الزّمان سعيد مواتي
الزّمان سعيد مواتي / والحبيب حلو رشيّق
والرّبيع بساطه أخضر / والشّراب أصفر مروّق
والنّسيم سحر تنفّس / عن عبير أو مسك إِذْفر
والغصون تخال ندامى / من سلاف الغيم تسكر
والغدير يمدّ معصم / ينجلي فِي نقش أخضر
والهزار يعمل طرايق / فِي الغنا مزموم ومطلق
هات يا ساقي الحميّا / إنَّ نجم اللّيل غرّب
من يكون البدر ساقيه / كيف لا يشرب ويطرب
أنت والأوتار والكاس / للهموم دوا مجرّب
لا تخاف الصبح يهجم / دع يجي ويركب أبلق
ذا قبس أخي فِي يدّك / أو فصوص ياقوت أحمر
لا تقرّبها لخدّك / تشتعل بالنار وتسكر
خجلت من نور وجهك / إِذْا رأت أجل منظر
والحباب باهت لثغرك / من حياه يعوم ويغرق
ذا الميلح فِي الجنّة سيدو / وأنا مسكين فِي جهنّم
آه عَلى قبلة فِي جيدو / وأخرى فِي ذاك الفميّم
لو ترى حمرة خدودُ / وعذاره النمنم
كان ترى ثوب أطلس أحمر / معدني بأخضر معتّق
يا نديم اسمع نصيحا / لا تنام ما دمت تمكن
الصباح ومثله فِي الكاس / ما ترى ما أبهج وما أحسن
والشقيق حمرا فِي صفرا / كأنه رايات شاه ارمن
ملك تخال جماله / ما خلق وليس يخلق
الكرم والعفه والباس / عندك أبا الفتح موسى
الأسد إِذْا تنمر / والعدو يخال فريسا
لم يدع فِي الدنيا يذكر / لا صليب ولا كنيسا
وكسا الإسلام جلاله / إن ذا أسعد موفق
ورشيقة المعاطف / رأتو بين السناجق
والغبار تخال غمائم / والسيوف تخال بوارق
وسنا جبينه يرمي / بشعاع عَلى الخلائق
زعقت حرام زوجي / والنبي غدا نطلق