المجموع : 4
كن مع الله تَرَ الله معَكْ
كن مع الله تَرَ الله معَكْ / واترك الكل وحاذر طمعَكْ
والزم القنع بمن أنت له / في جميع الكون حتى يسعك
بالصفا عن كدر الحس فغب / واطرح الأغيار واترك خدعك
لا تموِّهْ بك واطلب منك ما / فرَّ من يوم بشأن ضيعك
نورك الله به كن مشرقاً / واحذر الأضداد تطفي شُمَعك
ثم ضع نفسك بالذل له / قبل أن النفس قهراً تَضَعَكْ
واعبد الله بكشف واصطبر / وعلى الكشف توقَّى جزعك
لا تقل لم يفتح الله ولا / تطلب الفتح وحرِّر ورعك
كيفما شاء فكن في يده / لك إن فرَّق أو إن جمعك
في الورى إن شاء خفضاً ذقته / وإذا شاء عليهم رفعك
وإذا ضرك لا نافع من / دونه والضر لا إن نفعك
وإذا أعطاك من يمنعه / ثم من يعطي إذا ما منعك
ليس يوقيك أذاه أحد / وإن استنصرت فيه شيَّعك
إنما أنت له عبد فكن / جاعلاً في القرب منه ولعك
فز بوصل إن تراه واصلاً / واقبل القطع إذا ما قطعك
كلما نابك أمر ثق به / واحترز للغير تشكو وجعك
لا تؤمل من سواه أملاً / إنما يسقيك من قد زرعك
ليت لو تشعر ماذا كنت من / قبل ما مولى الموالي اخترعك
كنت لا شيء وأصبحت به / خير شيء بشراً قد طبعك
تابعاً كن دائماً أنت ولا / تتمنى أنه لو تبعك
لمتى تبني كنيسات الهوى / كسِّر الصلبان واهجر بيعك
ودع التدبير في الأمر له / واصنع المعروف مع من صنعك
واحتفظ حرمة من يبصر إن / رمت فعلاً أو تنادي سَمِعَك
وهو الله الذي جل فيا / عقل خف من عدمٍ مبتدعك
كن به معتصماً واسلم له / لا تعاند فيه واهجر بدعك
هذه ملة طه خذ بها / لا تطع عنها قصوراً دفعك
إن قوما لم يروا
إن قوما لم يروا /
حالتي لما سروا /
وعظامي قد بروا /
ليت شعري هل دروا / أي قلب ملكوا
قد جرى لي ما جرى /
بعدهم بين الورى /
آه من لي لو أرى /
وفؤادي لو درى / أي شعب سلكوا
أنا صب مغرمُ /
واصطباري عدمُ /
وهم القوم هموا /
أتراهم سلموا / أم تراهم هلكوا
عنهم الرواي روى /
إنهم في المستوى /
ثم من فرط الجوى /
حار أرباب الهوى / في الهوى وارتكبوا
يا وجودي إنني الصورة لكْ
يا وجودي إنني الصورة لكْ / أنت قد صورتها وهي ملكْ
شهد الحق ولم يشهد سوى / أنه الشاهد سوَّى وملك
صورتي فعل له وهو الذي / صاغها من عدم رب الفلك
وكذا الأشياء طراً قل كذا / حكمها شرعاً لمن قد سألك
يا ابنة العزِّ إلى كم شغفي / أي يوم يعدم النور الحلك
وأنا تلك كما تلك أنا / وهما الواحد والإثنان لك
قلت لما هي قالت لي وقد / غلَّقت أبوابها لي هيت لك
ومعاذ الله قولي عندما / ظهرت لي غيرها خذ أملك
وبدا برهان ربي ظاهراً / واختفت أغياره عمن سلك
جل ربي وتعالى فز به / يا رفيقي وتدارك من هلك
هذه الغفلة نارٌ أوقدت / فاطفِها بالذكر واسبق أجلك
ربنا من لطفه لا يدركُ
ربنا من لطفه لا يدركُ / حار من وحَّده والمشركُ
أول الخلق له الروح وقل / نفس الرحمن عن أمر يَكُ
مثل لمح البصر الأمر بدت / روحنا عنه به تنسبك
فاعلموها علم ذوق تعرفوا / ربكم إن رمتمو أن تسلكوا
وابتدا كل كثيف هي من / لطف باريها كثيف درمك
ولهذا الروح لا تدركه / هل كثيف للطيف يدرك
إنما تشهده في فعلها / وهو فيها ظاهر مشتبك
جل عنها وتعالى عدم / في وجود قط لا يحتبك
صور يجلى بها خالقنا / فنراه جل من لا يترك
كل عقل عاجز بالطبع عن / دركه حاروا به والتبكوا
لن ينالوه بتقواهم وإن / زاد منهم صدقهم والنسك
يا أخا العرفان هذا قمر / في سماء الغيب هذا ملك
وهو ورح سابح في بحره / مثل ما يسبح فيه السمك
ثم عنه صدرت كل الورى / والسموات العلى والفلك
ونجوم سبحت في أفقها / ولها في كل آن حبك
والنهارات المضيئات التي / إن مضت تأتي الليالي الحلك
واختلاف الناس في أحوالهم / ناشئٌ عنها نجوا أو هلكوا
والعقول المستمدات بها / لاقتناص الغيب هنَّ الشبك
كل هذا واحد في نفسه / وكثير سالموا أو فتكوا
وهو روح وهو نور المصطفى / خلقوا منه فلا ترتبكوا