المجموع : 22
اِترُكِ التَقصيرَ في الشُر
اِترُكِ التَقصيرَ في الشُر / بِ وَخُذها بِنَشاطِ
مِن كُمَيتٍ كَسَنى البَر / قِ أَضاءَت في البَواطي
لِم وَعَفوُ اللَهِ مَبذو / لٌ غَداً عِندَ الصِراطِ
خُلِقَ الغُفرانُ إِلّا / لِاِمرِئٍ في الناسِ خاطي
كَسَرَ الحِبُّ نَشاطي
كَسَرَ الحِبُّ نَشاطي / وَلَقَد كُنتُ نَشيطا
جاءَني عَنهُ كَلامٌ / زادَني فيهِ قُنوطا
واضَياعاهُ أَمِثلي / يُرتَجى مِنهُ خَليطا
قُلتَ لا أَقرَبُ إِلّا / آلَ عَمروٍ أَو لَقيطا
كَم رَأَينا عَرَبِيّا / تٍ يُواصِلنَ نَبيطا
لَو أَرَدتَ الوَصلَ لَم تَج / لِب مِنَ الفَخرِ شُروطا
شَرطِ الإِنصافُ لَو قيلَ اشتَرِت
شَرطِ الإِنصافُ لَو قيلَ اشتَرِت / وَعَدوّي مَن إِذا قالَ قَسَط
أَدَعُ الفَضلَ فَلا أَطلُبُهُ / حَسبيَ العَدلُ مِن الناسِ فَقَط
وَسَطُ الإِخوانِ لا يَدخُلُ لي / في حِسابٍ وَأَخو الدونِ الوَسَط
وَالمُعَنّى مَن تَمَنّى خالياً / نَقلَ أَخلاقيَ مِن بَعدِ الشَمَط
أَيُّها الحُرُ الَّذي شيمَتُهُ / صِحَّةُ الرَأيِ إِذا الرَأيُ اِختَلَط
شَطَطٌ أَعوَجُ ما كَلَّفتَني / وَمِنَ الجَورِ تَكاليفُ الشَطَط
لَيسَ لي عَتبٌ عَلى حادِثَةٍ / هَبنِيَ النَجمُ عَلا ثُمَّ هَبَط
لَستُ بِالمَرءِ إِذا أَسقَطتَهُ / مِن عِدادٍ في مُرَجّيكَ سَقَط
عادَةُ الأَيامِ عِندي غَضَّةٌ / خُلَّةٌ تَصدِفُ أَو دارٌ تَشُطّ
رابَ دَهرٌ وَسَطا
رابَ دَهرٌ وَسَطا / وَنَأى وَأَفرَطا
لا كَما كُنتَ تَرى / بَهِجاً مُغتَبِطا
وَلَقَد أَرضى وَلا / مِثلَ شَيبي سَخَطا
أَنبَتَ الدَهرُ لَنا / كُلَّ شَيءٍ فَرَطا
وَلَقَد أَعدو عَلى / قارِحٍ رَحبِ الخُطا
مُقبِلٍ في دُهمَةٍ / بِبَياضٍ قُمِطا
ناظِرٍ في غُرَّةٍ / حَشَّها وَاِشتَرَطا
مُشعَلِ المَيعَةِ جَوّا / لٍ إِذا ما رُبِطا
وَإِذا سارَ رَمى / بِيَدَيهِ القُمُطا
كَغَزالٍ فاتَهُ / فَرعُ غُصنٍ فَعَطا
وَكَأَنَّ لَحيَهُ / مُفتِحاتٌ سَفَطا
فَوَطِئنا عازِباً / قَد حَلا وَشَمَطا
نَشَرَت فيهِ أَها / ضيبُ الرَبيعِ نَمَطا
وَضَمَمنَ وَشيَهُ / وَإِقتَسَمنَ خُطَطا
فَكَأَنَّ نورَهُ / نَبذُ شَيبٍ وَخَطا
رَفَعَت فيهِ الضُحى / لِلطُيورِ لَغَطا
آمِناً وَحشِيُّهُ / إِن عَلا أَو هَبَطا
تارِكاً بِرِجلِهِ / كُلَّ أَرضٍ خَبَطا
أَيُّها العابِثُ بي / سَرَفاً وَغَلَطا
