ الناسُ إِلّا عاجِزين
أَرَأَيتَ الخَيرَ وافى أُمَّةً / لَم يَنالوا حَظَّهُم في النابِغين
يَصلُحُ المُلكُ عَلى طائِفَةٍ / هُم جَمالُ الأَرضِ حيناً بَعدَ حين
مَلَؤوا الدُنيا عَلى قِلَّتِهِم / وَقَديماً مُلِئَت بِالمُرسَلين
يَحسُنُ الدَهرُ بِهِم ما طَلَعوا / وَبِهِم يَزدادُ حُسناً آفِلين
قَد أَقاموا قُدوَةً صالِحَةً / وَمَضَوا أَمثِلَةً لِلمُحتَذين
إِنَّما الأُسوَةُ وَالدُنيا أُسىً / سَبَبُ العُمرانِ نَظمُ العالَمين
يا صَريعَ المَوتِ نَدمانَ البِلى / كُلُّ حَيٍّ بِالَّذي ذُقتَ رَهين
كِدتَ مِن قَتلِ المَنايا خِبرَةً / تَعلَمُ الآجالَ أَيّانَ تَحين
يا مُبيدَ الأَسدِ في آجامِها / هَل أَبادَت خَيلُكَ الدودَ المَهين
يا عَزيزَ السِجنِ بِالبابا إِلى / كَم تَرَدّى في الثَرى ذُلَّ السَجين
رُبَّ يَومٍ لَكَ جَلّى وَاِنثَنى / سائِلَ الغُرَّةِ مَمسوحَ الجَبين
أَحرَزَ الغايَةَ نَصراً غالِياً / لِفَرَنسا وَحَوى الفَتحَ الثَمين
قَيصَرا الأَنسابِ فيهِ نازَلا / قَيصَرَ النَفسِ عِصامَ المالِكين
مُجلِسَ التاجِ عَلى مَفرِقِهِ / بِيَدَيهِ لا بِأَيدي المُجلِسين
حَولَ اِستَرلَتزَ كانَ المُتلَقّى / وَاِصطِدامُ النَسرِ بِالمُستَنسِرين
وُضِعَ الشَطرَنجُ فَاِستَقبَلتَهُ / بِبَنانٍ عابِثٍ بِاللاعِبين
فَإِذا المَلكانِ هَذا خاضِعٌ / لَكَ في الجَمعِ وَهَذا مُستَكين
صِدتَ شاهَ الروسِ وَالنِمسا مَعاً / مَن رَأى شاهَينِ صَيداً في كَمين
يا مُلَقّى النَصرِ في أَحلامِهِ / أَينَ مِن وادي الكَرى سَنتِ هِلين
يا مُنيلَ التاجِ في المَهدِ اِبنُه / ما الَّذي غَرَّكَ بِالغَيبِ الجَنين
اِتَّئِد في أُمَّةٍ أَرهَقتَها / إِنَّها كَالناسِ مِن ماءٍ وَطين
أَتعَبَ الريحَ مَدى ما سَلَكَت / مِن سُهولٍ وَأَجازَت مِن حُزون
مِن أَديمٍ يَهرَأُ الدُبَّ إِلى / فَلَواتٍ تُنضِجُ الضَبَّ الكَنين
لَكَ في كُلِّ مُغارٍ غارَةٌ / وَعَلَيها الدَمعُ فيهِ وَالأَنين
وَمِنَ المَكرِ تَغَنّيكَ بِها / هَل يُزَكّي الذَبحَ غَيرُ الذابِحين
سُخِّرَ الناسُ وَإِن لَم يَشعُروا / لِقَوِيٍّ أَو غَنِيٍّ أَو مُبين
وَالجَماعاتُ ثَنايا المُرتَقى / في المَعالي وَجُسورُ العابِرين
يا خَطيبَ الدَهرِ هَل مالَ البِلى / بِلِسانٍ كانَ ميزانَ الشُؤون
تُرجَحُ السِلمُ إِذا حَرَّكتَهُ / كِفَّةً أَو تُرجَحُ الحَربُ الزَبون
خُطَبٌ لا صَوتَ إِلّا دونَها / في صَداها الخَيلُ تَجري وَالسِنين
مِن قَصيرِ اللَفظِ في مَكرِ النُهى / وَطَويلِ الرُمحِ في كِبارِ الوَتين
غَيرَ وَضاعٍ وَلا واشٍ وَلا / مُنكِرِ القَولِ وَلا لَغوِ اليَمين
سِرنَ أَمثالاً فَلَو لَم يُحيِهِ / سَيفُهُ أَحيَينَهُ في الغابِرين
قُم إِلى الأَهرامِ وَاِخشَع وَاِطَّرِح / خَيلَةَ الصيدِ وَزَهوَ الفاتِحين
وَتَمَهَّل إِنَّما تَمشي إِلى / حَرَمِ الدَهرِ وَمِحرابِ القُرون
هُوَ كَالصَخرَةِ عِندَ القِبطِ أَو / كَالحَطيمِ الطُهرِ عِندَ المُسلِمين
وَتَسَنَّم مِنبَراً مِن حَجَرٍ / لَم يَكُن قَبلَكَ حَظَّ الخاطِبين
وَاِدعُ أَجيالاً تَوَلَّت يَسمَعوا / لَكَ وَاِبعَث في الأُوالي حاشِرين
وَأَعِدها كَلِماتٍ أَربَعاً / قَد أَحاطَت بِالقُرونِ الأَربَعين
أَلهَبَت خَيلاً وَحَضَّت فَيلَقاً / وَأَحالَت عَسَلاً صابَ المَنون
