المجموع : 3
أيها الطالب إنصا
أيها الطالب إنصا / فا لقد رمت محالا
أنت مثلي عاطش غر / ك إذ أبصرت آلا
كاذب ما نال شعب / بسوى القوة نالا
يا يراع الحر قد ضا / ق بك الحر مجالا
فصموتاً فلكم جرَّ / لك النطق وبالا
واعتزالاً أو يكون الـ / ـحق حراًفاعتزالا
يا أخا البلبل شدواً / وشعوراً واعتقالا
كلُّنا يدري الذي تلـ / ـقى كفيناك مقالا
لم تطل دولة هذا / الظلم الا لتدالا
عثرة يا شعب كانت / أحرام أن تقالا
أإلى الأحرار تشكو / وهم أسوأ حالا
تهت لما أخمدوها / فكرة كانت ذبالا
كلُّ ما في الكون حب وجمالُ
كلُّ ما في الكون حب وجمالُ / بتجليك وان عز َّ المنالُ
بسط النور فكم ثائر بحر / هادئاً بات وكم ماجت رمال
ورياض ضاحَكَ الزهرَ بها / ثغرُك الصافي وناجاها الخيال
وسهول كاد يعرو هَضْبَها / نزقٌ من صبوة لولا الجلال
ما لمن يهوى جمالا زائلا / وعلى البدر جمال ما يُزال
لا عدمِناك مروجاً للهوى / جدَة فيها وللدهر اقتبال
عيشُنا غض وميدان الصبا / فيه مجرىً للتصابي ومجال
يا أحباي وكم من عثرة / سلفت ما بالُ هذي لا تقال
علَّلونا بوعود منكم / ربما قد علل الظمآنَ آل
وعدوني بسوى القرب فقد / شفَّني الهجرانُ منكم والوصال
لا أمَّل العيش ما شئتم فكونوا / لسوى حبكم يحلو الملال
أمن العدل وما جُزْتُ الصبا / ومداه يألف الشيبَ القذال
إنها أنفُسُ لم تخلق سدى / ورقيقات قلوب لا جبال
أشتكى منكم وأشكو لكمُ / إنَّ دائي في هواكم لعُضال
فعلى الرفق ! كفاني في الهوى / ما أُلاقي وكفاكم ذا المِطال
ألذنبٍ تصطلي حَرَّ الجْوى / مهجٌ كانت لها فيكم ظِلال
أرتجيها صفوة منكم وأن / زَعَموها بغيةً ليست تنال
إنما أغرى زماني بكم / نِعَمٌ طابت وأيام طِوال
لا أذُم الدهر هذي سُنة : / للهنا حال وللأحزان حال
قد حثثناها مطايا صبوة / لكُمُ أوشك يعروها الكلال
ورجعنا منكمُ خِلواً ولو / أكلت منهن آمال هزال
لا تقولوا : هجرُنا عن علة / ربما سَرَّ حسوداً ما يقال
أنا من جربتموه ذلك الطاهرُ / الحبِ إذا شِينت خِصال
شيم هذَّبْنَ طبعي في الهوى / مثلَّما يجلو من السيف الصِّقال
أيها الناعمُ في لذاته : / لذةُ النفس على الروح وَبال
شهوة غرَّتك فانقدْتَ لها / ومُنى المرء شعور وكمال
حضَنَ " التاجُ " بنيه فتعالَى
حضَنَ " التاجُ " بنيه فتعالَى / وتعالى " حارسُ التاج " جَلالا
وتعالت أُمةٌ لم تنحرفْ / عن مدى الحقِّ ولا زاغَت ضَلالا
أُمةٌ تكرهُ من مستعمِرٍ / فَرْضَه النصرَ ! وتأبى الانخِذالا
اوطأت أقدامَها " عارمَة " / حسَكَ الجور وشاءَته انتِعالا
وتخطَّت جمرَة الغيضِ إلى / " وقدةِ " المَوتِ فزادتها اشتِعالا
ومشَت " للهُلْك " تدري أنّه / يسألُ الرّوح عن الدنيا زَوالا
عرفَت أنَّ الذينَ استفرَشوا / حُلَلَ الديباجِ غَنْجاً ودَلالا
نَعمت أظفارُهُمْ من " رقةٍ " / فهي لا تَقوَى عن اللحم انفِصالا
ثم شاءوا المجدَ فيما يُقتَنَى / حِلْيةً تُضفي على البيتِ جَمالا
كتَبَ الدهرُ على أبوابِهمْ / هَهنا يرقُد من عافوا النِضالا
ههنا يرقُدُ من ظَلّوا على / هامِشِ " التاريخ " كَلاًّ وعِيالا
والذين استنزَفوا طاقاتِهم / في المشقّات هُم كانوا الرجالا
حضَنَ التاجُ بنيهِ حضنْةَ الليث / لا يبغي عن " الشِبل " انفِصالا
وتحدَّى من تحدَّى معلناً / أنه يَقبل في الحق النِزالا
وانبرَتْ كفٌّ هي البُرْهُ مشَى / فشفَى من " مُزمن " داءً عُضالا
تمسَحُ الدمعةَ سالتْ حرّةً / فوق جُرحٍ فاحَ بالعِطر وسالا
ورَمى نَسْرُ قُرَيشٍ فوقَهم / من جَناحَيه الحبيبَيْن ظِلالا
يَسْتجِمُّ المجدُ في أفيائها / مُتعَباً لاقى من الجَهد كَلالا
يا حُماةَ الطُهرِ في مُعترَكٍ / زَحَمَ الطُهْرَ به الرجسُ فمالا
كرفيفِ الزَّهر في رَيْعانه / لم تُدنِّسْه يدُ الجاني ابتذالا
نَسَلوا من كل حَدْب نسوةً / ورجالا وَجنوباً وشَمالا
يا شباباً صَبَغوا الأرضَ دماً / كان في " وجنة " سِفر المجدِ خالا
مَنَحَ الباغي هواناً وصغى / وحَبَا الأمّةَ زهوا واختِيالا
أكثِروا من دَمكمْ تَستَكثِروا / من فمِ التاريخ مجداً وابتهالا
فهو ظَمآنُ إلى أمثالِهِ / لا دماءٌ خَثَرت فهي كُسالى
واكتُبوها صفحةً إن ذُكِرت / كنتُمُ الأمثال فيها والمِثالا
ليلةٌ ألقَتْ اليكم ثِقْلَها ! / وليالٍ سَوف تأتيكم " حَبالى " !
