كفّنوا الشمسَ بريحانٍ ووَرسِ
كفّنوا الشمسَ بريحانٍ ووَرسِ / يا لشمسٍ آذنت من عبد شمسِ
وانضحوا من دمعة اليوم على / سجفِ النعشِ ومن عزّة أمس
ايها الباعث من أمته / أمةً تمخُرُ في المجدِ وتُرسي
ما بكت أم على واحدها / عصفَ الموتُ به ليلةَ عرسِ
مثل مبكاهُم ولا إرنانهم / عندما لوّح ناعيك بيأس
خرجوا بالنعش في ذروتهِ / عربيّ يصدُ الشمسَ بشمسِ
يا له من علمٍ في علَمٍ / يتهادى بينَ تقبيلٍ ولمسِ
دخلَ الغيَ على رئبالهِ / قدرٌ نذلٌ أخو مكرٍ ودَسّ
لبسَ البرءَ إلى أحشائه / وطلى مرشَفَهُ المرّ بدبسِ
أسرع الموت إلى صاحبهِ / حمّةُ الأفعى على لين المجَسّ
وهو لو ريم على ساح الوغى / لفداه من معدّ كل حلس
ومشى مروان في تثآرهِ / بشباب صادقي العزمات حمس
رفعوا الملك على حد الظبي / وأحاطوه من العلم بأس
طلعوا والدهر في روعتهِ / والهدى ما بين تهطال وبجسِ
فاستباحوا كل ماضٍ حسنَهُ / ومشوا منهُ إلى الآتي بقَبسِ
إي أبا الدستور لو عشتَ له / فهولا يبرح في أسر وحبس
غَرسُكَ المحبوب من يرجِعُه / ناضر الأوراق إن حال ليبس
لا يثور المجد في أعراقها / أمة تغدو على النوح وتمسي
زين الموت لأبطال الوغى / مجتلى الأرزاء في اثواب عرس
يخطبُ المدفع في محفلها / طاهر الألفاظ معسول التأسي
خاب من شيد حريّته / دون أن يدعم ركنيها برمسِ
طبت وادي بردى من جنةٍ / طهرَت أرواحها من كلّ رجسِ
يسبح النور على أرجائها / ويفيضُ الحق من ينبوع قدس
يضحك الماء على حصبائها / ضحك الأطفال في مرجة أنس
ويميس البان في ضفاتها / أترى طاف به الساقي بكأس
أهيَ الوردةُ شقّت كمّها / للندى أم شفةٌ همت بهمس
تنبِتُ الحسن على ألوانه / وتقيهِ من مروءات بتُرس
حنّتِ الشام إلى أخطلِها / وذوى منبرها من بعد قسّ
للكرام الصيد سالت أنفسٌ / في مغانيها فهل تجمدُ نفسي