المجموع : 12
لمن الخيلُ كأمثالِ السَّعالي
لمن الخيلُ كأمثالِ السَّعالي / عادياتٍ تتمطَّى بالرجال
ماعجاتٍ بغَطاريفِ وغىً / جلبوا الموت بأطراف العوالي
حَظَرَ الغِمْرُ عليهم دَعَةً / فأباحوا غارةَ الحيِّ الحِلالِ
لغلامٍ هَتفَ المجدُ به / فهفا يَفرعُ غايات القِلال
حالفَ الدَّهر بأيْمانِ العُلى / ليلُفَّنَّ رِعالاً برعالِ
ويعيدُ الصُّبحَ ليلاً بمثارٍ / من عجاجٍ ونجومٍ من نصال
فاتَّقوا وثْبة ليثٍ خادرٍ / أكلُهُ الموتُ إذا يُدعى نَزالِ
ففؤادي من أذى مصركُم / شارةٌ أودى بها كرُّ النبال
كلما أوسعتُ حلمي جاهلاً / أوسع الجهلُ له فحشَ المقال
كل يوم حسنُ صفحٍ مُطْمِعٌ / يُشْمتُ الفتك بلين الإِحمال
يا بني الأشعار كفُّوا سَفهاً / واقْتصروا أنَّ بنا مُجْدَيَ عالِ
فالقوافي لكمُ مُسترزقٌ / ومطايا أملي نحو المعالي
لكم البُلْغة من مكسبها / وليَ الحالان من مجدٍ ومالِ
أنني مَلْكٌ وأنتم سُوقةٌ / فات وقت النِّيب تجليح الرئالِ
وإذا شاردةٌ فُهْتُ بها / سبقت مرَّ النُّعامى والشَّمال
توميءُ الأيدي إذا لُحْتُ كما / أومأتْ غِبَّ صيامٍ لهلال
أنني سلمٌ لمن سالمني / وفتى الروع لمن رامَ قتالي
عزَّ بأسي أن أرى مضطهداً / وأبي لي غربُ عزمي أنْ أبالي
دارمٌ جدِّي ومني حاجبٌ / ولقيطٌ والزَّميع ابن عِقال
ودفينٌ مُلجيء الجاني إذا / أسْلمتهُ ذممُ الصيدِ المَوالي
معشر حازوا المعالي بالظُّبى / وأذلوا الصعب بالسمر الطوالِ
كعَموا شاحيةَ الضَّيم وقد / فغرتْ للشرِّ أفواهُ الليالي
واستمر الخطبُ إذا ها هوْابه / حائراً يخطب في قعر الضَّلال
صُبُرٌ أن هجهج الخطبُ بهم / بسطُ الأيمانِ غُرانُ المجالي
تشتكي ليلاً وصُبحاً سُمرهمْ / ثغرُ الصيد ولبَّاتُ المَتالي
دعُ هذاءً ولِعَ القومُ به / جَلَّ هذا المجدُ عن قيلٍ وقال
لا كرىً أو أبعث الخيل ضُحىً / كالدَّبى زفزفهُ عصفُ الشمال
آخذاً حقّاً لواني زمني / بمقاديمَ إلى الطعن عِجال
لا تلمني في شقائي بالعُلى / رغدُ العيش لربَّاتِ الحجال
أنني في المجد أعصي عاذلي / كظهير الدين في بذل النَّوال
قاتل المَحْل إذا عزَّ الحَيا / بصدوق الشيم مستن التَّوالي
بسحوحٍ من نَدى راحتهِ / يغمرُ المعدومَ من غير سُؤالِ
يلمعُ البشرُ على أرجائه / لمعانَ البرق في الجَوْنِ الثِّقال
