المجموع : 8
هذه أثوابهم والحللُ
هذه أثوابهم والحللُ / ليت شعري أين قومي نزلوا
نزلوا بالشعب من كاظمة / هي قلبي والحشى والمقل
فانمحت من ذكرهم آثارنا / وبدا ذاك الغرام الأول
بربا نجد وقد ذاب الربا / وانمحى نجد إذا ما أقبلوا
ونسيم الروض لولاهم لما / نقل الأخبار عمن ينقل
جيرة جاروا على أشواقنا / وإذا جاروا فمن ذا يعدل
كل شمس إن رأتهم كسفت / كل بدر من سناهم يأفل
هذه طلعتهم في كوننا / ما لنا كون ولكن علل
لبسونا أو لبسناهم فمن / هو منا اللابس المشتمل
حالة يعرفها العارف قد / غاب عن إداركها من يعقل
وبها عنها البرايا اشتعلت / وعجيب فارغ مشتغل
كل ما يخلقه العقل أملْ
كل ما يخلقه العقل أملْ / والذي يخلقه الله عملْ
فاعرفوا الفرق الذي بينهما / تجدوه البدر في التمِّ اكتمل
وانتساب الخلق للعقل كما / قال عيسى وعلى الأذن حمل
هذه الحضرة لا يدخلها / غير من فصلها ثم انجمل
نظرات بعيون كثرت / دمعها الطوفان في الكون همل
وابتداء الأمر أن تشهده / واحداً في الكل طير أو جمل
ثم لا طير ولا شيء هنا / شمس أبراج كحوت وحمل
هو هذا فاقلب العين وما / هو هذا وعلى هذا اشتمل
جُمَلٌ كل التفاصيل له / فتحقق والتفاصيل جمل
يا نديمي لك مني قدْر ما / أنت فيه كلما العقل احتمل
فافتح الباب وخذ ميمنة / في طريق فيه من يمشي رمل
والمعاني كلها قاصرة / عنه والجرح عليه ما اندمل
غير أن العشق يلقى تارة / بك لليأس وطرواً للأمل
وله حدٌّ فمن جاوزه / عكس الأمر وقد مال ومل
إن من آيات ربي هو قالْ
إن من آيات ربي هو قالْ / نومَكم كل نهار وليالْ
وكذا الناس نيامٌ قاله / من أتى بالحق في صدق المقالْ
وإذا ماتوا يقول انتبهوا / ومضى عنهم به حكم الخيال
فافهموا ذا القول يا أمته / تهتدوا للحق من غير جدال
كل ما أدركتموه صوَرٌ / في منام من جلال وجمال
عَبِّروه تعرفوه واجزموا / أنه الحق تعالى ذو الجلال
مطلقٌ في نومكم تلقونه / في قيود كلُّها عنه محال
ما له كيفٌ لا كيفيةٌ / يتجلَّى بنساءٍ ورجال
وكبارٍ وصغارٍ مثل ما / جاء في القرآن عنه وهو قال
قال إنَّا كلَّ شيءٍ فارفعوا / لامَ كلٍّ خبراً يتلوه تال
وكذا قال له ما في السما / وات والأرض وكم قال مثال
يا نياماً عبِّروا الرؤيا به / هو حقٌّ وسوى الحق ضلال
كل شيءٍ هالكٌ قال وَكُل / مَنْ عليها هو فانٍ بالزوال
واقرأوا القرآنَ مثلي تجدوا / كلَّ ما قد قلته كلَّ الكمال
لا أنا أيضاً ولا أنتم ولا / كل شيء من مياه وجبال
بل خيلات عقول ظهرت / في منام وهو رب متعال
إنه الله وجودٌ واحدٌ / حكمه فينا حرام وحلال
وهو حق وسواه باطل / وإلى الحق رجوع ومآل
وإليه ترجعون اللهُ قد / قال في القرآنِ والسبع الطوال
أينما أنتم تولوا ثم وج / هُ الإِله الحق محمود الفعال
لا تصدق أنت رؤياك كما / للخليل القول قد كان يقال
واتبع التعبير في الرؤيا تَفُز / بالمنى لا بجواب وسؤال
هذه الغاية في العرفان لا / ما يقول الغير من قيل وقال
أنت إنسان خيالي
أنت إنسان خيالي / لك عقل كالعقالِ
أنت جسمٌ من ترابٍ / فيه روح متلالي
أنت في أنت كثيف / في لطيف الروح عالي
ليس في الخارج شيءٌ / منك بل لمعة آل
إنما الخارج حقٌّ / أمرُ رب متعالي
وكذاك الخلق طراً / من نساء ورجال
وسموات وأرض / وبحار وجبال
كلهم عندك في صف / حة مرآة الخيال
صوَرٌ تبدو وتخفى / وهو حق في المجالي
فتحقق بك وافهم / قبل محو وزوال
واعرف المعروف تنجو / من تناويع الضلال
قل لعُبَّاد الخيالِ
قل لعُبَّاد الخيالِ / كم قيام في الخبالِ
تعبدون الله معقو / لاً عليه العقل والي
وهو معقول بمعنى / خاطر فيكم ببال
عندكم حصلتموه / ببراهينَ طوال
هي في علم كلام / عمدة بين الرجال
جادل الماضون فيه / مع أهل الإعتزال
صنفوه بخصام / في المعاني وجدال
وخيالاتِ فهمومٍ / وتماثيلِ المثال
وتصاويرٍ وفكرٍ / وبقيلٍ وبقال
وهو لولا فيه سمعي / ياتُهُ محضُ ضلال
أصله العقل ومعقو / لاته مثل العقال
أيها الأقوام كفوا / عقلكم عن رب عالي
