القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 8
هذه أثوابهم والحللُ
هذه أثوابهم والحللُ / ليت شعري أين قومي نزلوا
نزلوا بالشعب من كاظمة / هي قلبي والحشى والمقل
فانمحت من ذكرهم آثارنا / وبدا ذاك الغرام الأول
بربا نجد وقد ذاب الربا / وانمحى نجد إذا ما أقبلوا
ونسيم الروض لولاهم لما / نقل الأخبار عمن ينقل
جيرة جاروا على أشواقنا / وإذا جاروا فمن ذا يعدل
كل شمس إن رأتهم كسفت / كل بدر من سناهم يأفل
هذه طلعتهم في كوننا / ما لنا كون ولكن علل
لبسونا أو لبسناهم فمن / هو منا اللابس المشتمل
حالة يعرفها العارف قد / غاب عن إداركها من يعقل
وبها عنها البرايا اشتعلت / وعجيب فارغ مشتغل
كل ما يخلقه العقل أملْ
كل ما يخلقه العقل أملْ / والذي يخلقه الله عملْ
فاعرفوا الفرق الذي بينهما / تجدوه البدر في التمِّ اكتمل
وانتساب الخلق للعقل كما / قال عيسى وعلى الأذن حمل
هذه الحضرة لا يدخلها / غير من فصلها ثم انجمل
نظرات بعيون كثرت / دمعها الطوفان في الكون همل
وابتداء الأمر أن تشهده / واحداً في الكل طير أو جمل
ثم لا طير ولا شيء هنا / شمس أبراج كحوت وحمل
هو هذا فاقلب العين وما / هو هذا وعلى هذا اشتمل
جُمَلٌ كل التفاصيل له / فتحقق والتفاصيل جمل
يا نديمي لك مني قدْر ما / أنت فيه كلما العقل احتمل
فافتح الباب وخذ ميمنة / في طريق فيه من يمشي رمل
والمعاني كلها قاصرة / عنه والجرح عليه ما اندمل
غير أن العشق يلقى تارة / بك لليأس وطرواً للأمل
وله حدٌّ فمن جاوزه / عكس الأمر وقد مال ومل
إن من آيات ربي هو قالْ
إن من آيات ربي هو قالْ / نومَكم كل نهار وليالْ
وكذا الناس نيامٌ قاله / من أتى بالحق في صدق المقالْ
وإذا ماتوا يقول انتبهوا / ومضى عنهم به حكم الخيال
فافهموا ذا القول يا أمته / تهتدوا للحق من غير جدال
كل ما أدركتموه صوَرٌ / في منام من جلال وجمال
عَبِّروه تعرفوه واجزموا / أنه الحق تعالى ذو الجلال
مطلقٌ في نومكم تلقونه / في قيود كلُّها عنه محال
ما له كيفٌ لا كيفيةٌ / يتجلَّى بنساءٍ ورجال
وكبارٍ وصغارٍ مثل ما / جاء في القرآن عنه وهو قال
قال إنَّا كلَّ شيءٍ فارفعوا / لامَ كلٍّ خبراً يتلوه تال
وكذا قال له ما في السما / وات والأرض وكم قال مثال
يا نياماً عبِّروا الرؤيا به / هو حقٌّ وسوى الحق ضلال
كل شيءٍ هالكٌ قال وَكُل / مَنْ عليها هو فانٍ بالزوال
واقرأوا القرآنَ مثلي تجدوا / كلَّ ما قد قلته كلَّ الكمال
لا أنا أيضاً ولا أنتم ولا / كل شيء من مياه وجبال
بل خيلات عقول ظهرت / في منام وهو رب متعال
إنه الله وجودٌ واحدٌ / حكمه فينا حرام وحلال
وهو حق وسواه باطل / وإلى الحق رجوع ومآل
وإليه ترجعون اللهُ قد / قال في القرآنِ والسبع الطوال
أينما أنتم تولوا ثم وج / هُ الإِله الحق محمود الفعال
لا تصدق أنت رؤياك كما / للخليل القول قد كان يقال
واتبع التعبير في الرؤيا تَفُز / بالمنى لا بجواب وسؤال
هذه الغاية في العرفان لا / ما يقول الغير من قيل وقال
أنت إنسان خيالي
أنت إنسان خيالي / لك عقل كالعقالِ
أنت جسمٌ من ترابٍ / فيه روح متلالي
أنت في أنت كثيف / في لطيف الروح عالي
ليس في الخارج شيءٌ / منك بل لمعة آل
إنما الخارج حقٌّ / أمرُ رب متعالي
وكذاك الخلق طراً / من نساء ورجال
وسموات وأرض / وبحار وجبال
كلهم عندك في صف / حة مرآة الخيال
صوَرٌ تبدو وتخفى / وهو حق في المجالي
فتحقق بك وافهم / قبل محو وزوال
واعرف المعروف تنجو / من تناويع الضلال
قل لعُبَّاد الخيالِ
قل لعُبَّاد الخيالِ / كم قيام في الخبالِ
تعبدون الله معقو / لاً عليه العقل والي
وهو معقول بمعنى / خاطر فيكم ببال
عندكم حصلتموه / ببراهينَ طوال
هي في علم كلام / عمدة بين الرجال
جادل الماضون فيه / مع أهل الإعتزال
صنفوه بخصام / في المعاني وجدال
وخيالاتِ فهمومٍ / وتماثيلِ المثال
وتصاويرٍ وفكرٍ / وبقيلٍ وبقال
وهو لولا فيه سمعي / ياتُهُ محضُ ضلال
أصله العقل ومعقو / لاته مثل العقال
أيها الأقوام كفوا / عقلكم عن رب عالي
