المجموع : 4
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني / لستَ تدري عطش الروح إليكا
وحنيني في أنين غير فاني / للرَّدى أشربه من مقلتيكا
آه من ساعة بثٍّ وشجون / ولقاء لم يكن لي في حساب
وحديثٍ لم يدر لي في الظنون / يا طويلَ الهجر يا مُرَّ الغياب
حلّ يا ساحر صفوٌ وسلام / بعد فتك البين بالقلب الغريب
ودنا روضٌ وظلٌّ وغمام / بعد فتك النار بالعمر الجديب
مرَّت الساعة كالحلم السعيد / ومشت نشوتها مشي الرحيق
ذهبَ العمر وذا عمرٌ جديد / عشته من فمك الحلو الرقيق
مرّتِ الساعة والليل دنا / والهوى الصامت يغدو ويروح
وتلاشت واختفت أجسادنا / واعتنقنا في الدُّجى روحاً بروح
تسمع الشعر وشعري منك لك / وبالهامك أبدعتُ الرويّ
أنت يا معجزة الحسن ملك / كل لفظ منك شعرٌ قُدُسيّ
راجعتنا في جلال وسكوت / وتوالت صور الماضي الحزين
كيف يبلى يا حبيبي أو يموت / ما طبعناه على قلب السنين
كيف يفنى ما كتبناه بنار / وخططناه بسهد ودموع
يشهد الليل عليه والنهار / والشهيد المتواري في الضلوع
التقت أرواحنا في ساحةٍ / كغريبين استراحا من سَفر
وحططنا رحلنا في واحةٍ / زادُنا فيها الأماني والذكر
وتساءلت عن الماضي وهل / حسنت دنياي في غير ظلالك
يا حبيبي أين أمضي من خجل / وفؤادي أين يمضي من سؤالك
شدّ ما يخجلني جهد المُقِل / مِن شبابٍ ضاع أو من نور عينِ
يتمشى السقم في قلب الأجل / وأراني لك ما وفّيتُ دَيني
أنا شاديك ولحني لك وحدك / فاقضِ ما ترضاه في يومي وأمسي
درجَ الدهرُ وما أذكر بعدك / غير أيامك يا توأم نفسي
وأنا الطائرُ قلبي ما صبا / لسوى غصنك والوكر القديم
ما تبدّلنا ولا حال الصّبا / والهوى الطاهر والودّ الكريم
لم تَزَل ذكراه من بالي وبالك / كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباه
قد صحت عيني على فجرِ جمالك / كيف يُنسى الفجرُ يا فجر الحياه
أبعث الآن اعتذاري وأنا
أبعث الآن اعتذاري وأنا / حاضر بالقلب والروح معك
لك ظل مقتفٍ في خاطِري / حيثما سرت مضى فاتبعك
أنا لا أومن بالبعد ولا / أحسب المقدور مني نزعك
أنت لا تبرح عيني فلذا / لا تراني اليوم فيمن ودّعك
لا تقل عندَ رحيلك
لا تقل عندَ رحيلك / أسعدَ اللهُ مساءَك
أيُّ سعدٍ لخليلِك / شيَّعَ الروحَ وراءَك
إِن تُقِم عندي ظلامي / يستَحِل ليلِي ضياء
منكَ لو كانت تباع / أشتريهَا بالحياه
أنا أهواكَ وإن لم
أنا أهواكَ وإن لم / تقضِ لي يوماً ديونَك
لا أبالِي خُنتَني أم / غيَّرَ البعدُ يمينَك
أيها الطائرُ عنّي / طرتَ عمَّن لن يخونك
كلَّما عدت ترى القي / د وتلقاني سجينَك
فاسأَلِ الأيامَ هل قد / ضنَّتِ الأيامُ دونَك
كم مَحاني السقمُ والهج / رُ ولم أمح ظنونَك
صاحَ جرحي بك صدِّق / أيها الرامي طعينَك
عندَما استرحمتُ كفي / كَ وقبَّلتُ عيونَك