هَل يَروعُ يازِياً / رُزءُ أَفراخِ القَطا
ما عَلى مُقتَنِصٍ / أَيُّ عَيرٍ ضَرَطا
نَبَّهَت سارِيَةٌ / أُفعُواناً أَرقَطا
ضارِياً مُفتَرِساً / وَعَلَيَّ سَقَطا
قُنَّعَ الرَأسُ مَشيباً
قُنَّعَ الرَأسُ مَشيباً / وَاِكتَسى لَونَ الشَمَط
لا أَرى فيهِ سَواداً / غَيرَ أَسنانِ المُشُط
لَوَتِ السِتّونَ عودي
لَوَتِ السِتّونَ عودي / وَحَنا الدَهرُ شَطاطي
فَمَتى أُلفى بِحَظٍّ / ذا سُرورٍ وَاِغتِباطِ
وَعُلُوُّ السِنِّ قَد كَس / سَرَ بِالشَيبِ نَشاطي
كَيفَ سَمَّوهُ عُلُوّاً / وَهوَ أَخذٌ في اِنحِطاطِ
يا عَلِيُّ يَومُنا أَو
يا عَلِيُّ يَومُنا أَو / وَلُ يَومٍ مِن شُباطِ
فَاِعكِفِ اليَومَ عَلى الرا / حِ تُعاطى وَتُعاطي
لا تَرُعَنا بِتَوانٍ / فيهِ عَنّا وَتَباطِ
أَنا في مَجلِسِ لَهوٍ / وَسُرورٍ وَاِنبِساطِ
نازِلٌ مِن نَهرِ عيسى / بَينَ دولابٍ وَراطِ
قُبَّتي الغَيمُ وَأَزها / رُ الرِياحينِ بَساطي
حَلِيَت أَوراقُها بَينَ / جِعادِ وَسِباطِ
بِشُنوفٍ نَظَمَ الطَلُّ / عَليها وَقِراطِ
وَقُدودِ السَروِ في / خَصرِ مُلاءٍ وَرِياطِ
كَجَوارٍ قُمنَ في ال / خِدمَةِ مِن حَولِ السِماطِ
وَالهَوا وَالماءُ في وَص / فَي فُتورٍ وَنَشاطِ
وَنَديمٍ مِن شُيوخِ ال / كَرخِ مَحلولِ الرِباطِ
لا يُرى وَهُوَ صَحيحُ ال / رَأيِ مَكسورَ النَشاطِ
حَنَّكَتهُ أُمُّهُ بِال / خَمرِ طِفلاً في القِماطِ
فَهوَ شَيخٌ يَتَعاطى / شُربَها أَيَّ تَعاطي
ما عَليها أَيُّها الناصِحُ / خَمرِ إِلّا كُلُّ خاطي
وغُلامٍ مِن بَني الأَص / فَرِ كَالثَوبِ القُباطي
رِدفُهُ عالٍ وَلَكِن / خَصرُهُ الناحِلُ لاطي
حُبُّهُ قَد نيطَ مِن / حَبَّةِ قَلبي بِالنِياطِ
قابِلٍ حُكمي عَلى كَث / رَةِ سومي وَاِشتِطاطي
فَهُوَ مَخلوقٌ عَلى وَف / قِ اِقتِراحي وَاِشتِراطي
بَينَ طاساتٍ كِبارِ / مُترَعاتٍ وَبَواطي
وَأَباريقٍ كَأَجيادِ / مَها السِربِ العَواطي
وَضَجيجٍ كَهَديرِ ال / طَيرِ حَولي وَاِختِلاطِ
وَرَذاذٍ نَحنُ مِنهُ / في نَثارِ وَلِقاطِ
فَمَتى وافَيتَني / تَمَّ سُروري وَاِغتِباطي
وَاِنخَرَطنا بِكَ في سِل / كِ الهَوى أَيَّ اِنخِراطِ
ما لِذا الداني إِلى القَلبِ شَحَط
ما لِذا الداني إِلى القَلبِ شَحَط / وَغَريمِ الحُبِّ بِالدَينِ أَلَطّ
ظالِمٌ قُلِّدَ أَحكامَ الهَوى / طالَما جارَ عَلينا وَقَسَط