واختِموا عهد َ " زعامات " عَفَتْ / كاذباتٍ لفَقوهُنَّ انتحالا
جامعاتٍ – كلَّ ما لا يلتَقي / من نَقيضَيْن – شَناراً واحتِفالا
من حُطام لُمَّ من كلِّ خَنا / وادعاءٍ صارخٍ قيلاً وقالا
وَمُدِلّين بأن قد قَرَنوا ! / بالخَنا جاهاً وب " الحُظِوةِ " مالا
قِف بأحداث الضّحايا لا تُسِلْ / فوقها دَمعاً ولا تَبكِ ارتجالا
لا تُذِلْ عهدَ " الرجولات " التي / تكرهُ الضَعْفَ . وتأبى الانحِلالا
وتَلقَّفْ من ثَراها شَمّةَ / تملأُ المنخِرَ عِزا وجلالا
وَضَعِ " الإِكليل " زَهْراً يانعاً / فوقَ زهرٍ من ضمير يَتلالا
ثم خَفِّضْ من جَناحيك بها / ثم أبلغْها إذا شِئتَ " مقالاً " !
أيُّّها الثاوونَ في جَولاتكم / طِبْتُمُ مَثوى ً وعُطّرتُمْ مجالا
كلُّنا نحسُدُكم أن نِلْتُمُ / شَرَفَ الفُرصةِ – من قبلُ – اهتبالا
كلُّنا نمشي على آثارِكمْ / بالضَحيّات خفافاً وثِقالا
كلُّلنا ممتَثِلٌ من وَحيكم / ما يُريد الوَطنُ الحُرُّ امتِثالا
فإذا شِئْتُم مَشَيْناها ونىً / وإذا شئتم مشيناها عِجالا
وإذا شِئتُم صَبغْناها دماً / صبغةً تُؤْذِنُ بالحال " انتقالا "
يا حفيظَ العهدِ للوادي ويا / أمَلَ الوادي فُتُوّاً واقتبالا
وصليبَ العُود يَأبَى غمزةً / ورفيعَ الرأس يأبَى أنْ يُطالا
هُرِعَ الشعب إلى مُنقذِه / مُلقِياً في الساحة الكبرى الرّجالا
كَذَبَ المُلقون في رُوعِكُمُ / أنَّه يطلُبُ أمراً لن يُنالا!
قل لأولاءِ الذين استأثَروا / بالملذّاتِ وبالحكمِ احتيالا
والذين اختَلقُوا أنّهُمُ / وحدَهُمْ مدُّوا إلى العرشِ حبالا!
كم وكم ثاوٍ بجُحْرٍ مُظلمٍ / وحريبٍ يأكلُ الماءُ الزلالا
كان أصفى نيةً في حُبّكم / من مُدِلّينَ نِفاقاً وافتِعالا
والذين افتَخروا أنَّهم / يَلبَسون " الشعب " ما شاؤا نِعالا
والذين استَنْفَروا من حولهم / زُمراً عبَّأها الشرُّ رِعالا
ليسُدَّ " السوطُ " مَجْرَى فكرةِ / وتُعيقَ " النارُ " قَولاً أنْ يُقالا
قلْ لهم : لَسْتُم رفاقي فانفِروا / إنَّ هذا الشعبَ لا يَبغِى مُحالا!
إنه يَشجُبُ من حُكّامه / خُطةَ العَسف ويأبى الاغتِلالا
ويريدُ العَدْل في أحكامه / والمساواةَ وان عزَّتْ مَنالا
لا " يُقالُ " الشعبُ لكنْ طغمةٌ / تسترقُّ الشَعبَ أولى أن تُقالا