سيف عزٍّ زانهُ رونقهُ / فهو بالطبع غني عن صِقالِ
أسدٌ يقتل بالخوف العدى / فهو بالزأر غنيٌّ عن صِيال
كلما كفكف من وثبتهِ / ذهب الخوفُ بألبابِ الرجال
فاصلٌ للحكم لا يُجزهُ / شغبُ الخصْم ولا طولُ الجدال
لو تَلا حجته في مَعْركٍ / صرع الأبطال من غير نزال
كرمٌ كالغيث يهمي وَدْقُهُ / للمفاليس وحلمٌ كالجبالِ
فطلوبُ الرزق يحدو بشمالٍ / وجهولُ الحي يحدو بثَفالِ
يسهرُ الليل بعيداً صبحهُ / طاهرُ البردةِ من عيب الفِعالِ
فالمعالي جذلاتٌ بالوصال / والغواني باكياتٌ للتَّقالي
وإذا أوجَفَ في طِلبته / هَدم العيسَ بإدمانِ الكَلالِ
أينما حلَّ الوزير المُرتجى / عارضٌ هامٍ سريعُ الإنهمال
وارثٌ للفخر من أشياخهِ / أخذ بِجالاً عن بِجال
يا بهاءَ الدهْرِ والدِّي
يا بهاءَ الدهْرِ والدِّي / نِ ومجموعَ المعالي
والذي أحْرَزَها سَعْي / اً ببأسٍ ونَوالِ
والذي يَحْطِمُ بالآ / راءِ أطْرافَ العَوالي
والذي يفْضُلُ من اِقْدا / مِهِ مَرَّ النِّبالِ
حاسِدا بأسِكَ والحِ / لمِ بسَلْمٍ ونِزالِ
عاصفاتُ الزَّعْزَعِ والهوُ / جُ وأطْوادُ الجبالِ
أنتَ سَيفٌ بالنُّهى والعِلْ / مِ والمعروفِ حالِ
وجَوادٌ أحْرزَ السَّبْ / قَ بشدٍّ مُتَوالِ
غادَرَ السُبَّقَ أنْضا / ءً لِبُهْرٍ وكَلالِ
خفِّضا لا موتَ اِلا بأجَلْ
خفِّضا لا موتَ اِلا بأجَلْ / واحذراني سَبَقَ السيفُ العذلْ
ورِدا بي كبَّةَ الخيلِ ضُحىً / لضرابِ الهامِ أو طعنِ المُقَلْ
واذكراني بتراتي انما / هُدْنةُ الحَيِّ رياءٌ ودَخَلْ
لا تَظُنَّا ضَحِكي عن طَربٍ / فالسَّنا يُخْبرُ عن فرْط الشُّعل
ضِقتُ ذرعاً ببني اللُّؤمِ فما / تَركَتْ شكوايَ للشعر غَزلْ
وغَدا ترتيلُ ذمي لهمُ / شاغِلَ القولِ عن الثَّغر الرَّتلْ
مِلءُ اُهْبِ القومِ اِنْ فتَّشتها / يا أخا سُفْيانَ كِبْرٌ وبَخلْ
جهلوني والعُلى عارفةٌ / بمقامي في نِزالٍ وجَدَلْ
واطْمأنَّتْ لهم عُلويَّةٌ / دونَ أقْصاها من المجْد زُحَلْ
فتولَّوا ثُمَّ قالوا فَشِلٌ / ولأمِّ القائِل الزُّورَ الهَبَلْ
يُغْمدُ الصارمُ حتى يُنتضي / ولا يُجَمُّ اللَّدنُ حتى يُعْتَقَلْ
ومن العَزْمِ أناةٌ فاصْطبِرْ / لصروِ الدهر والخطبِ الجَللْ
ليس فرطُ الصبر مني دِلَّةً / بل رويداً يلحقُ الهَيْجا حَمَلْ
يسكنُ الراشقُ في نزْعَتهِ / ورواءَ الرَّشْقِ طيَّارٌ عَجِلْ