نَسخَطُ الشَيءَ وَنَرضاهُ إِذا / لَم تَرَ العُتبى عَلى طولِ السَخَط
كُلَّ يَومٍ لي خَصيمٌ ضالِعٌ / وَالمَقاديرُ لَها حُكمُ شَطَط
عَجِبَت أَن عادَ شَغباً مَنطِقي / كُلُّ ذي حِلمٍ إِذا ضيمَ لَغَط
وَرَأَت وَخطَ بَياضٍ طارِقٍ / وَخَطَ التَهمامُ قَلبي فَوُخِط
ما لَها تُنكِرُ مَع هَذا الشَجى / وَقَعاتِ الشَيبِ بِالجَعدِ القَطَط
وَأَرى عودي عَلى صَمّائِهِ / أَنَّ مِن غَمزِ اللَيالي وَنَحَط
موقَراً يَحبِسُني عَن غايَتي / لا المَدى يُطوى وَلا العِبءُ يُحَطّ
إِنَّ قَومي صَدَّعَتهُم نَوبَةٌ / شِقَقَ البُردِ اليَمانِيِّ يُعَطّ
خِلتُهُم وَالخَطبُ يَعتامُهُمُ / شَجَرَ الوادي اليَمانيَّ يُعَط
وَكَما خايَلَ يَوماً عاقِرٌ / كُلَّما ثارَت لَهُ البُدنُ غَبَط
تَبِعوا أَمرَ المَقاديرِ فَهُم / قاطِنٌ يَظعَنُ أَو دانٍ يَشُطّ
فُلُّ أَحداثٍ رَمى الدَهرُ بِهِم / فَهُمُ في رُقَعِ الدَهرِ نُقَط
ذاقَهُم مُستَحلِياً أَرواحَهُم / وَرَأى المَضغَ طَويلاً فَاِستَرَطَ
يَصطَفي كُلَّ كَريمٍ مِنهُمُ / وَإِذا اِستُكرِمَ ذو العَقبِ رَبَط
وَبَواقٍ غَيرُ باقينَ وَكَم / يَلبَثُ القارِبُ مِن بَعدِ الفَرَط
كَم طَوى المَوتُ لَهُم مِن بَهمَةٍ / خائِضِ الغَمرَةِ فَرّاجِ الضَغَط
وَجَوادٍ مُتعِبٍ مِضمارُهُ / كُلَّما لَزَّت بِهِ الخَيلُ مَعَط
سَلهُمُ أَو فَسَلِ الرَوعَ بِهِم / يَومَ خِدرُ الشَمسِ بِالنَقعِ يُلَطّ
يُبصِرُ الناسُ عَلى أَيديهِمُ / قَصَبَ الأَعناقِ بِالبيضِ يُقَطّ
أَقبَلوا الأَعداءَ مُلتَفَّ القَنا / بَينَ مَعروضٍ وَمَجرورٍ يُحَطّ
تُحسَبُ الأَرماحُ مِن قَعقاعِها / شَجَراً لِلطَيرِ فيهِنَّ لَغَط
وَمَواضٍ تُنشَرُ الهامُ لَهُم / هَبَّةَ العاصِفِ تَرمي بِالخَبَط
فارَقونا فَبَقينا بَعدَهُم / كَالرَذايا وُضِعَت عَنها الغُبُط
في ذُنابى مَعشَرٍ جيرانُهُم / مُضَغٌ لِلخَطبِ يَغدو أَو لُقَط
لَيسَ بِالراضي إِذا نَبَّهَهُم / طارِقُ اللَيلِ وَلا بِالمُغتَبِط
صُوَرٌ رائِعَةٌ لا يُرتَجى / نَفعُها مِثلُ تَهاويلِ النَمَط
شَمَخوا أَن حَلَّقَ الجَدُّ بِهِم / غَلِطَ الدَهرُ وَكَم يَبقى الغَلَط
كَسَلُ الأَيّامِ عَنهُم غَرَّهُم / رُبَّما جاءَ زَمانٌ قَد نَشَط
كُلُّ مَخنوقٍ عَلى جِرَّتِهِ / خَلَطَ العَجزَ بِشَوكٍ فَاِختَلَط
إِن رَأى المَغرَمَ طاطا وَلَهُ / حاجِبٌ مِن حافِزِ اللُئمِ يُمَطّ