قَد عَرَضتَ الدَهرَ وَالجَيشَ مَعاً / غايَةٌ قَصَّرَ عَنها الفاتِحون
ما عَلِمنا قائِداً في مَوطِنٍ / صَفَحَ الدَهرَ وَصَفَّ الدارِعين
فَتَرى الأَحياءَ في مُعتَرَكٍ / وَتَرى المَوتى عَلَيهِم مُشرِفين
عِظَةٌ قومي بِها أَولى وَإِن / بَعُدَ العَهدُ فَهَل يَعتَبِرون
هَذِهِ الأَهرامُ تاريخُهُمُ / كَيفَ مِن تاريخِهِم لا يَستَحون
يا كَثيرَ الصَيدِ لِلصَيدِ العُلا / قُم تَأَمَّل كَيفَ صادَتكَ المَنون
قُم تَرَ الدُنيا كَما غادَرتَها / مَنزِلَ الغَدرِ وَماءَ الخادِعين
وَتَرَ الحَقَّ عَزيزاً في القَنا / هَيِّناً في العُزَّلِ المُستَضعَفين
وَتَرَ الأَمرَ يَداً فَوقَ يَدٍ / وَتَرَ الناسَ ذِئاباً وَضيئين
وَتَرَ العِزَّ لِسَيفٍ نَزِقٍ / في بِناءِ المُلكِ أَو رَأيٍ رَزين
سُنَنٌ كانَت وَنَظمٌ لَم يَزَل / وَفَسادٌ فَوقَ باعِ المُصلِحين
هَذِهِ نورُ السَفينَه
هَذِهِ نورُ السَفينَه / هَذِهِ شِبهُ أَمينَه
هَذِهِ صورَتُها مُن / بِئَةٌ عَنها مُبينَه
هَذِهِ لُؤلُؤَةٌ عِن / دي لَها مِثلٌ ثَمينَه
مِن بَناتِ الرومِ لَكِن / لَم تَكُن عِندي مَهينَه
أَنا مَن يَترُكُ لِلدَي / يانِ في الدُنيا شُؤونَه
يا مَلاكَ الفُلكِ لي صِن / وُكِ في تِلكَ المَدينَه
أَنتِ في الفُلكِ بَهاءٌ / وَهوَ في حُلوانَ زينَه
ناجِهِ وَاِذكُر لَهُ وَج / دَ أَبيهِ وَحَنينَه
وَأَفِدهُ أَنَّني في ال / بَحرِ مُذ دُستُ عَرينَه
لَستُ بِالنَفسِ ضَنيناً / وَبِهِ نَفسي ضَنينَه
أَسأَلُ الرَحمَنَ يُرعي / كَ وَإِيّاهُ عُيونَه
اِبتَغوا ناصِيَةَ الشَمسِ مَكانا
اِبتَغوا ناصِيَةَ الشَمسِ مَكانا / وَخُذوا القِمَّةَ عَلَماً وَبَيانا
وَاِطلُبوا بِالعَبقَرِيّاتِ المَدى / لَيسَ كُلُّ الخَيلِ يَشهَدنَ الرِهنا
اِبعَثوها سابِقاتٍ نُجُبا / تَملَأُ المِضمارَ مَعنىً وَعِيانا
وَثِبوا لِلعِزِّ مِن صَهوَتِها / وَخُذوا المَجدَ عِناناً فَعِنانا
لا تُثيبوها عَلى ما قَلَّدَت / مِن أَيادٍ حَسَداً أَو شَنَآنا
وَضَئيلٍ مِن أُساةِ الحَيِّ لَم / يُعنَ بِاللَحمِ وَبِالشَحمِ اِختِزانا
ضامِرٍ في شُفعَةٍ تَحسَبُهُ / نِضوَ صَحراءَ اِرتَدى الشَمسَ دِهانا
أَو طَبيباً آيِباً مِن طيبَةٍ / لَم تَزَل تَندى يَداهُ زَعفَرانا
تُنكِرُ الأَرضُ عَلَيهِ جِسمَهُ / وَاِسمُهُ أَعظَمُ مِنها دَوَرانا
نالَ عَرشَ الطِبِّ أُمحوتَبٍ / وَتَلَقّى مِن يَدَيهِ الصَولَجانا
يا لِأَمحوتَبَ مِن مُستَألِهٍ / لَم يَلِد إِلّا حَوارِيّاً هِجانا
خاشِعاً لِلَّهِ لَم يُزهَ وَلَم / يُرهِقِ النَفسَ اِغتِراراً وَاِفتِتانا
يَلمُسُ القُدرَةُ لَمساً كُلَّما / قَلَبَ المَوتى وَجَسَّ الحَيَوانا
لَو يُرى اللَهُ بِمِصباحٍ لَما / كانَ إِلّا العِلمَ جَلَّ اللَهُ شانا
في خِلالٍ لَفَتَت زَهرَ الرُبى / وَسَجايا أَنِسَت الشَربَ الدِنانا
لَو أَتاهُ موجَعاً حاسِدُهُ / سَلَّ مِن جَنَبِ الحَسودِ السَرطانا
خَيرُ مَن عَلَّمَ في القَصرِ وَمَن / شَقَّ عَن مُستَتِرِ الداءِ الكِنانا
كُلُّ تَعليمٍ نَراهُ ناقِصاً / سُلَّمٌ رَثٌّ إِذا اِستُعمِلَ خانا
دَرَكٌ مُستَحدَثٌ مِن دَرَجٍ / وَمِنَ الرِفعَةِ ما حَطَّ الدُخانا
لا عَدِمنا لِلسُيوطِيِّ يَداً / خُلِقَت لِلفَتقِ وَالرَتقِ بَنانا
تَصرِفِ المِشرَطَ لِلبُرءِ كَما / صَرَفَ الرُمحُ إِلى النَصرِ السِنانا
