المجموع : 3
بكرَ العارضُ تحدُوه النُّعامى
بكرَ العارضُ تحدُوه النُّعامى / فُسِقيت الغيثَ يا دارَ أُماما
خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما
خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما / فانثنى يشكرُ إنعامَ النُّعامى
مُغرمٌ هاجتْ جواهُ نَسْمةٌ / يا لها من نسمة هاجتْ غراما
نفحةٌ أذكَتْ بقلبي لَفْحةً / كلّما هبّتْ له زادتْ ضِراما
عاتبتْ سلمى سُميراً أَم ترى / غازلتْ بالرَّوضِ أَنفاس الخُزامى
يا لأَوطارِي فقد أَنشرها / نشرها من بعدِ ما كانتْ رِماما
ذكّرتْ ريحُ الصّبا رَوْحَ الصِّبا / وزماناً كنتُ بل كانَ غلاما
ونديماً ليَ لم أَندمْ بهِ / يا رعاهُ اللّهُ من بينِ النُّدامى
ألهمَ الدَّوح التّثنِّي بثّهُ / شَجْوَهُ بل علّمَ النّوْحَ الحَماما
قالَ ما أَطيبَ أَيامَ الصِّبا / قلتُ ما أَطيبَهُ لو كان داما
كان وعداً بالأَماني مُزنُهُ / كلّما استسقيتُهُ عادَ جَهاما
وهضيمُ الكَشْحِ في حبّي له / لم يَزدْني كاشحي إلاَّ اهتضاما
كَرُمَ العاشقُ منه مثلما / لؤُمَ العاذِلُ فيه حينَ لاما
بقَوامٍ علّمَ الهزَّ القنا / ولحاظٍ تُودِعُ السُّكرَ المُداما
أَتراهُ إذْ تثنّى ورنا / سمهريّاً أَمْ سلّ حُساما
خدَّهُ يجرحُهُ لحظُ الورى / فلذا عارِضُهُ يلبسُ لاما
ويُريكَ الخطّ منه دائراً / هالةَ البدرِ إذا حطَّ اللِّثاما
وكثيبُ الرَّملِ قد أَخجلَهُ / وقضيبُ البانِ رِدفاً وقَواما
أَنا منه ومن العُذّال في / نَصَيبٍ أَشكو مَلالاً وملاما
لم تكن تلكَ وق لاحَظْنَني / لحظاتٍ إنّما كانتْ سهاما
تركتْ في غَمَراتٍ مُهْجَتي / غمرات ملكت منها الزِّماما
مهجةٌ أَرخصَها سَوْمُ الهوى / وتسامى عزَّةً من أَنْ تساما
ومقامي بعد توديعهمُ / بالحِمى ما خِلتُهُ إلاَّ حِماما
عَدِمَ الإصباح ليلي بعدَكُمْ / أَسفِروا لي مرّةً تجلُو الظلاما
بتُّ عن طيفكُمُ مُتسخبِراً / من غرامي بكُمُ من كان ناما
وغرامي رُمْتُ أَنْ أَكتمه / فأَبى الدَّمعُ لأَسراري اكتتاما
ولماذا ظمئِتْ نحوَكُمُ / مقلةٌ إنسانُها في الدَّمعِ عاما
يا رفيقيَّ ارفقا بي فالهوى / عُنْفُهُ يكفي المحِبَّ المُستهاما
أَنجِداني فبنجدٍ أَرَبي / حين غيري شامَ بالغَوْرِ الشَّآما
وانشُرا عنديَ أَخبار الحمى / فبأَخبارِ الحمى قلبيَ هاما
ناظري من دمعتي في شُغُلٍ / فانظُروا عنّيَ هاتيكَ الخِياما
سارَ قلبي يومَ ساروا وانْثَنَوا / نحوَ نجدٍ وأَقاموا فأَقاما
عَلِّلاني بأَحاديثِهمُ / فأَحاديثُهُم تَشفي الأُواما
هذه أَطلالُهمْ تشكو الظَّما / فدعا الأَدمُعَ تنهلُّ انسجاما
رِفقاً نستَسقِ جَدْوَى ظَفَرٍ / فهو من بَخَّلَ بالجودِ الغَماما
فهو الغيثُ إذا بَثَّ اللُّها / وهو اللّيثُ إذا فَلَّ اللَّهاما
لم يزِدْ أَعداءَه يومَ الوغى / والقنا إلاَّ انحطاطاً وانحِطاما
إجتلَى من مَشرِق المجدِ السّنا / وامتطى من بازلِ المُلك السَّناما
وأَضاءَتْ بسَنا سُنّتهِ / ظُلَمُ الظُّلمِ لأَيامِ الأَيامى
أولدَتْ أَنعمُهُ عُقْمَ المُنى / وشفى من يأسِنا الدّاءَ العُقاما
كرمٌ يُحيي وبأْسٌ مهلِكٌ / وهما ما صَحِبا إلاَّ هُماما
أَنتَ عذْرُ الدَّهر يا واحدَهُ / ولقد أَعظمَ لولاه اجتراما
ببنيهِ ملكاً أَو سُوقةً / ملأَ الأرضَ طغاةً وطَغاما
ليس بدْعاً سَقَمي من صحتي / فالقنا حُطِّمَ من حيثُ استقاما
وإذا المرءُ تشكّى خطّةً / كانت الصِحّة للنفسِ سَقاما
صُغتُها منظومةً في مدحِكُمْ / فتلاها الدُّرُّ فذّاً وتُؤاما
جمعتْ لفظاً ومعنىً شائقاً / بَعُدا في الحُسن مرمىً ومراما
هيَ راحٌ كيف حلّتْ عَجَباً / وهي سِحرٌ كيف ما كانت حراما
فاغتنمها إنَّما أَوفى الورى / مَنْ يَرى من مثليَ الحمد اغتناما
اسمُ محبوبي سُدَاسيُّ إذا
اسمُ محبوبي سُدَاسيُّ إذا / سَقَطَ الثُّلثُ فعكسُ الكلِمَهْ
وإذا قُدِّمَ ثاني شَطْرِهِ / فهو سلطانٌ لنا ذو عَظَمَهْ
ومتى ينقِصُ ثانيه فلا / نقصَ يبدو في بناهُ المحكمهْ
عَرَبيُّ عَجَميُّ نِصْفُه / كلُّهُ معنىً لِمَنْ قد فَهمَهْ
وإذا ساهمَ في تصحيفه / لكَ باقيه فرمْ أَن تفهمهْ
وهو إن شاءهمُ لكنّهُ / فيه إيضاحٌ لهذي المبهمهْ