أَهمَلَ العِرضَ عَلى عِلمٍ بِهِ / وَرَعى لَمّا رَعى المالَ فَقَط
طَمَعٌ وَرَّطَني في حَبلِهِم / وَيُصادُ الطَيرُ مِن حَيثُ لُقِط
كُنتُ أَرجوهُم ثِماراً تُجتَنى / فَهُمُ اليَومَ قَتادُ يُختَرَط
مَن عَذيري مِن رَصيدٍ كَيدُهُ / راشَ ما راشَ طَويلاً وَمَرَط
جامِعٌ لي بَينَ فَخرٍ وَأَذىً / رُبَّما بَرَّحَ بِالأُذنِ القُرُط
حَمَلَ الثُقلَ عَلى ذي غارِبٍ / كُلَّما عَجَّ مِنَ الحَملِ ضَغَط
أَتَّقى الرَميَ وَلَو شِئتُ مَضى / كُلُّ مَطرورٍ إِذا صَمَّمَ عَطّ
وَإِذا كَشَّفتُ ما يُرمِضُني / مِن مَضيضِ الداءِ قالَ الحِلمُ غَطّ
كُلَّ يَومٍ رَحِمٌ مَنبوذَةٌ / كَرُؤومِ البَوِّ عَضباءَ تَشِط
مَطرَحَ الشَنَّةِ قَد أَيبَسَها / قِدَمُ العَهدِ بِعامِيِّ الأَقَط
يَسأَلُ البُقيا وَقَد أَحمَيتُهُ / ميسَماً لَو مَرَّ بِالطَودِ غَلَط
صَدَّقَ الواشينَ فيما زَعَموا / فَنَأى بِالوُدِّ عَنّي وَشَحَط
لا أَرى الجِنَّ وَأَفّاكاً بِهِ / في دُجى اللَيلِ وَلا الوَحيُ هَبَط
نَفثَةٌ مِن واغِرٍ جَمجَمَها / فيكَ لَولا اللَهُ وَالحِلمُ قَنَط
ذهَبَ الحبُّ فما أشقى الفَتى
ذهَبَ الحبُّ فما أشقى الفَتى / بنَعيمٍ قد طواهُ الدَّهرُ طي
علَّلَ النَّفسَ بآمالٍ فلم / يكُ إِلا مثلَ أحلامٍ الكري
زالَ كالنُّورِ وما زلتُ لهُ / ذاكراً والذكرُ إحدى شقوَتي
بعتُ بالمجدِ غراماً بعدهُ / راحتي قد أفلتَت من راحَتي
عندما كسَّرتُ حبِّي آملاً / أن أراني خالصاً من أسر مَي
معهُ كسَّرتُ قلباً ضمَّهُ / فأنا الكاسِرُ قلبي بيَدَي
كم إِلى تَضحيةٍ أحملُهُ / فأراهُ دامياً في جانِحي
آهِ وا لهفي على حُبِّي ويا / طولَ وَجدي بعدَ أيّامِ الحمي
لن أراها وتراني باسماً / وأنا في صَبوةِ الحبِّ صُبَي
ليتَ أنفاسَ الصَّبا تُحيي الصِّبا / وتُحَيّي ميِّتاً في جسمِ حَي
جاهلاً فارَقتُ حيّاً آهلاً / بأحبّائي فلم آنس بحَي
فتعالَ الآنَ نبكي ماضياً / وإذا ما لاحَ طيفُ الحُسنِ حَي
أكبرُ الأشياءِ لم أرضَ بها / وتراني أرتضي أصغرَ شي
كم فتًى خَيرَ صديقٍ خِلتُهُ / فغدا شرَّ عدوٍّ للأذي
وفتاةٍ أنكَرتني بعدما / عَطَفَت بسَّامةَ الثَّغرِ عَلي
هذه الدنيا فلا إخلاص من / أهلها يرجى وحسن الظن غي
كُن رفيقاً لي رفيقاً بي فقد / شاقني رفقُ شقيٍّ بشُقي
وتجلّد وتشجَّع فالعدى / حَولنا والوطرُ الأعلى لدَي
