القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 4
بِالَّذي أَجراكِ يا ريحَ الخُزامى
بِالَّذي أَجراكِ يا ريحَ الخُزامى / بَلِّغي البُسفورَ عَن مِصرَ السَلاما
وَاِقطِفي مِن كُلِّ رَوضٍ زَهرَةً / وَاِجعَليها لِتَحايانا كِماما
وَاِنشُري رَيّاكِ في ذاكَ الحِمى / وَاِلثِمي الأَرضَ إِذا جِئتِ الإِماما
مَلِكٌ لِلشَرقِ في أَيّامِهِ / هِمَّةُ الغَربِ نُهوضاً وَاِعتِزاما
أَيُّها القائِمُ بِالأَمرِ لَقَد / قُمتَ في الناسِ فَأَحسَنتَ القِياما
جَرِّدِ الرَأيَ فَكَم رَأيٍ إِذا / سُلَّ مِن غِمدِ النُهى فَلَّ الحُساما
وَاِبعَثِ الأُسطولَ تَرمي دونَهُ / قُوَّةُ اللَهِ وَراءً وَأَماما
يَكلَأُ الشَرقَ وَيَرعى بُقعَةً / رَفَعَ اللَهُ بِها البَيتَ الحَراما
وَثُغوراً هِيَ أَبهى مَنظَراً / مِن ثُغورِ الغيدِ يُبدينَ اِبتِساما
خَصَّها اللَهُ بِأُفقٍ مُشرِقٍ / ضَمَّ في اللَألاءِ مِصراً وَالشَآما
حَيِّ يا مَشرِقُ أُسطولَ الأُلى / ضَرَبوا الدَهرَ بِسَوطٍ فَاِستَقاما
مَلَكوا البَرَّ فَلَمّا لَم يَسَع / مَجدَهُم نالوا مِنَ البَحرِ المَراما
بِجَوارٍ مُنشَآتٍ كَالدُمى / أَينَما سارَت صَبا البَحرُ وَهاما
كُلَّما أَوفَت عَلى أَمواجِهِ / سَجَدَ المَوجُ خُشوعاً وَاِحتِشاما
كانَ بِالبَحرِ إِلَيها ظَمَأٌ / وَعَجيبٌ يَشتَكي البَحرُ الأُواما
فَهيَ في السِلمِ جَوارٍ تُجتَلى / تَبهَرُ العَينَ رُواءً وَنِظاما
وَهيَ في الحَربِ قَضاءٌ سابِحٌ / يَدَعُ الحِصنَ تِلالاً وَرِجاما
ما نُجومُ الرَجمِ مِن أَبراجِها / إِثرَ عِفريتٍ مِنَ الجِنِّ تَرامى
مِن مَراميها بِأَنكى مَوقِعاً / لا وَلا أَقوى مِراساً وَعُراما
وَهيَ بُركانٌ إِذا ما هاجَها / هائِجُ الشَرِّ عِداءً وَخِصاما
جَبَلَ النارِ لَقَد رُعتَ الوَرى / أَنتَ في حالَيكَ لا تَرعى ذِماما
أَنتَ في البَرِّ بَلاءٌ فَإِذا / رَكِبَ البَحرَ غَدا مَوتاً زُؤاما
فَاِتَّقوا الطَودَ مَكيناً راسِياً / وَاِتَّقوا الطَودَ إِذا ما الطَودُ عاما
حَمَلَت حَرباً فَكانَت حِقبَةً / نُذُراً لِلمَوتِ تَجتاحُ الأَناما
خافَها العالَمُ حَتّى أَصبَحَت / رُسُلاً تَحمِلُ أَمناً وَسَلاما
بُعِثَ المَشرِقُ مِن مَرقَدِهِ / بَعدَ حينٍ جَلَّ مَن يُحيي العِظاما
أَيُّها الشَرقِيُّ شَمِّر لا تَنَم / وَاِنفُضِ العَجزَ فَإِنَّ الجِدَّ قاما
وَاِمتَطِ العَزمَ جَواداً لِلعُلا / وَاِجعَلِ الحِكمَةَ لِلعَزمِ زِماما
وَإِذا حاوَلتَ في الأُفقِ مُنىً / فَاِركَبِ البَرقَ وَلا تَرضَ الغَماما
لا تَضِق ذَرعاً بِما قالَ العِدا / رُبَّ ذي لُبٍّ عَنِ الحَقِّ تَعامى
