لستُ أنسى الرَّكب بنا
لستُ أنسى الرَّكب بنا / بَعد وادي المُنحنى في لَعْلَعِ
وعلى أَرسُم ربعٍ دارسٍ / نفَّسَ الوجدُ وعاءَ الأَدمع
أَربُعٌ للَّهو كانت ملعباً / ثمَّ كانت بعد حينٍ مصرعي
كانَ للعين بقايا أَدْمُعٍ / فأَراقَتْها بتلك الأَربُع
أترى عيشاً لنا في رامةٍ / راجعاً يوماً وهل من مرجع
كانَ من ريق الحميَّا موردي / وبأَزهار الغواني مرتعي
وبأحباب مضى عهدي بهم / وبهم وَجْدي وفيهم ولعي
ولقد أَصْبَحْتُ من بعدهمُ / قانعاً منهم بما لم أَقنع
كلَّما أَذكرهم لي أَنَّةٌ / عن فؤادٍ مستهامٍ موجع
يستريب الواشي منه عبرة / أَظْهَرَتْ ما أَضْمَرَتْهُ أضلعي
وادَّعى أنِّي شجٍ مستغرمٍ / صَدَق الواشون فيما تدَّعي
هاجَتِ الوَرقاءُ وجداً كامناً / في فؤادي وأثارت جزعي
ليت في عينيك ما في أعيني / ورأت عيناك فيض الأَدمع
إنْ بكيتُ الإِلْف أثناه النوى / فابكي يا أيّتها الوُرق معي