أنتَ مِثلي وأنا مثلُكَ في / حالةٍ يَرضى بها الشَّهمُ الرضي
عربيَّينِ وُلِدنا فَلنا / شرفٌ من نسبٍ فوقَ السُّهي
كم تَصبَّتنا أحاديثُ العُلى / فتبسَّمنا لآتينا البهي
قُل لإخوانِ صفاءٍ أقبلوا / نحنُ عشّاقُ جمالٍ وعُلي
حقرت أرواحُنا أشباحَنا / فهزأنا بالرَّزايا والردي
وطمِعنا بخلودٍ فَغَدا / حظُّنا البؤسى ونعمانا كفي
إننا كبراً ترَكنا فانياً / وتبِعنا باقياً بينَ الوري
نحنُ عصفورانِ نشتاقُ الصَّبا / والشَّذا والنورَ في الجوّ الصفي
فترنَّم وافتحَن قلبكَ لي / لكَ أفتَح صادقاً قلبي الدمي
عند تطريبِكَ أشعاري غدَت / تستَميلُ الملأ الأعلى إلي
ولدى رسمِكَ لي رُوحي بدَت / في أساريري وأذكت مُقلتي
بينَ تصويرٍ وتنغيمٍ أرى / بَهجةَ الخلد ولذَّاتِ الهوَي
فلكَ الخَيرُ بما زوَّدتني / من جمالٍ شاقَ أو لحنٍ شجيّ
في يَدَيكَ الفنُّ فاشٍ سرُّهُ / مِنه مَتِّع نظري أو مِسمَعي
لكَ تصويرٌ وتلحينٌ ولي / نغَمٌ فالفنُّ إحدى نسبَتي
وعلى الأوراقِ والأوتارِ قد / شاقَني الحسنُ وأجرى عبرتي
عَشقَت روحَكَ روحي فهُما / بامتِزاجٍ كنسيمٍ وشذي
إنما الروحانِ أُختانِ لدَى / نسَب الحبّ فأدعوك أُخي
حَفِلَ الشارعُ والجمعُ لغَطْ
حَفِلَ الشارعُ والجمعُ لغَطْ / وتلاقى فيهِ موجاً واختلطْ
وغوانيهِ يُنَثِّرنَ الهوى / من عيونٍ قتَلتني بالغلط
سقطت ألحاظُها مُغريةً / كنثارٍ فوقَ أشراكٍ سَقط
قلتُ والقلبُ عليها حائمٌ / مثلَ عصفورٍ من الحَبِّ التقَط
ليتَ لي من كلِّ خدٍّ قبلةً / قبلةً من كلِّ خدٍّ لي فقَط
رُبَّما نعقُدُ صلحاً هكذا / هكذا ماتمَّ عقدُ الصلحِ قط
أغلاءٌ وبلاءٌ
أغلاءٌ وبلاءٌ / وبريديٌّ ضرُوطُ
وأعادٍ قد أحاطوا / لحق الناسَ القُنوطُ
تَخِذُ الأمةُ وهباً / عجباً أن قال طوطُ
كيف لا يضرطُ ألفاً / واستُهُ الدهرَ تلوطُ
حادثٌ يا آل وهب / فيه للقدرِ سُقوطُ
فُضِحتْ تلك البلاغا / تُ وهاتيكَ الخُطوطُ
بكَرتْ هِيما تحِلُّ الرُّبُطا
بكَرتْ هِيما تحِلُّ الرُّبُطا / تملِكُ الماءَ على سربِ القطا
تحسَب الأخفافَ في أجنحةٍ / طرنَ والجرجارَ منها اللغَطا
كلّ هوجاء ترى في حبلها / من أبانٍ منكباً منخرِطا
تصف المعقولَ منها مارداً / غُلَّ والناشطَ سهماً مَرَطا
ما رأت جزْعَ أشيٍّ خُوصُها / فرأت كفٌّ لعُنْقٍ مَضبَطا
ظمأ لا يتبغِّين له / مُشتَكىً إلا وسيعاتِ الخُطا