سابِقِ الغَربِيَّ وَاِسبِق وَاِعتَصِم / بِالمُروءاتِ وَبِالبَأسِ اِعتِصاما
جانِبِ الأَطماعَ وَاِنهَج نَهجَهُ / وَاِجعَلِ الرَحمَةَ وَالتَقوى لِزاما
طَلَبوا مِن عِلمِهِم أَن يُعجِزوا / قادِرَ المَوتِ وَأَن يَثنوا الحِماما
وَأَرادوا مِنهُ أَن يَرفَعَهُم / فَوقَ هامِ الشُهبِ في الغَيبِ مَقاما
قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ / طاوَلَ الخالِقَ في الكَونِ وَسامى
أَحرَجَ الغَيبَ إِلى أَن بَزَّهُ / سِرَّهُ بَزّاً وَلَم يَخشَ اِنتِقاما
قُوَّةَ الرَحمَنِ زيدينا قُوىً / وَأَفيضي في بَني الشَرقِ الوِئاما
أَفرِغي مِن كُلِّ صَدرٍ حِقدَهُ / إِملَإِ التاريخَ وَالدُنيا كَلاما
أَسأَلُ اللَهَ الَّذي أَلهَمَنا / خِدمَةَ الأَوطانِ شَيخاً وَغُلاما
أَن أَرى في البَحرِ وَالبَرِّ لَنا / في الوَغى أَندادَ طوجو وَأُياما
طَمَعٌ أَلقى عَنِ الغَربِ اللِثاما
طَمَعٌ أَلقى عَنِ الغَربِ اللِثاما / فَاِستَفِق يا شَرقُ وَاِحذَر أَن تَناما
وَاِحمِلي أَيَّتُها الشَمسُ إِلى / كُلِّ مَن يَسكُنُ في الشَرقِ السَلاما
وَاِشهَدي يَومَ التَنادي أَنَّنا / في سَبيلِ الحَقِّ قَد مِتنا كِراما
مادَتِ الأَرضُ بِنا حينَ اِنتَشَت / مِن دَمِ القَتلى حَلالاً وَحَراما
عَجِزَ الطُليانُ عَن أَبطالِنا / فَأَعَلّوا مِن ذَرارينا الحُساما
كَبَّلوهُم قَتَلوهُم مَثَّلوا / بِذَواتِ الخِدرِ طاحوا بِاليَتامى
ذَبَحوا الأَشياخَ وَالزَمنى وَلَم / يَرحَموا طِفلاً وَلَم يُبقوا غُلاما
أَحرَقوا الدورَ اِستَحَلّوا كُلَّ ما / حَرَّمَت لاهايُ في العَهدِ اِحتِراما
بارَكَ المَطرانُ في أَعمالِهِم / فَسَلوهُ بارَكَ القَومَ عَلاما
أَبِهَذا جاءَهُم إِنجيلُهُم / آمِراً يُلقي عَلى الأَرضِ سَلاما
كَشَفوا عَن نِيَّةِ الغَربِ لَنا / وَجَلَوا عَن أُفُقِ الشَرقِ الظَلاما
فَقَرَأناها سُطوراً مِن دَمٍ / أَقسَمَت تَلتَهِمُ الشَرقَ اِلتِهاما
أَطلَقوا الأُسطولَ في البَحرِ كَما / يُطلِقُ الزاجِلُ في الجَوِّ الحَماما
فَمَضى غَيرَ بَعيدٍ وَاِنثَنى / يَحمِلُ الأَنباءَ شُؤماً وَاِنهِزاما
قَد مَلَأنا البَرَّ مِن أَشلائِهِم / فَدَعوهُم يَملَئوا الدُنيا كَلاما
أَعلَنوا الحَربَ وَأَضمَرنا لَهُم / أَينَما حَلّوا هَلاكاً وَاِختِراما
خَبِّروا فِكتورَ عَنّا أَنَّهُ / أَدهَشَ العالَمَ حَرباً وَنِظاما
أَدهَشَ العالَمَ لَمّا أَن رَأَوا / جَيشَهُ يَسبِقُ في الجَريِ النَعاما
لَم يَقِف في البَرِّ إِلّا رَيثَما / يُسلِمُ الأَرواحَ أَو يُلقي الزِماما
