أخذتَ نحوي سَبيلا
أخذتَ نحوي سَبيلا / فَسقَتْني سَلْسَبِيلا
بنتُ فِكْرٍ من خليلٍ / قد شَفتْ مني غليلا
ذُقْتُ مِنْها منَّ لَفْظٍ / كان بالسَلْوى كفيلا
ومَعانٍ كنَسيم الرْ / رَوضِ إذْ هَبَّ أصيِلا
هَيَّجت عِندي شجوناً / سَكَنتْ دَهراً طَوِيلا
وبَنَتْ للشَّوقِ عِندي / أربُعاً كانت طُلولا
ما أنا والشِعرَ أصبُو / والصِّبَى جَدَّ الرَّحِيلا
كُلَّما أنشَدتُ بيتاً / شِمْتُ لي منهُ عَذُولا
ضاعَ هذا العُمْرُ وَيحي / ومَضَى إلاّ قَلِيلا
إنْ قَتَلْتُ الدَّهرَ خُبْراً / فَلَكمْ ألقَى قَتِيلا
إنَّما نحنُ نَباتٌ / يَنقضِي جِيلاً فجِيلا
كُلَّما جَفَّ نَضِيرٌ / أطلعَ الرَّوض بديلاً
يا هلالاً قد أرانا / في الدُّجَى وَجهاً جميلا
سوفَ نَلقَى منكَ بدراً / كاملاً يُدعَى خليلا