يا ليالي السفح من جنب الحِمى
يا ليالي السفح من جنب الحِمى / قابلي حَرَّ الجوى من نفسي
إن رعينا في هواكِ الذِّمما / فَلكَمْ عندكِ عهدٌ قد نُسي
يا أحبّاي وإن حال الودادْ / وذوى غصن الصِّبا وهو رطيبْ
فلكم ما بين أضلاعي فؤاد / حظُّه منكم عذابٌ ووجيب
فسقى دمعي لا صوبُ العهاد / زمناً مرَّ ولم يدرِ الرقيب
تُشهدُ الأرضُ بنا شُهب السما / فسوى الريبة لم نحترسِ
عَرِيت أشواقُنا لكنما / حاكتِ العفةُ أبهى ملبس
يا مراح العيش في " الحيرة " لا / زلتَ ضحَاكا من الغيث العميمْ
كنتَ فينا للتصابي مأهلا / حيثُ صح الجو واعتل النسيم
ان يكن روض شبابي أمحلا / فلقد يُقنعني منه الشميم
ليت ملاّكَ الهوى ما حرّما / ثمرَ اللَّهو على المغترسِ
ودرى أيَّ فؤاد إذ رمى / منه أضحى نُهزةَ المفترس
يا مواثيق عهود سلفتْ / ذكّري أحبابنا ما عاهدوا
وانشُديهم نفس حر تَلَفَت / في هواهمْ ضلّ عنها الناشد
عَرفوا كفّ النوى ما خلّفت / فيَّ لو بعض همومي كابدوا
لا ترى في الحب خَطبْاً مثلما / مُصْعَبٌ يُعطي قيادَ المسلسِ
شيمة منها أُعيذ الكَرما / يستوي المحسنُ فيكم والمسِي
لي فؤاد فيكُمُ إن سُعِّرا / بلظى الشوق يَقُلْ هل من مزيدْ
أفمِن أجل حديث مفترى / يؤخذُ المغدور بالحكمِ العنيد
أم كذا الأحباب كانوا أم ترى / ضاعت الأخلاقُ في العصر الجديد
كيفما شئتمْ فكونوا إنما / لكم انقادت ضعاف الأنفسِ
لم يَدَعْ منها الجفا إلا دَما / كبقايا غسقٍ في غلس
انا ما استبدلتُ عن كاس اللَّمى / بدلا يشهدُ لي مرشفُهُ
ذكِّروه العهد والسفح وما / ضمَّنا إن قال لا أعرفُه
فإذا رقَّ َفقولوا حرّما / ربُّك الظلم فلِمْ تُتْلِفُه
وإذا ما ازور قولوا أجرما / وهو من عَطْفك لما ييأس ِ
إنما الحب ضلال وعمى / فاهدِهِ نورَ الرضا يستأنس
مستهام بكُمُ إن عَنَّفا / عاذلٌ داجاه عن أشواقِهِ
قلت لا ترجع ْ لعهدٍ سلفا / " إن عمراً شبَّ عن أطواقه"
قال غالطت خبيرا عرفا / كل ما في القلب من إخفاقه
قلت يا قلبُ نقضت المبرما / أنا لولاك شديدُ الملمسِ
ظالم خاصمته فاختصما / آه لو أمهل دقُّ الجرس