كيف يعدو العزمُ مَنْ آباؤه / منْ تميمٍ صفْوةُ المجدِ النُّبُلْ
المَطاعيمُ إِذا عَزَّ الحيَا / والمَطاعينُ إِذا جَدَّ الوَهَلْ
والمَقاديمُ إِذا هيبَ الرَّدى / والمساميحُ إِذا الجدْبُ أظَلْ
غُلُبُ الأعْناقِ فيهم صَيَدٌ / يُلْحفون الأرض هُدَّابَ الحَلل
بين خوّاضِ غِمارٍ باسِلٍ / ومُطاعٍ في نديٍّ مُحْتفِلْ
لا ترانا غُفُلاً عن نجْدةٍ / لا ولا فينا عن الضَّيْفِ كَسَلْ
طالَ اِجمامي عن شأو المَدى / واذا يُرتبطُ الطِّرْفُ صَهلْ
ولقد مَلَّ مُقامي أسْرتي / جارَ بغدادَ ومثْلي لا يُملْ
فشِموا عارضَها مُبْتسماً / عن ظُبى البيض وأطرافِ الأسلْ
دانيَ الهيدبِ عُلْويَّ المَدى / حالكاً يغدو له الظُّهْرُ طَفَلْ
راعِداً ما ارتفعَ الطَّرْد به / فإذا ما ارتفعَ الضْربُ هَطَلْ
في عيونِ الحُمْسِ منه شَوَشٌ / وعيونِ الخيلِ فيهنَّ قَبَلْ
يكْلَحُ الموتُ على أرْجائهِ / بِلدانِ السُّمُرِ فيهنَّ خَطَلْ
كلما لاحظه سِيدُ المَلا / عاسِلَ الأرْماحِ للطَّعن عَسَلْ
تختلي سُبَّقهُ ما لَفظتْ / بيضُه من رَجِلٍ قبل النَّفَلْ
حيث لا الضرب اختلاساً في الطُّلى / للغَطاريفِ ولا الطَّعْنُ غَلَلْ
يومُ عزٍّ اشْبهتْ نُصْرتُه / نصر عز الدين للجار الأذَلْ
باذلُ الجودِ ومنّاعُ الحِمى / لنزيلٍ خافَ أو ضيفٍ نزَلْ
والذي يَحْسدهُ عندهُما / ساكبُ الدِّيمةِ والعَضْبُ الأفلْ
فإذا أنْجدَ أو جادَ جَرتْ / أرضُه للقوم بأساً ونِحَلْ
راسِخٌ يحلُم في حَبْوتهِ / فإذا ما ركبَ العزْمَ قَتلْ
زُرَّ بُردْاهُ على ذي خَطَرٍ / مُحْمَدِ الصُّحْبةِ مأمون الزَّلل
فَرعَ المَجْدَ غُلاماً يافِعاً / فأبى اِلا الأعالي والقُلَلْ
ناصفُ المِئْزرِ من كسب العُلى / وهو في الحي سَحوبٌ ورَفِلْ
بِشرهُ والسَّهْلُ من أخْلاقهِ / أغْنَيا ضيفانهُ عن َحيَّهَلْ
فاعِلٌ غيرُ قَؤولٍ فإذا / قال خيراً لُمِرجيِّهِ فَعلْ
قائِلٌ يَسْحرُ منْ ايجازهِ / فاذِ أسْهب فالسحرُ الأحَلْ
يَطْربُ الراشِقُ في أنْملهِ / طرب الشاربِ بالصوت الرَّمَلْ
فَصُحَتْ حتى الاشاراتُ لهُ / توصِلُ المعنى إلى الفَهْم الأكَلْ
هو بحرٌ من عُلومٍ ونَدىً / وهو في الحلم وفي الصَّبْر جَبلْ
خَشِنُ البطْشَةِ لا بَغْيَ بهِ / لَيِّنُ الملمس من غير فَشَلْ
ساكِنُ العِطْفِ على اِقْدامهِ / فالمضاءُ الرَّيْث والرَّيثُ عجلْ
