القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 7
حَبَّذا الساحَةُ وَالظِلُّ الظَليل
حَبَّذا الساحَةُ وَالظِلُّ الظَليل / وَثَناءٌ في فَمِ الدارِ جَميل
لَم تَزَل تَجري بِهِ تَحتَ الثَرى / لُجَّةَ المَعروفِ وَالنَيلِ الجَزيل
صُنعُ إِسماعيلَ جَلَّت يَدُهُ / كُلُّ بُنيانٍ عَلى الباني دَليل
أَتُراها سُدَّةً مِن بابِهِ / فُتِحَت لِلخَيرِ جيلاً بَعدَ جيل
مَلعَبُ الأَيّامِ إِلّا أَنَّهُ / لَيسَ حَظُّ الجِدِّ مِنهُ بِالقَليل
شَهِدَ الناسُ بِها عائِدَةً / وَشَجى الأَجيالَ مِن فِردي الهَديل
وَاِئتَنَفنا في ذَراها دَولَةً / رُكنُها السُؤدَدُ وَالمَجدُ الأَثيل
أَينَعَت عَصراً طَويلاً وَأَتى / دونَ أَن تَستَأنَفَ العَصرُ الطَويل
كَم ضَفَرنا الغارَ في مِحرابِها / وَعَقَدناهُ لِسَبّاقٍ أَصيل
كَم بِدورٍ وُدِّعَت يَومَ النَوى / وَشُموسٍ شُيِّعَت يَومَ الرَحيل
رُبَّ غَرسٍ مَرَّ لِلبِرِّ بِها / ماجَ بِالخَيرِ وَالسَمحِ المُنيل
ضَحِكَ الأَيتامُ في لَيلَتِهِ / وَمَشى يَستَروِحُ البُرءَ العَليل
وَاِلتَقى البائِسُ وَالنُعمى بِهِ / وَسَعى المَأوى لِأَبناءِ السَبيل
وَمِنَ الأَرضِ جَديبٌ وَنَدٍ / وَمِنَ الدورِ جَوادٌ وَبَخيل
يا شَباباً حُنَفاءً ضَمَّهُم / مَنزِلٌ لَيسَ بِمَذمومِ النَزيل
يَصرِفُ الشُبّانَ عَن وِردِ القَذى / وَيُنَحّيهِم عَنِ المَرعى الوَبيل
اِذهَبوا فيهِ وَجيئوا إِخوَةً / بَعضُكُم خِدنٌ لِبَعضٍ وَخَليل
لا يَضُرَّنَّكُمو قِلَّتُهُ / كُلُّ مَولودٍ وَإِن جَلَّ ضَئيل
أَرجَفَت في أَمرِكُم طائِفَةٌ / تُبَّعُ الظَنِّ عَنِ الإِنصافِ ميل
اِجعَلوا الصَبرَ لَهُم حيلَتكُم / قَلَّتِ الحيلَةُ في قالَ وَقيل
أَيُريدونَ بِكُم أَن تَجمَعوا / رِقَّةَ الدينِ إِلى الخُلقِ الهَزيل
خَلَتِ الأَرضُ مِنَ الهَديِ وَمِن / مُرشِدٍ لِلنَشءِ بِالهَديِ كَفيل
فَتَرى الأُسرَةَ فَوضى وَتَرى / نَشأً عَن سُنَّةِ البِرِّ يَميل
لا تَكونوا السَيلَ جَهماً خَشِناً / كُلَّما عَبَّ وَكونوا السَلسَبيل
رُبَّ عَينٍ سَمحَةٍ خاشِعَةٍ / رَوَّتِ العُشبَ وَلَم تَنسَ النَخيل
لا تُماروا الناسَ فيما اِعتَقَدوا / كُلُّ نَفسٍ بِكِتابٍ وَسَبيل
وَإِذا جِئتُم إِلى ناديكُمو / فَاِطرَحوا خَلفَكُموا العِبءَ الثَقيل
هَذِهِ لَيلَتُكُم في الأَوبِرا / لَيلَةُ القَدرِ مِنَ الشَهرِ النَبيل
مِهرَجانٌ طَوَّفَ الهادي بِهِ / وَمَشى بَينَ يَدَيهِ جِبرَئيل
وَتَجَلَّت أَوجُهٌ زَيَّنَها / غُرَرٌ مِن لَمحَةِ الخَيرِ تَسيل
فَكَأَنَّ اللَيلَ بِالفَجرِ اِنجَلى / وَكَأَنَّ الدارَ في ظِلِّ الأَصيل
أَيُّها الأَجوادُ لا نَجزيكُمو / لَذَّةُ الخَيرِ مِنَ الخَيرِ بَديل
رَجُلُ الأُمَّةِ يُرجى عِندَهُ / لِجَليلِ العَمَلِ العَونُ الجَليل