حاتِمَ الطُليانِ قَد قَلَّدتَنا / مِنَّةً نَذكُرُها عاماً فَعاما
أَنتَ أَهدَيتَ إِلَينا عُدَّةً / وَلِباساً وَشَراباً وَطَعاما
وَسِلاحاً كانَ في أَيديكُمُ / ذا كَلالٍ فَغَدا يَفري العِظاما
أَكثِروا النُزهَةَ في أَحيائِنا / وَرُبانا إِنَّها تَشفي السَقاما
وَأَقيموا كُلَّ عامٍ مَوسِماً / يُشبِعُ الأَيتامَ مِنّا وَالأَيامى
لَستُ أَدري بِتَّ تَرعى أُمَّةٍ / مِن بَني التَليانِ أَم تَرعى سَواما
ما لَهُم وَالنَصرُ مِن عاداتِهِم / لَزِموا الساحِلَ خَوفاً وَاِعتِصاما
أَفلَتوا مِن نارِ فيزوفَ إِلى / نارِ حَربٍ لَم تَكُن أَدنى ضِراما
لَم يَكُن فيزوفُ أَدهى حِمَماً / مِن كُراتٍ تَنفُثُ المَوتَ الزُؤاما
إيهِ يا فيزوفُ نَم عَنهُم فَقَد / نَفَضَت إِفريقِيا عَنها المَناما
فَهيَ بُركانٌ لَهُم سَخَّرَهُ / مالِكُ المُلكِ جَزاءً وَاِنتِقاما
لَو دَرَوا ما خَبَّأَ الشَرقُ لَهُم / آثَروا فيزوفَ وَاِختاروا المُقاما
تِلكَ عُقبى أُمَّةٍ غادِرَةٍ / تَنكُثُ العَهدَ وَلا تَرعى الذِماما
تِلكَ عُقبى كُلِّ جَبّارٍ طَغى / أَو تَعالى أَو عَنِ الحَقِّ تَعامى
لَو دَرَت رومَةُ ما قَد نابَها / في طَرابُلسَ أَبَت إِلّا اِنقِساما
وَأَبى كُلُّ اِشتِراكِيٍّ بِها / أَن يَرى التاجَ عَلى رَأسٍ أَقاما
أَعلَنوا ضَمَّ مَغانينا إِلى / مُلكِ فِكتورَ وَلَم يَخشَوا مَلاما
أَعلَنوا الضَمَّ وَلَمّا يَفتَحوا / قَيدَ أُظفورٍ وَراءً أَو أَماما
فَاِعجَبوا مِن فاتِحٍ ذي مِرَّةٍ / يَحسَبُ النُزهَةَ في البَحرِ صِداما
وَيَرى الفَتحَ اِدِّعاءً باطِلاً / وَاِفتِراءً وَاِحتِجاجاً وَاِحتِكاما
أَيُّها الحائِرُ في البَحرِ اِقتَرِب / مِن حِمى البُسفورِ إِن كُنتَ هُماما
كَم سَمِعنا عَن لِسانِ البَرقِ ما / يُزعِجُ الدُنيا إِذا الأُسطولُ عاما
عامَ شَهرَينِ وَلَم يَفتَح سِوى / هُوَّةٍ فيها المَلايينُ تَرامى
دَفَنوا تاريخَهُم في قاعِها / وَرَمَوا في إِثرِهِ المَجدَ غُلاما
فَاِطمَئِنّي أُمَمَ الشَرقِ وَلا / تَقنَطي اليَومَ فَإِنَّ الجَدَّ قاما
إِنَّ في أَضلاعِنا آفئِدَةً / تَعشَقُ المَجدَ وَتَأبى أَن تُضاما
سَخَّرَ العِلمَ لِيَبني آيَةً
سَخَّرَ العِلمَ لِيَبني آيَةً / فَوقَ شَطِّ النيلِ تَبدو كَالعَلَم
هِيَ ذِكرٌ خالِدٌ لَكِنَّهُ / عابِسُ الوَجهِ إِذا الذِكرُ اِبتَسَم
كُلُّ ما فيها عَلى إِعجازِها / أَنَّها قَبرٌ لِجَبّارٍ حُطَم
لَيتَهُ سَخَّرَ ما في عَهدِهِ / مِن قُوىً في غَيرِ تَقديسِ الرِمَم
مِن فُنونٍ أَعجَزَت أَطواقَنا / وَعُلومٍ عِندَها الفِكرُ وَجَم
