المجموع : 7
حَبَّذا الساحَةُ وَالظِلُّ الظَليل
حَبَّذا الساحَةُ وَالظِلُّ الظَليل / وَثَناءٌ في فَمِ الدارِ جَميل
لَم تَزَل تَجري بِهِ تَحتَ الثَرى / لُجَّةَ المَعروفِ وَالنَيلِ الجَزيل
صُنعُ إِسماعيلَ جَلَّت يَدُهُ / كُلُّ بُنيانٍ عَلى الباني دَليل
أَتُراها سُدَّةً مِن بابِهِ / فُتِحَت لِلخَيرِ جيلاً بَعدَ جيل
مَلعَبُ الأَيّامِ إِلّا أَنَّهُ / لَيسَ حَظُّ الجِدِّ مِنهُ بِالقَليل
شَهِدَ الناسُ بِها عائِدَةً / وَشَجى الأَجيالَ مِن فِردي الهَديل
وَاِئتَنَفنا في ذَراها دَولَةً / رُكنُها السُؤدَدُ وَالمَجدُ الأَثيل
أَينَعَت عَصراً طَويلاً وَأَتى / دونَ أَن تَستَأنَفَ العَصرُ الطَويل
كَم ضَفَرنا الغارَ في مِحرابِها / وَعَقَدناهُ لِسَبّاقٍ أَصيل
كَم بِدورٍ وُدِّعَت يَومَ النَوى / وَشُموسٍ شُيِّعَت يَومَ الرَحيل
رُبَّ غَرسٍ مَرَّ لِلبِرِّ بِها / ماجَ بِالخَيرِ وَالسَمحِ المُنيل
ضَحِكَ الأَيتامُ في لَيلَتِهِ / وَمَشى يَستَروِحُ البُرءَ العَليل
وَاِلتَقى البائِسُ وَالنُعمى بِهِ / وَسَعى المَأوى لِأَبناءِ السَبيل
وَمِنَ الأَرضِ جَديبٌ وَنَدٍ / وَمِنَ الدورِ جَوادٌ وَبَخيل
يا شَباباً حُنَفاءً ضَمَّهُم / مَنزِلٌ لَيسَ بِمَذمومِ النَزيل
يَصرِفُ الشُبّانَ عَن وِردِ القَذى / وَيُنَحّيهِم عَنِ المَرعى الوَبيل
اِذهَبوا فيهِ وَجيئوا إِخوَةً / بَعضُكُم خِدنٌ لِبَعضٍ وَخَليل
لا يَضُرَّنَّكُمو قِلَّتُهُ / كُلُّ مَولودٍ وَإِن جَلَّ ضَئيل
أَرجَفَت في أَمرِكُم طائِفَةٌ / تُبَّعُ الظَنِّ عَنِ الإِنصافِ ميل
اِجعَلوا الصَبرَ لَهُم حيلَتكُم / قَلَّتِ الحيلَةُ في قالَ وَقيل
أَيُريدونَ بِكُم أَن تَجمَعوا / رِقَّةَ الدينِ إِلى الخُلقِ الهَزيل
خَلَتِ الأَرضُ مِنَ الهَديِ وَمِن / مُرشِدٍ لِلنَشءِ بِالهَديِ كَفيل
فَتَرى الأُسرَةَ فَوضى وَتَرى / نَشأً عَن سُنَّةِ البِرِّ يَميل
لا تَكونوا السَيلَ جَهماً خَشِناً / كُلَّما عَبَّ وَكونوا السَلسَبيل
رُبَّ عَينٍ سَمحَةٍ خاشِعَةٍ / رَوَّتِ العُشبَ وَلَم تَنسَ النَخيل
لا تُماروا الناسَ فيما اِعتَقَدوا / كُلُّ نَفسٍ بِكِتابٍ وَسَبيل
وَإِذا جِئتُم إِلى ناديكُمو / فَاِطرَحوا خَلفَكُموا العِبءَ الثَقيل
هَذِهِ لَيلَتُكُم في الأَوبِرا / لَيلَةُ القَدرِ مِنَ الشَهرِ النَبيل
مِهرَجانٌ طَوَّفَ الهادي بِهِ / وَمَشى بَينَ يَدَيهِ جِبرَئيل
وَتَجَلَّت أَوجُهٌ زَيَّنَها / غُرَرٌ مِن لَمحَةِ الخَيرِ تَسيل
فَكَأَنَّ اللَيلَ بِالفَجرِ اِنجَلى / وَكَأَنَّ الدارَ في ظِلِّ الأَصيل
أَيُّها الأَجوادُ لا نَجزيكُمو / لَذَّةُ الخَيرِ مِنَ الخَيرِ بَديل
رَجُلُ الأُمَّةِ يُرجى عِندَهُ / لِجَليلِ العَمَلِ العَونُ الجَليل
إِنَّ داراً حُطتُموها بِالنَدى / أَخَذَت عَهدَ النَدى أَلّا تَميل
