مال في الحبّ على ضعيفي وملّا
مال في الحبّ على ضعيفي وملّا / رشأ أبدلني بالعز ذلّا
ورأى الوصل حراما عنده / مثلما الهجر رآه فيّ حلّا
كلّ يوم ليَ منه منفرة / أنا من نار جفاها أتلقى
يا غزالاً باعتدال القد لم / يرحكم الحب في العاشق عدلا
كم ترى حظّي صدود وقلىً / أحقيق أن ودّي لك يقلى
صلت في الحكم على من لم يزل / حظّه منك قديم الدهر وضلا
قلت للعاذل كفّ اللوم عن / مغرم لم يستمع في الحب عذلا
لا ترم مني محالا في الهوى / إنني عن حبّ حبّي أتسلّى
سل تخبّر عن تجافيه وكم / مرهف للفتك من جفنيه سلا
لو حكى سقمي خلال فيه ما / كنت أظهرت هواه للأخلا
فزت بالقدح المعلّى لو أرى / وصل ظبي داره نهر المعلى
إن ندانيت نأى اواف أكن / أعقد الود له في القلب حلّا
أو أرى الحفظ له فرضا رأى / قطع مثلي بالتناسي عنه نفلا
أتراه ابتدع الصدّ قلىً / أم حكى أحمد إعراضا وفصلا
ملك ما كان بي من فاقة / بل من الصرّ تولى إذ تولّى
ليس في الناس امرؤ إلا وقد / عمّه جوداً وإحساناً وبذلا
خصّه اللّه بعلم وبحلم / وحباه كرما محضا وعقلا
تعجزُ الأبحر من جود يديه / وتعود السحب من كفّيه خجلى
باسهُ أغناه يوم الروع حتى / لم يجرد للعدى إذ ذاك نصلا
لم يكن شاهد حربا قط إلا / راح منه أهلها أسرى وقتلى
يا ابن عبد الله ما زلت لكم / رتب الأفلاك حقا مستقلّا
وأرجّي لكم ما لم يكن / يرتجيه لكم مولى ومولى
وفؤادي فلكم أعشارهُ / بوداد لست عنه أتخلّى
ومديحي كلّه فيكم وقد / تلي الدهر ومدحي ليس يبلى
مدح راقت وفاقت في الورى / أبد الآباد والأعصار تتلى
كل يوم غضبة منكم بها / كبدي جمر الفضا في الناس تصلى
ما الذي أذنبت حتى عاد لي / مهيعي حزنا وقدما كان سهلا
وعلى تقدير ذنب شنيع / اين عفو منك ما زال بظلا
أبجرم واحد يدحض لي / كل إحساني وأقلى ثمّ أجلى
أنت اعلى رتبة أن تنمحي / حسناتي أو تناساها وأعلى
مشمنا بي حاسدا لما يزل / يتمنى لي ما يلقاه جهلا
لا يرى ودّك إلا ملقاً / أو يرائي أبدا قولا وفعلا
لم يرم إلا انتفاعا بكم / وهو في جلسته مثل القرلي
إن رأى شرّاً معلى صاعداً / أو رأى خيرا إلى الأرض تدلى
عُد إلى أفضل ما عوّدتهُ / كرما غذّيته مذ كنت طفلا
لا يتجافاني بذنب واحد / كل حبر عالم في الناس زلّا
طاب منك الفرع حقاني العلى / ودليل الحق أن قد طبت أصلا
فضلت أخلاقكم كل الورى / زادك الله على الأيام فضلا