وَبَنانٍ مُبدِعاتٍ صَوَّرَت / أَوجُهَ العُذرِ لِعُبّادِ الصَنَم
أَبدَعَت ما أَبدَعَت ثُمَّ اِنطَوَت / وَعَلى أَسرارِها الدَهرُ خَتَم
قَد غَفَونا وَاِنتَبَهنا فَإِذا
قَد غَفَونا وَاِنتَبَهنا فَإِذا / نَحنُ غَرقى وَإِذا المَوتُ أَمَم
ثُمَّ كانَت فَترَةٌ مَقدورَةٌ / غَرَّ فينا الدَهرُ ضَعفٌ فَهَجَم
فَتَماسَكنا فَكانَت قُوَّةٌ / زَلزَلَت رُكنَ اللَيالي فَاِنهَدَم
كانَ في الأَنفُسِ جُرحٌ مِن هَوىً / نَظَرَ اللَهُ إِلَيهِ فَاِلتَأَم
فَنَشَدنا العَيشَ حُرّاً طَلَقاً / تَحتَ ظِلِّ اللَهِ لا ظِلِّ الأُمَم
وَحَقيقٌ أَن يُوَفّى حَقَّهُ / مَن بِحَبلِ اللَهِ وَالصَبرِ اِعتَصَم
آفَةُ المَرءِ إِذا المَرءُ وَنى / آفَةُ الشَعبِ إِذا الشَعبُ اِنقَسَم
لَيسَ مِنّاً مَن يَني أَو يَنثَني / أَو يَعُقُّ النيلَ في رَعيِ الذِمَم
نَشءَ مِصرٍ نَبِّئوا مِصراً بِكَم / تَشتَرونَ المَقصِدَ الأَسمى بِكَم
بِنِضالٍ يُصقَلُ العَزمُ بِهِ / وَسُهادٍ في العُلا حُلوِ الأَلَم
أَنا لا أَفخَرُ بِالماضي وَلا / أَحسَبُ الحاضِرَ يُطرى أَو يُذَم
كُلُّ هَمّي أَن أَراكُم في غَدٍ / مِثلَ ما كُنتُم أُسوداً في أَجَم
فَالفَتى كُلُّ الفَتى مَن لَو رَأى / في اِقتِحامِ النارِ عِزّاً لَاِقتَحَم
لا تَظُنّوا العَيشَ أَحلامَ المُنى / ذاكَ عَهدٌ قَد تَوَلّى وَاِنصَرَم
هُوَ حَربٌ بَينَ فَقرٍ وَغِنىً / وَصِراعٌ بَينَ بُرءٍ وَسَقَم
هُوَ نارٌ وَوَقودٌ فَإِذا / غَفَلَ الموقِدُ فَالنارُ حَمَم
فَاِنفُضوا النَومَ وَجِدّوا لِلعُلا / فَالعُلا وَقفٌ عَلى مَن لَم يَنَم
لَيسَ يَجني مَن تَمَنّى وَصلَها / وانِياً أَو وادِعاً غَيرَ النَدَم
وَالأَماني شَرُّ ما تُمنى بِهِ / هِمَّةُ المَرءِ إِذا المَرءُ اِعتَزَم
تَحمِدُ العَزمَ وَتَثني حَدَّهُ / فَهيَ كَالماءِ لِإِخمادِ الضَرَم
وَاُنظُروا اليابانَ في الشَرقِ وَقَد / رَكَّزَت أَعلامَها فَوقَ القِمَم
حارَبوا الجَهلَ وَكانوا قَبلَنا / في دُجى عَميائِهِ حَتّى اِنهَزَم
فَاِسأَلوا عَنها الثُرَثّا لا الثَرى / إِنَّها تَحتَلُّ أَبراجَ الهِمَم
هِمَمٌ يَمشي بِها العِلمُ إِلى / أَنبَلِ الغاياتِ لا تَدري السَأَم
فَهيَ أَنّى حاوَلَت أَمراً مَشَت / خَلفَها الأَيّامُ في صَفِّ الخَدَم
لا تُبالي زُلزِلَت مِن تَحتِها / أَم عَلَيها النَجمُ بِالنَجمِ اِصطَدَم
تَخِذَت شَمسَ الضُحى رَمزاً لَها / وَكَفى بِالشَمسِ رَمزاً لِلعِظَم
فَهيَ لا تَألو صُعوداً تَبتَغي / جانِبَ الشَمسِ مَكاناً لَم يُرَم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025