فانهَ يا حابَسها فضلَ العصا / إنما تأمر أمراً شطَطا
وعلى الماء الذي جئت له / كلّ جمِّ الأخذ منزورِ العطا
يمنع الرشفةَ لا ترزأهُ / ويفرّي باللحاظ النَبطا
بارد الريق إذا مرَّ سقى / مرهف الجفن إذا همّ سطا
يا فروع البان من وادي الغضا / زادكنّ اللّه بي مختبطا
أجتني حيث اجتنَى الظبيُ العِرا / قيّ أو أعطى المنى حيثُ عَطا
وسقى الدمعُ وإلا فالحيا / ذلك الملعبَ والمختلطا
آهِ كم فيكنّ لي من نظرةٍ / قتلتْ عمداً وكانت غلطا
وفؤادٍ أبداً أرمي به / لعيونٍ تستقلُّ اللُّقطا
ومَقيلٍ فرَشَ اللهوُ به / فوقكنّ الأُزْرَ لي والرَّيَطا
زمن ليت المنى تَرجِعُهُ / لو بِلَيتٍ رُدَّ عيشٌ فَرَطا
كل يوم أتمنَّى وطراً / لم أكن أمسِ به مغتبطا
أشتكي الآتي إلى الماضي ولا / يعدَم الأقربُ لي ما شحطا
قل لبيضاءَ توسّعتْ بها / قد تلثَّمتُكِ صِلّاً أرقطا
إنما كنتِ حساماً حُطّ في / مَفرِقي واسمكِ شيبٌ وخَطَا
أنكر الطُّراقُ منه قبساً / أعلق النارَ به من سَلَطا
وتواصت رسلُ الألحاظِ من / قبل أن تبلغَه أن يسقطا
قمتُ في نادي الهوى أندبُه / شَعَراً صار برغمي شَمَطا
ولئن هان ضعيفاً ذاوياً / فبما عزّ دهيناً قَطَطَا
وأخ والنوم في أجفانه / نحلةٌ شنّوا عليها المأقِطا
ومن الليل عليه فضلة / ميسمُ الصبح بها ما علطا
وسطورُ الأفق قد جلَّلها / أزرقُ الفجرِ فعادت نُقَطا
والثريا في مآخير الدجى / هامةٌ شمطاءُ غَلَّتْ مُشُطا
قلت قم قد يئستْ منّا العلا / فتمطّى يُوسدُ الكفَّ المَطَا
ينفض الونيةَ عن أعطافه / منفض المعقول لاقى مَنشَطا
ثم قال اطلب بنا غاياتها / وتقحَّمها مَخيضاً مُورِطا
قد مللنا الناسَ فاصفح عنهُمُ / عرْضَ هذا الملإ المنبسطا
لا تقعْ إلا رؤوساً فيهُمُ / دع ذناباها لهم والوسَطا
فأثرناها رفيقَيْ عزمةٍ / شاكلتْ بينهما فاختلطا
نأخذُ الأرفعَ من طُرْق العلا / ونعدِّي المنحنى والمهبِطا
فوصلنا والعلا لم تختضعْ / باعتساف والذّرَى لم تُلتَطا
نرِدُ الغُدرَ زُلالاً شَبِماً / ونفيء المجدَ ظلّاً سبطا
والثرى أخضر لا يلبسه / جِلدةَ الشهباءِ عامٌ قُحِطا
وإذا العوراء غطّتْ وجهها / عنك لم تُلقِ على المال غِطا
ليس إلا جفنةً فهَّاقة / للقِرى أو بازلاً معتَبَطا
غررٌ تجلو الدياجي ولُهى / يتفرَّجنَ الخطوب الضُّغَّطا
نِعمَ باناتُ صَباً مطلولةٌ / تطرد الريحَ شَمالاً قِطْقِطا