فَخَرَ الدهرُ بِنَو شَرْ وانهِ / وأتمَّّ الفخرَ منه من نَجَلْ
نَجَلَ الموفي على آبائهِ / كلما شادوا تسامى وأَطَلْ
فلهُ من شيخهِ ألطافُه / ومن السيف إِذا هُزَّ قَصَلْ
يا بني خالِدٍ المَدحُ لكمْ / خالدٌ ما لاحَ نجمٌ وأفَلْ
وخَبوطٍ في دُجى مُعْتمةٍ / عَجِلِ الشَّدِّ وشيكِ المُرْتحلْ
جائرٍ لو هَتفَ النَّهْجُ بهِ / لأضاعَ القصْدَ ضُرّاً وأضَلْ
مُسْنتٍ طارتْ به مُجْدِبةٌ / فسرى يخْضبُ خُفّاً واِطَلْ
ثابتٍ في شُعَبِ الرَّحْلِ إِذا / قيلَ ألْقى رحْلهُ قيلَ احْتملْ
قَرنَ الذُّعْرَ إلى مَسْغَبةٍ / فهو لو لا الخوفٌ موهونٌ أكَلْ
يحْسبُ المَوْردَ آلاً لامِعاً / وصداهُ الفرد جيشاً ذا زَجَلْ
بِعَراءٍ نازِحٍ ذي غَرَرٍ / يحذرُ القانصُ منه ما اشمَعَلْ
تلْعبُ الجِنَّانُ في أجْوازِهِ / فبساريه من الطَّيْفِ خَبَلْ
كَرَّ ذِكْراكُم على آمالهِ / فاستمرَّ العزمُ منه واسْتقَلْ
فأتى كُلَّ طَليقٍ باسمٍ / مانعِ الحوْزَةِ مُخْضَرِّ المَحلْ
فَحميْتُمْ بعدما أغْنيْتُمُ / وكذا الحافل يُغْني اِذْ أظَلْ
يا سَمِيَّ المُصطفى بَرَّحَ بي / مَطْلُ أيامي بتحقيق الأملْ
وَورودي في زَمانٍ آخِرٍ / مع تبريزي على فضلِ الأوَلْ
ومداراتي جِيْلاً سُوَقاً / ناقصُ الحيِّ لديهم من فَضَلْ
فَلَئِنْ ضاقَ رَجائي فيهُمُ / فبيوم الثَّأرِ في الطَّعْنِ نَجَلْ
تضوَّع نادي المجد طيباً وملؤهُ / من ابن طِرادٍ بأسهُ وفواضِلُهْ
مرير القوى من آل عدنان رائحٌ / مع الجودِ تشْقى نيبهُ وعواذلُهْ
يُناط نِجادا سيفه بمُمدَّحٍ / تُخاف عواديه وتُرجى نوافِلهْ
إِذا عَظُم الذنب الجليلُ فصافحٌ / واِنْ فَدحَ الغُرم الثقيلُ فحاملهْ
سَحابٌ من النعماءِ جَمٌّ نوالُهُ / ومن بِشْرهِ للمُعتفينَ مَخائلهْ
يُخيَّب باغي عيْبهِ واغْتيابهِ / ويصدقُ في شيم المكارمِ آملهُ
هو المرء حُسناهُ دروعٌ حصينةٌ / عليه ومن تقوى الاِلهِ معاقلهْ
ضَروبٌ إِذا ما لفَّهُ رهجُ الوغى / طروبٌ إِذا التفَّتْ عليه وسائله
حوى شرف الدين الفَخارَ لنفسه / فأين مُباريهِ وأين مُساجلهْ
كأنَّ رياض الحزن نشرُ ثنائه ال / عميمِ إِذا ما رجَّع الحمد قائله
ومنْ يُمنه سَحُّ الغمامِ بأزْمَةٍ / ولو لم يسحُّ الغيثُ أغنت أنامله
ولقد أكْتُمُ هَمِّي جازِماً
