أَيُّ طَودٍ دُكَّ مِن أَيِّ جِبالِ
أَيُّ طَودٍ دُكَّ مِن أَيِّ جِبالِ / لَقَحَت أَرضٌ بِهِ بَعدَ حِيالِ
ما رَأى حَيُّ نِزارٍ قَبلَها / جَبَلاً سارَ عَلى أَيدي الرِجالِ
عَجَباً أَصبَحتُ لِلضَيمِ وَما / نَثَرَ الطَعنُ أَنابيبَ العَوالي
فَإِذا رامي المَقاديرِ رَمى / فَدُروعُ المَرءِ أَعوانُ النِصالِ
قادَهُ المِقدارُ قَسراً بَعدَما / أَكرَهَ السُمرَ عَلى المَقِّ الطَوالِ
وَأَبالَ الخَيلَ في كُلِّ حِمىً / يَمنَعُ الماطِرَ مُنهَلَّ العَزالي
مِثلَ عِقبانِ المَوامي دُلَّحاً / راشَها قَرعُ الحَنايا بِالنِبالِ
حامِلاً عَن قَومِهِ العِبءَ وَما / حَمِدوا عُرعُرَةَ العَودِ الجُلالِ
أَيُّها القَبرُ الَّذي أَمسى بِهِ / عاطِلَ الأَرضِ جَميعاً وَهوَ حالي
لَم يُواروا بِكَ مَيتاً إِنَّما / أَفرَغوا فيكَ ذَنوباً مِن نَوالِ
طالَ ما لاذَ بِهِ المالُ كَما / لاذَتِ الإِصبِعُ يَوماً بِالقَبالِ
حَمَلوهُ بازِلاً مُحتَقِراً / دَلَجَ اللَيلِ وَلَزّاتِ الحِبالِ
إِن غَدا مَجدوعَةً أَشرافُهُ / فَالبُنى وافِيَةٌ وَالمَجدُ عالي
عَقَروا لَيثاً وَلَو هاهوا بِهِ / كانَ بَعدَ العَقرِ أَرجى لِلصِيالِ
وَكَذا الأَيّامُ مَن قارَعَها / تَرَكَت فيهِ عَلاماتِ النِزالِ
عَقَلوهُ بَعدَما جازَ المَدى / وَطَوى شَأوَ مَساعٍ وَمَعالي
وَكَذا السابِقُ يَوماً بِعِنانٍ / يُحرِزُ السَبقَ وَيَوماً بِعِقالِ
قُمتَ عَنها بَعدَما عَجَّ بِها / وَرَمى أَوسُقَها بُزلُ الجِمالِ
وَاِنتَزَعتَ النَصلَ مِن مُقلَتِها / بَعدَ غاياتِ نِزاعٍ وَمَطالِ
لَيتَهُم أَعطَوكَ إِن لَم يَعدِلوا / بُسلَةَ الراقي مِنَ الداءِ العُضالِ
نَتَجوا في المَجدِ ما أَلقَحتَهُ / رُبَّما أَوقَدَ ناراً غَيرُ صالي
وَكَأَنّي خِلَلَ الغَيبِ أَرى / نَغرَةً مِن جُرحِها بَعدَ اِندِمالِ
وَإِذا الأَعداءُ عَدّوكَ لَها / سَلَّموا فَضلَكَ مِن غَيرِ جِدالِ
لا أَضاعوا رابِئاً في قُلَّةٍ / كَلَأَ المَجدِ وَقَد نامَ الكَوالي
يَومَ لِلشِعبِ دِهانٌ مِن دَمٍ / وَالمَواضي لِلمَقاديمِ فَوالي
في فُتوٍّ شَيَّعوا أَرماحَهُم / أَمَمَ المَوتِ إِلى الطَعنِ عِجالِ
بِخِفافٍ فَوقَ أَيمانِ رِجالٍ / وَثِقالٍ فَوقَ أَعناقِ رِجالِ
قُضُبٌ يَومُ صَداها في الوَغى / بِالطُلى أَطوَلُ مِن يَومِ الصِقالِ
لَكَ مِنها ناحِلٌ تَعصى بِهِ / يَومَ أَبدَلنَ عَصيّاً بِعَوالي
تُلحِمُ الأَعداءَ مِنهُ جازِراً / يَنقُلُ اللَحمَ إِلى غَيرِ عِيالِ