وَقَفَ الهُدهُدُ في با
وَقَفَ الهُدهُدُ في با / بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
قالَ يا مَولايَ كُن لي / عيشَتي صارَت مُمِلَّه
متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ / أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه
لا مِياهُ النيلِ تُروي / ها وَلا أَمواهُ دِجلَه
وَإِذا دامَت قَليلاً / قَتَلَتني شَرَّ قتلَه
فَأَشارَ السَيِّدُ العالي / إِلى مَن كانَ حَولَه
قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً / وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه
تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد / رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه
ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا / سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً / يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
أنا في تطلابه وهو لدىّ
أنا في تطلابه وهو لدىّ / مطلب مرَّ ولم يلو علىّ
قد تركت الهند أطويها له / وهو يطويها وما يدرى إلى
والتقينا ما خطا لي خطوة / لا ولم أنقل إليه قدمى
يا لملك راح عني نائيا / كان لو فتشت عنه في يدي
يا مريضا بالمناصب
يا مريضا بالمناصب / داؤك الداء العضال
لم ترد بحر المكاسب / يا غريقا في الضلال
أنت إن عشت نزيها / بين عزل واعتزا ل
وإذا ما مت فيها / مات بالفقر العيال
ذا رئيس ذا وكيل / ذا على الاثنين عال
أنت للكل ذليل / قابلٌ حكم الرجال
إن للسفن لرزقا / غير محدود المجال
أزرع الأرض وأفلح / تنبت التبرَ الجبال
أتقن الصنعة تُفلح / وتُوفَّق للكمال
إن للسعد لراية / ظلها الوافى ينال
عملت للناس آية / عملٌ ثم اتكال
يا مليكا شاد فينا
يا مليكا شاد فينا / مثل ما شاد الخليل
دمت مشكور المساعي / أيها المولى الجليل
كان إبراهيم يبنى / كعبة للصالحين
ولأنت اليوم تبنى / كعبة للصانعين
فلك القطر دواما / حافظ حق الجميل
فابن يا مولى وشيِّد / دار عز وافتخار
فهي كنز للرعايا / وحياة للديار
وستكسو مصر ثوبا / يبهر الدنيا جميل
أيها الثغر بلغت الأملا
أيها الثغر بلغت الأملا / قم إلى الركب وزف المحملا
وامش في موكبه واجتله / موكب الرحمن نعم المجتلى
وتعطر بخَلِيلىِّ الشذى / وتمتع من خليلىّ الحلى
وإذا فاتك لمس بيد / فتزوّد باللحاظ القبلا
واذكر الداعين لله غدا / في منى وادع لهم مبتهلا
هكذا فليتدلل مولد / أخرج الملك الكريم المفضلا
سيقول الناس في أخبارهم / نقل المحمل عباس إلى
جمل يحمل للبيت حلى / ليتني كنت الحلى والجملا
ليتني خُف له أو كلكل / يوم يلقى في المقام الكلكلا
سار يحدوه ويحمى جحفل / ربنا أكلأه لنا والجحفلا
وفدك اللهم كن جارهمو / في بعيد البحر أو قاصى الفلا