ولقد أكْتُمُ هَمِّي جازِماً / وهو في القلب كأطرافِ الأسَلْ
وأرى الآرابَ عن مسألةٍ / وعِتابٍ هي أدْنى وأقَلْ
واذا سنَّ ليَ الصَّمتَ النُّهى / قال غيري ومَقالي لم يُذَلْ
وجُنونُ العَزْمِ قد عَوَّذهُ / حُبُّ شمس المِلَّةِ السامي المحلْ
فاذا ما غَضَبٌ ساوَرَني / طلَعَ الحُبُّ عليه فاضْمحلْ
فاعلٌ من غيرِ قوْلٍ كَرَماً / غير ممْطولٍ واِنْ قالَ فَعَلْ
ودُّهُ والعهْدُ اِذْ يبْذلُهُ / خَلَصا منْ شوبِ عُذْرٍ ومللْ
كلما أوسِعَ عَذْلاً في النَّدى / زادَ في ردِّهِ نُعْماهُ العَذَلْ
لم يُدرِّجْهُ إِلى منصبهِ
لم يُدرِّجْهُ إِلى منصبهِ / كَسِواهُ عَمَلٌ بعد عَمَلْ
انما مَنْشؤهُ حِجْرُ العُلى / فَخرَ الناٍسَ جَنيناً وفَضَلْ
فلهذا ما كستْهُ رُتْبَةٌ / كَبْرياءً اذْ غَدا منهما أجَلْ
نِعْمَ مُعْلي النَّارَ في ديْمومةٍ / ومُرَوِّي السيف من رأس البطل
يهْزمُ الأقرانَ في حالاتهِ / بين أقْلامٍ ورأيٍ وأسَلْ
ناهِضٌ بالحزْمِ والعزمِ معاً / ليس بالغَمْرِ ولا النِّكسِ الوكِلْ
صادقُ الوعْدِ وكِيدٌ عهدهُ / سالمُ الصُّحبةِ مأمونُ المَلَلْ
كلما مَدَّ يَداً نحو العُلى / قرُبتْ منه ونادتْ لا شَلَلْ
وفقيرٍ عَصَفَ المَحْلُ به
وفقيرٍ عَصَفَ المَحْلُ به / شامَ نُعْماهُ فأعْطى وبَذَلْ
وخَصيمٍ تُتَّقى سَوْرَتُه / بيَسير الفَتْكِ أذْرى وقَتَلْ
وَوَقارٍ منه في حَبْوَتهِ / أخرس اِلا جْلا مِلْخَطْب الجللْ
جائرٌ في الطَّعنِ اِن خاض الوغى / واذا يحكمُ في السَّلْمِ عَدَلْ
وسِهامٍ فوَّقَتْ آراؤهُ / فتمنَّى رَشْقها رامي ثُعَلْ
شَرفُ الدين الذي معروفُه / يفضلُ الغيث اذا الغيثُ هَطَلْ
طَيِّبُ الذكر قشيبٌ عِرْضُه / ليس بالهدم ولا الرَّثِّ السَّمَلْ
حَيِّ سعد الدين جَمّاً مجْدُه
حَيِّ سعد الدين جَمّاً مجْدُه / صارِمَ العَزْمةِ ما فيه فَشَلْ
اِن قرى أو شدَّ في منْعِ حِمىً / قتلَ الأزْمةَ والخَطْب الجَلَلْ
واضِحاً يأتَلِقُ المَجْدُ بهِ / أبْلَجَ الوجهِ كريم المُسْتظَلْ
فاعلاً ما لم يقُلْ مِنْ كَرَمٍ / غيرَ مَنَّانِ وانْ قالَ فَعَلْ
اِحْذَر الهَزْل وجانبْ أهلَه
اِحْذَر الهَزْل وجانبْ أهلَه / اِنه يُنْقِصُ منْ قَدْرِ النَّبيلْ
اِنْ تُجبْ أو لا تُجِبْ قائلَهُ / فسفِيهٌ أنتَ منهُ أو ذَيلْ
نبأٌ عادَ لَهُ الصُّبْحُ دُجىً