وبحكم كم قد عبدتم / ولد العقل المزال
وشهدتم أنه الل / ه بزور وتغالي
ويحكم ما ولد العق / ل لرب متعالي
وهو لم يولد كما قا / ل بنص متلالي
كيفما شئتم عرفتم / ربكم مولى الموالي
ويح إنسان يناجي / صورة ذات انفعال
يعبد الله الذي في / عقله ولا يبالي
وإذا قيل له رب / بك باد في الجبال
وبأرض وسماء / ورياض وظلال
وبناس وبجنٍّ / وبأملاك عجال
وبأطيارٍ ونملٍ / وبخيل وبغال
وبكل الخلق في الأي / يام طراً والليالي
كل هذا فعل رب / قد تجلى ذي جلال
ظاهر بالفعل منه / وهو أنواع الفعال
يتجلّى بالذي يُب / ديه في أهل ابتهال
وهو في التنزيه عن مخ / لوقه في كل حال
قال مع إنكاره ما / قلته يبغي جدالي
يتعالى الله عما / قلته يا ابن الحلال
كل هذا هو خلقٌ / قلته لي باحتفال
جل ربي وتعالى / عنه مع كل مجال
إنما الله بعقلي / ظاهر وبخيالي
وأنا أعرفه من / قبل أيامٍ خوالي
ما درى المسكين أن ال / لَه يُجْلَى بالمجالي
ظاهر في كل شيء / ليس يخفى بانعزال
وهو حق وسواه / باطل لمعة آل
قال إبراهيم قد وج / جهتُ وجهي في سؤالي
للذي قد فَطَر الأر / ضَ بأنواعِ الفعال
وكذا أصحابُ كهفٍ / قولُهم أقوى المقال
ربنا رب السموا / ت العلى السبع الثقال
وكذاك الأنبيا وال / أوليا أهل الكمال
كلهم لم يعبدوا بال / عقل ربّاً ذا اتصال
إنما هم عبدوا رب / ب الدراري والهلال
وله شمس الضحى مخ / لوقة ذات انفعال
خالق كل البرايا / عن يمين وشمال
خالق الفوق مع التح / ت وما في ذالك صالي
خالق القُدَّام والخل / فَ وما في كل كالي
والهوا خالقه كال / ترب والماء الزلال
خالق النار وما تح / رقه بالإشتعال
ظاهر في كل شيء / ليس شيء عنه خالي
ثم عنه كل شيء / هالك فيه وبالي
واقرأ القرآنَ وافهم / لا تكن عنه بقالي
واترك العقل لأصحا / بِ عذابٍ ونكال
يفهمون الدين منه / بشباكٍ وحبال
ليس هذا دين ربي / هو من قبح الخصال
دينه الحق تعالى / ذو جمال وجلال
وله الأحكام فينا / بحرام وحلال
والذي يعرض عن أق / والنا بالإشتغال
فهو مشغول بدنيا / ه بجاه أو بمال
أو بعشق الهُيَّفِ المر / د وربات الحجال
فهو مفتون وممقو / ت ومحروم النوال
ما له حظ من الل / ه ومن طيب الوصال
إنما الطرد له وال / بعد تعداد الرمال
كل وقت ما تغنَّى / طائر فوق التلال
ظهر النور من النور ولا
ظهر النور من النور ولا / نور إلا واحد ما انتقلا
وهما سيان في الفرق كما / أن ذا النورين شخص كملا
وهما في الجمع شيء واحد / والتفاصيل تحوز الجملا
قول كن عين الذي قال غدت / وبها القرآن فينا نزلا
وجميع الكون في نشأته / واحد ما قد علا أوسفلا
وأنا أنت كما أنت أنا / وبدا نجم ونجم أفلا
والذي نعرفه أجمعه / هو أنت انضمَّ حتى حصلا
ولقد أظهرت ما أكتمه / لك إن كنت الذي قد عقلا
نزل القرآن فرقاناً لنا / فتلوناه كما النور تلا
وهو نحن الآن نبديه لكم / كيف شئنا واضحاً مكتملا
ردني الله له رداً جميلا
ردني الله له رداً جميلا / فهو ربي لا أرى عنه بديلا
أنا مشغول به في كل ما / أنا مشغول به شغلاً طويلا
ولهذا لا تراني أرعوي / من سواه أبدا قالاً وقيلا
لي بأكناف الحمى قلبٌ شجى / لم يطق عنه وإن شط الرحيلا
ومطايا فكرتي طول الدجى / تقطع البيد له ميلاً فميلا
يا أخلائي وهذا جسدي / لم يزل بالشام مطروحا عليلا
لكن الصحة في القلب وإن / بطل الصبر وأضحى مستحيلا
لا ووجه مسفر حاز الجمالا
لا ووجه مسفر حاز الجمالا / ينقضي الدهر به حالاً فحالا
لاذت الأنفس أن يعدمها / بتجليه كما شاء جلالا
لامني من غير علم عاذلي / وبه أكثر لي قيلاً وقالا
لاك في فيه حديثي ورمى / يمنة بالحق منه وشمالا
لانت القسوة من عارفنا / فانقلوا عنا الأحاديث الطوالا
لاق بالقلب هوى ساكنه / وهو يفنيه ويبقيه محالا
لازم كشف تجليه لنا / بتجليه وإن أفنى الرجالا
لابس منا عليها صوراً / في التقادير حراماً وحلالا
لاح نور الحق من ظلمتنا / فانمحت عنا وكناه تعالى
لاثت الأقوام منه شغفاً / وبه قد ستروا منه كمالا