وبحكم كم قد عبدتم / ولد العقل المزال
وشهدتم أنه الل / ه بزور وتغالي
ويحكم ما ولد العق / ل لرب متعالي
وهو لم يولد كما قا / ل بنص متلالي
كيفما شئتم عرفتم / ربكم مولى الموالي
ويح إنسان يناجي / صورة ذات انفعال
يعبد الله الذي في / عقله ولا يبالي
وإذا قيل له رب / بك باد في الجبال
وبأرض وسماء / ورياض وظلال
وبناس وبجنٍّ / وبأملاك عجال
وبأطيارٍ ونملٍ / وبخيل وبغال
وبكل الخلق في الأي / يام طراً والليالي
كل هذا فعل رب / قد تجلى ذي جلال
ظاهر بالفعل منه / وهو أنواع الفعال
يتجلّى بالذي يُب / ديه في أهل ابتهال
وهو في التنزيه عن مخ / لوقه في كل حال
قال مع إنكاره ما / قلته يبغي جدالي
يتعالى الله عما / قلته يا ابن الحلال
كل هذا هو خلقٌ / قلته لي باحتفال
جل ربي وتعالى / عنه مع كل مجال
إنما الله بعقلي / ظاهر وبخيالي
وأنا أعرفه من / قبل أيامٍ خوالي
ما درى المسكين أن ال / لَه يُجْلَى بالمجالي
ظاهر في كل شيء / ليس يخفى بانعزال
وهو حق وسواه / باطل لمعة آل
قال إبراهيم قد وج / جهتُ وجهي في سؤالي
للذي قد فَطَر الأر / ضَ بأنواعِ الفعال
وكذا أصحابُ كهفٍ / قولُهم أقوى المقال
ربنا رب السموا / ت العلى السبع الثقال
وكذاك الأنبيا وال / أوليا أهل الكمال
كلهم لم يعبدوا بال / عقل ربّاً ذا اتصال
إنما هم عبدوا رب / ب الدراري والهلال
وله شمس الضحى مخ / لوقة ذات انفعال
خالق كل البرايا / عن يمين وشمال
خالق الفوق مع التح / ت وما في ذالك صالي
خالق القُدَّام والخل / فَ وما في كل كالي
والهوا خالقه كال / ترب والماء الزلال
خالق النار وما تح / رقه بالإشتعال
ظاهر في كل شيء / ليس شيء عنه خالي
ثم عنه كل شيء / هالك فيه وبالي
واقرأ القرآنَ وافهم / لا تكن عنه بقالي
واترك العقل لأصحا / بِ عذابٍ ونكال
يفهمون الدين منه / بشباكٍ وحبال
ليس هذا دين ربي / هو من قبح الخصال
دينه الحق تعالى / ذو جمال وجلال
وله الأحكام فينا / بحرام وحلال
والذي يعرض عن أق / والنا بالإشتغال
فهو مشغول بدنيا / ه بجاه أو بمال
أو بعشق الهُيَّفِ المر / د وربات الحجال
فهو مفتون وممقو / ت ومحروم النوال
ما له حظ من الل / ه ومن طيب الوصال
إنما الطرد له وال / بعد تعداد الرمال
كل وقت ما تغنَّى / طائر فوق التلال
ظهر النور من النور ولا
ظهر النور من النور ولا / نور إلا واحد ما انتقلا
وهما سيان في الفرق كما / أن ذا النورين شخص كملا
وهما في الجمع شيء واحد / والتفاصيل تحوز الجملا
قول كن عين الذي قال غدت / وبها القرآن فينا نزلا
وجميع الكون في نشأته / واحد ما قد علا أوسفلا
وأنا أنت كما أنت أنا / وبدا نجم ونجم أفلا
والذي نعرفه أجمعه / هو أنت انضمَّ حتى حصلا
ولقد أظهرت ما أكتمه / لك إن كنت الذي قد عقلا
نزل القرآن فرقاناً لنا / فتلوناه كما النور تلا
وهو نحن الآن نبديه لكم / كيف شئنا واضحاً مكتملا
ردني الله له رداً جميلا
ردني الله له رداً جميلا / فهو ربي لا أرى عنه بديلا
أنا مشغول به في كل ما / أنا مشغول به شغلاً طويلا
ولهذا لا تراني أرعوي / من سواه أبدا قالاً وقيلا
لي بأكناف الحمى قلبٌ شجى / لم يطق عنه وإن شط الرحيلا
ومطايا فكرتي طول الدجى / تقطع البيد له ميلاً فميلا
يا أخلائي وهذا جسدي / لم يزل بالشام مطروحا عليلا
لكن الصحة في القلب وإن / بطل الصبر وأضحى مستحيلا
لا ووجه مسفر حاز الجمالا
لا ووجه مسفر حاز الجمالا / ينقضي الدهر به حالاً فحالا
لاذت الأنفس أن يعدمها / بتجليه كما شاء جلالا
لامني من غير علم عاذلي / وبه أكثر لي قيلاً وقالا
لاك في فيه حديثي ورمى / يمنة بالحق منه وشمالا
لانت القسوة من عارفنا / فانقلوا عنا الأحاديث الطوالا
لاق بالقلب هوى ساكنه / وهو يفنيه ويبقيه محالا
لازم كشف تجليه لنا / بتجليه وإن أفنى الرجالا
لابس منا عليها صوراً / في التقادير حراماً وحلالا
لاح نور الحق من ظلمتنا / فانمحت عنا وكناه تعالى
لاثت الأقوام منه شغفاً / وبه قد ستروا منه كمالا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025