مَدَّها كَالأَجَلِ المَبسوطِ في / طَلَبِ البُرءِ اِجتِهاداً وَاِفتِنانا
تَجِدُ الفولاذَ فيها مُحسِناً / أَخَذَ الرِفقَ عَلَيها وَاللِيانا
يَدُ إِبراهيمَ لَو جِئتَ لَها / بِذَبيحِ الطَيرِ عادَ الطَيَرانا
لَم تَخِط لِلناسِ يَوماً كَفَناً / إِنَّما خاطَت بَقاءً وَكِيانا
وَلَقَد يُؤسى ذَوو الجَرحى بِها / مِن جِراحِ الدَهرِ أَو يُشفى الحَزانى
نَبَغَ الجيلُ عَلى مِشرَطِها / في كِفاحِ المَوتِ ضَرباً وَطِعانا
لَو أَتَت قَبلَ نُضوجِ الطِبِّ ما / وَجَدَ التَنويمُ عَوناً فَاِستَعانا
يا طِرازاً يَبعَثُ اللَهُ بِهِ / في نَواحي مُلكِهِ آناً فَآنا
مِن رِجالٍ خُلِقوا أَلوِيَةً / وَنُجوماً وَغُيوثاً وَرِعانا
قادَةُ الناسِ وَإِن لَم يَقرُبوا / طَبَعاتِ الهِندِ وَالسُمرَ اللِدانا
وَغَذاءَ الجيلِ فَالجيلِ وَإِن / نَسِيَ الأَجيالُ كَالطِفلِ اللِبانا
وَهُمو الأَبطالُ كانَت حَربُهُم / مُنذُ شَنّوها عَلى الجَهلِ عَوانا
يا أَخي وَالذُخرُ في الدُنيا أَخٌ / حاضِرُ الخَيرِ عَلى الخَيرِ أَعانا
لَكَ عِندَ اِبنَي أَو عِندي يَدٌ / لَستُ آلوها اِدِّكاراً أَو صِيانا
حَسُنَت مِنّي وَمِنهُ مَوقِعاً / فَجَعَلنا حِرزَها الشُكرَ الحُسانا
هَل تَرى أَنتَ فَإِنّي لَم أَجِد / كَجَميلِ الصُنعِ بِالشُكرِ اِقتِرانا
وَإِذا الدُنيا خَلَت مِن خَيرٍ / وَخَلَت مِن شاكِرٍ هانَت هَوانا
دَفَعَ اللَهُ حُسَيناً في يَدٍ / كَيَدِ الأَلطافِ رِفقاً وَاِحتِضانا
لَو تَناوَلتُ الَّذي قَد لَمَسَت / مِنهُ ما زِدتُ حِذاراً وَحَنانا
جُرحُهُ كانَ بِقَلبي يا أَباً / لا أُنَبّيهِ بِجُرحي كَيفَ كانا
لَطَفَ اللَهُ فَعوفينا مَعاً / وَاِرتَهَنّا لَكَ بِالشُكرِ لِسانا
سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي
سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي / وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين
أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم / أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين
يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ / كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين
هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى / وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين
غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى / آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين
وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً / نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين
إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت / أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين
تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ / وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين
وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ / وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين
أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا / لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين
نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ / ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين
ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ / ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين
ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا / وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين
اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ / كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين
فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما / قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين
فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا / وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين
وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا / وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين
لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن / بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين
وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما / وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين
ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ / وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين
طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ / كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين
وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ / وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَين
وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ / مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَين
نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً / سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَين
يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ / لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين
كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها / كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَين
أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً / أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين
لا تَخَف بَعدَكَ حُزناً أَو بُكاً / جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَين
أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى / كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَين
لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي / مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَين
وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى / أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَين
أَخَذَت نَعشَكِ مِصرُ بِاليَمين
أَخَذَت نَعشَكِ مِصرُ بِاليَمين / وَحَوَتهُ مِن يَدِ الروحِ الأَمين
لَقِيَت طُهرَ بَقاياكِ كَما / لَقِيَت يَثرِبٌ أُمَّ المُؤمِنين
في سَوادَيها وَفي أَحشائِها / وَوَراءَ النَحرِ مِن حَبلِ الوَتين
خَرَجَت مِن قَصرِكِ الباكي إِلى / رَملَةِ الثَغرِ إِلى القَصرِ الحَزين
أَخَذَت بَينَ اليَتامى مَذهَباً / وَمَشَت في عَبَراتِ البائِسين
وَرَمَت طَرفاً إِلى البَحرِ تَرى / مِن وَراءِ الدَمعِ أَسرابَ السَفين
فَبَدَت جارِيَةٌ في حِضنِها / فَنَنُ الوَردِ وَفَرعُ الياسَمين
