القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 6
يا خَليلَيَّ أَلِمّا بِالحِمى
يا خَليلَيَّ أَلِمّا بِالحِمى / وَاِطلُبا نَجداً وَذاكَ العَلَما
وَرِدا ماءً بِخَيماتِ اللَوى / وَاِستَظِلّا ضالَها وَالسَلَما
فَإِذا ما جِئتُما وادي مِنىً / فَالَّذي قَلبي بِهِ قَد خَيَّما
أَبلِغا عَنّي تَحِيّاتِ الهَوى / كُلَّ مَن حَلَّ بِهِ أَو سَلَّما
وَاِسمَعا ماذا يُجيبونَ بِهِ / وَاِخبِرا عَن دَنِفِ القَلبِ بِما
يَشتَكيهِ مِن صَباباتِ الهَوى / مُعلِناً مُستَخبِراً مُستَفهِما
ما لقومي عن حديثي في عما
ما لقومي عن حديثي في عما / ثم قالوا نحن فيكم علما
صَدقوا في نصف ما قالوا وما / صَدقوا في نصفه الثاني لِما
يقتضيه حكمُ ما جئتُ به / من علومٍ جهلتها الحكما
عزَّ علمُ الذَّوقِ أنْ يدركه / عالم جانبنا ما احترما
ولهذا يخطىء الحكمَ الذي / يطلبُ الحال إذا ما حكما
تضحك الأزهار بالأرض إذا / بكت الزهر التي فوق السما
وكذا العلمُ الذي أظهره / عندنا تضحكُ منه العُلما
عُلماء السَّوء لا كانوا ولا / كانوا بالتقوى لديه كرما
إن شخصاً جهلَ الأمرِ الذي / قلت في نظمي هذا في عما
إنما الكيِّس مَن دانَ به / نفسَه حين أراه القدما
قدم الصدق الذي نعرفه / كلُّ من يشهده محتكما
فترى الحقَّ كما أنزله / في نزولٍ واستواء وعما
وإذا كان وجودي عينه / لم أزل في عين كوني عدم
أعلم الله الذي نحن به / من أمور لوحه والقلما
حين أجرى الحياة نهراً / من بخارٍ فيه سماه دما
عجباً إني على صورته / ولذا أصبح أمري مبهما
فله التنزيه عن وصفي وقد / جاء في القرآن علماً محكما
هو في الأرض ِإله قادر / ومعي في كلِّ وجه وسما
أمهلوا ما أهملوا إنهم / عندنا والله قومٌ حكما
حين أبقونا وفي عقدهم / أنهم فينا رؤوسٌ زُعما
إنما نحن عبيدٌ كلنا / عندنا وعندهم ليس كما
قلتُ فيهم إنهم قد زعموا / أكذبَ الله الذي قد زعما
في كتابِ الله إذ جاء به / مُخبراً عنهم لهم مستفهما
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ / بعد أخذٍ وابتداءٍ للعمومْ
غير أنَّ الأمر قد قسمه / بين سكني في جنانٍ وجحيمْ
وكلا الصنفين في رحمته / في التذاذٍ دائم فيه مقيم
زمهريرٌ عند محرورِ جدي / وحرورٍ عند مقرورٍ نعيم
ليكون الكلُّ في رحمتِه / إنه قال هو البرُّ الرحيم
ما لقومي عن وجودي قد عموا
ما لقومي عن وجودي قد عموا / أترى أدركهم فيه صممْ
إنني عرفتُ هوداً بالذي / أنا فيه من سرور وألمْ
فالذي يدري الذي أقصده / كلما قلتُ ألا قال ألم
ما لهم لم يعرفوا أو يسمعوا / أنني أمشي على النهج الأمم
وهمُ يمشون بي في أثري / فهمُ حيث أنا من غير لم
والذي أخبر عني بالذي / قلته ليس من أرباب التهم
هو هود والذي أخبركم / أحمد المبعوث في خير الأمم
لا تقولوا إنه من عرب / إن هوداً ليس من أهل العجم
إنني ترجمتُ عنه بالذي / قاله للناس عني وحَكَم
فاشكروا الله الذي أظهركم / عن ثبوتِ هو في عينِ العدم
فأنا الظاهر لا أنتَ بما / أنت في نفسك من حمدٍ وذم
لا تبالي إنكم في عدم / وأنا الكل حدوثاً وقِدم
ما لكم في عين كوني أثرٌ / لا و لا عين وحكم وقدم
إن أسمائي بكم قد حكمت / في وجودي فلنا كيف وكم
ما لقومي عن حديثي في عمى
ما لقومي عن حديثي في عمى / ما أظنُّ القومَ إلا قدما
أخذوا العلمَ عن الفكر وعن / كلِّ روحٍ ما له علم بما
عندنا من جهة العلم به / جلَّ أنْ يفهم أو أنْ يفهما
هكذا قالواوما عندهمُ / خبر الذوقِ بعلمِ العلما
فأنا أطلبه منه وهم / يطلبون العلمَ منهم أينما
فعلومُ القومِ من أنفسهم / وعلومي من إله حكما
إنه يعطي الذي يعلمه / لعبيد لم يزالوا رُحَما
بينهم تبصرهم قد وقفوا / في المحاريبِ وصفوا القدما
بقلوبٍ علمتُ أنَّ لها / عند ربِّ الصَّدقِ حقاً قدما
وعيونٌ واكفاتٌ أرسلت / من بكاء بدلَ الدمعِ دما
ينظرون الأمر من سيدهم / لخيالٍ عندهم قد نجما
فلهذا جاءهم ما ردهم / يحملون الكلَّ عنا حكما
لعلومٍ لم ينلها دَنَسٌ / من عباراتٍ فما حلَّت فما
ما رأينا من وجود
ما رأينا من وجود / مثل جوده الأتمِّ
مثل جود الله فينا / في عمومٍ وأعمِّ
ورأينا مَن تعالى / فوق عرشِه الأطمِّ
قد طما سيلُ جداهُ / منه عن أمر مهمِّ
فشهدنا كلَّ شي / كان من وصف أو اسم
وسألتُ الله أن يض / رب لي فيهم بسهم
قال لي ليس لذاتي / ما بدا مني لكمّ
بل لك الكل جميعا / هكذا أعطاه علمي
لم يكن ظنّاً ولا ما / ينسب الوهم لفهمي
هكذا الأمر فقسم / ثم خذ منه بقسم
وما يعم الشرب خلقاً / أبدا ولا بوهم
هو همي في سروري / وفي أفراحي وغمي
ولذا جاء يردني / أبدا في كلِّ حكم
باسمكم سميتُ نفسي / مثل ما سميت باسمي
ما أنا غير المسمى / لا و لا غير المسمي
كلُّ شيء فيّ بالفع / لكذا أعطاه زعمي
قلتُ للظاهر مني / في وجودي أين عمي
أنا مشتاقٌ إليه / عدّ عنه ثم عمِّ
أمره عنهم وصرِّح / بمديحي وبذمي
ولتقم فيه خطيباً / بالذي فيهم وسمي
ولتعين كلّ شخصٍ / بالذي فيهم من إثم
من عناق في حرام / وارتشافٍ عند لثم
وستور مسدلاتٍ / وجماع عند ضم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025