تسرح الأبصار حيث اقترحت / والرجاء الرحب كيف اشترطا
كلُّ فضلٍ عادل ميزانه / فإذا جاء عطاءٌ فَرَّطا
لا تعبِّس نعمةٌ ضاحكةٌ / قاسم الحظّ بها ما غلِطا
رضِيَ المقدار والحظُّ بها / إن رَضِي حاسدُها أو سخطا
لبني عبد العزيز اجتهدتْ / بوجيفِ المنتقي والمَرَطَى
لمساميحَ حوَوْا سقفَ العلا / حِصصاً واقتسموه خُطَطا
كلُّ وضّاحٍ قُدامَى دستِهِ / قُبَلُ الآمالِ تَحفِي البُسُطا
تبصر الغاشين حولَيْ بابه / أبداً رَكْباً ورَجْلَى سُمُطا
لو مشى حولاً على شوك القنا / ورأى الضيم قَعوداً ما امتطى
فإذا استُصرِخ في نازلةٍ / سلَّط الآراءَ فيما سلَّطا
قام تأويد الخلافات بهم / حادثاتٍ وسلافاً فُرُطا
وإذا لم يصبحوا أربابَها / وزَروا فيها وكانوا الوسطا
وإذا ما ولدوا بدراً جلا / ظُلَمَ الأرض وبحراً غَطْمَطا
مثلما أحيا الندى فخرُ العلا / واستراش الكرمَ المنجلطا
ساكنُ الصدر ليانٌ مسُّه / فرشَ البشرَ شِعاراً ووِطا
شائماً فيها ظباً مبروَّةً / يفتللن الصارم المخترطا
مثلَ حيّات النقا ما عرَمتْ / كان مأكولاً بها مستَرَطا
مبصراتٍ فِقَرَ القول إذا / ما ابنُ عشواءَ بليل خبطا
تضبِط الدنيا فإن سام يداً / ضمَّ دينارٍ أبت أن تضبِطا
وسعى طفلاً فطالت يدُه / سودَداً كهلَهم المختلِطا
جئتُه والدهرُ قد أرصد لي / من خفيِّ الكيد ذئباً أمعطا
وجروح اليأس في حالي سدى / تقذف القيد وتعيي القُمُطا
فوفَى جذلانَ حتى ردّني / وقصارى غايتي أن تُغبَطا
تأخذ الأبصارَ مني شارة / تدع الشيخ فتىً مستشرطا
نعمةٌ لو قعد الشكر بها / بهرت واشتهرت أن تُغمطا
فاتت الأملاكَ حتى منعتْ / كلّ راجي غايةٍ أن يقنطا
فاستمع تخبِرْك عني شرَّدٌ / تقطع الأرضَ الربَى والغُوَطا
تدع الآمال إما روضةً / سُقيتْ أو عِترةً أو نَمَطا
معدِنٌ كلُّ لسانِ مفصِحٍ / حولها يسقط حتى تُلْقطا
وإذا هُجْنُ القوافي نُسِبَتْ / كانت العُربَ وكُنَّ النبطا
وإذا النيروز ضمَّت عطفَه / فترةٌ هزّته حتى يَبسُطا
فابتدا بين يديكم قائماً / لكُمُ يَفتح منها سَفَطا
فاهتبلها تحفة وانعم بها / زائراً إمّا دنا أو شحطا
يا زعيم الدين يا من
يا زعيم الدين يا من / يده بالجود سبطه
ما الأيادي فلتةُ مِن / كَ ولا الإحسان غلطَه
أنا قدمت من الجو / ع فحنِّطني بحنطَه
قد تربعت من الإف / لاسِ في أضيق خطَّه
أقلل العشرة تغبط