وَعَلى جُؤجُئِها نورُ الهُدى / وَعَلى سُكّانِها نورُ اليَقين
حَمَلَت مِن شاطِئِ مَرمَرَه / جَوهَرَ السُؤدُدِ وَالكَنزَ الثَمين
وَطَوَت بَحراً بِبَحرٍ وَجَرَت / في الأُجاجِ المِلحِ بِالعَذبِ المَعين
وَاِستَقَلَّت دُرَّةً كانَت سَنىً / وَسَناءً في جِباهِ المالِكين
ذَهَبَت عَن عِليَةٍ صَيدٍ وَعَن / خُرَّدٍ مِن خَفِراتِ البَيتِ عين
وَالتَقِيّاتُ بَناتُ المُتَّقي / وَالآميناتُ بُنَيّاتُ الأَمين
لَبِسَت في مَطلَعِ العِزِّ الضُحى / وَنَضَتهُ كَالشُموسِ الآفِلين
يَدُها بانِيَةٌ غارِسَةٌ / كَيَدِ الشَمسِ وَإِن غابَ الجَبين
رَبَّةُ العَرشَينِ في دَولَتِها / قَد رَكِبتِ اليَومَ عَرشَ العالَمين
أُضجِعَت قَبلَكِ فيهِ مَريَمٌ / وَتَوارى بِنِساءِ المُرَسَلين
إِنَّهُ رَحلُ الأَوالي شَدَّهُ / لَهُم آدَمُ رُسلِ الآخَرين
اِخلَعي الأَلقابَ إِلّا لَقَباً / عَبقَرِيّاً هُوَ أُمُّ المُحسِنين
وَدَعي المالَ يَسِر سُنَّتَهُ / يَمضِ عَن قَومٍ لِأَيدي آخَرين
وَاِقذِفي بِالهَمِّ في وَجهِ الثَرى / وَاِطرَحي مِن حالِقٍ عِبءَ السِنين
وَاِسخَري مِن شانِئٍ أَو شامِتٍ / لَيسَ بِالمُخطِئِ يَومُ الشامِتين
وَتَعَزّي عَن عَوادي دَولَةٍ / لَم تَدُم في وَلَدٍ أَو في قَرين
وَاِزهَدي في مَوكِبٍ لَو شِئتِهِ / لَتَغَطّى وَجهُها بِالدارِعين
ما الَّذي رَدَّ عَلى أَصحابِهِ / لَيسَ يُحيِ مَوكِبُ الدَفنِ الدَفين
رُبَّ مَحمولٍ عَلى المِدفَعِ ما / مَنَعَ الحَوضَ وَلا حاطَ العَرين
باطِلٌ مِن أُمَمٍ مَخدوعَةٍ / يَتَحَدّونَ بِهِ الحَقَّ المُبين
في فَروقٍ وَرُباها مَأتَمٌ / ذَرَفَت آماقَها فيهِ العُيون
قامَ فيها مِن عَقيلاتِ الحِمى / مَلَأٌ بُدِّلنَ مِن عِزٍّ بِهون
أُسَرٌ مالَت بِها الدُنيا فَلَم / تَلقَ إِلّا عِندَكِ الرُكنَ الرَكين
نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين
نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين / كانَ بِالقُربِ عَلى غَيطٍ أَمين
فَاِشتَهَت مِن لَحمِهِ نَفسُ الرَئيس / وَكَذا الأَنفُسُ يُصيبُها النَفيس
قالَ لِلثَعلَبِ يا ذا الاِحتِيال / رَأسُكَ المَحبوبُ أَو ذاكَ الغَزال
فَدَعا بِالسَعدِ وَالعُمرِ الطَويل / وَمَضى في الحالِ لِلأَمرِ الجَليل
وَأَتى الغَيطَ وَقَد جَنَّ الظَلام / فَرَأى العِجلَ فَأَهداهُ السَلام
قائِلاً يا أَيُّها المَولى الوَزير / أَنتَ أَهلُ العَفوِ وَالبِرِّ الغَزير
حَمَلَ الذِئبَ عَلى قَتلى الحَسَد / فَوَشى بي عِندَ مَولانا الأَسَد
فَتَرامَيتُ عَلى الجاهِ الرَفيع / وَهوَ فينا لَم يَزَل نِعمَ الشَفيع
فَبَكى المَغرورُ مِن حالِ الخَبيث / وَدَنا يَسأَلُ عَن شَرحِ الحَديث
قالَ هَل تَجهَلُ يا حُلوَ الصِفات / أَنَّ مَولانا أَبا الأَفيالِ مات
فَرَأى السُلطانُ في الرَأسِ الكَبير / مَوطِنَ الحِكمَةِ وَالحِذقِ الكَثير
وَرَآكُم خَيرَ مَن يُستَوزَرُ / وَلِأَمرِ المُلكِ رُكناً يُذخَرُ
وَلَقَد عَدّوا لَكُم بَينَ الجُدود / مِثلَ آبيسَ وَمَعبودِ اليَهود
فَأَقاموا لِمَعاليكُم سَرير / عَن يَمينِ المَلكِ السامي الخَطير
وَاِستَعَدَّ الطَيرُ وَالوَحشُ لِذاك / في اِنتِظارِ السَيِّدِ العالي هُناك
فَإِذا قُمتُم بِأَعباءِ الأُمور / وَاِنتَهى الأُنسُ إِلَيكُم وَالسُرور
بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان / وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان
وَكَفاكُم أَنَّني العَبدُ المُطيع / أَخدُمُ المُنعِمَ جَهدَ المُستَطيع
فَأَحَدَّ العِجلُ قَرنَيهِ وَقالَ / أَنتَ مُنذُ اليَومِ جاري لا تُنال
فَاِمضِ وَاِكشِف لي إِلى اللَيثِ الطَريق / أَنا لا يَشقى لَدَيهِ بي رَفيق
فَمَضى الخِلّانِ تَوّاً لِلفَلاه / ذا إِلى المَوتِ وَهَذا لِلحَياه
وَهُناكَ اِبتَلَعَ اللَيثُ الوَزير / وَحَبا الثَعلَبَ مِنهُ بِاليَسير
فَاِنثَنى يَضحَكُ مِن طَيشِ العُجول / وَجَرى في حَلبَةِ الفَخرِ يَقول
سَلِمَ الثَعلَبُ بِالرَأسِ الصَغير / فَفَداهُ كُلُّ ذي رَأسٍ كَبير
بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً
بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً / في شِعارِ الواعِظينا
فَمَشى في الأَرضِ يَهذي / وَيَسُبُّ الماكِرينا
وَيَقولُ الحَمدُ لِل / هِ إِلَهِ العالَمينا
يا عِبادَ اللَهِ توبوا / فَهوَ كَهفُ التائِبينا
وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ ال / عَيشَ عَيشُ الزاهِدينا
وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن / لِصَلاةِ الصُبحِ فينا
فَأَتى الديكَ رَسولٌ / مِن إِمامِ الناسِكينا
عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ / وَهوَ يَرجو أَن يَلينا
فَأَجابَ الديكُ عُذراً / يا أَضَلَّ المُهتَدينا
بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي / عَن جدودي الصالِحينا
عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن / دَخَلَ البَطنَ اللَعينا
أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال / قَولِ قَولُ العارِفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً / أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا
لِيُعِنّا كل معبود معين
لِيُعِنّا كل معبود معين / نحن حزب البكسِر المتفقين
كي نبيد الغرباء الماردين / إنهم في الصين كانوا مفسدين
ليس ذاك الجنس من نسل البشر / إن شككتم أمعنوا فيه النظر
إنه يا قوم مزرقّ البصر / من بنى إبليس شيطان لعين
جفت الأرض وجافاها السما / وديور الكفر أوقفن السما
أسخط الأرباب منها ما سما / وتولى الجنّ عنا مغضَبين
قد دعونا لنخلّى ديننا / ولنستهزى بأرباب لنا
ولنشرى بالمروءات الخنا / ولنزني والزنا شئ مهين
دونكم يا قوم إيقاد البخور / وألفظوا ألفاظ سحر لا يبور
وإذا شئتم رَدَى أهل الشرور / أتقنوا الحرب علوما وفنون
ها أتى الأرباب من أجبالهم / وتبدى الجنّ من أوغالهم
كي يُروا الأعداء من أفعالهم / أى لكم بشمال ويمين
فانزعوا من أرضكم خط الحديد / واقطعوا أسلاك برق لا تفيد
واخرقوا فُلك العدا كيما تبيد / وأريحوا الصين من شر السفين
ففرنسا ذلك الشعب العزيز / ما له من بأسكم حرز حريز
ألحقوا الروس به والانكليز / واحفظوا الملك على شنك المكين
أنا بنت البر أم الفقرا
أنا بنت البر أم الفقرا / ليس دوني ملجأ للقاصدين
لا ترى حولي إلا معسرا / حين أُعطِى بشمال ويمين
لي صغار كلهم في المكتب / يتلقون به العلم المبين
ورجال كلهم لي كالأب / صادق في حبه واف أمين
كم بيوت ضاقت الدنيا بها / بعدما عزت على طول السنين
جاءها الإسعاف من أبوابها / حين وافاها رسول المحسنين