إِنَّ داراً حُطتُموها بِالنَدى / أَخَذَت عَهدَ النَدى أَلّا تَميل
وَقَفَ الهُدهُدُ في با
وَقَفَ الهُدهُدُ في با / بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
قالَ يا مَولايَ كُن لي / عيشَتي صارَت مُمِلَّه
متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ / أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه
لا مِياهُ النيلِ تُروي / ها وَلا أَمواهُ دِجلَه
وَإِذا دامَت قَليلاً / قَتَلَتني شَرَّ قتلَه
فَأَشارَ السَيِّدُ العالي / إِلى مَن كانَ حَولَه
قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً / وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه
تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد / رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه
ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا / سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً / يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
أنا في تطلابه وهو لدىّ
أنا في تطلابه وهو لدىّ / مطلب مرَّ ولم يلو علىّ
قد تركت الهند أطويها له / وهو يطويها وما يدرى إلى
والتقينا ما خطا لي خطوة / لا ولم أنقل إليه قدمى
يا لملك راح عني نائيا / كان لو فتشت عنه في يدي
يا مريضا بالمناصب
يا مريضا بالمناصب / داؤك الداء العضال
لم ترد بحر المكاسب / يا غريقا في الضلال
أنت إن عشت نزيها / بين عزل واعتزا ل
وإذا ما مت فيها / مات بالفقر العيال
ذا رئيس ذا وكيل / ذا على الاثنين عال
أنت للكل ذليل / قابلٌ حكم الرجال
إن للسفن لرزقا / غير محدود المجال
أزرع الأرض وأفلح / تنبت التبرَ الجبال
أتقن الصنعة تُفلح / وتُوفَّق للكمال
إن للسعد لراية / ظلها الوافى ينال
عملت للناس آية / عملٌ ثم اتكال
يا مليكا شاد فينا
يا مليكا شاد فينا / مثل ما شاد الخليل
دمت مشكور المساعي / أيها المولى الجليل
كان إبراهيم يبنى / كعبة للصالحين
ولأنت اليوم تبنى / كعبة للصانعين
فلك القطر دواما / حافظ حق الجميل
فابن يا مولى وشيِّد / دار عز وافتخار
فهي كنز للرعايا / وحياة للديار
وستكسو مصر ثوبا / يبهر الدنيا جميل
أيها الثغر بلغت الأملا
أيها الثغر بلغت الأملا / قم إلى الركب وزف المحملا
وامش في موكبه واجتله / موكب الرحمن نعم المجتلى
وتعطر بخَلِيلىِّ الشذى / وتمتع من خليلىّ الحلى
وإذا فاتك لمس بيد / فتزوّد باللحاظ القبلا
واذكر الداعين لله غدا / في منى وادع لهم مبتهلا
هكذا فليتدلل مولد / أخرج الملك الكريم المفضلا
سيقول الناس في أخبارهم / نقل المحمل عباس إلى
جمل يحمل للبيت حلى / ليتني كنت الحلى والجملا
ليتني خُف له أو كلكل / يوم يلقى في المقام الكلكلا
سار يحدوه ويحمى جحفل / ربنا أكلأه لنا والجحفلا
وفدك اللهم كن جارهمو / في بعيد البحر أو قاصى الفلا