نبأٌ عادَ لَهُ الصُّبْحُ دُجىً / وذعافاً رَيَّقُ الماءِ الزُّلالِ
جلَّ أنْ يُبْكي دموعاً فَجرتْ / أعْينُ الحيِّ بِمُحْمَرٍّ مُذالِ
وانْثَنتْ مٍن حَزَنِ الدَّهر به / غُرَرُ الأيامِ سُوداً كالَّيالي
وعَلا عن ندْبَةٍ مِن بَشَرٍ / فرثاه المجْدُ مفهومَ المَقالِ
منْ لِعَقْرِ النِّيبِ في مُغْبرَّةٍ / ولِقَوْدِ الخيلِ جُرْداً كالَّسعالي
ولريِّ السُّمْرِ والبيضِ الظُّبي / من دَمِ الأبْطالِ في يومِ النِّزالِ
وبني الآمالِ اذْ يَغْمُرهمْ / فيضُ نُعْماكَ بعزٍّ ونَوالِ
نُزلوا في حالكٍ ذي خَصَرٍ / فبذلْتَ الجودَ منْ غيرِ سُؤالِ
ولِجانٍ جَلَّ منهُ جُرْمُهُ / فتغمَّدْتَ بصَفْحٍ واحْتمالِ
مَنْ لمِحْرابٍ مجيدٍ طالما / قُمْتَ فيه بِصلاةٍ وابْتهالِ
ولتْريلِ كِتابِ اللّهِ في / ظُلَمِ الليل اذا لم يَتْلُ تالِ
قَسَماً لو لا الاِمامُ المجْتبي / باقياً لم يُلْفَ قلبٌ لكَ سالي
والنُّجوم الشُّهْب من ولْدِ العُلى / عُدَّةُ الدينِ واعْدادُ المَوالي
ما ظنْنتٌ الموتَ يُمْضي بأسَهُ / وسُطاه في بُحورٍ وجبالِ
لا ولا خِلْتُ الثَّرى من طَوْقهِ / أنْ يُجِنَّ البدْرَ من بعدِ كمالِ
اِن عصى موتْ فد صرَّفْتَه / آمراً أو ناهياً في كلِّ حالِ
ذُدْتهُ عن لائِذٍ مُسْتعْصِمٍ / بعدما أزْجيْتَه تحتَ العَوالي
أو خَلَتْ منك قُصورٌ أو حشت / فجنانُ الخُلْدِ ليست بخَوالِ
أو توارى منكَ شخْصٌ بالياً / فالمَساعي الغُرُّ ليستْ بَبوالِ
أو غَدتْ عُطْلاً حَشايا سُرُرٍ / وقَرا الطِرْفِ فانَّ الرَّمْسَ حَالي
شَرُفَتْ نفسُكَ عن دارِ فناءٍ / لنعيمِ الخلدِ من غيرِ زَوالِ
حيثُ لا تَرضى بِزُلفي مَلِكٍ / فلك الجارُ المَليكُ المُتَعالي
أيُّها الضَّرْمةُ مِن نارِ العُلى / خَمدتْ بعد عَلَوٍّ واشْتِعالِ
طالما كنتَ حَريقاً لْعِدى / موحيَ الَّلهْبَةِ أو دِفْءاً لصالِ
لو حمتْ منْ قَدرِ اللهِ وَغىً / وانثْنى جيشُ حِمامٍ بقِتالِ
لَجرتْ دونكَ جُرْدٌ سُبَّقٌ / بمقاديمَ إِلى الطَّعْنِ عِجالِ
عادياتٍ كَسَراحينِ الغَضا / يتعثَّرْنَ بهاماتِ الرِّجالِ
في عَجاجٍ كَغَمامٍ حافلٍ / يُمْطِرُ البيدَ بِقانٍ مُتَوالِ
كُلما أظْلَمَ منه غَيْهَبٌ / ضَوَّءتْهُ لامِعاتٌ مِن نِصالِ
فأعَدْنَ القاعَ بحْراً مْن دَمٍ / بعدما سالَ بجيشٍ ورِ عالِ
