القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 4
بطل الأبطال من أرض الهرم
بطل الأبطال من أرض الهرم / لبس الغار وجلّى وغنم
كيف تذرون عليه دمعكم / وهو وضاح المحيا يبتسم
كيف يبكي منكم الباكي على / عَلَم لف شهيداً في عَلَم
يا شباب النيل فتيان الحمى / وحماة الدار أشبال الأجم
زعموكم أمة هازلة / كذب الزاعم فيما قد زعم
تتحداهم على طول المدى / ثورة نكراء شبت تلتهم
ومقال الدهر عنا في غد / وحديث المجد عن عبد الحكم
كم أغر في بواكير الصبا / ناضر يسحب أذيال النعم
طبعه الجود فلما هتفت / مصر تدعوه تناهى في الكرم
قدم الروح إليها ومشى / ثابت الخطوة جبار القدم
كلفته اليقظة الكبرى بها / همة ترعى وعيناً لم تنم
جشمته خطة دامية / وعرة المسلك حفت بالألم
يجد الموت بها لذته / ويرى العار إذا المرء سلم
يا لهذي الجنة الفيحاء كم / فتحت قبراً لباغٍ قد ظلم
يصبح الصبح على هذي الربى / فإذا الورد ضحوك في الأكم
فإذا أمسى المساء انقلبت / فوهة شعواء ترمي بالحمم
لست تدري إذ تراها ظمئت / فروى الأحرار واديها بدم
ذاك لون الورد أم لون الردى ال / جاثم أو لون الحميم المضطرم
يا شباب النيل فتيان الحمى / وحماة الدار أشبال الأجم
حطموا القيد الذي حطمكم / واجعلوا أمتكم فوق الأمم
وإذا استشهد منكم بطل / جاده الغيث وحيته الديم
ولقد أدى لمصر دينه / ذلك الفادي ووفى بالقسم
يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ
يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ / وشُعاعاً يُشتَهى بعد الغُيومِ
أنا في بُعدِكَ مفقودُ الهُدَى / ضَائعٌ أعشو إلى نورٍ كريمِ
أشتري الأحلامَ في سُوق المُنى / وأبيعُ العُمرَ في سُوق الهُمومِ
لا تقل لي في غدٍ موعدُنا / فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ
أغداً قلت فعلِّمني اصطبارا / ليتني أختصرُ العُمرَ اختِصارَا
عَبَرَت بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ / فَرَقصنا أنا والقلبُ سُكارَى
وعَرَانا طَائِفٌ مِن خَبَلٍ / فاندَفَعنا في الأماني نتبارَى
سنَذمُّ النور حتى يتَلاشى / ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى
انفَردنا أنا والقلب عشيا / ننسج الآمالَ والنَّجوى سويَّا
فركبنا الوهمَ نبغي دارَها / وطوينا الدهر والعالَم طَيَّا
فبلغناها وهللنَا لها / ونزَلنَا الخُلدَ فينَاناً نَدِيَّا
ولقينا الحسنَ غَضّاً والصّبا / وتملَّينَا الجلالَ الأبدِيَّا
قال لي القلبُ أحقّاً ما بلغنا / كيف نام القَدرُ السَّاهر عنَّا
أتراها خِدعةً حاقت بنا / أتراها ظِنةً مما ظَنَنَّا
قلتُ لا تجزع فكم من منزلٍ / عزَّ حتى صار فوق المتمنى
أذِنَ اللهُ به بَعد النَّوي / فثوينا واسترحنا وأمِنَّا
يا جِنانَ الخُلدِ قَدَّمتُ اعتِذاري / إذ يَطوف الخلدَ سقمي ودَماري
أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى / اعفُ عن لهفةِ روحي وأواري
أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي / فكأني ظامئٌ آخذ ثاري
غير أني كلَّما امتدت يدي / لعناقٍ خِفتُ أن تؤذيكَ ناري
أيها النورُ سَلاماً وخشوعا / أيها المعبَدُ صَمتاً ورُكُوعَا
ملكت قلبي ولُبي رهبة / عصفت بالقلب واللُّبّ جميعَا
رُبَّ قول كنتُ قد أعددتُه / لكَ إذ ألقاك يأبى أن يطيعَا
وحبيسٍ من عتابٍ في فمي / قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا
لذعتني دمعة تلفح خدي / نبهتني من ضلالٍ ليس يُجدِي
واختفت تلك الرُّؤَى عن ناظري / وطَواها الغيبُ في سِحري بُردِ
وتَلفَّتُّ فلا أنت ولا / جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعدِ
وإذا بي غارقٌ في محنَتي / وبلائي أقطعُ الأيامَ وَحدِي
هاتِ قيثاري ودَعني للخيالِ / واسقني الوهمَ وعَلِّل بالمحالِ
ودَع الصدق لمن ينشده / الحجى خصميَ فاغمر بالضلالِ
وخُذ الأنوار عنّي ربما / أجدَ الرحمةَ في جوفِ الليالي
خلِّني بالشوقِ أستدني غداً / فغداً عندي كآبادٍ طوالِ
أحسد الشيبَ على رأ
أحسد الشيبَ على رأ / سك والتسعينَ عامَا
وأحيِّي ناصعَ الصب / ح وأهديه السلامَا
ها هو الحق الذي لم / يُبقِ شكَّا أو كلامَا
وَهوَ الدنيَا وربِّي / نزعَت عنها اللثامَا
روعة الحقِّ لقد نك / كست الصاري احترامَا
نَحن قوم نعشقُ الحق / ق ولو كانَ الحِمامَا
إيه أيامَ شبابي / كيف تمضينَ عقامَا
فيم تمتدين طولاً / وفراغاً وإلامَ
ليتنا نبدو كما نح / ن شقاءً وسقامَا
كلما تخدعنا الأي / يام خادعنَا الأنامَا
فرثينا العمر بِش / راً وبكيناه ابتسامَا
قد ترى المفراحَ لل / بهجةِ تمثالاً مقامَا
أنت تدري أيّ ضن / كٍ في لياليه أقامَا
ولقد تظفرُ بالخا / ئبِ حظَّا وغرامَا
أسود اللمة يح / سبُه الناسُ غلامَا
وهو الفاني الذي / أهلكَه الدهرُ صِدامَا
ويميناً لا ترى أر / وعَ مِن هذا انتقاما
هيكلٌ يرزح في / آلامِه عاماً فعامَا
فَهوَ حي يحمل المو / تَ ولا يلقى الحِمَاما
أعشق الأنوارَ من / تاجِكَ هذا تترامى
وأرى قلبي فراشاً / حول هذا الضوءِ حاما
ليس يرضيكَ شبابي / إن ترِد مني سَوامَا
سترى كأساً ولكن / لا ترى فيها مدَامَا
كَم أغرَّ في بواكيرِ الصبَا
كَم أغرَّ في بواكيرِ الصبَا / ناضرٍ يسحبُ أذيال النعم
طبعُه الجودُ فلما هتفت / مصرُ تدعوه تناهى في الكرم
قَدَّمَ الروحَ إليها ومشى / ثابتَ الخطوةِ جبارَ القدَم
كلفته اليقظةُ الكبرى بها / مهجةً ترعى وعيناً لم تنَم
جشمته خطةً داميةً / وعرةَ المسلكِ حُفَّت بالألم
يجدُ الموتُ بها لذتَه / ويرى العارَ إذا المرءُ سَلِم
يا لمصرَ الجنةِ الفيحاءِ كم / فتحت قبراً لباغٍ قد ظَلَم
يطلع الصبحُ على هذي الربى / فإذا الوردُ ضحوكٌ في الأكَم
فإذا أمسَى المساءُ انقلبت / فوهَةً حمراءَ تغلي بالحمم
لست تدري إذ تراها ظمئت / فَرَوَى الأحرارُ واديها بِدَم
ذاكَ لونُ الوردِ أم لونُ الردى / الجاثم أو لونُ الجحيم المضطرم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025