اِمنَحيني يا نُجومُ الأَلَقا
اِمنَحيني يا نُجومُ الأَلَقا / وَهَبيني يا زُهورُ العَبَقا
أَبعَثُ الشِعرَ إِلى الدُنيا هَوى / وَضِياءً وَغِناءً شَيِّقا
فَإِذا خامَرَ نَفساً طَرِبَت / وَإِذا لامَسَ قَلباً خَفَقا
وَإِذا يُتلى لِمُشتاقٍ سَلا / وَإِذا يُروى لِباكٍ صَفَّقا
فَمِنَ الشِعرِ لِقَومٍ حِكمَةٌ / وَمِنَ الشِعرِ لِأَقوامٍ رُقى
أَنا لا أَستَعذِبُ الشِعرَ إِذا / لَم أَجِدهُ رَوضَةً أَو أُفُقا
حَبَّذا لَيلَتَنا مِن لَيلَةٍ / يُكرَمُ الأَحرارُ حُرّاً لَبِقا
شاعِرٌ ما أَن جَرى في حَلبَةٍ / أَبَداً إِلّا وَكانَ الأَسبَقا
كاتِبٌ لا بَل سَحابٌ هَتِنٌ / كَم رَوى الأَرواحَ خَمراً وَسَقى
قُل لِمَن حاوَلَ أَن يَلحَقَهُ / إِنَّ هَذا عارِضٌ لَن يُلحَقا
قَلَمٌ يَهمي عَلى أُمَّتِهِ / رَحمَةً إِذ تُمطِرُ الدُنيا شَقا
وَإِذا ما أوذِيَت أَو ظُلِمَت / أَمطَرَ الدُنيا شَواظاً مُحرِقا
وَدَوَت زَعَقاتُهُ كَاِبنِ الشَرى / ريعَ في عِرّيسِهِ أَو ضويِقا
هُوَ لِلحَقِّ إِلى أَن يَنجَلي / وَعَلى الباطِلِ حَتّى يُزهَقا
أَنفَقَ العُمرَ عَلى خِدمَتِها / آهٍ ما أَغلى الَّذي قَد أَنفَقا
قُل لِمَن أَرجَفَ كَي يُقلِقُهُ / في حِماهُ إِنَّهُ لَن يَقلَقا
وَلِمَن حاوَلَ أَن يُغضِبَهُ / إِنَّهُ أَعَلى وَأَسمى خُلُقا
أَأَميرٌ تَتَّقيهِ دَولَةٌ / يَتَوَقّى كاشِحاً مُختَلَقا
وَهوَ مِثلُ الشَمسِ لَن يَبلِغَها / صاعِدٌ مَهَما تَعالى وَاِرتَقى
إِنَّ يوبيلَكَ يُبيلُ النُهى / هَنَّأَت بَغدادُ فيهِ جُلَّقا