غيرَ أنَّ اللّهَ لا رَدَّ لِما / شاءَ في الخْلقِ ببأسٍ وأحْتيالِ
ثُمَّ يا لهْفي على ذي شُطَبٍ / كَلَّ منْ غيرِ ضِرابٍ وقِتالِ
صَدِئتْ صفْحتُه مِن وَصَبٍ / عَجزَ الآسونَ فيها عنْ صِقالِ
وعلى طِرْفٍ سبوقٍ في العُلى / عَقلوهُ عنْ مَداهُ بِعقالِ
حَلَّ في بَطْنِ ثَرى عَرَّاقَةٍ / ببِلىً لا بِنُحولٍ وهِزالِ
صَرَمَ الواصِلَ منْ غيرِ قِلىً / وجَفا الخُلْصانَ من غيرِ تَقالِ
انما الموتُ طَلوبٌ لاحِقٌ / لا يُنَجِّي منه حَثٌّ في ارْتحالِ
فاغِرٌ فاهُ فما تَقْدَعهُ / شِدَّةٌ البأسِ ولا فرْطُ المِحالِ
بَطَلٌ لكنهُ مِنْ حِذْقِهِ / بَدَّلَ الضَّوْلَ بِشَرٍّ في اغْتيالِ
يا اِمامَ الحَقَّ صَبْراً انما / أنتَ أوْلانا بصَبْرٍ واتِّكالِ
والبْسَ القلب الذي تلْقى به / كَبَّةَ الخيْلِ قُسوّاً لا تُبالي
فاذا تحْزنُ منْ حادثَةٍ / يحْزَنُ المَجُدُ وتخْتلُّ المَعالي
فالذي حازَ رِضيً منْ رَبِّهِ / وتَسامى منْ جَلالٍ لِجلالِ
فلكَ الأجْرُ جَزيلاً بَعْدَهُ / ولهُ الرَّحمْنُ بعدَ الاِنْتِقالِ
وعلى الأيامِ من نعمائهِ
وعلى الأيامِ من نعمائهِ / ساكِبٌ هامٍ وفضْفاضٌ رِفَلْ
فَقَصيٌّ مثلُ دانٍ في النَّدى / وكَمنْ خالَ الغِنى منْ لم يخلْ
عارضٌ يأتَلِقُ البِشْرُ به / فالسَّني يُشْرقُ والجَوْدُ هَللْ
صارمٌ يُغْمدهُ الحلمُ فإنْ / سَلَّه العزْمُ فمأثورٌ أفَلْ
عضدُ الدين فتى الحَيِّ إذا / بَخِلَ الجَوُّ بِطَلٍّ وسَبَلْ
جائرٌ في المالِ إذْ يَبْذلهُ / فإذا ما مَلَكَ الحُكْمَ عَدَلْ
نعمَ قاري الضَّيف في جُنح الدجى / والمُحامي تحت أطْرافِ الأسَلْ
ومُجيلُ الرأي في مُعْضِلَةٍ / تتركُ الحازمَ كالنِّكسِ الوكِلْ
يكشفُ الحالكَ من ظلْمائها / بضياءٍ منْ صوابٍ مُرْتجلْ
فيعودُ الصَّعْبُ من مُشْكِلها / جَلَلاً منْ بعد ما كانَ جَلَلْ
ثابتُ الوِدِّ كريمٌ عَهْدُه / صادقُ الوعْدِ صديقُ لا يَمِلْ
فسلامُ اليوم حَقٌّ عِنْدهُ / دائمُ الإِرْعاءِ مأمونُ المَلَلْ
في نَداهُ ومُحيَّا وجْههِ / لِمُرَجِّيهِ اجْتراءٌ وخَجَلْ
فإذا أفْرَطَ في الجودِ غَدا / يحْسبُ الإفْراطَ منْعاً وبَخَلْ
إنما الصَّاحبُ ظِلٌّ وحِمىً / خصَرُ الضَّاحي وعِزُّ المُستذلْ
فَهنَاهُ مَوْسمُ العيدِ وما / بعدهُ عُمْرَ الليالي المُقْتبَلْ
وكريمُ المُلْتَقى ذو لَسَنٍ
