القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 4
كن مع الله تَرَ الله معَكْ
كن مع الله تَرَ الله معَكْ / واترك الكل وحاذر طمعَكْ
والزم القنع بمن أنت له / في جميع الكون حتى يسعك
بالصفا عن كدر الحس فغب / واطرح الأغيار واترك خدعك
لا تموِّهْ بك واطلب منك ما / فرَّ من يوم بشأن ضيعك
نورك الله به كن مشرقاً / واحذر الأضداد تطفي شُمَعك
ثم ضع نفسك بالذل له / قبل أن النفس قهراً تَضَعَكْ
واعبد الله بكشف واصطبر / وعلى الكشف توقَّى جزعك
لا تقل لم يفتح الله ولا / تطلب الفتح وحرِّر ورعك
كيفما شاء فكن في يده / لك إن فرَّق أو إن جمعك
في الورى إن شاء خفضاً ذقته / وإذا شاء عليهم رفعك
وإذا ضرك لا نافع من / دونه والضر لا إن نفعك
وإذا أعطاك من يمنعه / ثم من يعطي إذا ما منعك
ليس يوقيك أذاه أحد / وإن استنصرت فيه شيَّعك
إنما أنت له عبد فكن / جاعلاً في القرب منه ولعك
فز بوصل إن تراه واصلاً / واقبل القطع إذا ما قطعك
كلما نابك أمر ثق به / واحترز للغير تشكو وجعك
لا تؤمل من سواه أملاً / إنما يسقيك من قد زرعك
ليت لو تشعر ماذا كنت من / قبل ما مولى الموالي اخترعك
كنت لا شيء وأصبحت به / خير شيء بشراً قد طبعك
تابعاً كن دائماً أنت ولا / تتمنى أنه لو تبعك
لمتى تبني كنيسات الهوى / كسِّر الصلبان واهجر بيعك
ودع التدبير في الأمر له / واصنع المعروف مع من صنعك
واحتفظ حرمة من يبصر إن / رمت فعلاً أو تنادي سَمِعَك
وهو الله الذي جل فيا / عقل خف من عدمٍ مبتدعك
كن به معتصماً واسلم له / لا تعاند فيه واهجر بدعك
هذه ملة طه خذ بها / لا تطع عنها قصوراً دفعك
إن قوما لم يروا
إن قوما لم يروا /
حالتي لما سروا /
وعظامي قد بروا /
ليت شعري هل دروا / أي قلب ملكوا
قد جرى لي ما جرى /
بعدهم بين الورى /
آه من لي لو أرى /
وفؤادي لو درى / أي شعب سلكوا
أنا صب مغرمُ /
واصطباري عدمُ /
وهم القوم هموا /
أتراهم سلموا / أم تراهم هلكوا
عنهم الرواي روى /
إنهم في المستوى /
ثم من فرط الجوى /
حار أرباب الهوى / في الهوى وارتكبوا
يا وجودي إنني الصورة لكْ
يا وجودي إنني الصورة لكْ / أنت قد صورتها وهي ملكْ
شهد الحق ولم يشهد سوى / أنه الشاهد سوَّى وملك
صورتي فعل له وهو الذي / صاغها من عدم رب الفلك
وكذا الأشياء طراً قل كذا / حكمها شرعاً لمن قد سألك
يا ابنة العزِّ إلى كم شغفي / أي يوم يعدم النور الحلك
وأنا تلك كما تلك أنا / وهما الواحد والإثنان لك
قلت لما هي قالت لي وقد / غلَّقت أبوابها لي هيت لك
ومعاذ الله قولي عندما / ظهرت لي غيرها خذ أملك
وبدا برهان ربي ظاهراً / واختفت أغياره عمن سلك
جل ربي وتعالى فز به / يا رفيقي وتدارك من هلك
هذه الغفلة نارٌ أوقدت / فاطفِها بالذكر واسبق أجلك
ربنا من لطفه لا يدركُ
ربنا من لطفه لا يدركُ / حار من وحَّده والمشركُ
أول الخلق له الروح وقل / نفس الرحمن عن أمر يَكُ
مثل لمح البصر الأمر بدت / روحنا عنه به تنسبك
فاعلموها علم ذوق تعرفوا / ربكم إن رمتمو أن تسلكوا
وابتدا كل كثيف هي من / لطف باريها كثيف درمك
ولهذا الروح لا تدركه / هل كثيف للطيف يدرك
إنما تشهده في فعلها / وهو فيها ظاهر مشتبك
جل عنها وتعالى عدم / في وجود قط لا يحتبك
صور يجلى بها خالقنا / فنراه جل من لا يترك
كل عقل عاجز بالطبع عن / دركه حاروا به والتبكوا
لن ينالوه بتقواهم وإن / زاد منهم صدقهم والنسك
يا أخا العرفان هذا قمر / في سماء الغيب هذا ملك
وهو ورح سابح في بحره / مثل ما يسبح فيه السمك
ثم عنه صدرت كل الورى / والسموات العلى والفلك
ونجوم سبحت في أفقها / ولها في كل آن حبك
والنهارات المضيئات التي / إن مضت تأتي الليالي الحلك
واختلاف الناس في أحوالهم / ناشئٌ عنها نجوا أو هلكوا
والعقول المستمدات بها / لاقتناص الغيب هنَّ الشبك
كل هذا واحد في نفسه / وكثير سالموا أو فتكوا
وهو روح وهو نور المصطفى / خلقوا منه فلا ترتبكوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025