المجموع : 4
نحن أهل الشام سوط الله في
نحن أهل الشام سوط الله في / أرضه طبق الحديث الأشراف
وبنا ممن يشا ينتقم ال / له أمر ظاهر لا يختفي
والذي نافقنا ليس على / من بنا آمن بالمشترف
ليس منا كل من في أرضنا / من سوى العارف والمعترف
مثل خير الناس قرني قد أتى / في حديث ثابت مؤتلف
ومراد المصطفى أتباعُهُ / بالهدى من كل شهم مقتفي
مع أن القرن للكل حوى / من ذوي الكفر وأهل الشرف
وكذا هذا فنحن الغربا / بين أهلينا نجوم السُدَف
نحن يا من صرت مبلواً بنا / نهر طالوت فلا تغترف
قد تركنا سيرة الناس ولم / نتبع غير أمور السلف
ديننا الإسلام لله بلا / وقفة في أمرنا لا تقف
ثم صرنا لسهام من ذوي ال / نفس والتدبير مثل الهدف
إن ترد فانظر إلى واحدنا / درة من ثوبه في صدف
كلما مر بقوم عبثوا / منه بالحال الشريف الأنف
وهو في غيظ وفي فرط أذى / دائماً منه لقبح النطف
ليس هذا عبثاً قف واستمع / حكمة مني بها الجهل نفي
انتقام الله ممن شاء ذا / برجال الله أهل الغرف
أسلموا حتى غدوا في يده / كسياط لينات الطرف
يضرب الله بهم من شاءه / من عباد للهوى والسرف
فاحترز إن شئت أو شئت فلا / وتهيأ للأسى والأسف
هم أولوا الجدب رجال سقطوا / في يد الله على السر الخفي
نحن إخوان النبي المصطفى
نحن إخوان النبي المصطفى / ود لو كان رآنا وكفى
وهم الأصحاب كانوا قبلنا / جاء هذا في حديث يقتفى
وانقضت أصحابه وانقطعوا / وبقينا نحن إخوان الصفا
حبنا من حبه مكتسب / ومع البعد به البعد انتفى
وهو يشتاق ونشتاق كما / يشتكي نشكو تباريح الجفا
وإذا ود وددنا مثله / وهو أمر جل عن أن يوصفا
إن في الإخوان في الحكم يداً / تقتضي منه عهوداً ووفا
وهو أيضا نسب متصل / وحدة الروح مقام الخُلَفا
وإذا الصحبة في الظاهر قد / عظمت فضلاً وزادت شرفا
نسبة الإخوان في الباطن لا / تقتضي إلا الجوى والشغفا
شرطوا الرؤية بالعين فمن / نالها منه فبالجسم اكتفى
وشرطنا الذات للذات ترى / رؤية التحقيق من غير خفا
فاعرفوا بالفرق ما بينهما / فاز بالإحسان من قد عرفا
انظر الكل لطيفا
انظر الكل لطيفا / لا ترى شيئا كثيفا
إنما الكل معاني / فخبيثاً وشريفا
صبغة الله الذي قد / شرع الدين حنيفا
لا ترى من دونه في / خلقه شيئاً مخيفا
واكشف الستر مقاماً / في ذرى القرب منيفا
وعن الأكوان طراً / كن بمولاك عفيفا
هو حق وسواه / باطل جاء لفيفا
ووجود مطلق عن / قيده شف شفيفا
جعل الكامل منا / عنه في الأرض خليفا
كل شيء في يديه / كله صار الوريفا
لم يزل منه قوياً / ومن النفس ضعيفا
فإذا أمحل قطر / حله أصبح ريفا
حيث كاس الحق تجلى / وشراب الغير عيفا
منيتي في مستواها / تبعث الروح هفيفا
ولأقلام التجلي / سمعت أذني صريفا
هي ذات الخال فيها / لم تجد إلا لهيفا
أنزلت قولاً ثقيلاً / جعل الكون خفيفا
جذبتني بالمجالي / نحوها جذباً عنيفا
وأقامتني إماماً / بين قومي وعريفا
وبها صرت بصيراً / بعد ما كنت كفيفا
وبأنواع كمال / منحت عقلي السخيفا
فأنا اليوم بها في / أهلها قمت وصيفا
شرفي يا شرفي يا شرفي
شرفي يا شرفي يا شرفي / وجه من أهواه قد أشرق في
قلبي المضني به طلعته / فتنتني بالبها والهيف
غصن بان ينثني مرحاً / قد رماني في بحار التلف
لورآه البدر ما بان ولو / سمع الظبي به لم يقف
ينجلي في كل شيء عندنا / فنراه في القبا المنكشف
لبس الصورة يختال بها / بيننا حاوي البها والترف
قد تسمَّى لي بأسماء الورى / وبكل اسم له مختلف
عطفه الغصن وقلبي طائر / همزة ساكنة في الألف
هو حق وسواه باطل / مثل ما قال لنا في الصحف
فاشهد اشهد إن تكن ذا بصرٍ / وإذا لم تك كن في الطرف
وادخل الحضرة إن كنت فتىً / أو من الحضرة فاخرج وانتف
ملأ الكون تعالى ربنا / بوجود ظاهر وهو خفي
أنت روح نفخت في أمره / درة من جسمها في صدف
آه من جهلك بالله ومن / قلبك المنقلب المنحرف
أفلا تذكر أياماً مضت / أنت فيها لم تكن يا منتفي
كن كما كنت قديماً فانياً / واعرف الحق به واعترف