وكريمُ المُلْتَقى ذو لَسَنٍ / خَشنُ الجِدِّ رحيبُ المُسْتظلْ
نازِحٌ عن كُلِّ عارٍ موبِقٍ / سالمٌ من كُلِّ كِبْرٍ وبَخَلْ
يلْمَعُ البِشْرُ لعافي جودِهِ / وهو في العزْم عصوفٌ ذو زَجلْ
فهو في معْركهِ لَيْثُ الشَّرى / وهو في ناديهِ بحْرٌ وجَبَلْ
ووزيرٌ أصْغَرَ الدُّنْيا فلمْ / يُلْهِهِ منها غُرورٌ وأمَلْ
فإذا خادَعَهُ زُخْرُفُها / سَلَّطَ التَّقْوى عليه فاضْمَحَل
فلهذا ذُخْرُهُ الحمدُ وما / حازَ من مالٍ صِلاتٌ ونِحَلْ
مُؤْثِرٌ يُؤْثِرُ بالزَّادِ إذا / لم يجِدْ عن ذلكَ الزَّادِ بَدَلْ
فغِناهُ نَهْبُ مَنْ يَسْألُهُ / ولقد يُبْلَغُه منْ لم يَسَلْ
شَرَفُ الدينِ الذي مَعْروفُهُ / يفْضُل الغَيثَ إذا الغيثُ هَطَلْ
غَنِيَتْ أضْيافُهُ مِنْ أنْسِها / بقِراهُ عنْ مُنادٍ حَيَّهَلْ
وشكا صارِمَهُ منْ بأسِهِ / والنَّدى الكَوْماءُ والذِّمْرُ البطل
أحْمَدُ الخيرِ أبو جعفرِهِ / حافظُ العهدِ إذا النِّكْسُ نكَلْ
فحماهُ اللّهُ منْ صَرْفِ الرَّدى / بحِماهُ ما سَرى سارٍ وحَلْ
أسَديُّ البأس عُذْريُّ الوَفا
أسَديُّ البأس عُذْريُّ الوَفا / خِنْدِفيُّ النَّجْر سُحْبيُّ النِّحَل
طاهِرُ السَّعْي كريمُ المُلْتَقى / مُخْبتُ الأخلاق عُلويُّ المَحَلْ
طوْدُ حِلْمٍ فإذا أحْفَظْتَهُ / فعصوفٌ ذاتُ رَوْعٍ وزَجَلْ
لفْظُهُ منْ روْضةٍ ناضِرَةٍ / وضِرامٍ ذي شَرارٍ وشُعَلْ
قسْوَةُ الجَلْمَدِ في إِقْدامِهِ / وهو في السَّلْم نسيمٌ وسَبَلْ
جائرُ الطَّعْنِ إذا جَدَّ الوَغى / وإذا يحْكُمُ في السَّلْمِ عَدَلْ
وطَروبٌ لأحاديثِ العُلى / طَربَ الوامِقِ بالصَّوت الرَّملْ
ولَبيبٌ ألْمَعِيٌّ كُلَّما / أعْضَلَ المُشْكِلُ واسْتبهم حلْ
مُدْرِكٌ ما دَقَّ مِنْ غامِضَةٍ / مثلما يُدْرَكُ ما بانَ وجَلْ
فإذا الفِكْرُ نَبا عنْ مُعْضِلٍ / حَلَّهُ حَدُّ الصَّوابِ المُرْتَجل
شَرفُ الدِّينِ أبو جعفرِهِ / كُنْيَةٌ عن لُجِّ بحْرٍ وجَبَلْ
للكُماةِ الصِّيدِ والكُومِ ضُحىً / ودُجىً إِن عَنَّ مَحْلٌ وَوهَلْ
ضربةُ العُرْقوبِ هَبْراً والطُّلى / ومَعاليهِ تُنادي لا شَلَلْ
وسِقابُ الحيِّ تشكو يُتْمَها / مثْلَ شكوى اليُتْم أولادُ البطلْ
نِعْمَ مَنْ سَنَّ عليه لامَةً / ومشَى في الحيِّ زَوْلاً ورَفَلْ
فحماهُ اللّهُ منْ صَرْف الرَّدى / ما بَدا إِشْراقُ شمسٍ وطَفَلْ