قل لمن حصّل مالا واقتنى / أقرِض الله فيا نعم المُدين
وتصدّق فهو حصن للغنى / وسلام النفس في دنيا ودين
كل عام تتجلى ليلتي / ليلة الأيتام عين البائسين
أشتكى لله فيها عيلتي / ورجاء الله رَوح اليائسين
يا كريم العهد يا ابن الأكرمين
يا كريم العهد يا ابن الأكرمين / كل عيد لك عيد للبنين
مصر ترجوهم وترجوك لهم / في ذَرا العباس خير المالكين
وترى شأنك فيها شأنهم / أصلح الله شؤون الناشئين
ورعاهم لك واسترعاهم / بك مأمونا على العهد أمين
لك في مهد المعالي دولة / حسب الطفل عليها والجنين
أبدا عباس يبنى ركنها / لبنيه وبنينا باليمين
وأميري في غد ساعده / ومن الأشبال لليث معين
يشرق الكرسي من نورهما / كلما لاحا جبينا لجبين
يا حماة الطفل خير المحسنين
يا حماة الطفل خير المحسنين / يدكم فيها يد الله المعين
أنظروا عند توافى جمعكم / تجدوا في الجمع جبريل الأمين
ظَلَّلَ الطفلَ ووافاه / مهرجان الله عرض المرسلين
يذكر الفضلَ على الدهر لكم / من رعيتم من بنات وبنين
عرفوا الدهر ولما يولَدوا / فسل الدهر أكانوا مذنبين
غرباء الأهل نزَّاح الحِمى / وجدوا الدار بكم والأقربين
قل لمن إن قيل في البِر لهم / قبضوا الراح وولوا معرضين
أتقوا الأيام في أعقابكم / أأخذتم لهمُ عهد السنين
يأخذ الله وإن طال المدى / ويُدان المرء ما كان يدين
خَلق الحظَّ جُمانا وحصى / خالقُ الإنسان من ماء وطين
ولأمر ما وسر غامض / تسعد النطفة أو يشقى الجنين
فوليد تسجد الدنيا له / وسواه في زوايا المهملين
وابن كسرى لا يُلَقَّى راية / يتلقاها ابن عبد باليمن
رب مهد أزرت البؤسى به / فيه كنز خبأ الغيبُ ثمين
مرضَعا يقطر بؤسا يومه / مغِدق النعمى غدا في العالمين
أو ضعيِف الركن في ألفافه / هو ركن القوم ضرغام العرين
أو طويلِ الصمت أعمى في الصبا / بين برديه المعرىُّ المبين
أو فتاة هينةٍ فوق الثرى / ولَدت من بالثريا يستهين
سيد النيل وواديه معا / مصرك الغرة والشرق الجبين
سعد الكل بناديك فلا / بائس يشقى ولا طفل حزين
ارحم الحساد واغفر للعدا / أنت عند الله والشعب مكين
قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح
قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح / خِيلة الصِّيد وزهو الفاتحين
وتمهَّل إنما تمشى على / حَرَم الدهر ونادى الأولين
وارتق الأحجار واصعد منبرا / لم يُسَخَّر لأمير المؤمنين
ادعُ قومي من ذرى أعواده / لخلال كالصباح المستبين
قل لهم عهدىَ فيكم أمةً / عرفوا الحق وقوما صابرين
عطف الدهر على ثورتكم / ولوى الناسَ عليها معجبين
هزت الليث ولما يَصح من / دم غليومَ وصيدٍ آخرين
فرأى ما لم يقع في وهمه / مصر تستكبر والألمان دِين
ثورة أقبلت السلمُ بها / عجبُ الرائين سحرُ السامعين
قام رهط منكم فاقتحموا / كبرياء الفاتحين الظافرين
جحدوا السيف وردّوا حكمه / عُزَّلا إلا من الحق المبين
همة تكتبها مصر لهم / إن أبيتم أن تكونوا الكاتبين
استخفّ الليثُ إجماعكم / وهو نابُ العَجَم الداهي الرزين
فزأرتم زأرة أقعى لها / وأجال اللحظ فيهم يستبين
مستعيذا منكُم بالله أن / تُصبحوا الهند وتمسوا الصِين فِين
نفر تأوى إليهم أمة / ووزير يَتولى الثائرين
وشباب من رآهم عصبةً / قال نَحلٌ أُوذنت بالمعتدين
وجموع عُزَّل ما أكترثت / لجموع بالمواضي معلنين
زادهم سعد شَباتَي همة / كالحسام العضب والرمح السَّنين