المجموع : 6
يا خَليلَيَّ أَلِمّا بِالحِمى
يا خَليلَيَّ أَلِمّا بِالحِمى / وَاِطلُبا نَجداً وَذاكَ العَلَما
وَرِدا ماءً بِخَيماتِ اللَوى / وَاِستَظِلّا ضالَها وَالسَلَما
فَإِذا ما جِئتُما وادي مِنىً / فَالَّذي قَلبي بِهِ قَد خَيَّما
أَبلِغا عَنّي تَحِيّاتِ الهَوى / كُلَّ مَن حَلَّ بِهِ أَو سَلَّما
وَاِسمَعا ماذا يُجيبونَ بِهِ / وَاِخبِرا عَن دَنِفِ القَلبِ بِما
يَشتَكيهِ مِن صَباباتِ الهَوى / مُعلِناً مُستَخبِراً مُستَفهِما
ما لقومي عن حديثي في عما
ما لقومي عن حديثي في عما / ثم قالوا نحن فيكم علما
صَدقوا في نصف ما قالوا وما / صَدقوا في نصفه الثاني لِما
يقتضيه حكمُ ما جئتُ به / من علومٍ جهلتها الحكما
عزَّ علمُ الذَّوقِ أنْ يدركه / عالم جانبنا ما احترما
ولهذا يخطىء الحكمَ الذي / يطلبُ الحال إذا ما حكما
تضحك الأزهار بالأرض إذا / بكت الزهر التي فوق السما
وكذا العلمُ الذي أظهره / عندنا تضحكُ منه العُلما
عُلماء السَّوء لا كانوا ولا / كانوا بالتقوى لديه كرما
إن شخصاً جهلَ الأمرِ الذي / قلت في نظمي هذا في عما
إنما الكيِّس مَن دانَ به / نفسَه حين أراه القدما
قدم الصدق الذي نعرفه / كلُّ من يشهده محتكما
فترى الحقَّ كما أنزله / في نزولٍ واستواء وعما
وإذا كان وجودي عينه / لم أزل في عين كوني عدم
أعلم الله الذي نحن به / من أمور لوحه والقلما
حين أجرى الحياة نهراً / من بخارٍ فيه سماه دما
عجباً إني على صورته / ولذا أصبح أمري مبهما
فله التنزيه عن وصفي وقد / جاء في القرآن علماً محكما
هو في الأرض ِإله قادر / ومعي في كلِّ وجه وسما
أمهلوا ما أهملوا إنهم / عندنا والله قومٌ حكما
حين أبقونا وفي عقدهم / أنهم فينا رؤوسٌ زُعما
إنما نحن عبيدٌ كلنا / عندنا وعندهم ليس كما
قلتُ فيهم إنهم قد زعموا / أكذبَ الله الذي قد زعما
في كتابِ الله إذ جاء به / مُخبراً عنهم لهم مستفهما
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ / بعد أخذٍ وابتداءٍ للعمومْ
غير أنَّ الأمر قد قسمه / بين سكني في جنانٍ وجحيمْ
وكلا الصنفين في رحمته / في التذاذٍ دائم فيه مقيم
زمهريرٌ عند محرورِ جدي / وحرورٍ عند مقرورٍ نعيم
ليكون الكلُّ في رحمتِه / إنه قال هو البرُّ الرحيم
ما لقومي عن وجودي قد عموا
ما لقومي عن وجودي قد عموا / أترى أدركهم فيه صممْ
إنني عرفتُ هوداً بالذي / أنا فيه من سرور وألمْ
فالذي يدري الذي أقصده / كلما قلتُ ألا قال ألم
ما لهم لم يعرفوا أو يسمعوا / أنني أمشي على النهج الأمم
وهمُ يمشون بي في أثري / فهمُ حيث أنا من غير لم
والذي أخبر عني بالذي / قلته ليس من أرباب التهم
هو هود والذي أخبركم / أحمد المبعوث في خير الأمم
لا تقولوا إنه من عرب / إن هوداً ليس من أهل العجم
إنني ترجمتُ عنه بالذي / قاله للناس عني وحَكَم
فاشكروا الله الذي أظهركم / عن ثبوتِ هو في عينِ العدم
فأنا الظاهر لا أنتَ بما / أنت في نفسك من حمدٍ وذم
لا تبالي إنكم في عدم / وأنا الكل حدوثاً وقِدم
ما لكم في عين كوني أثرٌ / لا و لا عين وحكم وقدم
إن أسمائي بكم قد حكمت / في وجودي فلنا كيف وكم
ما لقومي عن حديثي في عمى
ما لقومي عن حديثي في عمى / ما أظنُّ القومَ إلا قدما
أخذوا العلمَ عن الفكر وعن / كلِّ روحٍ ما له علم بما
عندنا من جهة العلم به / جلَّ أنْ يفهم أو أنْ يفهما
هكذا قالواوما عندهمُ / خبر الذوقِ بعلمِ العلما
فأنا أطلبه منه وهم / يطلبون العلمَ منهم أينما
فعلومُ القومِ من أنفسهم / وعلومي من إله حكما
إنه يعطي الذي يعلمه / لعبيد لم يزالوا رُحَما
بينهم تبصرهم قد وقفوا / في المحاريبِ وصفوا القدما
بقلوبٍ علمتُ أنَّ لها / عند ربِّ الصَّدقِ حقاً قدما
وعيونٌ واكفاتٌ أرسلت / من بكاء بدلَ الدمعِ دما
ينظرون الأمر من سيدهم / لخيالٍ عندهم قد نجما
فلهذا جاءهم ما ردهم / يحملون الكلَّ عنا حكما
لعلومٍ لم ينلها دَنَسٌ / من عباراتٍ فما حلَّت فما
ما رأينا من وجود
ما رأينا من وجود / مثل جوده الأتمِّ
مثل جود الله فينا / في عمومٍ وأعمِّ
ورأينا مَن تعالى / فوق عرشِه الأطمِّ
قد طما سيلُ جداهُ / منه عن أمر مهمِّ
فشهدنا كلَّ شي / كان من وصف أو اسم
وسألتُ الله أن يض / رب لي فيهم بسهم
قال لي ليس لذاتي / ما بدا مني لكمّ
بل لك الكل جميعا / هكذا أعطاه علمي
لم يكن ظنّاً ولا ما / ينسب الوهم لفهمي
هكذا الأمر فقسم / ثم خذ منه بقسم
وما يعم الشرب خلقاً / أبدا ولا بوهم
هو همي في سروري / وفي أفراحي وغمي
ولذا جاء يردني / أبدا في كلِّ حكم
باسمكم سميتُ نفسي / مثل ما سميت باسمي
ما أنا غير المسمى / لا و لا غير المسمي
كلُّ شيء فيّ بالفع / لكذا أعطاه زعمي
قلتُ للظاهر مني / في وجودي أين عمي
أنا مشتاقٌ إليه / عدّ عنه ثم عمِّ
أمره عنهم وصرِّح / بمديحي وبذمي
ولتقم فيه خطيباً / بالذي فيهم وسمي
ولتعين كلّ شخصٍ / بالذي فيهم من إثم
من عناق في حرام / وارتشافٍ عند لثم
وستور مسدلاتٍ / وجماع عند ضم