قَد قَدَحتَ العِزَّ زَنداً غَيرَ كابٍ / وَلَبِستَ المَجدَ بُرداً غَيرَ بالي
وَإِذا أَغلى الوَرى أُكرومَةً / وَجَدوا عِندَكَ أَثمانَ الغَوالي
إِنَّ لِلطائِعِ عِندي مِنَّةً / وَحِمىً قَد بَلَّها لي بِبَلالي
لَيسَ يُنسيها وَإِن طالَ المَدى / مَرُّ أَيّامٍ عَلَيها وَلَيالي
فاتَني مِنكَ اِنتِصارٌ بِيَميني / فَتَلافَيتُ اِنتِصاراً بِمَقالي
لا عَجيبٌ حِفظُ كَفٍّ لِبَنانٍ / وَوَفاءٌ مِن يَمينٍ لِشِمالِ
عَزَّ مَن أَمسى مُعِدّاً ظَهرَهُ / أَخَذَ الأُهبَةَ يَوماً لِلزَيالِ
يَنظُرُ الدُنيا بَعَينَي ناهِضٍ / مَطَرٌ يَنفُضُ أَنداءَ الطِلالِ
يَنشُطُ البُلغَةَ مِن آكِلِها / نِشطَةَ المَطرودِ وَلّى وَهوَ خالي
لا يَرِم قَبرَكَ مِبراقُ الذُرى / مُنجِدَ الأَعناقِ غَوريَّ التَوالي
كُلَّما عَجَّ رَمى في عُرضِهِ / شُعَلَ البَرقِ الرَبابُ المُتَعالي
كَرَهاءِ الدُهمِ لاقَيتَ بِهِ / في رِعالٍ يَتَعَدّى بِرِعالِ
تُطلِقُ الصَرَّةَ مِن أَخلافِهِ / أُمُّ أَوبَينِ نُعامى وَشَمالِ
أُلحِقَت شَعّاعَةُ الريحِ كَما / جَرَّتِ الخَيلُ رَعابيبَ الحِلالِ
لا أَرى الدَمعَ كِفاءً لِلجَوى / لَيسَ أَنَّ الدَمعَ مِن بَعدِكَ غالي
وَبِرُغمي أَن كَسَوناكَ الثَرى / وَفَرَشناكَ زَرابيَّ الرِمالِ
وَهَجَرناكَ عَلى ضَنِّ الهَوى / رُبَّ هِجرانٍ عَلى غَيرِ تَقالي
أَيُّها الظاعِنُ لا جازَ الحَيا / أَبَداً بَعدَكَ بِالحَيِّ الحِلالِ
كُنتَ في الأَحجالِ أَرجوكَ وَلا / أَرتَجي اليَومَ عَظيماً في الحِجالِ
كُلُّ مَأسورٍ يُرَجّى فَكُّهُ / غَيرَ مَن أَصبَحَ في قَيدِ اللَيالي
نَسَبٌ كَالشَمسِ أَوفَيتَ بِهِ / في المَعالي بَينَ نَجمٍ وَهِلالِ
زَلِقَ المَرقى بَعيدَ المُنتَمى / في قِنانٍ لِلمَساعي وَقِلالِ
تَقصُرُ الأَلحاظُ عَنهُنَّ فَما / ظَنُ مَن مَدَّ يَدَيهِ لِلمَنالِ
في الرَوابي مِن مَعَدٍّ وَالذُرى / نُهِزَ المَجدُ بِعاديِّ السِجالِ
وَإِذا ما الأَرضُ كانَت شَوكَةً / خَطَروا فيها عَلى غَيرِ نِعالِ
كُلُّ راقٍ مَرَّ بِالنَجمِ إِلى / قُنَنِ السُؤدَدِ وَالمَجدِ الطَوالِ
مَعشَرٌ إِن غابَتِ الأَرضُ بِهِم / لَم يَغيبوا عِندَ مَجدٍ وَفَعالِ
كُلَّما اِزدادَت بِلىً أَعظُمُهُم / نَشَرَتهُم سُمَعٌ غَيرُ بَوالي
وَالعُلى ما لَم يَرُبّوا دارَها / طُرُقٌ عوجٌ وَأَطلالٌ خَوالي
ضَمِنَت مِنهُم قَراراتُهُمُ / عَمَدَ المَجدِ وَأَركانَ المَعالي
لا تَقُل تِلكَ قُبورٌ إِنَّما / هِيَ أَصدافٌ عَلى غَيرِ لَآلِ