وتقبل منهمو تلك الخطى / وأعنهم وأثبهم مجزلا
يابن خير الخلق قبلت يدا / بلغ السؤل بها من قبَّلا
وبسطت الكف أبغى دعوة / يوم تأتي الله أصوات الملا
عرفات يعرف الإخلاص لي / و منى تعرف لي صدق الولا
إن تسل عن حسبي أو نسبي / فهما مدحي أباك المرسلا
صلتي عند لا أتركها / وكفاني صلة أن أصلا
أنت في عليا الذرى من أمة / رفعوا مُلكا وشادوا دولا
كلما سارت لأرض خيلهم / سبق العلم إليها الأَسلا
قسما بالقاع والثاوى به / وملاك غيبته كربلا
ما علمت المجد إلا مجدكم / قُصِر المجد عليكم والعلى
ورِث الناس نعيما باطلا / وورثتم وحى ربي المنزلا
دام للحج ولىٌّ منكم / يحرس البيت ويحمى السبلا
حبذا الساحة والظل الظليل
حبذا الساحة والظل الظليل / وثناء في فم الدار جميل
لم تزل تجزى به تحت الثرى / لجة المعروف والنيل الجزيل
صنع إسماعيل جلت يده / كل بنيان على الباني دليل
أتراها سُدَّة من بابه / فتحت للخير جيلا بعد جيل
ملعب الأيام إلا أنه / ليس حظ الجدّ منه بالقليل
شهد الناس بِها عائدة / وشجى الأجيال من فردى الهديل
وأئتنفنا في ذَراها دولة / ركنها السؤدد والمجد الأثيل
أينعت عصرا طويلا وأتت / دون أن نستأنف العصر الطويل
كم ضفرنا الغار في محرابها / وعقدناه لسباق أصيل
كم بدور ودّعت يوم النوى / وشموس شيعت يوم الرحيل
رب عرس مر للبر بها / ماج بالخيرِّ والسمح المنيل
ضحك الأيتام في ليلته / ومشى يستروح البرء العليل
والتقى البائس والنعمى به / وسعى المأوى لأبناء السبيل
ومن الأرض جديب وندٍ / ومن الدور جواد وبخيل
يا شبابا حنفاء ضمهم / منزل ليس بمذموم النزيل
يصرف الشبان عن وِرد القذى / وينحّيهم عن المرعى الوبيل
اذهبوا فيه وجيئوا إخوة / بعضهم خِدن لبعض وخليل
لا يضرنَّكم قلته / كل مولود وإن جل ضئيل
أرجفت في أمركم طائفة / تَبَعُ الظن عن الإنصاف ميل
اجعلوا الصبر لهم حيلتكم / قَلَّت الحيلة في قال وقيل
أيريدون بكم أن تجمعوا / رقة الدين إلى الخلق الهزيل
خلت الأرض من الهَدى ومن / مرشد للنشء بالهدى كفيل
فترى الأسرة فوضى وترى / نَشَأً عن سُنَّة البر يميل
لا تكونوا السيل جهما خشنا / كلما عب وكونوا السلسبيل
رب عين سمحة خاشعة / روت العشب ولم تنس النخيل
لا تماروا الناس فيما اعتقدوا / كل نفس بكتاب وسبيل
وإذا جئتم إلى ناديكم / فاطرحوا خلفكم العبء الثقيل
هذه ليلتكم في الأوبرا / ليلة القدر من الشهر النبيل
مهرجان طوَّف الهادى به / ومشى بين يديه جبرئيل
وتجلت أوجه زيَّنَها / غُرر من لمحة الخير تسيل
فكأن الليل بالفجر انجلى / أو كأن الدار في ظل الأصيل
أيها الأجواد لا نجزيكم / لذة الخير من الخير بديل
رجل الأمة يُرجى عنده / لجليل العمل العونُ الجليل
إن دارا حُطتموها بالندى / أخذت عهد الندى ألا تميل