أقلل العشرة تغبط / إن من أكثر ينحط
وعليك الصدق واحذر / أن ترى في القول تشتط
والزم الصمت إذا ما / خفت أن تلحى فتغلط
فعلى الفاضل يلفى / كل مفضول مسلط
غَلِطَ الدَهرُ بِما أَعطاكُمُ
غَلِطَ الدَهرُ بِما أَعطاكُمُ / وَفِعالُ الدَهرِ جَهلٌ وَغَلَط
يا أمين اللَه لا خطّةَ لي
يا أمين اللَه لا خطّةَ لي / ولقد أفردت صحبي بخطط
أنا في دهياءَ من مظلمةٍ / تحمل الشيخ على كل غلط
صعبة المسلك يرتاع لها / كلُّ من أصعدَ فيها وهبط
بوني منك ما بوأتهم / عرصةً تبسط طرفي ما انبسط
أبتني فيها لنفسي موطنا / ولعقبي فرطاً بعد فرط
لم يزل منك قريباً مسكني / فأعد لي عادةَ القُربِ فقط
كل من قربته مغتبطٌ / ولمن أبعدت خزيٌ وسخط
خَلِّ من يأتمّ بالصل
خَلِّ من يأتمّ بالصل / بانِ يغدو في اختلاطِ
واغدُ للصهباءِ نُسْقا / ها ونَسْقي ونُعَاطي
غَطَسوا في الماءِ جهلاً / وغطسنا في البواطي
وشرِبناها عُقاراً / خندرِيساً بنشاطِ
عَجَباً من ذا الزمانِ الساقِطِ
عَجَباً من ذا الزمانِ الساقِطِ / كيفَ لا يرفعُ الهابِطُ
يخْبِطُ العشواءَ في أحكامِه / وكما يُعرَفُ حالُ الخابِطِ
لا تظنّني عنه راضياً / إنّني أُخْفي ضَميرَ الساخِطِ
قطعَ اللهُ نياطاً ما لَهُ / في تَسابِيبِ العُلا من نائطِ
وتولّى زمَناً غُرتُه / لُطِّخَتْ من أهلِه بالغائطِ
لُطِّخَتْ منهُ بما لم يُنْقِه / دون أن يُسْلَخَ كفُّ السامِطِ
أيها القابضُ عنّي جاهَهُ / إنّني مشتغلٌ بالباسطِ
أعِدِ الحسبانَ في مسألةٍ / جئتَ فيها بحسابٍ غالطِ
ربِّ أنصف قلماً من إبرةٍ / تجعلُ الكاتبَ دون الخائطِ
يا بن من حُلَّتْ عُرى عُصْعُصِها / فهي لم توثَقْ بعَقْدِ الرابطِ
لكُما بيتٌ سمعنا ذِكْرَهُ / بُغيةَ الزاني به واللائِطِ
أبداً ترتضيا دَفْعَيهما / لا تقولا لزبونٍ شارطِ
كسُلَ الدهرُ ولا بدّ لنا / أن نرى منه وثوبَ الناشِطِ
إن للّه عباداً
إن للّه عباداً / أخذوا العمر خليطا
فهم يمسون أعرا / باً ويضحون نبيطا
لم يكن ذا الكون قطّْ
لم يكن ذا الكون قطّْ / بل هو الله فقطْ
صور محسوسة / ومعاني تلتقط
كل وقت غيرها / من يد الحق سقط
مثل لمع البرق في / حركات وحقط
لم يكررها وما / حرفها غير النقط
وهي في تحقيقها / هي نسر وزقط
ورياض وربا / وطعام وأقط
فاترك الفاني الذي / هو وهم ملتقط
منه لا تحسبه / ليس غير الإسم قط
باطل منعدم / وله الحق لقط