وتقبل منهمو تلك الخطى / وأعنهم وأثبهم مجزلا
يابن خير الخلق قبلت يدا / بلغ السؤل بها من قبَّلا
وبسطت الكف أبغى دعوة / يوم تأتي الله أصوات الملا
عرفات يعرف الإخلاص لي / و منى تعرف لي صدق الولا
إن تسل عن حسبي أو نسبي / فهما مدحي أباك المرسلا
صلتي عند لا أتركها / وكفاني صلة أن أصلا
أنت في عليا الذرى من أمة / رفعوا مُلكا وشادوا دولا
كلما سارت لأرض خيلهم / سبق العلم إليها الأَسلا
قسما بالقاع والثاوى به / وملاك غيبته كربلا
ما علمت المجد إلا مجدكم / قُصِر المجد عليكم والعلى
ورِث الناس نعيما باطلا / وورثتم وحى ربي المنزلا
دام للحج ولىٌّ منكم / يحرس البيت ويحمى السبلا
حبذا الساحة والظل الظليل
حبذا الساحة والظل الظليل / وثناء في فم الدار جميل
لم تزل تجزى به تحت الثرى / لجة المعروف والنيل الجزيل
صنع إسماعيل جلت يده / كل بنيان على الباني دليل
أتراها سُدَّة من بابه / فتحت للخير جيلا بعد جيل
ملعب الأيام إلا أنه / ليس حظ الجدّ منه بالقليل
شهد الناس بِها عائدة / وشجى الأجيال من فردى الهديل
وأئتنفنا في ذَراها دولة / ركنها السؤدد والمجد الأثيل
أينعت عصرا طويلا وأتت / دون أن نستأنف العصر الطويل
كم ضفرنا الغار في محرابها / وعقدناه لسباق أصيل
كم بدور ودّعت يوم النوى / وشموس شيعت يوم الرحيل
رب عرس مر للبر بها / ماج بالخيرِّ والسمح المنيل
ضحك الأيتام في ليلته / ومشى يستروح البرء العليل
والتقى البائس والنعمى به / وسعى المأوى لأبناء السبيل
ومن الأرض جديب وندٍ / ومن الدور جواد وبخيل
يا شبابا حنفاء ضمهم / منزل ليس بمذموم النزيل
يصرف الشبان عن وِرد القذى / وينحّيهم عن المرعى الوبيل
اذهبوا فيه وجيئوا إخوة / بعضهم خِدن لبعض وخليل
لا يضرنَّكم قلته / كل مولود وإن جل ضئيل
أرجفت في أمركم طائفة / تَبَعُ الظن عن الإنصاف ميل
اجعلوا الصبر لهم حيلتكم / قَلَّت الحيلة في قال وقيل
أيريدون بكم أن تجمعوا / رقة الدين إلى الخلق الهزيل
خلت الأرض من الهَدى ومن / مرشد للنشء بالهدى كفيل
فترى الأسرة فوضى وترى / نَشَأً عن سُنَّة البر يميل
لا تكونوا السيل جهما خشنا / كلما عب وكونوا السلسبيل
رب عين سمحة خاشعة / روت العشب ولم تنس النخيل
لا تماروا الناس فيما اعتقدوا / كل نفس بكتاب وسبيل
وإذا جئتم إلى ناديكم / فاطرحوا خلفكم العبء الثقيل
هذه ليلتكم في الأوبرا / ليلة القدر من الشهر النبيل
مهرجان طوَّف الهادى به / ومشى بين يديه جبرئيل
وتجلت أوجه زيَّنَها / غُرر من لمحة الخير تسيل
فكأن الليل بالفجر انجلى / أو كأن الدار في ظل الأصيل
أيها الأجواد لا نجزيكم / لذة الخير من الخير بديل
رجل الأمة يُرجى عنده / لجليل العمل العونُ الجليل
إن دارا حُطتموها بالندى / أخذت عهد الندى ألا تميل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025